إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

طاهر القيزاني في حديث عن افتتاحه مهرجان سوسة الدولي: رسالتنا من خلال "اللارية" أن السجن ليس فقط خلف الأسوار إنما فكرة تسكننا

 

*تواصل العرض لأكثر من ساعتين رهين تفاعل الجمهور

*"اللارية" مزيج بين الفن الشعبي والغربي والوتري لكن دون المس بمحور العمل

*مفاجآت في انتظار الجماهير كما العازفين

 

حوار : وليد عبداللاوي

تونس-الصباح

لا شك أن الموسيقى التصويرية التي صاحبت كل من "قمرة سيدي محروس" و"عودة المنيار" و"ليالي البيض" و"حسابات وعقابات".. وغيرها من الأعمال الفنية المتميزة التي اصبحت جزءا هاما من تاريخ الدراما التونسية، ستظل راسخة في أذهاننا ووجداننا، بل اصبحت تمثل "نوستالجيا" وملاذا من واقع معقد ومؤلم، ما إن تستحضر أو تردد بعض الكلمات من "جينيريكاتها" إلا وتغمرك تلك الجمل الموسيقية الرائعة للفنان الطاهر القيزاني خاصة فيما يتعلق بجينيريك "منامة عروسية" الذي يعد "هيت" في مسيرة موسيقي لم يسمح لنفسه بأن يلحن إلا بعد الاطلاع والتمحيص في سيناريوهات المسلسلات.. وهو من بين الأسباب الرئيسية-الى جانب الموهبة والثقافة الموسيقية الواسعة- في نجاح كل مغامراته الفنية..

ومن المنتظر أن يفتتح الطاهر القيزاني غدا المهرجان الدولي بسوسة بعرض "اللارية" وهو مشروع فني ضخم يضم العشرات من العازفين والفنانين حالت جائحة كورونا دون تقديمه في مهرجانات سابقة مما مكن صاحب المشروع من تحيين بعض النقاط وإعادة فتح باب "الكاستينغ" المتعلق بمواهب الفن الشعبي سواء عازفين أو مغنين..

"الصباح" كان لها اتصال بالفنان الطاهر القيزاني للحديث عن "اللارية" عن التحضيرات، تصنيف العمل وأهم الرسائل التي يريد أن يبلغها صاحب "اللارية" فكان الحوار التالي:

*"اللارية" مسرح غنائي، باعتبار عدد المشاركين ورمزية معلقة العرض أم أنه يندرج ضمن أصناف فنية أخرى؟

-"اللارية" عرض قياسي متكامل يضم خمسين عنصرا من فنانين شعبيين وراقصين وعازفين شرقيين وغربيين إلى جانب الكورال، يمكن تصنيفها ضمن المسرح الغنائي في مجال معين وفي إحدى محطات العمل لأن "اللارية" في نهاية الأمر تبقى "خرافة" مستوحاة من واقع مؤلم.. ومراد بوهلال (أستاذ مسرح) هو من قام بتأطير المشاركين على الركح كما سيكون من بين الممثلين. وعرض "اللارية" إجمالا عمل موسيقي فرجوي بمشاركة مجموعة اراباسك إلى جانب "معلميّة" في عالم الفن الشعبي أما المطربين فهم حيدر أمير، ياسين عزيز والعديد من الاكتشافات الأخرى على غرار الفنان الشاب وجيه.

*ما سر اختيارك "اللارية" كعنوان للعرض؟

-بداية لابد من تحديد مفهوم المصطلح فـ"اللارية" كلمة دخيلة تعني "تنفيسة" aération وهي ليست حكرا على ما وراء أسوار السجون فحسب إنما تجسد كل مجال يمثل تصعيدا ومتنفسا من الضغوطات الحياتية اليومية والضغوطات النفسية.. ذلك أن الفكرة تسكننا وتلازمنا..

وإن كان "طيب" الشخصية الرئيسية في "اللارية" سجينا بالفعل بل أقدم سجين في تونس دخل السجن دون معرفة الأسباب، فإن خبر سراحه من مدير السجن نزل عليه كالصاعقة لأنّ السجن أصبح حياته وأن مصيره خارج أسواره غامض ليس واضح المعالم، إحالة إلى أننا نعيش داخل سجن كبير لا مفر منه ومدى حرية كل واحد فينا رهينة ظروفه والمآسي التي تعترضه بين الحين والآخر.. ما أريد إيصاله من خلال العرض هو أن "اللارية" ليست فقط في السجن إنما نعيش جميعنا في "لارية" وبسراح شرطي !

