يبدو أن موجة الحر التي نعيش على وقعها في تونس كما في عدد من دول العالم ستعقبها موجات أخرى أكثر قوة وشراسة في الفترة القادمة وفقا لتوقعات الأمم المتحدة بما يدعو إلى التساؤل بإلحاح: ما هي الآليات أو الخطوات الواجب اتباعها استعدادا لمجابهة موجة الحر هذه بأخف الأضرار لا سيما فيما يتعلق بالمجال الفلاحي؟
في هذا السياق أعلنت أمس الأمم المتّحدة أنّه ينبغي على العالم أن "يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة"، في تحذير يتزامن مع موجة حرّ شديد يعاني منها سكّان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وفي تصريح للصحافيين في جنيف قال جون نيرن، المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنّ "شدّة هذه الظواهر ستستمرّ في الازدياد، وعلى العالم أن يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة".
وأضاف أنّ "ظاهرة إلنينيو التي أُعلن عنها مؤخراً لن تؤدّي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر الشديدة هذه وشدّتها".
وفي أميركا الشمالية وآسيا وشمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، يتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة الـ40 درجة مائوية هذا الأسبوع بسبب اشتداد موجة الحرّ في النصف الشمالي من الكوكب وفقا لما نقلته أمس عديد الأوساط الإعلامية العالمية..
وأشار نيرن إلى أنّ "إحدى الظواهر التي لاحظناها هي أنّ عدد موجات الحرّ المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد ستة أضعاف منذ الثمانينيات، وليس هناك أيّ مؤشّر على أنّ هذا المنحى سيتراجع"...
في هذا الخضم وبالعودة الى الشأن المحلي وبما إننا نعيش على وقع موجة حر لا مثيل لها يتوقع المختصون والخبراء أن تكون أكثر حدة في الفترة القادمة تقابلها أزمة ندرة مياه، فانه يصح التساؤل عن الاستعدادات التي من الضروري أن تتوخّاها الهياكل المعنية تحسّبا من موجة الحر المتواصلة على مدار السنوات القادمة والتي تندرج في اطار التغيرات المناخية من ذلك إدخال تغييرات على الخارطة الزراعية بما أن منوالنا الفلاحي يستنزف الكثير من مواردنا المائية..
في هذا الخصوص جدير بالذكر أن المهندس البيئي والخبير في الشأن المناخي حمدي حشاد، أكد على ضرورة مراجعة النموذج الفلاحي التونسي القائم على تصدير محاصيل تستنزف المائدة الجوفية والسطحية.
وقال في معرض تصريحاته الإعلامية لإذاعة "موازييك أف أم" أنه في تونس مثلا نقوم بزراعة الطماطم والكيلوغرام الواحد يتطلب قرابة 200 لتر من المياه ثم يتم تجفيفها وتصديرها..، وهذا ما يعتبر عبثا".
وأضاف أنّ السيناريو الحالي في علاقة بنقص المياه وارد جدا أن يتكرر ولذا لابد من اتخاذ حلول جذرية، وفق قوله، هذا بالتوازي مع مراجعة النموذج الفلاحي التونسي، وبالتالي لا بد من حلول على غرار تحلية مياه البحر التي لا تمثل الحل الوحيد لان الإمكانيات الطاقية لتونس لا تسمح بذلك إضافة الى الأضرار البيئية التي لابد من أخذها بعين الاعتبار.
وأضاف في معرض تشخيصه للوضعية أن تحلية مياه البحر هو حل لابد منه، لكن الدولة مطالبة بتحرير قطاع الطاقات المتجددة لأنه بالشكل الحالي قد يصبح الحل عبئا على الدولة'".
كما أشار المتحدث إلى وجود عديد الممارسات الاستهلاكية التي يمكن اعتمادها للتخفيف من حدّة التغيرات المناخية، ومن بينها تجميع مياه الاستحمام وإعادة استغلالها في أغراض أخرى تجميع قطرات المياه واستغلالها في غسل الأواني...
وبالتوازي مع هذا الطرح تشير عديد المصادر الى ضرورة اعتماد الطاقة الشمسية كحل بديل لمجابهة الجفاف ومقاومة مستجدات ما ستفرزه التغيرات المناخية، في حين تدعو أطراف أخرى إلى خلق منوال زراعي جديد في تونس، إزاء الارتفاع المهول في درجات الحرارة .
يذكر أن عديد البلدان تعيش حاليا على وقع ارتفاع مهول في درجات الحرارة على غرار الجزائر وفرنسا وأمريكا.
