إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

فيما تتجه الاهتمامات للبحث عن حلول للأزمات: سباق الرئاسية يشغل البعض.. وحملات انتخابية سابقة لأوانها

 

تونس-الصباح

في الوقت الذي تسعى فيه أطراف وشخصيات سياسية لاستعادة توازن الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحزبية فإن شخصيات تونسية أخرى تغرد خارج السرب وتتحرك في اتجاه الجمهور السياسي في إطار حملة انتخابية رئاسية سابقة لأوانها.

ولم تعد هذه التحركات محل تداول داخل الأحزاب بل أمست واقعا جسدته اللقاءات المفتوحة للمترشحين المحتملين والمصافحات المغلقة مع رجال أعمال وإعلام بغاية الدعم والحشد الجماهيري لهذا الاسم أو ذاك.

وعلى اعتبار أن الأزمات المحرك الأساسي لكل مترشح محتمل فقد اشتغلت ماكينة البعض من أجل ضمان التأثير على الناخبين وهو ما دفع مثلا برئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي للتواجد في صفاقس بسبب أزمة المهاجرين من دول جنوب الصحراء بعاصمة الجنوب.

بدورها لم تعرف رئيسة حزب الجمهورية الثالثة ألفة الحامدي السكون حيث تحركت هي الأخرى في كل الاتجاهات آخرها البث المباشر من جهة بن قردان على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي.

واقعيا لم تكن الحملة الانتخابية حكرا على المترشحات المحتملات حيث يواصل رئيس حزب قرطاج الجديدة منذ أكثر من 6 سنوات حملته الرئاسية.

وإذ ظهر بعض المترشحين المحتملين ضمن مربعاتهم الحزبية فإن آخرين خيروا التحرك في إطار ائتلافات سياسية على غرار رئيس حزب آفاق تونس فاضل عبد الكافي الذي يبدو انه المترشح المحتمل لمجموعة صمود.

من الاستقالة إلى الترشح

أعلن نزار الشعري بتاريخ  8 أكتوبر 2022، قراره بالاستقالة من رئاسة  حركة قرطاج الجديدة ومن كل عمل مدني ليترشح للانتخابات الرئاسية.

وصرّح الشعري قائلا ''سأستقيل من رئاسة حركة قرطاج الجديدة  وسأستقيل من كل ما هو عمل مدني لأتفرّغ للعمل السياسي وسأقدم نفسي من الآن بشكل فاعل وبشكل رسمي للترشح لرئاسة الجمهورية في الاستحقاقات الرئاسية القادمة".

ولم يتوقف الشعري عند هذا التصريح المثير المتعلق بخبر ترشحه حيث استبعد مؤخرا إمكانية إعلان رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد عن ترشحه لعهدة ثانية.


وأوضح الشعري، أن سعيد قام بمهمته التي جاء من أجلها على أتم وجه ولم يعد يطمح إلى شيء آخر بعد ذلك.


وحول تصريح الرئيس بجهة المنستير حين قال "انه لن يسلم تونس إلا الى  أيدي الوطنيين من أبنائها" لمح الشعري ضمنيا انه واحد من الوطنيين المقصودين بتصريح سعيد حيث قال المترشح أغلب الظن "أنهم كثر ولديهم من الحلم والطموح والقدرة ما يؤهلهم إلى الانطلاق في تشييد الوطن الذي يريده الشعب وإلى الإعداد لعودة قرطاج عظيمة من جديد، وفق تعبيره."

ألفة الحامدي بين غرور مفرط.. وثقة عمياء

منذ ظهورها الأول أثارت زعيمة حزب الجمهورية الثالثة ألفة الحامدي الكثير من التساؤلات حول الهوية السياسية لها فبين من يتهمها بخلفيتها النهضوية وبين من يرى فيها مجرد شخص عابر على خط الأحداث الوطنية.

غير أن هذه الرؤى سرعان ما تلاشت بعد أن حافظت سيدة الأعمال على حضورها الإعلامي والتواصلي مع الجمهور السياسي بكثافة حضورها الإعلامي وتحركاتها الميدانية وآخرها زيارتها الى جهة بن قردان بالإضافة الى الأنشطة الصيفية للحزب واستقطابه للشباب.

ومع تكثف الحضور برزت شخصية الحامدي المغرورة اذ تقدم نفسها وفي كل مرة على أنها "الإله المُخَلصُ" للتونسيين وأن وجودها بين الشعب هدية سماوية، هكذا انطباع كشفه موقف الحامدي الأخير الذي حوله متابعوا الشأن العام الى حدث هزلي اثر ظهورها التلفزيوني الأخير على قناة التاسعة حين قالت"كفاءة وطنية مثلي من المفترض أن تقدم رأيها في مجلس الأمن القومي وليس في بلاتوهات التلفزة."

