رسائل متعددة لروسيا والصين وإيران... وللشرق الأوسط وحوض المتوسط نصيب
300 ألف جندي على أهبة الاستعداد للتدخل في أزمات قادمة..
فيلنيوس ليتوانيا اسيا العتروس
كثيرة هي الملفات والمحطات والشراكات أيضا التي استعرضها البيان الختامي لقمة فيلنيوس في اختتام أشغالها التي استمرت على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء 11 -12 جويلية الجاري في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، ومن بينها الملفات الأمنية والعسكرية والإستراتيجية والسياسية والاقتصادية والبيئية والمناخية ومخاطر الإرهاب وغيرها من دول الحلف إلى الشرق الأوسط وإفريقيا وغيرها..
وسيكون من المهم وقبل التوقف عند أبرز بنود البيان الختامي التي شملت بالإضافة إلى روسيا وأوكرانيا نقاطا حول دول الشرق الأوسط ودول الجنوب ومنها تونس وليبيا والأردن وموريتانيا، مع الإشارة إلى تعديل الرئيس الأوكراني زيلنسكي من حدة خطابه أمس على هامش القمة ورضوخه للأمر الواقع والقبول بتأجيل انضمام بلاده إلى الناتو، وخلال ندوة صحفية تأخرت عن موعدها تحدث الرئيس الأوكراني مع الأمين العام للناتو ستولنبورغ حول توقعاته من القمة ورحب بتشكيل المجلس الأطلسي الأوكراني، وعبر زيلنسكي الذي ظهر كعادته باللباس العسكري عن ارتياحه لنتائج القمة التي وصفها بالناجحة بالنظر إلى المساعدات المعلنة لبلاده.
وقال زيلنسكي في مجمل ردوده حول تراجعه عن انتقاداته لتردد الناتو وخذلانه في دعوة كييف للانضمام إليه، وقال "أوكرانيا تقترب من عضوية الناتو مع اختصار الزمن والقمة نجاح لأوكرانيا ولأطفالنا"، وأضاف زيلنسكي "المهم في النتائج وهناك نتائج وضمانات أمنية وشركاؤنا يريدون مساعدتنا"، وأضاف زيلنسكي بقوله:"لو حصلنا على دعوة للانضمام إلى الحلف لكان أفضل". وعبر الرئيس الأوكراني عن تفهمه من مخاوف البعض من انضمام بلاده إلى الناتو، وأوضح "نفهم أن البعض يخشون انضمام أوكرانيا للناتو ونحن أيضا لا نريد من جهتنا حربا عالمية". وخلص زيلنسكي إلى القول أن أوكرانيا تحتاج الناتو والناتو يحتاج أوكرانيا.. فيما شدد الأمين العام للناتو على أن الخطر الأكبر أن ينجح بوتين وهذا ما لا يمكن أن يحدث...
روسيا الخطر الأكبر ورسائل إلى الصين وإيران
وبالعودة إلى البيان الختامي أو بيان فيلنيوس الذي صدر عن قادة الحلف الأطلسي في ليتوانيا والذي اشتمل على تسعين بندا، أكثر من نصفها تمحورت حول روسيا التي وصفها البيان بالخطر الأكبر الذي يواجهه الحلف، وقال القادة في البيان الختامي للقمة:"ما دامت روسيا لا تظهر أنها تحترم القانون الدولي وتفي بالتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته".
وإلى جانب تداعيات ومخاطر الحرب الراهنة في أوكرانيا والتي استأثرت بالنصيب الأوفر من البيان الختامي الذي جدد دعم دول الحلف وتضامنه مع أوكرانيا والتزامه بمواصلة ما تحتاجه من دعم سياسي وعسكري طالما استوجب الأمر ذلك فقد شمل البيان أكثر من رسالة لأكثر من طرف مع رسائل ضمنية ودعوات لروسيا بالتراجع عن احتلالها أراض في أوكرانيا والقرم والعودة إلى التفاوض.
إلا أن هذا الدعم اللامحدود الذي أعلنه الناتو لصالح أوكرانيا لم يرتق إلى درجة قبول عضوية كييف في الحلف واقتصر قادة الحلف على إنشاء المجلس الأطلسي الأوكراني بحضور الرئيس زيلنسكي الذي لم يخف خيبة أمله وامتعاضه من تأجيل عضوية بلاده إلى الحلف رغم دعواته المتكررة وزياراته المكوكية إلى العواصم الغربية لحثها على هذه الخطوة. لكن الرئيس الأوكراني خفف من لهجته وأقر بأهمية المساعدات لبلاده في انتظار تغير الظروف بعد الحرب..
