*إعلان تونس للشعوب يدعو إلى التشبيك ومعاضدة الجهود من أجل ضمان تواجد كريم وإنساني للمهاجرين..
تونس- الصباح
الإدانة كانت واسعة أمس لمختلف الحكومات المنتظر أن تشارك في قمة روما للهجرة نهاية الأسبوع الجاري. وحمل مختلف المتدخلين من منظمات مجتمع مدني وحقوقيين ونشطاء، مسؤولية المآسي الإنسانية وحالات الموت الجماعي التي تسجل يوميا في البحر وفي الصحراء وعلى المناطق الحدودية للسياسات الأوروبية، وطالبوا حكوماتهم بالكف عن قبول حلول مقايضة الإنسان بالمال التي تعتمدها دول الاتحاد الأوروبي لضمان منع دول شمال إفريقيا وجنوب الصحراء مواطنيها من الوصول إلى أراضيها.
واعتبر عبد الرحمان الهذيلي رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، خلال افتتاحه لتظاهرة لقاء الشعوب ضد السياسات الهجرية واللاإنسانية الأوروبية المنعقد وسط العاصمة التونسية، أن ما يقع اليوم في حق المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء بمثابة الكارثة الإنسانية بكل تفاصيلها شملت النساء والأطفال والرجال بمختلف أعمارهم ووضعياتهم الصحية. وبين أنهم يتعرضون لشتى أشكال الانتهاك والعنف على أساس اللون، وذلك بعد أحداث صفاقس بداية الشهر حيث تم نقل المئات منهم قسريا في شكل طرد جماعي وحرموا من الأكل والماء والعلاج والإيواء لأيام.
ووصف أن المعالجة الحكومية لمسألة الهجرة كانت بعيدة كل البعد عن الحوكمة والعقلانية. ودعا الهذيلي في نفس الوقت إلى تناول الملف ضمن مقاربة شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وخاصة إنسانية، وبين أن مؤتمر روما لن يكون إلا غطاء جديدا لبرامج دول الاتحاد الأوروبي اللاإنساينة في حوض البحر الأبيض المتوسط والتي تعمل خلالها بكل السبل إلى تصدير حدودها وجعل حكومات دول الجنوب الحارس المتقدم لها.
في نفس الإطار عبّر عبد القادر المهذبي عن قسم الهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل، عن رفض التوجه القاضي بجعل تونس مركزا حدوديا متقدما للضفة الشمالية من المتوسط ومنع المهاجرين من التنقل مقابل فتات من الأموال، وأدان حملات التشويه وخطاب الكراهية ضد المهاجرين.
واعتبر محمد ياسين الجلاصي رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أن التغطيات الإعلامية قد شابها بعض الانحياز للخطاب الرسمي المتسم بالعنصرية، وبين أن الصحافة لها دور هام ومحدد في قضايا الهجرة واللجوء وهي المرآة العاكسة لحقيقة الوضع الإنساني وتداعيات السياسات الأوروبية على المنطقة والطريق إلى الضغط من أجل تغييرها.
واتفق كل من الان اديكان أمين عام الاتحاد العام لعمال النيجر، والناشط طارق لملوم من ليبيا، على تشخيص واقع المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، الذين يجدون أنفسهم اليوم بين محرقة الحروب والتغيرات المناخية وعدم الاستقرار السياسي والمطاردات الأمنية في بلدانهم، وبين حلم البحث عن حياة أفضل عبر الهجرة غير النظامية التي يمكن أن يكون ثمنها حياتهم غرقا في البحر أو عطشا في الصحراء.
وعرض طارق لملوم جملة من القصص الإنسانية التي يواجهها الأفارقة في ليبيا مثل التعذيب والمعاملة السيئة والتجويع داخل مراكز الاحتجاز، واعتبر أن أوروبا والمنظمات الدولية المعنية بقضايا الهجرة واللجوء وأبرزها الهلال الأحمر والمفوضية السامية لحقوق اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، جميعها، بعيدة كل البعد عن كل مقاربة إنسانية، بل تقف صامتة أمام موت الأطفال والنساء وانتهاكات المهربين وتجار البشر.
وكشف فؤاد حصام عن النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة بالجزائر، أن هناك صمتا دوليا يرافق الموت المسجل في عمليات الهجرة غير النظامية في البحر وفي الصحراء، واقر أن الجانب الجزائري بصدد التعامل بلا إنسانية مع المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، وأوضح أن الأهم من هذه التظاهرة بداية أن تستمع لها حكوماتنا وتغير من سياستها في علاقة بملف الهجرة، فيكفي أن لا نكون حراسا متقدمين لدول أوروبا حتى نضمن تغييرا في السياسيات العامة المعتمدة اليوم مع قضايا الهجرة واللجوء.