وإذ فهم هذا الرأي وغيره من الآراء الأخرى على أنه حالة من التكبر وعائقا محتملا للمترشحة المحتملة في قادم المحطات الانتخابية فان آخرين رأوا فيه شكلا من أشكال الثقة في النفس ومدعاة للاهتمام ولا للصد.

موسي.. ومهرجان الرقص فوق الأزمات

رغم خسارتها لجزء واسع من أنصارها لفائدة الرئيس قيس سعيد بعد واقعة 25 جويلية 2021 وتراجع نسب احتمالية المصوتين لها في الانتخابات الرئاسية وفق مؤسستي سبر الآراء فإن ذلك لم يمنع عبير موسي من التحرك الميداني.

واحتضنت مدينة صفاقس مؤخرا مسيرة قادتها موسي وعدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب في إطار حملة للتنديد بالوضع الكارثي الذي تعيشه المدينة في ظل استيطان المهاجرين غير النظاميين بالجهة.

ولئن اعتبر أبناء الحزب نشاطهم هذا موضوعا مواطنيا فقد وصف خصوم موسي ما قامت به بأنه رقصة فوق أزمة حقيقية في إطار بروباغندا حزبية لحملة انتخابية بصفاقس وذلك بالنظر الى التصريح الإعلامي المتداول.

وفي هذا السياق انتقدت موسي "صمت السلط غير الشرعية على هذه الظاهرة والتعتيم على الموقف الرسمي من هذه العملية الخطيرة وغياب سياسة واضحة لمعالجتها والتوجه نحو إبرام اتفاقيات مع أوروبا في الغرف المظلمة لتثبيتها وفرضها على الشعب التونسي في غفلة منه"، وفق ما ذكرته رئيسة الحزب .

وطالبت موسي السلطة "بفتح المفاوضات مع مفوضية اللاجئين لترحيل المهاجرين غير النظاميين في إطار إعادة التوطين في بلدان قادرة على استقبالهم، وهو أمر قانوني ومطابق للمعايير الدولية، وفق قولها.


كما أكدت أن "تونس ليست أرض توطين يقع فيها تطبيق الأجندات الخارجية"، حسب تعبيرها، مشددة على ضرورة رفض إملاءات الاتحاد الأوروبي بخصوص ملف اللاجئين".

من الاستقلالية.. إلى الرئاسية

لم يكن التحاقه بحزب آفاق تونس من باب ملء الفراغات التي تركها المؤسس ياسين إبراهيم بل إن التحاق فاضل عبد الكافي كان تتمة لحلم الحزب بإيجاد الشخصية المناسبة للالتحاق بقصر قرطاج بعد تجربة برلمانية وحكومية خلال تجربة نداء تونس في الحكم.

وقد تحول وجود عبد الكافي من شخصية وطنية على الهامش اثر خلافه مع رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد الى شخصية تطمح بجدية للالتحاق بالقصر الرئاسي .

وحتى يضمن لنفسه هكذا تحول، خرج عبد الكافي من مربعه الارستقراطي الى المربع الشعبي حيث مصافحته لعموم أبناء الشعب ومشاركتهم الجلوس في المقاهي الشعبية والنزول الى الشارع والحديث إليهم دون قفازات.

ويرى عبد الكافي بأن حزبه سيلعب دور قاطرة محتملة للقوى الديمقراطية وهو ما جعله يتقاطع سياسيا مع عدد من الأحزاب والمنظمات الأخرى آخرها الندوة الكبرى التي نظمها ائتلاف صمود تحت عنوان "أي تاريخ لموعد الانتخابات الرئاسية القادمة؟

وقد لوحظ الحضور الواضح للناشطين بآفاق خلال الندوة وهو ما يؤكد التنسيق المحتمل لترشيح عبد الكافي للرئاسة الجمهورية سيما وأن الائتلاف طرح  مبادرة وطنية من أجل إيجاد آلية لتجميع القوى الديمقراطية وتقديم مرشح توافقي للانتخابات الرئاسية المقبلة عن هذه القوى.