البيان وبالإضافة إلى ما تضمنه من رسائل إلى الصين وإيران كشف عن الأهم في اهتمامات قادة الحلف وهو مواصلة الاستثمار في تعزيز قدراتها العسكرية والترفيع في حجم النفقات العسكرية إلى20 بالمائة على الميزانية الدفاعية للتجهيزات العسكرية والبحوث وتطوير الآلية العسكرية ومواصلة تطوير وإصلاح قدرات قوات الأطلسي في إطار الردع والدفاع، ويقر البيان أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا بالتزام كل الأطراف بتخصيص2 بالمائة من الناتج الخام لهذه الأبحاث وهو ما يعكس الصعوبات التي يواجهها الحلف في تمويل الإنفاق العسكري مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا والالتزام بمواصلة دعم أوكرانيا عسكريا حيث يشير إلى أنه ومنذ قمة مدريد حصلت أوكرانيا على مساعدات بقيمة 500 مليون أورو في إطار حزمة المساعدات الدفاعية. وكان الأمين العام ستولتنبرغ أكد وجود قوة قوامها 300 ألف جندي على أهبة الاستعداد بما فيها قدرات جوية وبحرية لدعم أوكرانيا"..، مؤكدا أن قادة الناتو اتفقوا على إرسال رسالة قوية لأوكرانيا عبر مواصلة دعمها عسكريا وانضمامها للناتو مستقبلا.
وأشار إلى أن هناك حاجة لمزيد من الاستثمار في الدفاع "وهناك اتجاه لزيادة إنفاق الدول الأعضاء في التسلح".
وأعربت دول "الناتو" عن رغبتها في تجنب الصراع مع روسيا، وقالت "نواصل رغبتنا في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع موسكو لإدارة المخاطر وتخفيفها، ومنع التصعيد وزيادة الشفافية".
وشدد بيان الناتو عن الانشغال والمخاوف حيال طموحات الصين المعلنة وتطوير ترسانتها النووية ما يشكل "تحديات لأسس النظام الدولي".
وجاء في البيان أن "طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكل تحديات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف".
أفغانستان التي تخلى عنها الناتو لم تحظ في البيان الختامي بأكثر من تقديم التمويلات لمواصلة تشغيل مطار كابول بعد انتهاء مهمتهم العسكرية في أفغانستان في وقت لاحق هذه السنة. وأعلن الحلف في بيان في ختام قمته "إقرارا بأهمية مطار حميد كرزاي الدولي من أجل حضور دبلوماسي ودولي دائم، ومن أجل تواصل أفغانستان مع العالم أيضا، سيؤمن الحلف الأطلسي تمويلا في المرحلة الانتقالية لضمان استمرار تشغيله".
مستقبل أوكرانيا في الحلف ولكن..
وعكس الموقف من انضمام أوكرانيا خلافات بين الدول الأعضاء بين مؤيد ورافض للانضمام وهو ما أوضحه الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي اعتبر أن الانضمام غير ممكن.
وجاء في البيان الذي حصلت "الصباح" على نسخة منه أن "الحلفاء سيواصلون العمل معا بشكل وثيق للتصدي للتهديدات والتحديات التي تشكلها روسيا"، وشدد البيان على أن "مستقبل أوكرانيا ضمن الحلف ونعيد تأكيد الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا عام 2008 في بوخارست بأن أوكرانيا ستنال عضوية الناتو".
وأضاف، أن "أوكرانيا أصبحت أكثر قابلية للعمل بشكل متكامل سياسيا مع الحلف وتقدمت في مسار الإصلاح الخاص بها"، لافتا إلى "أننا سنقيم بانتظام التقدم المحرز من جانب أوكرانيا وسندعم إصلاحاتها التي ستقودها نحو عضوية الحلف".
البيان شدد أيضا على أن الحلف لا يسعى "لمواجهة روسيا ولا نشكل تهديدا لها لكن سياساتها وأفعالها العدائية لا تجعلها شريكا لنا".
كما أبدى قادة الناتو بحسب البيان "استعدادهم للإبقاء على قنوات اتصال مع موسكو لخفض المخاطر ومنع التصعيد وزيادة الشفافية، مذكرا بأن "روسيا تمثل أكبر تهديد مباشر لأمن الحلفاء بالناتو وللسلام في المنطقة الأوروبية الأطلسية".
ودعا البيان "إيران إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية وفقا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وبالتزاماتها السياسية"، موضحا أن "قوانا النووية الإستراتيجية ولا سيما الأمريكية ضمان للأمن وسنضمن مصداقية الردع النووي وفعاليته".
ولفت إلى أن "أي استخدام للأسلحة النووية ضد الحلف من شأنه تغيير طبيعة النزاع بشكل جذري".
شروط أمام أوكرانيا
كما تشير الوثيقة أيضًا إلى أن كييف، وتحت إشراف وزراء خارجية دول الناتو، يجب أن تستمر في تنفيذ الإصلاحات في مجال الديمقراطية والشفافية وقابلية التشغيل البيني مع الناتو، وأن هذه المتطلبات أساسية ولا تحتوي على خطوات وأطر زمنية محددة. فيما جدد الأمين العام للناتو تأكيده على أن دول الحلف وحدها من يقرر موعد انضمام أوكرانيا بعد توفر الشروط المطلوب وهو ما تم تفسيره على أنه يعكس الخلافات داخل دول الحلف ...
