إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

غدا الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي.. وانطلقت رحلة البحث عن "اختصاص" يلائم المؤهلات

 

تونس-الصباح

تنطلق غدا الأربعاء 26 جويلية الجاري الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي لتمتد الى غاية الأحد 30 جويلية على أن يتم الإعلان عن نتائجها يوم الجمعة 04 أوت 2023.

لتبدأ لاحقا -وفقا لما يتوقعه كثيرون-  رحلة البحث عن اختصاص يتماشى مع الميولات التي لا تنسجم مطلقا مع مجموع النقاط الذي يضبطه دليل التوجيه الجامعي.. رحلة تترجمها مطالب إعادة التوجيه التي عادة ما يكون مصير غالبيتها الرفض الأمر الذي سيعود لاحقا بالوبال على سوق الشغل وعلى مؤشرات البطالة...

في هذا الخصوص تبدو هذه التوقعات أو السيناريو الذي تعيشه منظومة التوجيه الجامعي كل سنة  يتعارض مع ما أعلنه  مؤخرا وزير التعليم العالي والبحث العلمي منصف بوكثير الذي أورد على هامش ندوة صحفية انعقدت مؤخرا حول التوجيه الجامعي، إن عدد المقاعد الجامعية المتوفرة أكبر من عدد حاملي شهادة الباكالوريا هذه السنة.

وأشار وزير التعليم العالي على هامش هذه الندوة إلى وجود "خلل" بين شعبتي الرياضيات، والاقتصاد والتصرف من حيث عدد التلاميذ المسجلين إذ تحظى شعبة الاقتصاد والتصرف بإقبال من التلاميذ اللذين يبلغ عددهم 4 أضعاف عدد المسجلين في شعبة الرياضيات، مما تسبب في "عدم توازن" بين الشعبتين...

لكن الأمر يختلف من وجهة نظر المختصين والعارفين بخبايا التوجيه الجامعي على اعتبار أن الإشكالية ليست إشكالية مقاعد وإنما هي إشكالية إيجاد اختصاص يتلاءم مع الرغبات والميولات...

في هذا الاتجاه يرى كثيرون أن منظومة التوجيه الجامعي اصطدمت هده السنة كما بقية السنوات بأن أكثر من  نصف الناجحين قد نالوا ملاحظة متوسط وهو ما يعني أن الاختصاصات التي ترومها الغالبية على غرار الاختصاصات شبه الطبية والتقني السامي في الإعلامية ستكون عصية على كثيرين نظرا لارتفاع مجموع نقاطها.. وبالتالي ستؤشر هذه العملية الى التعويل على مسالة إعادة التوجيه الجامعي بما أن التوجيه الجامعي بات منذ السنوات الأخيرة حكرا على فئة معينة ممن تساوي معدلاتهم 15 من 20 فما فوق  وحتى المعدلات التي تساوي 12 أو 13 من 20 لا تجد حظها في دليل التوجيه الجامعي فما بالك بالمعدلات الضعيفة..

في هذا الخصوص يرى كثيرون أن الحل الأسلم والناجع اليوم هو الشروع في إصلاح عميق وجوهري لمنظومة التوجيه الجامعي وحتى لبعض الجامعات حتى يتسنى تقريب الجامعات التونسية لمحيطها الاقتصادي.. علما أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي كان قد أشار مؤخرا بأن الوزارة تعمل على إعادة هيكلة بعض المؤسسات في مختلف الجامعات التونسية" في مسارات جديدة، لافتًا إلى أنّه "تمّ إحداث تغيير في تكوين مؤسسة من المؤسسات، وسيتم طرحه على مجلس الوزراء لمناقشتها والمصادقة عليها...

