احتضن الفضاء الأثري متحف سيدي الحني ببنزرت على مدى يومين في نهاية الأسبوع الدورة 27 للندوة التاريخية التي دأبت جمعية صيانة المدينة ببنزرت على تنظيمها ، والتي انتظمت هذه المرة تحت عنوان :" بنزرت والبحر .. عبقرية المكان وجدلية الزمان" . وقد حضر عدد هام من الاطارات الجهوية افتتاح الندوة ونوهوا بجهود الجمعية في التعريف بتراث مدينة بنزرت.
واشتملت الجلسة العلمية في الأمسية الأولى على ثلاث مداخلات ، قدم الأولى الأستاذ نور الدين الدقي ، فتحدث عن علاقة بنزرت بالبحر سلبا وإيجابا أو مدا وجزرا ، إذ كان مصدر رخاء ومصدر شقاء أيضا ، بسبب طمع الغزاة والمستعمرين عبر القرون ، ونشاط القرصنة بها ، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز ، وتطرق إلى أسطورة الدّلفين والطفل البنزرتي ، وتوقف عند ظاهرة معمارية فريدة ، وهي أن المدن العربية يتوسطها المسجد باستثناء بنزرت التي بني بها المسجد قرب البحر ثم الاحياء السكنية والتجارية ، وهو ما يؤكد أهمية البحر في الحركة الاقتصادية والعمرانية بها.
الحسن الحفصي ليس خائنا
المحاضرة الثانية قدمها الأستاذ الجامعي حبيب البقلوطي ، وهي بعنوان."بنزرت والبحر في العصر القديم". فقام بمسح تاريخي حول علاقة بنزرت بصور وتأسيس قرطاج ، مبينا أن تأسيس بنزرت كان على أيدي الفينيقيين ، وتغير اسمها عبر العصور من هيبوا أكرا إلى هيبودياريتوس وابن زرت ، فبنزرت ، وتحدث عن دورها في الصراع الإسباني العثماني ، وذكر في معرض حديثه أن الحسن الحفصي ، وخلافا لما بذكره البعض ، لم يكن خائنا بالمنظور السياسي للأمر.
وفي المداخلة الثالثة قام أحمد السعداوي بمسح حول الحضور الاندلسي بنزرت سواء المدينة أو الجهات الأخرى مثل قلعة الاندلس ورأس الجبل والماتلين والعالية. وبين أنه رغم قلة عددهم فقد كان تأثيرهم الحضاري كبيرا على عدة مستويات اجتماعية وثقافية واقتصادية ومعمارية ، إضافة إلى تعاونهم الوثيق مع العثمانيين. وقد أمضت جمعية صيانة المدينة ببنزرت بالمناسبة اتفاقية شراكة مع كل من المعهد الوطني للتراث والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت والمندوبية الجهوية للتربية ببنزرت . وتم تكريم رئيسين سابقين للجمعية وهما الهادي الطبربي ومحمد علي بن قايد حسين ، والعضو الناشط والساهر على الندوات التاريخية كمال القروي والأستاذ نور الدين الدقي ورئيس العملة بالجمعية شكري الصفاقسي
إعداد كتيب حول الدورة 27
واشتملت الجلسة العلمية في الأمسية الموالية على مداخلتين قدم الأولى الباحث الجامعي محمد علي الحبيّب بعنوان : "مرسى القُبّه والميناء العتيق" ، أبرز فيها المحاضر أن الاسم الأول المرسى القديم هو ميناء القبة وفق الكتابات الوسيطة ، نظرا لوجود قبة قريبا منه ، واستعرض في هذا الصدد كتابات مختلفة سواء لرحالة أو زوار أو جواسيس ، وبين أن أهمية هذا الميناء كانت مماثلة لميناء تونس ، وكان يسمى ثغر بنزرت ، وعرف نشاطا اقتصاديا وعسكريا وثقافيا لافتا قبل أن ينتقل الثقل إلى ميناء غار الملح لعدة أسباب.وأما المحاضرة الثانية وهي للأستاذ الجامعي حسام الدين شاشية فقد تناولت موضوع "بنزرت والحروب العثمانية الإسبانية" قدم خلالها المحاضر قراءة للحضور الاندلسي بمدينة بنزرت من خلال كتابات إسبانية ، وبين أن أول معاهدة حماية كانت بين الدولة الإسبانية والسلطة التونسية ، ومن أبرز بنودها أن تكون بنزرت وغار الملح خارج السلطة التونسية .
وتحدث كذلك عن التحالف بين الأقلية التركية والموريسكية بتونس وثمار هذا التحالف ، ومنها على المستوى العسكري استجلاب المدافع . وقبل الاختتام ذكر رئيس الجمعية محمد صفوان بن عيسى أن الدورة 28 القادمة ستهتم بنفس الموضوع وهو بنزرت والبحر وأكد أن الجمعية ستحرص على نشر محاضرات الدورة 27 في كتاب سيوضع على ذمة الباحثين والقراء.