بايدن لا تدابير خاصة لتسهيل انضمام أوكرانيا إلى الناتو
الرئيس الأمريكي جو بادين الأكثر حرصا على تعزيز قدرات أوكرانيا في الحرب قال خلال قمة الناتو أن المعايير تنطبق على الجميع وهذا يعني أننا لن نسهل أمرَ انضمام البلد الذي يواجه هجوما عسكريا روسيا... ويبدو أن لقاء زيلنسكي بالرئيس الأمريكي خفض تطلعاته وجعله ينحني للأمر الواقع ويقبل بعدم قبول الناتو عضوية بلاده.. ويعكس موقف بايدن الموقف المعروف عن الانقسام داخل الحلف بشأن مسألة تعجيل الانضمام التي تعارضها واشنطن وألمانيا والمجر.
كلمة الرئيس الأمريكي بايدن خلال الندوة المشتركة مع زيلنسكي ورئيس الوزراء الياباني ياشيكا ومجموعة السبع اقتصرت على تجديد واستمرار الدعوة لأوكرانيا وكانت الصورة العائلية المشتركة لقادة مجموعة السبع إلى جانب شارل ميشال وفوندرلاين هي عنوان الندوة المشتركة التي اختزلت في الصورة التي جمعتهم بالرئيس الأوكراني زيلنسكي الذي يبدو انه نسي غضبه واستياءه وانتقاداته اللاذعة التي أطلقها بالأمس ضد الحلف واعلن انه سيعود ليخبر شعب أوكرانيا وأطفاله بما تحقق من تقدم في القمة.. ولاشك أن ما حدث يستوجب أكثر من قراءة ومن تحليل لاستقراء السيناريوهات القادمة ...
دول الجنوب
وتعرض البيان الختامي لدول الجنوب في أكثر من بند وأشار البند السادس إلى أن الأزمات وهشاشة الأوضاع وعدم الاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط يؤثر مباشرة على أمن الحلف وأمن شركائه، وأشار البند إلى طموحات الصين وخياراتها تهدد مصالح الحلف مباشرة .
وتعرض البند 22 من البيان الختامي للقمة بشكل موسع لدول الجنوب وتحديدا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل التي اعتبر أنها تواجه مخاطر متعلقة بالأمن والاقتصاد والتحولات السياسية واعتبر البيان أن الوضع في هذه المنطقة يوفر الأرضية لانتشار الجماعات المسلحة في إشارة لقوات فاغنر والمنظمات الإرهابية واعتبر البيان أن روسيا تؤجج الأزمات وعدم الاستقرار في المنطقة، وفي البند 82 يشير مجددا إلى أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا مناطق إستراتيجية لمصالح الحلف..، كما يشير البيان إلى أن الحلف يتجه إلى تعميق الالتزامات السياسية والديبلوماسية العامة للتوصل إلى شراكات طويلة المدى مع الشركاء في إطار الحوار المتوسطي ومبادرة اسطمبول للتعاون. و أشار البيان إلى أن الناتو سيعمل على العمل أكثر مع المنظمات الإقليمية وبينها الاتحاد الإفريقي ومجلس التعاون الخليجي، وأوضح البيان إلى أن الناتو بصدد تعزيز برنامج القدرات الدفاعية والشراكة مع العراق والأردن وموريتانيا وتونس، وكشف مصدر مسؤول في الناتو أن نائب الأمين العام للناتو لشؤون الشرق الأوسط يعد لزيارة إلى تونس في سبتمبر القادم تأتي بعد زيارة سابقة إلى موريتانيا وفي الشأن الليبي يبحث الحلف عن شراكات مع ليبيا ولكن ينتظر طلب طرابلس لتحديد برنامج للتدريب ...
ويبدو أن الأردن ستشهد قريبا افتتاح مكتب للناتو ويشير نفس البند إلى أن الجهود مستمرة مع السلطات الرسمية الأردنية لافتتاح مكتب علاقات في عمان ..
كما خصص البند 83 للعراق وللشراكة بشان مواصلة التدريب والدعم للقوات العراقية لمكافحة خطر الدواعش.. في نهاية المطاف غاب ملف أفغانستان عن بيان القمة باستثناء إشارة لمواصلة دعم بناء مطار كابول دون إعلان مراجعة لأخطاء الناتو في أفغانستان والانسحاب المهين للقوات الأمريكية ودخول طالبان على الخط لتعيد النساء إلى حياة السجون والقيود وتغلق الجامعات والمدارس والمؤسسات دونهم.