وفي علاقة بأهمية تظاهرة لقاء الشعوب ومدى فاعليتها في تغيير أو إدخال ولو تحويرات على ما سيصدر عن قمة روما، أفاد علاء الطالبي المدير التنفيذي للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أنه في مرحلة أولى الهدف هو أن مختلف الحاضرين يقومون بتسجيل موقف والتنديد بسياسات الحكومات ورفض توجهاتها في علاقة بقضايا الهجرة. تم الدعوة من قبل المجتمع المدني في أكثر من مناسبة إلى عقد مؤتمر للهجرة، لا يقتصر على مقاربة رسمية حكومية، بل شاملة وتجمع منظمات المجتمع المدني والنشطاء والحقوقيين.
وبين انه وعبر إعلان تونس الذي صدر وما حمله من توصيات للتشبيك ومعاضدة الجهود من اجل ضمان تواجد كريم وإنساني للمهاجرين مهما كان مكان تواجدهم، سيتم التنسيق مع الجمعيات والحركات المدنية لدول الاتحاد الأوروبي من اجل تقديم بدائل ودحض المقاربات الحكومية اللاإنسانية.
وبين طارق لملوم في نفس السياق أن حملات المناصرة، دائما ما تعطي أكلها وتكون لها نتائج ولو بعد فترة، واعتبر انه ومثلما كان لخطاب الكراهية أثره سيكون لخطاب الإنسانية والدفاع عن الحقوق وقعه أيضا لدى الشعوب وأصحاب القرار.
وللإشارة تم خلال "تظاهرة لقاء الشعوب" عرض دراسة ميدانية، كمية ونوعية أعدها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية واشرف عليها الباحث في علم الاجتماع خالد طبابي وتناولت دراسة حالة ما يعيشه نحو 160 من المهاجرين غير النظاميين على امتداد 10 أيام في منطقة وادي المغطي وهي منطقة بيه بالدوار تقع في قرية الفريد من عمادة عين كرمة التابعة لمعتمدية تمغزة من ولاية توزر.
كما شهدت التظاهرة تقديم عدد من الشهادات لنشطاء ومهاجرين تم خلالها توصيف حجم الانتهاكات والعنف والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها المهاجرون خلال رحلاتهم عبر البحر أو البر. وتلت التظاهرة وما تخللها من مداخلات ونقاش وقفة أمام المسرح البلدي وسهرة فنية لمساندة المهاجرين غير النظاميين.
ريم سوودي
*إعلان تونس للشعوب يدعو إلى التشبيك ومعاضدة الجهود من أجل ضمان تواجد كريم وإنساني للمهاجرين..
تونس- الصباح
الإدانة كانت واسعة أمس لمختلف الحكومات المنتظر أن تشارك في قمة روما للهجرة نهاية الأسبوع الجاري. وحمل مختلف المتدخلين من منظمات مجتمع مدني وحقوقيين ونشطاء، مسؤولية المآسي الإنسانية وحالات الموت الجماعي التي تسجل يوميا في البحر وفي الصحراء وعلى المناطق الحدودية للسياسات الأوروبية، وطالبوا حكوماتهم بالكف عن قبول حلول مقايضة الإنسان بالمال التي تعتمدها دول الاتحاد الأوروبي لضمان منع دول شمال إفريقيا وجنوب الصحراء مواطنيها من الوصول إلى أراضيها.
واعتبر عبد الرحمان الهذيلي رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، خلال افتتاحه لتظاهرة لقاء الشعوب ضد السياسات الهجرية واللاإنسانية الأوروبية المنعقد وسط العاصمة التونسية، أن ما يقع اليوم في حق المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء بمثابة الكارثة الإنسانية بكل تفاصيلها شملت النساء والأطفال والرجال بمختلف أعمارهم ووضعياتهم الصحية. وبين أنهم يتعرضون لشتى أشكال الانتهاك والعنف على أساس اللون، وذلك بعد أحداث صفاقس بداية الشهر حيث تم نقل المئات منهم قسريا في شكل طرد جماعي وحرموا من الأكل والماء والعلاج والإيواء لأيام.
ووصف أن المعالجة الحكومية لمسألة الهجرة كانت بعيدة كل البعد عن الحوكمة والعقلانية. ودعا الهذيلي في نفس الوقت إلى تناول الملف ضمن مقاربة شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وخاصة إنسانية، وبين أن مؤتمر روما لن يكون إلا غطاء جديدا لبرامج دول الاتحاد الأوروبي اللاإنساينة في حوض البحر الأبيض المتوسط والتي تعمل خلالها بكل السبل إلى تصدير حدودها وجعل حكومات دول الجنوب الحارس المتقدم لها.