منصور غرسلي
بنزرت – الصباح
احتضن الفضاء الأثري متحف سيدي الحني ببنزرت على مدى يومين في نهاية الأسبوع الدورة 27 للندوة التاريخية التي دأبت جمعية صيانة المدينة ببنزرت على تنظيمها ، والتي انتظمت هذه المرة تحت عنوان :" بنزرت والبحر .. عبقرية المكان وجدلية الزمان" . وقد حضر عدد هام من الاطارات الجهوية افتتاح الندوة ونوهوا بجهود الجمعية في التعريف بتراث مدينة بنزرت.
واشتملت الجلسة العلمية في الأمسية الأولى على ثلاث مداخلات ، قدم الأولى الأستاذ نور الدين الدقي ، فتحدث عن علاقة بنزرت بالبحر سلبا وإيجابا أو مدا وجزرا ، إذ كان مصدر رخاء ومصدر شقاء أيضا ، بسبب طمع الغزاة والمستعمرين عبر القرون ، ونشاط القرصنة بها ، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز ، وتطرق إلى أسطورة الدّلفين والطفل البنزرتي ، وتوقف عند ظاهرة معمارية فريدة ، وهي أن المدن العربية يتوسطها المسجد باستثناء بنزرت التي بني بها المسجد قرب البحر ثم الاحياء السكنية والتجارية ، وهو ما يؤكد أهمية البحر في الحركة الاقتصادية والعمرانية بها.
الحسن الحفصي ليس خائنا
المحاضرة الثانية قدمها الأستاذ الجامعي حبيب البقلوطي ، وهي بعنوان."بنزرت والبحر في العصر القديم". فقام بمسح تاريخي حول علاقة بنزرت بصور وتأسيس قرطاج ، مبينا أن تأسيس بنزرت كان على أيدي الفينيقيين ، وتغير اسمها عبر العصور من هيبوا أكرا إلى هيبودياريتوس وابن زرت ، فبنزرت ، وتحدث عن دورها في الصراع الإسباني العثماني ، وذكر في معرض حديثه أن الحسن الحفصي ، وخلافا لما بذكره البعض ، لم يكن خائنا بالمنظور السياسي للأمر.
وفي المداخلة الثالثة قام أحمد السعداوي بمسح حول الحضور الاندلسي بنزرت سواء المدينة أو الجهات الأخرى مثل قلعة الاندلس ورأس الجبل والماتلين والعالية. وبين أنه رغم قلة عددهم فقد كان تأثيرهم الحضاري كبيرا على عدة مستويات اجتماعية وثقافية واقتصادية ومعمارية ، إضافة إلى تعاونهم الوثيق مع العثمانيين. وقد أمضت جمعية صيانة المدينة ببنزرت بالمناسبة اتفاقية شراكة مع كل من المعهد الوطني للتراث والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت والمندوبية الجهوية للتربية ببنزرت . وتم تكريم رئيسين سابقين للجمعية وهما الهادي الطبربي ومحمد علي بن قايد حسين ، والعضو الناشط والساهر على الندوات التاريخية كمال القروي والأستاذ نور الدين الدقي ورئيس العملة بالجمعية شكري الصفاقسي
إعداد كتيب حول الدورة 27
واشتملت الجلسة العلمية في الأمسية الموالية على مداخلتين قدم الأولى الباحث الجامعي محمد علي الحبيّب بعنوان : "مرسى القُبّه والميناء العتيق" ، أبرز فيها المحاضر أن الاسم الأول المرسى القديم هو ميناء القبة وفق الكتابات الوسيطة ، نظرا لوجود قبة قريبا منه ، واستعرض في هذا الصدد كتابات مختلفة سواء لرحالة أو زوار أو جواسيس ، وبين أن أهمية هذا الميناء كانت مماثلة لميناء تونس ، وكان يسمى ثغر بنزرت ، وعرف نشاطا اقتصاديا وعسكريا وثقافيا لافتا قبل أن ينتقل الثقل إلى ميناء غار الملح لعدة أسباب.وأما المحاضرة الثانية وهي للأستاذ الجامعي حسام الدين شاشية فقد تناولت موضوع "بنزرت والحروب العثمانية الإسبانية" قدم خلالها المحاضر قراءة للحضور الاندلسي بمدينة بنزرت من خلال كتابات إسبانية ، وبين أن أول معاهدة حماية كانت بين الدولة الإسبانية والسلطة التونسية ، ومن أبرز بنودها أن تكون بنزرت وغار الملح خارج السلطة التونسية .
وتحدث كذلك عن التحالف بين الأقلية التركية والموريسكية بتونس وثمار هذا التحالف ، ومنها على المستوى العسكري استجلاب المدافع . وقبل الاختتام ذكر رئيس الجمعية محمد صفوان بن عيسى أن الدورة 28 القادمة ستهتم بنفس الموضوع وهو بنزرت والبحر وأكد أن الجمعية ستحرص على نشر محاضرات الدورة 27 في كتاب سيوضع على ذمة الباحثين والقراء.