منال حرزي
تونس-الصباح
يبدو أن موجة الحر التي نعيش على وقعها في تونس كما في عدد من دول العالم ستعقبها موجات أخرى أكثر قوة وشراسة في الفترة القادمة وفقا لتوقعات الأمم المتحدة بما يدعو إلى التساؤل بإلحاح: ما هي الآليات أو الخطوات الواجب اتباعها استعدادا لمجابهة موجة الحر هذه بأخف الأضرار لا سيما فيما يتعلق بالمجال الفلاحي؟
في هذا السياق أعلنت أمس الأمم المتّحدة أنّه ينبغي على العالم أن "يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة"، في تحذير يتزامن مع موجة حرّ شديد يعاني منها سكّان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وفي تصريح للصحافيين في جنيف قال جون نيرن، المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنّ "شدّة هذه الظواهر ستستمرّ في الازدياد، وعلى العالم أن يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة".
وأضاف أنّ "ظاهرة إلنينيو التي أُعلن عنها مؤخراً لن تؤدّي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر الشديدة هذه وشدّتها".
وفي أميركا الشمالية وآسيا وشمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، يتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة الـ40 درجة مائوية هذا الأسبوع بسبب اشتداد موجة الحرّ في النصف الشمالي من الكوكب وفقا لما نقلته أمس عديد الأوساط الإعلامية العالمية..
وأشار نيرن إلى أنّ "إحدى الظواهر التي لاحظناها هي أنّ عدد موجات الحرّ المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد ستة أضعاف منذ الثمانينيات، وليس هناك أيّ مؤشّر على أنّ هذا المنحى سيتراجع"...
في هذا الخضم وبالعودة الى الشأن المحلي وبما إننا نعيش على وقع موجة حر لا مثيل لها يتوقع المختصون والخبراء أن تكون أكثر حدة في الفترة القادمة تقابلها أزمة ندرة مياه، فانه يصح التساؤل عن الاستعدادات التي من الضروري أن تتوخّاها الهياكل المعنية تحسّبا من موجة الحر المتواصلة على مدار السنوات القادمة والتي تندرج في اطار التغيرات المناخية من ذلك إدخال تغييرات على الخارطة الزراعية بما أن منوالنا الفلاحي يستنزف الكثير من مواردنا المائية..
في هذا الخصوص جدير بالذكر أن المهندس البيئي والخبير في الشأن المناخي حمدي حشاد، أكد على ضرورة مراجعة النموذج الفلاحي التونسي القائم على تصدير محاصيل تستنزف المائدة الجوفية والسطحية.
وقال في معرض تصريحاته الإعلامية لإذاعة "موازييك أف أم" أنه في تونس مثلا نقوم بزراعة الطماطم والكيلوغرام الواحد يتطلب قرابة 200 لتر من المياه ثم يتم تجفيفها وتصديرها..، وهذا ما يعتبر عبثا".
وأضاف أنّ السيناريو الحالي في علاقة بنقص المياه وارد جدا أن يتكرر ولذا لابد من اتخاذ حلول جذرية، وفق قوله، هذا بالتوازي مع مراجعة النموذج الفلاحي التونسي، وبالتالي لا بد من حلول على غرار تحلية مياه البحر التي لا تمثل الحل الوحيد لان الإمكانيات الطاقية لتونس لا تسمح بذلك إضافة الى الأضرار البيئية التي لابد من أخذها بعين الاعتبار.
وأضاف في معرض تشخيصه للوضعية أن تحلية مياه البحر هو حل لابد منه، لكن الدولة مطالبة بتحرير قطاع الطاقات المتجددة لأنه بالشكل الحالي قد يصبح الحل عبئا على الدولة'".
كما أشار المتحدث إلى وجود عديد الممارسات الاستهلاكية التي يمكن اعتمادها للتخفيف من حدّة التغيرات المناخية، ومن بينها تجميع مياه الاستحمام وإعادة استغلالها في أغراض أخرى تجميع قطرات المياه واستغلالها في غسل الأواني...
وبالتوازي مع هذا الطرح تشير عديد المصادر الى ضرورة اعتماد الطاقة الشمسية كحل بديل لمجابهة الجفاف ومقاومة مستجدات ما ستفرزه التغيرات المناخية، في حين تدعو أطراف أخرى إلى خلق منوال زراعي جديد في تونس، إزاء الارتفاع المهول في درجات الحرارة .
يذكر أن عديد البلدان تعيش حاليا على وقع ارتفاع مهول في درجات الحرارة على غرار الجزائر وفرنسا وأمريكا.