*ألم يكن الفن الشعبي كافيا لتجسيد "الخرافة "؟

-صحيح أن الموسيقى الوترية والموسيقى الغربية ستكونان حاضرتين في مختلف فقرات العرض لكن دون المس بمحور "اللارية" لأنها في النهاية "خرافة مغلفة بالربوخ "..

والموال بصوت وسام بن صالح "عديت عمري نقْول سماح شايف الظلم بعينيا انا عايش ومش عايش..أنا عايش نزرع في الأفراح وانا الحزن معشش فيا علاش يما انا ديما علاش"..هو تقريبا "مخ الهدرة" في العرض حيث سينقل "وجيعة" سجين سيتقاسمها معه الجمهور، وإن كان "الربوخ" بمثابة الاحتفال بسراح الطيب الذي لم يعد يذكر عدد السنوات التي قضاها داخل السجن والاسباب التي كانت وراء ذلك..

*بعد غياب ثماني سنوات على الركح واول عرض للفن الشعبي كم تبلغ مدة عرض "اللارية "؟

- العرض يتواصل إلى حدود الساعتين إلا الربع وتمديده يتوقف عند تفاعل الجماهير التي نأمل أن يكون بأعداد غفيرة، وهنا أريد أن انوه إلى أن العديد من المفاجآت في انتظار الحضور كما العازفين، ذلك انني لم أعلم المشاركين في العرض ببعض الجوانب الفنية المتعلقة بالعمل قصد تركيز كل واحد منهم في الدور المكلف به وبالتالي ضمان الإتقان، كل عنصر في مجاله..

وإن كانت ميزانية مهرجان سوسة الدولي لا تتجاوز 330الف دينار وهو مبلغ لا يتماشى وعراقة التظاهرة فضلا عن أهمية العروض المبرمجة، فإن أقصى طموحاتي أن ينال "اللارية" استحسان الجماهير الواسعة ثم لم لا العمل على المزيد من تطويره وتوظيف أفكار جديدة والمشاركة بأعرق المهرجانات.

 

 

 

طاهر القيزاني في حديث عن افتتاحه مهرجان سوسة الدولي:  رسالتنا من خلال "اللارية" أن السجن ليس فقط خلف الأسوار إنما فكرة تسكننا

 

*تواصل العرض لأكثر من ساعتين رهين تفاعل الجمهور

*"اللارية" مزيج بين الفن الشعبي والغربي والوتري لكن دون المس بمحور العمل

*مفاجآت في انتظار الجماهير كما العازفين

 

حوار : وليد عبداللاوي

تونس-الصباح

لا شك أن الموسيقى التصويرية التي صاحبت كل من "قمرة سيدي محروس" و"عودة المنيار" و"ليالي البيض" و"حسابات وعقابات".. وغيرها من الأعمال الفنية المتميزة التي اصبحت جزءا هاما من تاريخ الدراما التونسية، ستظل راسخة في أذهاننا ووجداننا، بل اصبحت تمثل "نوستالجيا" وملاذا من واقع معقد ومؤلم، ما إن تستحضر أو تردد بعض الكلمات من "جينيريكاتها" إلا وتغمرك تلك الجمل الموسيقية الرائعة للفنان الطاهر القيزاني خاصة فيما يتعلق بجينيريك "منامة عروسية" الذي يعد "هيت" في مسيرة موسيقي لم يسمح لنفسه بأن يلحن إلا بعد الاطلاع والتمحيص في سيناريوهات المسلسلات.. وهو من بين الأسباب الرئيسية-الى جانب الموهبة والثقافة الموسيقية الواسعة- في نجاح كل مغامراته الفنية..

ومن المنتظر أن يفتتح الطاهر القيزاني غدا المهرجان الدولي بسوسة بعرض "اللارية" وهو مشروع فني ضخم يضم العشرات من العازفين والفنانين حالت جائحة كورونا دون تقديمه في مهرجانات سابقة مما مكن صاحب المشروع من تحيين بعض النقاط وإعادة فتح باب "الكاستينغ" المتعلق بمواهب الفن الشعبي سواء عازفين أو مغنين..