في المقابل يتبنى البعض طرحا مغايرا قوامه أن منظومة التوجيه المدرسي ترتبط ارتباطا وثيقا بمنظومة التوجيه المدرسي التي تحتاج بدورها الى مراجعة وفي هذا الإطار  أورد المستشار العام في الإعلام والتوجيه منصف الخميري على هامش ندوة صحفية عقدت مؤخرا حول التوجيه المدرسي أن منظومة التوجيه المدرسي الحالية تشكو من عدة مآزق والتي لها علاقة مباشرة بالتوجيه الجامعي وما لذلك من تأثير فيما بعد على سوق الشغل."

واعتبر في هذا الإطار أن الجميع يرى أن الخريطة الحالية تظهر عدم تساو في القدرات والمكتسبات المعرفية والتواصلية لدى التلاميذ بصورة عامة وما يقود إليه ذلك من آفاق غير متكافئة في الجامعة وبعدها مشيرا الى أن من بين المآزق التي تطوّق التوجيه المدرسي اليوم هو عدم الحسم في السؤال التاريخي المحيّر حول ما إذا نبدأ في صياغة اختصاصات عامة كبرى ونمضي بها إلى البكالوريا ثم إلى التعليم العالي كما هي تقريبا لجعل التلميذ يمارس نفس الاختصاص الذي انطلق به في التعليم الثانوي، أم أن ننطلق باختصاصات عامة ثم نراجع بصفة جوهرية منظومة المواد الاختيارية لتلوّن المستويات الأخيرة على حد تشخيصه...

وبالعودة الى الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي التي تنطلق غدا تجدر الإشارة الى أن الإعلان عن النتائج سيكون يوم 04 أوت المقبل علما وأن الوزارة كانت قد عملت  قبل الإعلان عن نتائج الباكالوريا في دورتيها على الاستعداد للسنة الجامعية المقبلة، من خلال وضع 170 مبيتاً جامعياً و82 مطعماً على ذمة الطلبة.. فضلا على توفير الوجبات للطلبة مع تحسين جودتها والمحافظة على نفس السعر الرمزي المحدد للوجبة الواحدة والمقدر بـ200 مليم، والحال أن كلفة الوجبة تتراوح بين 2500 و2700 مليم.

منال حرزي

غدا الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي..  وانطلقت رحلة البحث عن "اختصاص" يلائم المؤهلات

 

تونس-الصباح

تنطلق غدا الأربعاء 26 جويلية الجاري الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي لتمتد الى غاية الأحد 30 جويلية على أن يتم الإعلان عن نتائجها يوم الجمعة 04 أوت 2023.

لتبدأ لاحقا -وفقا لما يتوقعه كثيرون-  رحلة البحث عن اختصاص يتماشى مع الميولات التي لا تنسجم مطلقا مع مجموع النقاط الذي يضبطه دليل التوجيه الجامعي.. رحلة تترجمها مطالب إعادة التوجيه التي عادة ما يكون مصير غالبيتها الرفض الأمر الذي سيعود لاحقا بالوبال على سوق الشغل وعلى مؤشرات البطالة...

في هذا الخصوص تبدو هذه التوقعات أو السيناريو الذي تعيشه منظومة التوجيه الجامعي كل سنة  يتعارض مع ما أعلنه  مؤخرا وزير التعليم العالي والبحث العلمي منصف بوكثير الذي أورد على هامش ندوة صحفية انعقدت مؤخرا حول التوجيه الجامعي، إن عدد المقاعد الجامعية المتوفرة أكبر من عدد حاملي شهادة الباكالوريا هذه السنة.

وأشار وزير التعليم العالي على هامش هذه الندوة إلى وجود "خلل" بين شعبتي الرياضيات، والاقتصاد والتصرف من حيث عدد التلاميذ المسجلين إذ تحظى شعبة الاقتصاد والتصرف بإقبال من التلاميذ اللذين يبلغ عددهم 4 أضعاف عدد المسجلين في شعبة الرياضيات، مما تسبب في "عدم توازن" بين الشعبتين...

لكن الأمر يختلف من وجهة نظر المختصين والعارفين بخبايا التوجيه الجامعي على اعتبار أن الإشكالية ليست إشكالية مقاعد وإنما هي إشكالية إيجاد اختصاص يتلاءم مع الرغبات والميولات...

