إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

قمة روما للهجرة.. بين انتظارات دول الجنوب ووعود دول الشمال!

 

تونس – الصباح

ستحتضن العاصمة الإيطالية روما يوم الأحد القادم، قمة أوروبية – افريقية، هي الأولى من نوعها في علاقة بالموضوع الذي سيكون محلّ نقاش بين رؤساء ورؤساء حكومة من ضفتي المتوسّط والمتعلّق أساسا بمعضلة الهجرة غير النظامية والتنمية التي تهم أساسا دول افريقية فقيرة، وغياب التنمية في هذه البلدان وارتفاع معدلات الفقر والبطالة هي من أبرز أسباب تدفقات الهجرة نحو الشمال..

وهذه القمة التي كانت باقتراح من تونس ومن الرئيس قيس سعيد وبسعي من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، تأتي في سياقات عاصفة لأزمة المهاجرين والتي بات ملفا دوليا تخوض فيه بالنقاش والتداول أكثر من دولة أوروبية وأفريقية، وهو الملف المؤجّل منذ سنوات دون نقاش عميق وجدّي حيث تم الاكتفاء دائما بالحلّ الأمني وبالتنكيل بالمهاجرين مع تزايد تدفقات الهجرة والارتفاع الكبير لعدد المهاجرين لكل تلك الظروف التي تعيشها بلدان الحوض الجنوبي للمتوسّط بما أثّر على حياة السكان ودفع بعضهم قسرا للهجرة..

لقاء الانتظارات والوعود

الأحد الماضي وفي اللقاء الذي جمع الرئيس قيس سعيد بالوفد الأوروبي الذي تتقدمه ميلوني والتي قالت أنّ الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي في هذا المجال يجب اعتبارها نموذجا لبناء علاقات جديدة مع الجيران في منطقة شمال إفريقيا، وأنه يجب مواصلة العمل بعد إمضاء مذكرة التفاهم. كما أعلنت المتحدّثة باسم المفوضية أنّ رئيس الدولة قيس سعيّد سيكون ضيفا مبجّلا في اجتماع مخصّص للهجرة والتنمية في العاصمة الإيطالية روما.

وقمة روما أو اجتماع الأحد هو لقاء تمهيدي للقمة الإيطالية- الأوروبية في بداية نوفمبر القادم والتي أعلن عنها قبل ذلك وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، وذلك عقب الاجتماع الثاني مع سفراء الدول الإفريقية المعتمدين لدى إيطاليا حيث أكد تاياني أن الاجتماع الثاني مع سفراء الدول الإفريقية المعتمدين يعتبر خطوة في مجال الاستعداد لهذا الحدث المهم، متوقعا حضور أكبر عدد ممكن من رؤساء الدول والحكومات في اجتماع هذا الاحد .

وفي اللقاء الذي كان جمع الرئيس قيس سعيد بميلوني في بداية جوان

الماضي والذي تناول ملفّ الهجرة غير شرعية أو غير النظامية اعتبر الرئيس قيس سعيد أنها هجرة غير إنسانية موضحا أن تونس تتحمل أعباء كثيرة لأنها لم تعد فقط نقطة عبور بل أيضا وجهة لعديد المهاجرين للاستقرار بها بصفة غير قانونية. وأكد رئيس الدولة أن هذه الظاهرة التي تتفاقم يوما بعد يوم لا يمكن مقاربتها إلا بصفة جماعية لذلك دعا إلى حل مشترك في إطار قمة تضمّ كل الدول المعنية سواء جنوب البحر الأبيض المتوسط وجنوب الصحراء أو شمال المتوسط..، حيث قال وقتها أن كل الطرق لم تعد تؤدي إلى روما بل صارت تؤدي أيضا إلى تونس وهي ظاهرة غير طبيعية لا بالنسبة إلى تونس ولا بالنسبة إلى الدول التي يتدفق إليها هؤلاء المهاجرون. كما أشار رئيس الجمهورية إلى وجود شبكات إجرامية تتاجر بالبشر وبالأعضاء سواء في الدول الإفريقية أو في دول شمال المتوسط داعيا إلى العمل سويا من أجل القضاء على التنظيمات التي تعتبر هؤلاء المهاجرين بضاعة تتقاذفها الأمواج في البحر أو رمال الصحاري قبل أن يصلوا إلى المناطق التي يريدون الاستقرار بها.