روسيا على الخط
ومن جانبه لم يتأخر الرد الروسي على البيان وقبل اختتام أشغال القمة أمس وفي أول رد فعل على البيان الختامي قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، إن دول الحلف تظهر اختلافا بشأن مسألة انضمام أوكرانيا للحلف، مشيرة إلي أنهم تخلوا عنها.
واستخفت زخاروفا بالقمة معتبرة أن ما يقال عن الناتو يظهر الوحدة والتضامن بشأن مسألة أوكرانيا هذا يبدو وكأنه مزحة.. أين الوحدة؟ أوكرانيا تطلب الانضمام لحلف الناتو، ودول الحلف توحدت في مسألة عدم انضمام أوكرانيا.
وأضافت:"أنتم تقولون إن الناتو يظهر دعمه لأوكرانيا.. ما هو هذا الدعم؟ إذا طلبت أوكرانيا الانضمام إلى الناتو، وقرر الحلف عدم ضمها.. هذا يعني أن أعضاء الناتو كانوا يجرون أوكرانيا إلى العالم الغربي، وعندما طلبت أوكرانيا المساعدة تخلوا عنها وخذلوها. بدوره وجه وزير الخارجية التروسي لافروف رسالة إلى قمة فيلنيوس مؤكدا انه "لا نهاية للحرب في أوكرانيا حتى يكف الغرب عن السعي لدحر روسيا".
واستبق لافروف الندوة الصحفية للرئيس الأوكراني في قمة فيلنيوس في اليوم الثاني والأخير من القمّة، وصرح من جاكرتا حيث يجري اجتماعات مع نظرائه في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بأن النزاع في أوكرانيا "سيتواصل حتى يتخلّى الغرب عن خططه لبسط الهيمنة وعن هوسه بتكبيد روسيا هزيمة إستراتيجية من خلال دميتها كييف".
وأضاف "لم تَظهر أيّ مؤشرات على تغيير في مواقفهم، ونرى كيف تواصل أميركا والمتواطئون معها ضخّ أسلحة في أوكرانيا ودفع (زيلينسكي) لمواصلة القتال".. كما انتقد الموقف الأمريكي المستمر في دعمه لأوكرانيا ..
السويد العضو الـ32
وفي نهاية المطاف فقد فتحت موافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الباب لانضمام سريع للدولة الاسكندينافية لتصبح العضو الـ32 في الحلف، وأثارت الارتياح بانتظار أن يصادق البرلمان التركي على البروتوكول الذي وعد الرئيس التركي بتسريعه، وبالتالي أصبحت عضوية السويد حاصلة حسب الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الذي وصف القمة بالتاريخية، خصوصا أن المجر، الدولة الأخرى التي لم تصادق بعد على انضمام السويد، تعهدت بدورها بعدم التسويف.. وسيكون لإعلان الناتو أن الحلف اقر وجود قوة قوامها 300 ألف جندي على أهبة الاستعداد بما فيها قدرات جوية وبحرية إشارة على جهوزية الحلف للتدخل في أزمات قادمة دفاعا عن مصالحه.. ولكن مع التأكيد على زيادة إنفاق الدول الأعضاء في التسلح مع تجديد الأعضاء التزامهم بتخصيص 2% من إجمالي الناتج الداخلي للدفاع..
------------------
إطار
فرنسا تقدم صواريخ “بعيدة المدى” إلى أوكرانيا وروسيا ترد
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مشاركته في قمة الحلف الأطلسي، أن فرنسا ستسلم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى طراز “سكالب".
وقال ماكرون "قررنا أن نسلم أوكرانيا صواريخ جديدة تتيح (تنفيذ) ضربات في العمق”، مضيفا:“أعتقد أن ما هو مهم اليوم بالنسبة لنا هو توجيه رسالة دعم لأوكرانيا، وأن حلف شمال الأطلسي موحد”. وأشار إلى أن توفير هذه الصواريخ هدفه تمكين أوكرانيا من ضرب القوات الروسية المحتلة “في العمق” خلال الهجوم المضاد الذي تشنه كييف لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها موسكو.
وصاروخ “سكالب” هو النسخة الفرنسية من صاروخ “ستورم شادو” البريطاني، قادر على إصابة أهداف على بعد 250 كلم، وهو الأبعد مدى بين الصواريخ التي وفرتها دول غربية لأوكرانيا. وفي أول رد من موسكو على قرار ماكرون تزويد أوكرانيا بصواريخ سكالب بعيدة المدى، قال الكرملين، إن "قرار فرنسا بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى خطأ، وسترد روسيا على مثل هذه الإجراءات"، فيما قال وزير الخارجية الروسي إن بلاده ستعمل على ضمان مصالحها الأمنية المشروعة.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن عمليات تسليم الأسلحة الجديدة إلى كييف "لن تؤدي إلى تغيير جذري في مسار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا "بل ستزيد من صعوبة مصير أوكرانيا".
واعتبر خطط فرنسا تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، "قرارا خاطئا محفوفا بالعواقب على كييف".