في نفس الإطار عبّر عبد القادر المهذبي عن قسم الهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل، عن رفض التوجه القاضي بجعل تونس مركزا حدوديا متقدما للضفة الشمالية من المتوسط ومنع المهاجرين من التنقل مقابل فتات من الأموال، وأدان حملات التشويه وخطاب الكراهية ضد المهاجرين.
واعتبر محمد ياسين الجلاصي رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أن التغطيات الإعلامية قد شابها بعض الانحياز للخطاب الرسمي المتسم بالعنصرية، وبين أن الصحافة لها دور هام ومحدد في قضايا الهجرة واللجوء وهي المرآة العاكسة لحقيقة الوضع الإنساني وتداعيات السياسات الأوروبية على المنطقة والطريق إلى الضغط من أجل تغييرها.
واتفق كل من الان اديكان أمين عام الاتحاد العام لعمال النيجر، والناشط طارق لملوم من ليبيا، على تشخيص واقع المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، الذين يجدون أنفسهم اليوم بين محرقة الحروب والتغيرات المناخية وعدم الاستقرار السياسي والمطاردات الأمنية في بلدانهم، وبين حلم البحث عن حياة أفضل عبر الهجرة غير النظامية التي يمكن أن يكون ثمنها حياتهم غرقا في البحر أو عطشا في الصحراء.
وعرض طارق لملوم جملة من القصص الإنسانية التي يواجهها الأفارقة في ليبيا مثل التعذيب والمعاملة السيئة والتجويع داخل مراكز الاحتجاز، واعتبر أن أوروبا والمنظمات الدولية المعنية بقضايا الهجرة واللجوء وأبرزها الهلال الأحمر والمفوضية السامية لحقوق اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، جميعها، بعيدة كل البعد عن كل مقاربة إنسانية، بل تقف صامتة أمام موت الأطفال والنساء وانتهاكات المهربين وتجار البشر.
وكشف فؤاد حصام عن النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة بالجزائر، أن هناك صمتا دوليا يرافق الموت المسجل في عمليات الهجرة غير النظامية في البحر وفي الصحراء، واقر أن الجانب الجزائري بصدد التعامل بلا إنسانية مع المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، وأوضح أن الأهم من هذه التظاهرة بداية أن تستمع لها حكوماتنا وتغير من سياستها في علاقة بملف الهجرة، فيكفي أن لا نكون حراسا متقدمين لدول أوروبا حتى نضمن تغييرا في السياسيات العامة المعتمدة اليوم مع قضايا الهجرة واللجوء.
وفي علاقة بأهمية تظاهرة لقاء الشعوب ومدى فاعليتها في تغيير أو إدخال ولو تحويرات على ما سيصدر عن قمة روما، أفاد علاء الطالبي المدير التنفيذي للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أنه في مرحلة أولى الهدف هو أن مختلف الحاضرين يقومون بتسجيل موقف والتنديد بسياسات الحكومات ورفض توجهاتها في علاقة بقضايا الهجرة. تم الدعوة من قبل المجتمع المدني في أكثر من مناسبة إلى عقد مؤتمر للهجرة، لا يقتصر على مقاربة رسمية حكومية، بل شاملة وتجمع منظمات المجتمع المدني والنشطاء والحقوقيين.
وبين انه وعبر إعلان تونس الذي صدر وما حمله من توصيات للتشبيك ومعاضدة الجهود من اجل ضمان تواجد كريم وإنساني للمهاجرين مهما كان مكان تواجدهم، سيتم التنسيق مع الجمعيات والحركات المدنية لدول الاتحاد الأوروبي من اجل تقديم بدائل ودحض المقاربات الحكومية اللاإنسانية.
وبين طارق لملوم في نفس السياق أن حملات المناصرة، دائما ما تعطي أكلها وتكون لها نتائج ولو بعد فترة، واعتبر انه ومثلما كان لخطاب الكراهية أثره سيكون لخطاب الإنسانية والدفاع عن الحقوق وقعه أيضا لدى الشعوب وأصحاب القرار.
وللإشارة تم خلال "تظاهرة لقاء الشعوب" عرض دراسة ميدانية، كمية ونوعية أعدها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية واشرف عليها الباحث في علم الاجتماع خالد طبابي وتناولت دراسة حالة ما يعيشه نحو 160 من المهاجرين غير النظاميين على امتداد 10 أيام في منطقة وادي المغطي وهي منطقة بيه بالدوار تقع في قرية الفريد من عمادة عين كرمة التابعة لمعتمدية تمغزة من ولاية توزر.
كما شهدت التظاهرة تقديم عدد من الشهادات لنشطاء ومهاجرين تم خلالها توصيف حجم الانتهاكات والعنف والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها المهاجرون خلال رحلاتهم عبر البحر أو البر. وتلت التظاهرة وما تخللها من مداخلات ونقاش وقفة أمام المسرح البلدي وسهرة فنية لمساندة المهاجرين غير النظاميين.