"الصباح" كان لها اتصال بالفنان الطاهر القيزاني للحديث عن "اللارية" عن التحضيرات، تصنيف العمل وأهم الرسائل التي يريد أن يبلغها صاحب "اللارية" فكان الحوار التالي:

*"اللارية" مسرح غنائي، باعتبار عدد المشاركين ورمزية معلقة العرض أم أنه يندرج ضمن أصناف فنية أخرى؟

-"اللارية" عرض قياسي متكامل يضم خمسين عنصرا من فنانين شعبيين وراقصين وعازفين شرقيين وغربيين إلى جانب الكورال، يمكن تصنيفها ضمن المسرح الغنائي في مجال معين وفي إحدى محطات العمل لأن "اللارية" في نهاية الأمر تبقى "خرافة" مستوحاة من واقع مؤلم.. ومراد بوهلال (أستاذ مسرح) هو من قام بتأطير المشاركين على الركح كما سيكون من بين الممثلين. وعرض "اللارية" إجمالا عمل موسيقي فرجوي بمشاركة مجموعة اراباسك إلى جانب "معلميّة" في عالم الفن الشعبي أما المطربين فهم حيدر أمير، ياسين عزيز والعديد من الاكتشافات الأخرى على غرار الفنان الشاب وجيه.

*ما سر اختيارك "اللارية" كعنوان للعرض؟

-بداية لابد من تحديد مفهوم المصطلح فـ"اللارية" كلمة دخيلة تعني "تنفيسة" aération وهي ليست حكرا على ما وراء أسوار السجون فحسب إنما تجسد كل مجال يمثل تصعيدا ومتنفسا من الضغوطات الحياتية اليومية والضغوطات النفسية.. ذلك أن الفكرة تسكننا وتلازمنا..

وإن كان "طيب" الشخصية الرئيسية في "اللارية" سجينا بالفعل بل أقدم سجين في تونس دخل السجن دون معرفة الأسباب، فإن خبر سراحه من مدير السجن نزل عليه كالصاعقة لأنّ السجن أصبح حياته وأن مصيره خارج أسواره غامض ليس واضح المعالم، إحالة إلى أننا نعيش داخل سجن كبير لا مفر منه ومدى حرية كل واحد فينا رهينة ظروفه والمآسي التي تعترضه بين الحين والآخر.. ما أريد إيصاله من خلال العرض هو أن "اللارية" ليست فقط في السجن إنما نعيش جميعنا في "لارية" وبسراح شرطي !

*ألم يكن الفن الشعبي كافيا لتجسيد "الخرافة "؟

-صحيح أن الموسيقى الوترية والموسيقى الغربية ستكونان حاضرتين في مختلف فقرات العرض لكن دون المس بمحور "اللارية" لأنها في النهاية "خرافة مغلفة بالربوخ "..

والموال بصوت وسام بن صالح "عديت عمري نقْول سماح شايف الظلم بعينيا انا عايش ومش عايش..أنا عايش نزرع في الأفراح وانا الحزن معشش فيا علاش يما انا ديما علاش"..هو تقريبا "مخ الهدرة" في العرض حيث سينقل "وجيعة" سجين سيتقاسمها معه الجمهور، وإن كان "الربوخ" بمثابة الاحتفال بسراح الطيب الذي لم يعد يذكر عدد السنوات التي قضاها داخل السجن والاسباب التي كانت وراء ذلك..

*بعد غياب ثماني سنوات على الركح واول عرض للفن الشعبي كم تبلغ مدة عرض "اللارية "؟

- العرض يتواصل إلى حدود الساعتين إلا الربع وتمديده يتوقف عند تفاعل الجماهير التي نأمل أن يكون بأعداد غفيرة، وهنا أريد أن انوه إلى أن العديد من المفاجآت في انتظار الحضور كما العازفين، ذلك انني لم أعلم المشاركين في العرض ببعض الجوانب الفنية المتعلقة بالعمل قصد تركيز كل واحد منهم في الدور المكلف به وبالتالي ضمان الإتقان، كل عنصر في مجاله..

وإن كانت ميزانية مهرجان سوسة الدولي لا تتجاوز 330الف دينار وهو مبلغ لا يتماشى وعراقة التظاهرة فضلا عن أهمية العروض المبرمجة، فإن أقصى طموحاتي أن ينال "اللارية" استحسان الجماهير الواسعة ثم لم لا العمل على المزيد من تطويره وتوظيف أفكار جديدة والمشاركة بأعرق المهرجانات.