إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. الفرد.. والمجموعة

 

يرويها: أبوبكر الصغير

بعيدا عن الجانب المتنوع للخطاب حول الرياضة، فإن له  جوهرا ، وهو أن هذا الأخير يقترح  وحدة  للرياضة، يمكن تحديدها في المقارنة التاريخية، بين العصور القديمة والحداثة، على سبيل المثال، كما في تنوع الممارسات .

التحدي مثير للغاية، لا يفلت من الصعوبات، يكمن في تحديد الرياضة عبر التاريخ كعمل إبداعي أنساني تتجسّد في سياقها قدرة الإنسان وعظمته في بلوغ أقصى إمكاناته البدنية والذهنية .

إن الرياضة ليست فقط كتأثير أو عرض من أعراض فرد أو مجموعة، إنما ممارسة لها تداعيات فكرية بعيدة كل البعد عن الإهمال .

تداعيات تتّجه للجمع بين صرامة التفكير، والنحت الدقيق للمفهوم مع التجربة الرياضية الحية، في العزلة أو الجماعية، وتجربة المتعة والألم، والجهد، والعرق، والأسلوب في التفكير .

كما في الكليشيهات من التسلسل الهرمي الإزدرائي بين أشياء الجسد وتلك الخاصة بالعقل. إنها في هذه العلاقة اللذيذة بين أحاسيس الفعل الرياضي وتصور ذهني أقصى نجاعة الممارسة والتميّز .

الى حدّ انه في بعض العقائد، تمثل الرياضة كتمرين بدني، النموذج المثالي والأسمى لضبط النفس، حتى أكثر من  ذلك، لامتلاك الذات، لترويض التوتّر و تحييد الجسد المتمرد، بالتالي فهي صنعة في المقام الأول موجهة إلى الإنسان الحقيقي الكامل   .

الاستقلالية هي المعيار الأول الذي يميز الرياضة الفردية.

هنا تحديدا يكون الفرد أو الرياضي هو المتحكم الوحيد في قراراته وأفعاله ونجاحاته.

لا سياسات أو إدارات جامعات أو مسؤولين يحددون له ذلك، بمعنى لا يمكنه بأي حال من الأحوال الاعتماد على شخص آخر أثناء المنافسة، تسمح هذه الفردية في الرياضة بالشعور بالمسؤولية. وهنا يتعلم الرياضي من أخطائه ويصبح أقوى.

هذا لأن الأمر كله متروك له وحده. يتعرف على نفسه بشكل أفضل.

وبالتالي، فإن الرياضة الفردية تجعل من الممكن فهم حدود وقدرات المرء بشكل أفضل. إمكانات الإنسان ..

من المفارقة عندنا، أن التميز في الرياضات الفردية أفضل بكثير من رياضة الفرق والمجموعات، بما يحيل الى عبقرية الفرد التونسي وقدراته، بالتالي عجز السياسات وفشل المسؤولبن .

أنس جابر، أيوب الحفناوي، خليل الجندوبي الخ.. عناوين بارزة لإمكانات شباب من أصحاب الهمة طمحوا بإمكانات ذاتية متواضعة بعيدا عن كلّ أشكال البيروقراطية الرياضية وفساد بعض الجامعات الى العالمية ..

آمن هؤلاء بأنهم لكي ينجحوا أن تكون رغبتهم في ذلك أكبر من خوفهم من الفشل.

أحرقوا كل مراكب العودة الى هذا الواقع المرير، بذلك حافظوا على حالة ذهنية اسمها الرغبة الجامحة في التميز، الرغبة الضرورية واللازمة لإدراك هذا النجاح .

فالأبطال لا يُصنعون في مكاتب الإدارات، أو في اجتماعات الفنادق الفاخرة، إنهم يُصنعون من أمور  أخرى عميقة تسكن دواخلهم، من ذلك الإصرار والإرادة والحُلم .

المكان الوحيد الذي تسبق فيه كلمة النجاح قبل كلمة الجهد هو قاموس اللغة.