في هذا الاتجاه يرى كثيرون أن منظومة التوجيه الجامعي اصطدمت هده السنة كما بقية السنوات بأن أكثر من  نصف الناجحين قد نالوا ملاحظة متوسط وهو ما يعني أن الاختصاصات التي ترومها الغالبية على غرار الاختصاصات شبه الطبية والتقني السامي في الإعلامية ستكون عصية على كثيرين نظرا لارتفاع مجموع نقاطها.. وبالتالي ستؤشر هذه العملية الى التعويل على مسالة إعادة التوجيه الجامعي بما أن التوجيه الجامعي بات منذ السنوات الأخيرة حكرا على فئة معينة ممن تساوي معدلاتهم 15 من 20 فما فوق  وحتى المعدلات التي تساوي 12 أو 13 من 20 لا تجد حظها في دليل التوجيه الجامعي فما بالك بالمعدلات الضعيفة..

في هذا الخصوص يرى كثيرون أن الحل الأسلم والناجع اليوم هو الشروع في إصلاح عميق وجوهري لمنظومة التوجيه الجامعي وحتى لبعض الجامعات حتى يتسنى تقريب الجامعات التونسية لمحيطها الاقتصادي.. علما أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي كان قد أشار مؤخرا بأن الوزارة تعمل على إعادة هيكلة بعض المؤسسات في مختلف الجامعات التونسية" في مسارات جديدة، لافتًا إلى أنّه "تمّ إحداث تغيير في تكوين مؤسسة من المؤسسات، وسيتم طرحه على مجلس الوزراء لمناقشتها والمصادقة عليها...

في المقابل يتبنى البعض طرحا مغايرا قوامه أن منظومة التوجيه المدرسي ترتبط ارتباطا وثيقا بمنظومة التوجيه المدرسي التي تحتاج بدورها الى مراجعة وفي هذا الإطار  أورد المستشار العام في الإعلام والتوجيه منصف الخميري على هامش ندوة صحفية عقدت مؤخرا حول التوجيه المدرسي أن منظومة التوجيه المدرسي الحالية تشكو من عدة مآزق والتي لها علاقة مباشرة بالتوجيه الجامعي وما لذلك من تأثير فيما بعد على سوق الشغل."

واعتبر في هذا الإطار أن الجميع يرى أن الخريطة الحالية تظهر عدم تساو في القدرات والمكتسبات المعرفية والتواصلية لدى التلاميذ بصورة عامة وما يقود إليه ذلك من آفاق غير متكافئة في الجامعة وبعدها مشيرا الى أن من بين المآزق التي تطوّق التوجيه المدرسي اليوم هو عدم الحسم في السؤال التاريخي المحيّر حول ما إذا نبدأ في صياغة اختصاصات عامة كبرى ونمضي بها إلى البكالوريا ثم إلى التعليم العالي كما هي تقريبا لجعل التلميذ يمارس نفس الاختصاص الذي انطلق به في التعليم الثانوي، أم أن ننطلق باختصاصات عامة ثم نراجع بصفة جوهرية منظومة المواد الاختيارية لتلوّن المستويات الأخيرة على حد تشخيصه...

وبالعودة الى الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي التي تنطلق غدا تجدر الإشارة الى أن الإعلان عن النتائج سيكون يوم 04 أوت المقبل علما وأن الوزارة كانت قد عملت  قبل الإعلان عن نتائج الباكالوريا في دورتيها على الاستعداد للسنة الجامعية المقبلة، من خلال وضع 170 مبيتاً جامعياً و82 مطعماً على ذمة الطلبة.. فضلا على توفير الوجبات للطلبة مع تحسين جودتها والمحافظة على نفس السعر الرمزي المحدد للوجبة الواحدة والمقدر بـ200 مليم، والحال أن كلفة الوجبة تتراوح بين 2500 و2700 مليم.

منال حرزي