وشدّد رئيس الجمهورية على أن الحل لا يمكن أن يكون أمنيا لأن الأمن موكول له محاربة الجرائم بكل أنواعها ولكنه ليس الأداة للقضاء على البؤس والفاقة والحرمان، ويتمسك قيس سعيد بالتأكيد على ضرورة معالجة الأسباب بصفة جماعية لزرع الأمل في نفوس المهاجرين حتى لا يغادروا أوطانهم وذلك بعمل اقتصادي واجتماعي مكثف يقضي على اليأس ويزرع مكانه الأمل.

وقمة روما لن تكون بمعزل أيضا عن السياقات الراهنة ومنها أزمة القمح الدولية والتي يمكن أن تؤثر على الاستقرار في إفريقيا وتدفع إلى مزيد من تدفقات الهجرة، ولكن إيطاليا تراهن على قمة شهر نوفمبر لوضع تسوية نهائية لملف الهجرة بين شمال وجنوب المتوسط، ويعد اجتماع القادة الأوروبيين والافارقة يوم الأحد بروما هو قمة ما قبل القمة..، حيث ينتظر الجميع أن تترجم الوعود الأوروبية الى إجراءات عملية تلبي انتظارات جنوب المتوسّط التي تحتاج لضخ استثمارات هائلة لتشجيع الاستقرار وقطع مسارات الهجرة الذي يضطر له آلاف الشباب الافريقي بحثا عن فرص حياة أفضل وبحثا عن الأمن في دول تعيش في أغلبها حالة حروب واقتتال داخلي.

وبين الانتظارات والآمال والوعود التي يحتاج تحقيقها الكثير من الجهد ننتظر من قمة روما خطوة إلى الامام على مستوى تسوية ملف الهجرة.

منية العرفاوي

 

 

 

 

قمة روما للهجرة..  بين انتظارات دول الجنوب ووعود دول الشمال!

 

تونس – الصباح

ستحتضن العاصمة الإيطالية روما يوم الأحد القادم، قمة أوروبية – افريقية، هي الأولى من نوعها في علاقة بالموضوع الذي سيكون محلّ نقاش بين رؤساء ورؤساء حكومة من ضفتي المتوسّط والمتعلّق أساسا بمعضلة الهجرة غير النظامية والتنمية التي تهم أساسا دول افريقية فقيرة، وغياب التنمية في هذه البلدان وارتفاع معدلات الفقر والبطالة هي من أبرز أسباب تدفقات الهجرة نحو الشمال..

وهذه القمة التي كانت باقتراح من تونس ومن الرئيس قيس سعيد وبسعي من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، تأتي في سياقات عاصفة لأزمة المهاجرين والتي بات ملفا دوليا تخوض فيه بالنقاش والتداول أكثر من دولة أوروبية وأفريقية، وهو الملف المؤجّل منذ سنوات دون نقاش عميق وجدّي حيث تم الاكتفاء دائما بالحلّ الأمني وبالتنكيل بالمهاجرين مع تزايد تدفقات الهجرة والارتفاع الكبير لعدد المهاجرين لكل تلك الظروف التي تعيشها بلدان الحوض الجنوبي للمتوسّط بما أثّر على حياة السكان ودفع بعضهم قسرا للهجرة..

لقاء الانتظارات والوعود

الأحد الماضي وفي اللقاء الذي جمع الرئيس قيس سعيد بالوفد الأوروبي الذي تتقدمه ميلوني والتي قالت أنّ الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي في هذا المجال يجب اعتبارها نموذجا لبناء علاقات جديدة مع الجيران في منطقة شمال إفريقيا، وأنه يجب مواصلة العمل بعد إمضاء مذكرة التفاهم. كما أعلنت المتحدّثة باسم المفوضية أنّ رئيس الدولة قيس سعيّد سيكون ضيفا مبجّلا في اجتماع مخصّص للهجرة والتنمية في العاصمة الإيطالية روما.