حكاياتهم  ..   الفرد.. والمجموعة

 

يرويها: أبوبكر الصغير

بعيدا عن الجانب المتنوع للخطاب حول الرياضة، فإن له  جوهرا ، وهو أن هذا الأخير يقترح  وحدة  للرياضة، يمكن تحديدها في المقارنة التاريخية، بين العصور القديمة والحداثة، على سبيل المثال، كما في تنوع الممارسات .

التحدي مثير للغاية، لا يفلت من الصعوبات، يكمن في تحديد الرياضة عبر التاريخ كعمل إبداعي أنساني تتجسّد في سياقها قدرة الإنسان وعظمته في بلوغ أقصى إمكاناته البدنية والذهنية .

إن الرياضة ليست فقط كتأثير أو عرض من أعراض فرد أو مجموعة، إنما ممارسة لها تداعيات فكرية بعيدة كل البعد عن الإهمال .

تداعيات تتّجه للجمع بين صرامة التفكير، والنحت الدقيق للمفهوم مع التجربة الرياضية الحية، في العزلة أو الجماعية، وتجربة المتعة والألم، والجهد، والعرق، والأسلوب في التفكير .

كما في الكليشيهات من التسلسل الهرمي الإزدرائي بين أشياء الجسد وتلك الخاصة بالعقل. إنها في هذه العلاقة اللذيذة بين أحاسيس الفعل الرياضي وتصور ذهني أقصى نجاعة الممارسة والتميّز .

الى حدّ انه في بعض العقائد، تمثل الرياضة كتمرين بدني، النموذج المثالي والأسمى لضبط النفس، حتى أكثر من  ذلك، لامتلاك الذات، لترويض التوتّر و تحييد الجسد المتمرد، بالتالي فهي صنعة في المقام الأول موجهة إلى الإنسان الحقيقي الكامل   .

الاستقلالية هي المعيار الأول الذي يميز الرياضة الفردية.

هنا تحديدا يكون الفرد أو الرياضي هو المتحكم الوحيد في قراراته وأفعاله ونجاحاته.

لا سياسات أو إدارات جامعات أو مسؤولين يحددون له ذلك، بمعنى لا يمكنه بأي حال من الأحوال الاعتماد على شخص آخر أثناء المنافسة، تسمح هذه الفردية في الرياضة بالشعور بالمسؤولية. وهنا يتعلم الرياضي من أخطائه ويصبح أقوى.

هذا لأن الأمر كله متروك له وحده. يتعرف على نفسه بشكل أفضل.

وبالتالي، فإن الرياضة الفردية تجعل من الممكن فهم حدود وقدرات المرء بشكل أفضل. إمكانات الإنسان ..

من المفارقة عندنا، أن التميز في الرياضات الفردية أفضل بكثير من رياضة الفرق والمجموعات، بما يحيل الى عبقرية الفرد التونسي وقدراته، بالتالي عجز السياسات وفشل المسؤولبن .

أنس جابر، أيوب الحفناوي، خليل الجندوبي الخ.. عناوين بارزة لإمكانات شباب من أصحاب الهمة طمحوا بإمكانات ذاتية متواضعة بعيدا عن كلّ أشكال البيروقراطية الرياضية وفساد بعض الجامعات الى العالمية ..

آمن هؤلاء بأنهم لكي ينجحوا أن تكون رغبتهم في ذلك أكبر من خوفهم من الفشل.

أحرقوا كل مراكب العودة الى هذا الواقع المرير، بذلك حافظوا على حالة ذهنية اسمها الرغبة الجامحة في التميز، الرغبة الضرورية واللازمة لإدراك هذا النجاح .

فالأبطال لا يُصنعون في مكاتب الإدارات، أو في اجتماعات الفنادق الفاخرة، إنهم يُصنعون من أمور  أخرى عميقة تسكن دواخلهم، من ذلك الإصرار والإرادة والحُلم .

المكان الوحيد الذي تسبق فيه كلمة النجاح قبل كلمة الجهد هو قاموس اللغة.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews