إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أنس جابر خسرت اللقب ولكنها لم تخسر الحلم : الأخطاء المرتكبة والدروس المستفادة

بقلم: نوفل سلامة

سئلت لاعبة التنس التونسية " أنس جابر " بعد فوزها في مباراة النصف النهائي  في دورة "ومبلودون " التي تقام في بريطانيا عن السر الذي جعلها تفوز على اللاعبة البلاروسية القوية " أرينا سابالينكا " المصنفة الثانية عالميا بعد أن خسرت الجولة الأولى معها وكيف تمكنت من العودة في المقابلة والفوز عليها بشوطين لشوط واحد فأجابت : " لقد كان ذلك بفضل أنني اكتشفت ما بداخلي من قوة رهيبة كنت أجهلها ولم أكن في السابق أوظفها في المقابلات الصعبة لذلك كنت انهزم بعد أن يتملكني التوتر والغضب وأفقد التركيز و الهدوء المطلوب في مثل هذه الوضعيات واليوم استطعت أن أوظف هذه القوة الرهيبة التي بداخلي ولم أكن أحسن استغلالها وهذا الفضل يعود إلى مدربتي النفسية التي تقوم بعمل كبير لإعدادي ذهنيا واستحضار مخزون القوة الذي بداخلي حتى ألازم الهدوء والتركيز وتعلمت معها أن خسارة شوط في مباراة ليس نهاية العالم ولا هي خسارة المقابلة وإنما بفضل التركيز والمحافظة على الهدوء أمكن لي اخراج كل قوتي للفوز ".

هذا الحديث الذي صرحت به أنس جابر عن أسباب فوزها  على اللاعبة العالمية البلاروسية هو درس في الحياة تقدمه لتقول بأن بداخل كل واحد منا مخزونا من القوة غير مستثمر وغير موظف وهو مجهول وقد لا يعرفه كثير من الناس ولا كيف يوظف لتحقيق النجاح في الحياة .. الدرس أن التسرع في اتخاذ القرارات ونحن في وضعية متوترة وفي حالة من الغضب وغياب التركيز قد ينتهي بنا إلى ارتكاب الأخطاء وفقدان الأعصاب ويجعل الواحد منا يفقد القدرة على التعامل مع الوضعيات الصعبة والخروج من الوضعيات المحرجة.

هذا الدرس الذي قدمته أنس جابر في مقابلة النصف النهائي وحديثها عن الإعداد النفسي والتدرب على الهدوء والتركيز لإخراج مخزون القوة التي بداخلها للتغلب على الوضعيات الصعبة وكل هذا العمل للمدربة النفسية لم نجد له أي أثر في المباراة النهائية التي خسرتها أنس جابر بطريقة جعلتها تقول عنها بأنها أسوء هزيمة في حياتها ..

خسرت أنس جابر لقب دورة ومبلودون ليس لأن منافستها التشيكية المصنفة 48 عالميا  أقوى منها أو لأن أنس أضعف منها بل على العكس فان لاعبتنا التونسية وحسب كل الملاحظين هي المرشحة للفوز بلقب الدورة بعد أن أزاحت في الربع النهائي صاحبة اللقب وفي النصف النهائي الثانية عالميا ولكن خسارتها كانت بسبب كثرة الأخطاء المرتكبة التي جعلتها تخسر الكثير من النقاط و هو ما أثر بالضرورة على النتيجة وبسبب نفسيتها التي لم تكن في أفضل حالاتها وبسبب الخوف المفرط من الهزيمة وخسارة لقب ضاع منها في السنة الفارطة وبسبب فقدانها الهدوء والتركيز الذي تحدثت عنهما في مباراة النصف النهائي والذي بفضلهما ترشحت للنهائي.

ما نخرج به من هذه المباراة التي خسرتها أنس جابر بطريقة غير مقبولة من بطلة و لاعبة محترفة أن الإنسان في هذه الحياة قد يتوفر على جملة من عناصر القوة ومقدرات للنجاح والتفوق ولكن بسبب عامل فقدان الثقة في النفس والدخول في حالة مفرطة من الخوف من التعثر ترتكب الأخطاء البدائية والهفوات غير المقبولة وعندها يحصل الوهن ويصعب الرجوع والعودة في السباق ولا نعرف تحت تأثير الخوف المفرط كيف نحول الخسارة الى نصر.

الدرس الذي نستخلصه من هزيمة أنس جابر أن الإنسان في هذه الدنيا قد يكون هو الاقوى وقد يكون هو الأجدر بالنجاح و لكن بسبب عامل فقدان الثقة وضياع التركيز والهدوء والدخول في حالة من التوتر وتضخيم حالة الخوف من الخسارة فإن كل هذه العوامل تكلف صاحبها نتائج غير منتظرة وخسارة في وضعيات غير مسموح فيها بالخسارة .

الدرس الكبير أن أنس جابر تمكنت من إزاحة في الربع النهائي الكازاخية " إلينا ريباكينا " المصنفة الأولى عالميا وهزمت في النصف النهائي البلاروسية " أرينا سابالينكا " المصنفة الثانية عالميا وخسرت في النهائي أمام التشيكتية " ماركينا فوندروشوفا " المصنفة 48 عالميا و الخارجة للتو من أربع عمليات جراحية  .. الدرس أن الربح والخسارة والهزيمة هي كلها حالات نفسية وحالة ذهنية وأن ما بداخلنا من قدرات ومكتسبات ومؤهلات لا تكفي أمام نفسية مهزوزة وفاقدة لكل ثقة في النصر ونفسية هشة يسيطر عليها الخوف.. لو لعبت أنس جابر على امكانياتها بهدوء وتركيز لكانت اليوم هي بطلة دورة ومبلودون .. ولكن و رغم مرارة الهزيمة فإن الأمل لا يزال قائما لنجدها يوما بطلة العالم ..

أنس جابر خسرت اللقب ولكنها لم تخسر الحلم : الأخطاء المرتكبة والدروس المستفادة

بقلم: نوفل سلامة

سئلت لاعبة التنس التونسية " أنس جابر " بعد فوزها في مباراة النصف النهائي  في دورة "ومبلودون " التي تقام في بريطانيا عن السر الذي جعلها تفوز على اللاعبة البلاروسية القوية " أرينا سابالينكا " المصنفة الثانية عالميا بعد أن خسرت الجولة الأولى معها وكيف تمكنت من العودة في المقابلة والفوز عليها بشوطين لشوط واحد فأجابت : " لقد كان ذلك بفضل أنني اكتشفت ما بداخلي من قوة رهيبة كنت أجهلها ولم أكن في السابق أوظفها في المقابلات الصعبة لذلك كنت انهزم بعد أن يتملكني التوتر والغضب وأفقد التركيز و الهدوء المطلوب في مثل هذه الوضعيات واليوم استطعت أن أوظف هذه القوة الرهيبة التي بداخلي ولم أكن أحسن استغلالها وهذا الفضل يعود إلى مدربتي النفسية التي تقوم بعمل كبير لإعدادي ذهنيا واستحضار مخزون القوة الذي بداخلي حتى ألازم الهدوء والتركيز وتعلمت معها أن خسارة شوط في مباراة ليس نهاية العالم ولا هي خسارة المقابلة وإنما بفضل التركيز والمحافظة على الهدوء أمكن لي اخراج كل قوتي للفوز ".

هذا الحديث الذي صرحت به أنس جابر عن أسباب فوزها  على اللاعبة العالمية البلاروسية هو درس في الحياة تقدمه لتقول بأن بداخل كل واحد منا مخزونا من القوة غير مستثمر وغير موظف وهو مجهول وقد لا يعرفه كثير من الناس ولا كيف يوظف لتحقيق النجاح في الحياة .. الدرس أن التسرع في اتخاذ القرارات ونحن في وضعية متوترة وفي حالة من الغضب وغياب التركيز قد ينتهي بنا إلى ارتكاب الأخطاء وفقدان الأعصاب ويجعل الواحد منا يفقد القدرة على التعامل مع الوضعيات الصعبة والخروج من الوضعيات المحرجة.