رسائل متعددة لروسيا والصين وإيران... وللشرق الأوسط وحوض المتوسط نصيب
300 ألف جندي على أهبة الاستعداد للتدخل في أزمات قادمة..
فيلنيوس ليتوانيا اسيا العتروس
كثيرة هي الملفات والمحطات والشراكات أيضا التي استعرضها البيان الختامي لقمة فيلنيوس في اختتام أشغالها التي استمرت على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء 11 -12 جويلية الجاري في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، ومن بينها الملفات الأمنية والعسكرية والإستراتيجية والسياسية والاقتصادية والبيئية والمناخية ومخاطر الإرهاب وغيرها من دول الحلف إلى الشرق الأوسط وإفريقيا وغيرها..
وسيكون من المهم وقبل التوقف عند أبرز بنود البيان الختامي التي شملت بالإضافة إلى روسيا وأوكرانيا نقاطا حول دول الشرق الأوسط ودول الجنوب ومنها تونس وليبيا والأردن وموريتانيا، مع الإشارة إلى تعديل الرئيس الأوكراني زيلنسكي من حدة خطابه أمس على هامش القمة ورضوخه للأمر الواقع والقبول بتأجيل انضمام بلاده إلى الناتو، وخلال ندوة صحفية تأخرت عن موعدها تحدث الرئيس الأوكراني مع الأمين العام للناتو ستولنبورغ حول توقعاته من القمة ورحب بتشكيل المجلس الأطلسي الأوكراني، وعبر زيلنسكي الذي ظهر كعادته باللباس العسكري عن ارتياحه لنتائج القمة التي وصفها بالناجحة بالنظر إلى المساعدات المعلنة لبلاده.
وقال زيلنسكي في مجمل ردوده حول تراجعه عن انتقاداته لتردد الناتو وخذلانه في دعوة كييف للانضمام إليه، وقال "أوكرانيا تقترب من عضوية الناتو مع اختصار الزمن والقمة نجاح لأوكرانيا ولأطفالنا"، وأضاف زيلنسكي "المهم في النتائج وهناك نتائج وضمانات أمنية وشركاؤنا يريدون مساعدتنا"، وأضاف زيلنسكي بقوله:"لو حصلنا على دعوة للانضمام إلى الحلف لكان أفضل". وعبر الرئيس الأوكراني عن تفهمه من مخاوف البعض من انضمام بلاده إلى الناتو، وأوضح "نفهم أن البعض يخشون انضمام أوكرانيا للناتو ونحن أيضا لا نريد من جهتنا حربا عالمية". وخلص زيلنسكي إلى القول أن أوكرانيا تحتاج الناتو والناتو يحتاج أوكرانيا.. فيما شدد الأمين العام للناتو على أن الخطر الأكبر أن ينجح بوتين وهذا ما لا يمكن أن يحدث...
روسيا الخطر الأكبر ورسائل إلى الصين وإيران
وبالعودة إلى البيان الختامي أو بيان فيلنيوس الذي صدر عن قادة الحلف الأطلسي في ليتوانيا والذي اشتمل على تسعين بندا، أكثر من نصفها تمحورت حول روسيا التي وصفها البيان بالخطر الأكبر الذي يواجهه الحلف، وقال القادة في البيان الختامي للقمة:"ما دامت روسيا لا تظهر أنها تحترم القانون الدولي وتفي بالتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته".
وإلى جانب تداعيات ومخاطر الحرب الراهنة في أوكرانيا والتي استأثرت بالنصيب الأوفر من البيان الختامي الذي جدد دعم دول الحلف وتضامنه مع أوكرانيا والتزامه بمواصلة ما تحتاجه من دعم سياسي وعسكري طالما استوجب الأمر ذلك فقد شمل البيان أكثر من رسالة لأكثر من طرف مع رسائل ضمنية ودعوات لروسيا بالتراجع عن احتلالها أراض في أوكرانيا والقرم والعودة إلى التفاوض.
إلا أن هذا الدعم اللامحدود الذي أعلنه الناتو لصالح أوكرانيا لم يرتق إلى درجة قبول عضوية كييف في الحلف واقتصر قادة الحلف على إنشاء المجلس الأطلسي الأوكراني بحضور الرئيس زيلنسكي الذي لم يخف خيبة أمله وامتعاضه من تأجيل عضوية بلاده إلى الحلف رغم دعواته المتكررة وزياراته المكوكية إلى العواصم الغربية لحثها على هذه الخطوة. لكن الرئيس الأوكراني خفف من لهجته وأقر بأهمية المساعدات لبلاده في انتظار تغير الظروف بعد الحرب..