وقمة روما أو اجتماع الأحد هو لقاء تمهيدي للقمة الإيطالية- الأوروبية في بداية نوفمبر القادم والتي أعلن عنها قبل ذلك وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، وذلك عقب الاجتماع الثاني مع سفراء الدول الإفريقية المعتمدين لدى إيطاليا حيث أكد تاياني أن الاجتماع الثاني مع سفراء الدول الإفريقية المعتمدين يعتبر خطوة في مجال الاستعداد لهذا الحدث المهم، متوقعا حضور أكبر عدد ممكن من رؤساء الدول والحكومات في اجتماع هذا الاحد .

وفي اللقاء الذي كان جمع الرئيس قيس سعيد بميلوني في بداية جوان

الماضي والذي تناول ملفّ الهجرة غير شرعية أو غير النظامية اعتبر الرئيس قيس سعيد أنها هجرة غير إنسانية موضحا أن تونس تتحمل أعباء كثيرة لأنها لم تعد فقط نقطة عبور بل أيضا وجهة لعديد المهاجرين للاستقرار بها بصفة غير قانونية. وأكد رئيس الدولة أن هذه الظاهرة التي تتفاقم يوما بعد يوم لا يمكن مقاربتها إلا بصفة جماعية لذلك دعا إلى حل مشترك في إطار قمة تضمّ كل الدول المعنية سواء جنوب البحر الأبيض المتوسط وجنوب الصحراء أو شمال المتوسط..، حيث قال وقتها أن كل الطرق لم تعد تؤدي إلى روما بل صارت تؤدي أيضا إلى تونس وهي ظاهرة غير طبيعية لا بالنسبة إلى تونس ولا بالنسبة إلى الدول التي يتدفق إليها هؤلاء المهاجرون. كما أشار رئيس الجمهورية إلى وجود شبكات إجرامية تتاجر بالبشر وبالأعضاء سواء في الدول الإفريقية أو في دول شمال المتوسط داعيا إلى العمل سويا من أجل القضاء على التنظيمات التي تعتبر هؤلاء المهاجرين بضاعة تتقاذفها الأمواج في البحر أو رمال الصحاري قبل أن يصلوا إلى المناطق التي يريدون الاستقرار بها.

وشدّد رئيس الجمهورية على أن الحل لا يمكن أن يكون أمنيا لأن الأمن موكول له محاربة الجرائم بكل أنواعها ولكنه ليس الأداة للقضاء على البؤس والفاقة والحرمان، ويتمسك قيس سعيد بالتأكيد على ضرورة معالجة الأسباب بصفة جماعية لزرع الأمل في نفوس المهاجرين حتى لا يغادروا أوطانهم وذلك بعمل اقتصادي واجتماعي مكثف يقضي على اليأس ويزرع مكانه الأمل.

وقمة روما لن تكون بمعزل أيضا عن السياقات الراهنة ومنها أزمة القمح الدولية والتي يمكن أن تؤثر على الاستقرار في إفريقيا وتدفع إلى مزيد من تدفقات الهجرة، ولكن إيطاليا تراهن على قمة شهر نوفمبر لوضع تسوية نهائية لملف الهجرة بين شمال وجنوب المتوسط، ويعد اجتماع القادة الأوروبيين والافارقة يوم الأحد بروما هو قمة ما قبل القمة..، حيث ينتظر الجميع أن تترجم الوعود الأوروبية الى إجراءات عملية تلبي انتظارات جنوب المتوسّط التي تحتاج لضخ استثمارات هائلة لتشجيع الاستقرار وقطع مسارات الهجرة الذي يضطر له آلاف الشباب الافريقي بحثا عن فرص حياة أفضل وبحثا عن الأمن في دول تعيش في أغلبها حالة حروب واقتتال داخلي.

وبين الانتظارات والآمال والوعود التي يحتاج تحقيقها الكثير من الجهد ننتظر من قمة روما خطوة إلى الامام على مستوى تسوية ملف الهجرة.

منية العرفاوي