هذا الدرس الذي قدمته أنس جابر في مقابلة النصف النهائي وحديثها عن الإعداد النفسي والتدرب على الهدوء والتركيز لإخراج مخزون القوة التي بداخلها للتغلب على الوضعيات الصعبة وكل هذا العمل للمدربة النفسية لم نجد له أي أثر في المباراة النهائية التي خسرتها أنس جابر بطريقة جعلتها تقول عنها بأنها أسوء هزيمة في حياتها ..

خسرت أنس جابر لقب دورة ومبلودون ليس لأن منافستها التشيكية المصنفة 48 عالميا  أقوى منها أو لأن أنس أضعف منها بل على العكس فان لاعبتنا التونسية وحسب كل الملاحظين هي المرشحة للفوز بلقب الدورة بعد أن أزاحت في الربع النهائي صاحبة اللقب وفي النصف النهائي الثانية عالميا ولكن خسارتها كانت بسبب كثرة الأخطاء المرتكبة التي جعلتها تخسر الكثير من النقاط و هو ما أثر بالضرورة على النتيجة وبسبب نفسيتها التي لم تكن في أفضل حالاتها وبسبب الخوف المفرط من الهزيمة وخسارة لقب ضاع منها في السنة الفارطة وبسبب فقدانها الهدوء والتركيز الذي تحدثت عنهما في مباراة النصف النهائي والذي بفضلهما ترشحت للنهائي.

ما نخرج به من هذه المباراة التي خسرتها أنس جابر بطريقة غير مقبولة من بطلة و لاعبة محترفة أن الإنسان في هذه الحياة قد يتوفر على جملة من عناصر القوة ومقدرات للنجاح والتفوق ولكن بسبب عامل فقدان الثقة في النفس والدخول في حالة مفرطة من الخوف من التعثر ترتكب الأخطاء البدائية والهفوات غير المقبولة وعندها يحصل الوهن ويصعب الرجوع والعودة في السباق ولا نعرف تحت تأثير الخوف المفرط كيف نحول الخسارة الى نصر.

الدرس الذي نستخلصه من هزيمة أنس جابر أن الإنسان في هذه الدنيا قد يكون هو الاقوى وقد يكون هو الأجدر بالنجاح و لكن بسبب عامل فقدان الثقة وضياع التركيز والهدوء والدخول في حالة من التوتر وتضخيم حالة الخوف من الخسارة فإن كل هذه العوامل تكلف صاحبها نتائج غير منتظرة وخسارة في وضعيات غير مسموح فيها بالخسارة .

الدرس الكبير أن أنس جابر تمكنت من إزاحة في الربع النهائي الكازاخية " إلينا ريباكينا " المصنفة الأولى عالميا وهزمت في النصف النهائي البلاروسية " أرينا سابالينكا " المصنفة الثانية عالميا وخسرت في النهائي أمام التشيكتية " ماركينا فوندروشوفا " المصنفة 48 عالميا و الخارجة للتو من أربع عمليات جراحية  .. الدرس أن الربح والخسارة والهزيمة هي كلها حالات نفسية وحالة ذهنية وأن ما بداخلنا من قدرات ومكتسبات ومؤهلات لا تكفي أمام نفسية مهزوزة وفاقدة لكل ثقة في النصر ونفسية هشة يسيطر عليها الخوف.. لو لعبت أنس جابر على امكانياتها بهدوء وتركيز لكانت اليوم هي بطلة دورة ومبلودون .. ولكن و رغم مرارة الهزيمة فإن الأمل لا يزال قائما لنجدها يوما بطلة العالم ..