البيان وبالإضافة إلى ما تضمنه من رسائل إلى الصين وإيران كشف عن الأهم في اهتمامات قادة الحلف وهو مواصلة الاستثمار في تعزيز قدراتها العسكرية والترفيع في حجم النفقات العسكرية إلى20 بالمائة على الميزانية الدفاعية للتجهيزات العسكرية والبحوث وتطوير الآلية العسكرية ومواصلة تطوير وإصلاح قدرات قوات الأطلسي في إطار الردع والدفاع، ويقر البيان أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا بالتزام كل الأطراف بتخصيص2 بالمائة من الناتج الخام لهذه الأبحاث وهو ما يعكس الصعوبات التي يواجهها الحلف في تمويل الإنفاق العسكري مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا والالتزام بمواصلة دعم أوكرانيا عسكريا حيث يشير إلى أنه ومنذ قمة مدريد حصلت أوكرانيا على مساعدات بقيمة 500 مليون أورو في إطار حزمة المساعدات الدفاعية. وكان الأمين العام ستولتنبرغ أكد وجود قوة قوامها 300 ألف جندي على أهبة الاستعداد بما فيها قدرات جوية وبحرية لدعم أوكرانيا"..، مؤكدا أن قادة الناتو اتفقوا على إرسال رسالة قوية لأوكرانيا عبر مواصلة دعمها عسكريا وانضمامها للناتو مستقبلا.
وأشار إلى أن هناك حاجة لمزيد من الاستثمار في الدفاع "وهناك اتجاه لزيادة إنفاق الدول الأعضاء في التسلح".
وأعربت دول "الناتو" عن رغبتها في تجنب الصراع مع روسيا، وقالت "نواصل رغبتنا في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع موسكو لإدارة المخاطر وتخفيفها، ومنع التصعيد وزيادة الشفافية".
وشدد بيان الناتو عن الانشغال والمخاوف حيال طموحات الصين المعلنة وتطوير ترسانتها النووية ما يشكل "تحديات لأسس النظام الدولي".
وجاء في البيان أن "طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكل تحديات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف".
أفغانستان التي تخلى عنها الناتو لم تحظ في البيان الختامي بأكثر من تقديم التمويلات لمواصلة تشغيل مطار كابول بعد انتهاء مهمتهم العسكرية في أفغانستان في وقت لاحق هذه السنة. وأعلن الحلف في بيان في ختام قمته "إقرارا بأهمية مطار حميد كرزاي الدولي من أجل حضور دبلوماسي ودولي دائم، ومن أجل تواصل أفغانستان مع العالم أيضا، سيؤمن الحلف الأطلسي تمويلا في المرحلة الانتقالية لضمان استمرار تشغيله".
مستقبل أوكرانيا في الحلف ولكن..
وعكس الموقف من انضمام أوكرانيا خلافات بين الدول الأعضاء بين مؤيد ورافض للانضمام وهو ما أوضحه الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي اعتبر أن الانضمام غير ممكن.
وجاء في البيان الذي حصلت "الصباح" على نسخة منه أن "الحلفاء سيواصلون العمل معا بشكل وثيق للتصدي للتهديدات والتحديات التي تشكلها روسيا"، وشدد البيان على أن "مستقبل أوكرانيا ضمن الحلف ونعيد تأكيد الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا عام 2008 في بوخارست بأن أوكرانيا ستنال عضوية الناتو".
وأضاف، أن "أوكرانيا أصبحت أكثر قابلية للعمل بشكل متكامل سياسيا مع الحلف وتقدمت في مسار الإصلاح الخاص بها"، لافتا إلى "أننا سنقيم بانتظام التقدم المحرز من جانب أوكرانيا وسندعم إصلاحاتها التي ستقودها نحو عضوية الحلف".
البيان شدد أيضا على أن الحلف لا يسعى "لمواجهة روسيا ولا نشكل تهديدا لها لكن سياساتها وأفعالها العدائية لا تجعلها شريكا لنا".
كما أبدى قادة الناتو بحسب البيان "استعدادهم للإبقاء على قنوات اتصال مع موسكو لخفض المخاطر ومنع التصعيد وزيادة الشفافية، مذكرا بأن "روسيا تمثل أكبر تهديد مباشر لأمن الحلفاء بالناتو وللسلام في المنطقة الأوروبية الأطلسية".
ودعا البيان "إيران إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية وفقا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وبالتزاماتها السياسية"، موضحا أن "قوانا النووية الإستراتيجية ولا سيما الأمريكية ضمان للأمن وسنضمن مصداقية الردع النووي وفعاليته".
ولفت إلى أن "أي استخدام للأسلحة النووية ضد الحلف من شأنه تغيير طبيعة النزاع بشكل جذري".
شروط أمام أوكرانيا
كما تشير الوثيقة أيضًا إلى أن كييف، وتحت إشراف وزراء خارجية دول الناتو، يجب أن تستمر في تنفيذ الإصلاحات في مجال الديمقراطية والشفافية وقابلية التشغيل البيني مع الناتو، وأن هذه المتطلبات أساسية ولا تحتوي على خطوات وأطر زمنية محددة. فيما جدد الأمين العام للناتو تأكيده على أن دول الحلف وحدها من يقرر موعد انضمام أوكرانيا بعد توفر الشروط المطلوب وهو ما تم تفسيره على أنه يعكس الخلافات داخل دول الحلف ...