وتحدث منسق صمود حسام الحامي عن أن الغرض من هذه المبادرة هو توحيد الصف الديمقراطي وطرح برنامج لإصلاح النظام السياسي والانتخابي وإنقاذ الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

خليل الحناشي

فيما تتجه الاهتمامات للبحث عن حلول للأزمات:   سباق الرئاسية يشغل البعض.. وحملات انتخابية سابقة لأوانها

 

تونس-الصباح

في الوقت الذي تسعى فيه أطراف وشخصيات سياسية لاستعادة توازن الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحزبية فإن شخصيات تونسية أخرى تغرد خارج السرب وتتحرك في اتجاه الجمهور السياسي في إطار حملة انتخابية رئاسية سابقة لأوانها.

ولم تعد هذه التحركات محل تداول داخل الأحزاب بل أمست واقعا جسدته اللقاءات المفتوحة للمترشحين المحتملين والمصافحات المغلقة مع رجال أعمال وإعلام بغاية الدعم والحشد الجماهيري لهذا الاسم أو ذاك.

وعلى اعتبار أن الأزمات المحرك الأساسي لكل مترشح محتمل فقد اشتغلت ماكينة البعض من أجل ضمان التأثير على الناخبين وهو ما دفع مثلا برئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي للتواجد في صفاقس بسبب أزمة المهاجرين من دول جنوب الصحراء بعاصمة الجنوب.

بدورها لم تعرف رئيسة حزب الجمهورية الثالثة ألفة الحامدي السكون حيث تحركت هي الأخرى في كل الاتجاهات آخرها البث المباشر من جهة بن قردان على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي.

واقعيا لم تكن الحملة الانتخابية حكرا على المترشحات المحتملات حيث يواصل رئيس حزب قرطاج الجديدة منذ أكثر من 6 سنوات حملته الرئاسية.

وإذ ظهر بعض المترشحين المحتملين ضمن مربعاتهم الحزبية فإن آخرين خيروا التحرك في إطار ائتلافات سياسية على غرار رئيس حزب آفاق تونس فاضل عبد الكافي الذي يبدو انه المترشح المحتمل لمجموعة صمود.

من الاستقالة إلى الترشح

أعلن نزار الشعري بتاريخ  8 أكتوبر 2022، قراره بالاستقالة من رئاسة  حركة قرطاج الجديدة ومن كل عمل مدني ليترشح للانتخابات الرئاسية.

وصرّح الشعري قائلا ''سأستقيل من رئاسة حركة قرطاج الجديدة  وسأستقيل من كل ما هو عمل مدني لأتفرّغ للعمل السياسي وسأقدم نفسي من الآن بشكل فاعل وبشكل رسمي للترشح لرئاسة الجمهورية في الاستحقاقات الرئاسية القادمة".

ولم يتوقف الشعري عند هذا التصريح المثير المتعلق بخبر ترشحه حيث استبعد مؤخرا إمكانية إعلان رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد عن ترشحه لعهدة ثانية.


وأوضح الشعري، أن سعيد قام بمهمته التي جاء من أجلها على أتم وجه ولم يعد يطمح إلى شيء آخر بعد ذلك.


وحول تصريح الرئيس بجهة المنستير حين قال "انه لن يسلم تونس إلا الى  أيدي الوطنيين من أبنائها" لمح الشعري ضمنيا انه واحد من الوطنيين المقصودين بتصريح سعيد حيث قال المترشح أغلب الظن "أنهم كثر ولديهم من الحلم والطموح والقدرة ما يؤهلهم إلى الانطلاق في تشييد الوطن الذي يريده الشعب وإلى الإعداد لعودة قرطاج عظيمة من جديد، وفق تعبيره."

ألفة الحامدي بين غرور مفرط.. وثقة عمياء

منذ ظهورها الأول أثارت زعيمة حزب الجمهورية الثالثة ألفة الحامدي الكثير من التساؤلات حول الهوية السياسية لها فبين من يتهمها بخلفيتها النهضوية وبين من يرى فيها مجرد شخص عابر على خط الأحداث الوطنية.

غير أن هذه الرؤى سرعان ما تلاشت بعد أن حافظت سيدة الأعمال على حضورها الإعلامي والتواصلي مع الجمهور السياسي بكثافة حضورها الإعلامي وتحركاتها الميدانية وآخرها زيارتها الى جهة بن قردان بالإضافة الى الأنشطة الصيفية للحزب واستقطابه للشباب.

ومع تكثف الحضور برزت شخصية الحامدي المغرورة اذ تقدم نفسها وفي كل مرة على أنها "الإله المُخَلصُ" للتونسيين وأن وجودها بين الشعب هدية سماوية، هكذا انطباع كشفه موقف الحامدي الأخير الذي حوله متابعوا الشأن العام الى حدث هزلي اثر ظهورها التلفزيوني الأخير على قناة التاسعة حين قالت"كفاءة وطنية مثلي من المفترض أن تقدم رأيها في مجلس الأمن القومي وليس في بلاتوهات التلفزة."

