إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. دولة السعادة ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

هل نتوقع أن تهتم الدولة بسعادة مواطنيها؟ يبدو أن هذا هو دورها، للوهلة الأولى .

بما أنها الوحيدة القادرة على التدخل في مجالات الأمن وتوفير حاجيات العيش والعدالة والتعليم ومختلف الشؤون الاجتماعية.

إن الدولة قادرة كذلك على توفير الظروف التي بدونها تبدو السعادة مستحيلة: الشعور بالأمان، والتعلق بأرض الوطن والحماية والحقوق المدنية والحرية، وما إلى ذلك.

لكن ماذا عن دولة توفّر لنفسها سلطات أكبر، وتوسّع من دوائر نفوذها وسلطاتها، ألا يخشى كثير من الناس  على حريتهم، في حال لم تكن هذه السلطات مضبوطة في مشمولاتها ومددها  الزمنية؟

السعادة هي شكل من أشكال الرغبة المثالية أو العميقة التي تتوافق مع الطريقة التي يدير بها المرء لتلبية تطلعاته ورغباته وطموحاته، لتتوافق مع الفكرة التي لديه عن أفضل صيغة لحياة ممكنة.

نحن لا نمتثل السعادة بالطريقة نفسها: أن تكون سعيدا بالنسبة للبعض هو أن تكون بصحة جيدة، للآخرين كسب الثروة والمال قبل كل شيء وللبعض الهناء وراحة النفس والبال.

إذا اتفقنا على القول إن السعادة هي بالفعل النهاية النهائية لجميع أفعالنا، فإننا نختلف فيما يتعلق بمفهوم محتواها.

بهذا المعنى، أليست هي بالأحرى مسألة خاصة!! لا دخل لأي طرف فيها إلا الدولة وحدها بما توفّره وتهيّئه من مناخات لها ..

أكبر دليل على ذلك قدرة بعض الأنظمة التي قد تذهب  إلى حد حرمان المواطنين من الحد الأدنى من شروط السعادة: كالحق في الحفاظ على حياتهم  أو التمكن من حقوقهم أو السعي إلى إشباع رغباتهم وتطلعاتهم الخاصة بكلّ حرية دون خوف أو قمع  .

لأهمية السعادة وعلاقاتها بسياسات الدول والأنظمة تم وضع مؤشر عالمي لها، على غرار مؤشرات عالمية أخرى كالتنمية البشرية ودرجة الحرية وحماية البيئة والتمكن من التكنولوجيات وانتشار التعليم والمعارف..

احتلت تونس في تصنيف 2023 المرتبة 110 بنسبة أقلّ من المعدل العالمي أي 4,497 بينما احتلت دول عربية أخرى كالإمارات التي جاءت الأولى عربيا المرتبة 26 والسعودية المرتبة 30 عالميا .

يستند التقرير، وهو أحد نتائج عمليات استطلاع شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، إلى بيانات استقصائية عالمية من أشخاص في أكثر من 150 دولة، يرتكز في رؤيته لترسيخ السعادة وجودة الحياة على الممارسات والسياسات والبرامج  .

تصنف الدول على أساس السعادة بناء على متوسط تقييمات أمل الحياة وظروف العيش على مدى السنوات الثلاث السابقة، في هذه الحالة من 2020 إلى 2022، إضافة درجة الحرية في اتخاذ قرارات الحياة الرئيسية.

نحن سعداء فعلا، لسبب بسيط وهو عدم إدراكنا لخطورة ما نحن عليه !

فعندما تتكاثر المصائب أمامنا يمحو بعضها بعضا وتحل بنا سعادة جنونية غريبة  المذاق، نستطيع أن نضحك من روح لم تعد تعرف خوفا بعد كلّ هذا الذي عشنا ولانزال نعيش .

حكاياتهم  .. دولة السعادة ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

هل نتوقع أن تهتم الدولة بسعادة مواطنيها؟ يبدو أن هذا هو دورها، للوهلة الأولى .

بما أنها الوحيدة القادرة على التدخل في مجالات الأمن وتوفير حاجيات العيش والعدالة والتعليم ومختلف الشؤون الاجتماعية.

إن الدولة قادرة كذلك على توفير الظروف التي بدونها تبدو السعادة مستحيلة: الشعور بالأمان، والتعلق بأرض الوطن والحماية والحقوق المدنية والحرية، وما إلى ذلك.

لكن ماذا عن دولة توفّر لنفسها سلطات أكبر، وتوسّع من دوائر نفوذها وسلطاتها، ألا يخشى كثير من الناس  على حريتهم، في حال لم تكن هذه السلطات مضبوطة في مشمولاتها ومددها  الزمنية؟

السعادة هي شكل من أشكال الرغبة المثالية أو العميقة التي تتوافق مع الطريقة التي يدير بها المرء لتلبية تطلعاته ورغباته وطموحاته، لتتوافق مع الفكرة التي لديه عن أفضل صيغة لحياة ممكنة.

نحن لا نمتثل السعادة بالطريقة نفسها: أن تكون سعيدا بالنسبة للبعض هو أن تكون بصحة جيدة، للآخرين كسب الثروة والمال قبل كل شيء وللبعض الهناء وراحة النفس والبال.

إذا اتفقنا على القول إن السعادة هي بالفعل النهاية النهائية لجميع أفعالنا، فإننا نختلف فيما يتعلق بمفهوم محتواها.

بهذا المعنى، أليست هي بالأحرى مسألة خاصة!! لا دخل لأي طرف فيها إلا الدولة وحدها بما توفّره وتهيّئه من مناخات لها ..

أكبر دليل على ذلك قدرة بعض الأنظمة التي قد تذهب  إلى حد حرمان المواطنين من الحد الأدنى من شروط السعادة: كالحق في الحفاظ على حياتهم  أو التمكن من حقوقهم أو السعي إلى إشباع رغباتهم وتطلعاتهم الخاصة بكلّ حرية دون خوف أو قمع  .

لأهمية السعادة وعلاقاتها بسياسات الدول والأنظمة تم وضع مؤشر عالمي لها، على غرار مؤشرات عالمية أخرى كالتنمية البشرية ودرجة الحرية وحماية البيئة والتمكن من التكنولوجيات وانتشار التعليم والمعارف..

احتلت تونس في تصنيف 2023 المرتبة 110 بنسبة أقلّ من المعدل العالمي أي 4,497 بينما احتلت دول عربية أخرى كالإمارات التي جاءت الأولى عربيا المرتبة 26 والسعودية المرتبة 30 عالميا .

يستند التقرير، وهو أحد نتائج عمليات استطلاع شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، إلى بيانات استقصائية عالمية من أشخاص في أكثر من 150 دولة، يرتكز في رؤيته لترسيخ السعادة وجودة الحياة على الممارسات والسياسات والبرامج  .

تصنف الدول على أساس السعادة بناء على متوسط تقييمات أمل الحياة وظروف العيش على مدى السنوات الثلاث السابقة، في هذه الحالة من 2020 إلى 2022، إضافة درجة الحرية في اتخاذ قرارات الحياة الرئيسية.

نحن سعداء فعلا، لسبب بسيط وهو عدم إدراكنا لخطورة ما نحن عليه !

فعندما تتكاثر المصائب أمامنا يمحو بعضها بعضا وتحل بنا سعادة جنونية غريبة  المذاق، نستطيع أن نضحك من روح لم تعد تعرف خوفا بعد كلّ هذا الذي عشنا ولانزال نعيش .