بايدن لا تدابير خاصة لتسهيل انضمام أوكرانيا إلى الناتو
الرئيس الأمريكي جو بادين الأكثر حرصا على تعزيز قدرات أوكرانيا في الحرب قال خلال قمة الناتو أن المعايير تنطبق على الجميع وهذا يعني أننا لن نسهل أمرَ انضمام البلد الذي يواجه هجوما عسكريا روسيا... ويبدو أن لقاء زيلنسكي بالرئيس الأمريكي خفض تطلعاته وجعله ينحني للأمر الواقع ويقبل بعدم قبول الناتو عضوية بلاده.. ويعكس موقف بايدن الموقف المعروف عن الانقسام داخل الحلف بشأن مسألة تعجيل الانضمام التي تعارضها واشنطن وألمانيا والمجر.
كلمة الرئيس الأمريكي بايدن خلال الندوة المشتركة مع زيلنسكي ورئيس الوزراء الياباني ياشيكا ومجموعة السبع اقتصرت على تجديد واستمرار الدعوة لأوكرانيا وكانت الصورة العائلية المشتركة لقادة مجموعة السبع إلى جانب شارل ميشال وفوندرلاين هي عنوان الندوة المشتركة التي اختزلت في الصورة التي جمعتهم بالرئيس الأوكراني زيلنسكي الذي يبدو انه نسي غضبه واستياءه وانتقاداته اللاذعة التي أطلقها بالأمس ضد الحلف واعلن انه سيعود ليخبر شعب أوكرانيا وأطفاله بما تحقق من تقدم في القمة.. ولاشك أن ما حدث يستوجب أكثر من قراءة ومن تحليل لاستقراء السيناريوهات القادمة ...
دول الجنوب
وتعرض البيان الختامي لدول الجنوب في أكثر من بند وأشار البند السادس إلى أن الأزمات وهشاشة الأوضاع وعدم الاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط يؤثر مباشرة على أمن الحلف وأمن شركائه، وأشار البند إلى طموحات الصين وخياراتها تهدد مصالح الحلف مباشرة .
وتعرض البند 22 من البيان الختامي للقمة بشكل موسع لدول الجنوب وتحديدا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل التي اعتبر أنها تواجه مخاطر متعلقة بالأمن والاقتصاد والتحولات السياسية واعتبر البيان أن الوضع في هذه المنطقة يوفر الأرضية لانتشار الجماعات المسلحة في إشارة لقوات فاغنر والمنظمات الإرهابية واعتبر البيان أن روسيا تؤجج الأزمات وعدم الاستقرار في المنطقة، وفي البند 82 يشير مجددا إلى أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا مناطق إستراتيجية لمصالح الحلف..، كما يشير البيان إلى أن الحلف يتجه إلى تعميق الالتزامات السياسية والديبلوماسية العامة للتوصل إلى شراكات طويلة المدى مع الشركاء في إطار الحوار المتوسطي ومبادرة اسطمبول للتعاون. و أشار البيان إلى أن الناتو سيعمل على العمل أكثر مع المنظمات الإقليمية وبينها الاتحاد الإفريقي ومجلس التعاون الخليجي، وأوضح البيان إلى أن الناتو بصدد تعزيز برنامج القدرات الدفاعية والشراكة مع العراق والأردن وموريتانيا وتونس، وكشف مصدر مسؤول في الناتو أن نائب الأمين العام للناتو لشؤون الشرق الأوسط يعد لزيارة إلى تونس في سبتمبر القادم تأتي بعد زيارة سابقة إلى موريتانيا وفي الشأن الليبي يبحث الحلف عن شراكات مع ليبيا ولكن ينتظر طلب طرابلس لتحديد برنامج للتدريب ...
ويبدو أن الأردن ستشهد قريبا افتتاح مكتب للناتو ويشير نفس البند إلى أن الجهود مستمرة مع السلطات الرسمية الأردنية لافتتاح مكتب علاقات في عمان ..
كما خصص البند 83 للعراق وللشراكة بشان مواصلة التدريب والدعم للقوات العراقية لمكافحة خطر الدواعش.. في نهاية المطاف غاب ملف أفغانستان عن بيان القمة باستثناء إشارة لمواصلة دعم بناء مطار كابول دون إعلان مراجعة لأخطاء الناتو في أفغانستان والانسحاب المهين للقوات الأمريكية ودخول طالبان على الخط لتعيد النساء إلى حياة السجون والقيود وتغلق الجامعات والمدارس والمؤسسات دونهم.