وإذ فهم هذا الرأي وغيره من الآراء الأخرى على أنه حالة من التكبر وعائقا محتملا للمترشحة المحتملة في قادم المحطات الانتخابية فان آخرين رأوا فيه شكلا من أشكال الثقة في النفس ومدعاة للاهتمام ولا للصد.

موسي.. ومهرجان الرقص فوق الأزمات

رغم خسارتها لجزء واسع من أنصارها لفائدة الرئيس قيس سعيد بعد واقعة 25 جويلية 2021 وتراجع نسب احتمالية المصوتين لها في الانتخابات الرئاسية وفق مؤسستي سبر الآراء فإن ذلك لم يمنع عبير موسي من التحرك الميداني.

واحتضنت مدينة صفاقس مؤخرا مسيرة قادتها موسي وعدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب في إطار حملة للتنديد بالوضع الكارثي الذي تعيشه المدينة في ظل استيطان المهاجرين غير النظاميين بالجهة.

ولئن اعتبر أبناء الحزب نشاطهم هذا موضوعا مواطنيا فقد وصف خصوم موسي ما قامت به بأنه رقصة فوق أزمة حقيقية في إطار بروباغندا حزبية لحملة انتخابية بصفاقس وذلك بالنظر الى التصريح الإعلامي المتداول.

وفي هذا السياق انتقدت موسي "صمت السلط غير الشرعية على هذه الظاهرة والتعتيم على الموقف الرسمي من هذه العملية الخطيرة وغياب سياسة واضحة لمعالجتها والتوجه نحو إبرام اتفاقيات مع أوروبا في الغرف المظلمة لتثبيتها وفرضها على الشعب التونسي في غفلة منه"، وفق ما ذكرته رئيسة الحزب .

وطالبت موسي السلطة "بفتح المفاوضات مع مفوضية اللاجئين لترحيل المهاجرين غير النظاميين في إطار إعادة التوطين في بلدان قادرة على استقبالهم، وهو أمر قانوني ومطابق للمعايير الدولية، وفق قولها.


كما أكدت أن "تونس ليست أرض توطين يقع فيها تطبيق الأجندات الخارجية"، حسب تعبيرها، مشددة على ضرورة رفض إملاءات الاتحاد الأوروبي بخصوص ملف اللاجئين".

من الاستقلالية.. إلى الرئاسية

لم يكن التحاقه بحزب آفاق تونس من باب ملء الفراغات التي تركها المؤسس ياسين إبراهيم بل إن التحاق فاضل عبد الكافي كان تتمة لحلم الحزب بإيجاد الشخصية المناسبة للالتحاق بقصر قرطاج بعد تجربة برلمانية وحكومية خلال تجربة نداء تونس في الحكم.

وقد تحول وجود عبد الكافي من شخصية وطنية على الهامش اثر خلافه مع رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد الى شخصية تطمح بجدية للالتحاق بالقصر الرئاسي .

وحتى يضمن لنفسه هكذا تحول، خرج عبد الكافي من مربعه الارستقراطي الى المربع الشعبي حيث مصافحته لعموم أبناء الشعب ومشاركتهم الجلوس في المقاهي الشعبية والنزول الى الشارع والحديث إليهم دون قفازات.

ويرى عبد الكافي بأن حزبه سيلعب دور قاطرة محتملة للقوى الديمقراطية وهو ما جعله يتقاطع سياسيا مع عدد من الأحزاب والمنظمات الأخرى آخرها الندوة الكبرى التي نظمها ائتلاف صمود تحت عنوان "أي تاريخ لموعد الانتخابات الرئاسية القادمة؟

وقد لوحظ الحضور الواضح للناشطين بآفاق خلال الندوة وهو ما يؤكد التنسيق المحتمل لترشيح عبد الكافي للرئاسة الجمهورية سيما وأن الائتلاف طرح  مبادرة وطنية من أجل إيجاد آلية لتجميع القوى الديمقراطية وتقديم مرشح توافقي للانتخابات الرئاسية المقبلة عن هذه القوى.

وتحدث منسق صمود حسام الحامي عن أن الغرض من هذه المبادرة هو توحيد الصف الديمقراطي وطرح برنامج لإصلاح النظام السياسي والانتخابي وإنقاذ الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

خليل الحناشي