روسيا على الخط
ومن جانبه لم يتأخر الرد الروسي على البيان وقبل اختتام أشغال القمة أمس وفي أول رد فعل على البيان الختامي قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، إن دول الحلف تظهر اختلافا بشأن مسألة انضمام أوكرانيا للحلف، مشيرة إلي أنهم تخلوا عنها.
واستخفت زخاروفا بالقمة معتبرة أن ما يقال عن الناتو يظهر الوحدة والتضامن بشأن مسألة أوكرانيا هذا يبدو وكأنه مزحة.. أين الوحدة؟ أوكرانيا تطلب الانضمام لحلف الناتو، ودول الحلف توحدت في مسألة عدم انضمام أوكرانيا.
وأضافت:"أنتم تقولون إن الناتو يظهر دعمه لأوكرانيا.. ما هو هذا الدعم؟ إذا طلبت أوكرانيا الانضمام إلى الناتو، وقرر الحلف عدم ضمها.. هذا يعني أن أعضاء الناتو كانوا يجرون أوكرانيا إلى العالم الغربي، وعندما طلبت أوكرانيا المساعدة تخلوا عنها وخذلوها. بدوره وجه وزير الخارجية التروسي لافروف رسالة إلى قمة فيلنيوس مؤكدا انه "لا نهاية للحرب في أوكرانيا حتى يكف الغرب عن السعي لدحر روسيا".
واستبق لافروف الندوة الصحفية للرئيس الأوكراني في قمة فيلنيوس في اليوم الثاني والأخير من القمّة، وصرح من جاكرتا حيث يجري اجتماعات مع نظرائه في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بأن النزاع في أوكرانيا "سيتواصل حتى يتخلّى الغرب عن خططه لبسط الهيمنة وعن هوسه بتكبيد روسيا هزيمة إستراتيجية من خلال دميتها كييف".
وأضاف "لم تَظهر أيّ مؤشرات على تغيير في مواقفهم، ونرى كيف تواصل أميركا والمتواطئون معها ضخّ أسلحة في أوكرانيا ودفع (زيلينسكي) لمواصلة القتال".. كما انتقد الموقف الأمريكي المستمر في دعمه لأوكرانيا ..
السويد العضو الـ32
وفي نهاية المطاف فقد فتحت موافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الباب لانضمام سريع للدولة الاسكندينافية لتصبح العضو الـ32 في الحلف، وأثارت الارتياح بانتظار أن يصادق البرلمان التركي على البروتوكول الذي وعد الرئيس التركي بتسريعه، وبالتالي أصبحت عضوية السويد حاصلة حسب الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الذي وصف القمة بالتاريخية، خصوصا أن المجر، الدولة الأخرى التي لم تصادق بعد على انضمام السويد، تعهدت بدورها بعدم التسويف.. وسيكون لإعلان الناتو أن الحلف اقر وجود قوة قوامها 300 ألف جندي على أهبة الاستعداد بما فيها قدرات جوية وبحرية إشارة على جهوزية الحلف للتدخل في أزمات قادمة دفاعا عن مصالحه.. ولكن مع التأكيد على زيادة إنفاق الدول الأعضاء في التسلح مع تجديد الأعضاء التزامهم بتخصيص 2% من إجمالي الناتج الداخلي للدفاع..
------------------
إطار
فرنسا تقدم صواريخ “بعيدة المدى” إلى أوكرانيا وروسيا ترد
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مشاركته في قمة الحلف الأطلسي، أن فرنسا ستسلم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى طراز “سكالب".
وقال ماكرون "قررنا أن نسلم أوكرانيا صواريخ جديدة تتيح (تنفيذ) ضربات في العمق”، مضيفا:“أعتقد أن ما هو مهم اليوم بالنسبة لنا هو توجيه رسالة دعم لأوكرانيا، وأن حلف شمال الأطلسي موحد”. وأشار إلى أن توفير هذه الصواريخ هدفه تمكين أوكرانيا من ضرب القوات الروسية المحتلة “في العمق” خلال الهجوم المضاد الذي تشنه كييف لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها موسكو.
وصاروخ “سكالب” هو النسخة الفرنسية من صاروخ “ستورم شادو” البريطاني، قادر على إصابة أهداف على بعد 250 كلم، وهو الأبعد مدى بين الصواريخ التي وفرتها دول غربية لأوكرانيا. وفي أول رد من موسكو على قرار ماكرون تزويد أوكرانيا بصواريخ سكالب بعيدة المدى، قال الكرملين، إن "قرار فرنسا بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى خطأ، وسترد روسيا على مثل هذه الإجراءات"، فيما قال وزير الخارجية الروسي إن بلاده ستعمل على ضمان مصالحها الأمنية المشروعة.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن عمليات تسليم الأسلحة الجديدة إلى كييف "لن تؤدي إلى تغيير جذري في مسار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا "بل ستزيد من صعوبة مصير أوكرانيا".
واعتبر خطط فرنسا تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، "قرارا خاطئا محفوفا بالعواقب على كييف".