طرفان لا يمكن التعويل عليهما لوقف جريمة الحرب المستمرة في جنين الصامدة وأولهما واشنطن الحليف الأول والداعم الأكبر للاحتلال في كل الأوقات وفي ظل كل الحكومات مهما بلغت من التطرف والعنصرية وهي التي لا ترى ولا تسمع ولا تعي إلا ما تريد لها إسرائيل أن تسمعه وهو الطرف الذي يمكن القول إنه لا يمكن أن تفاجئنا قراراته ومواقفه مهما فعل الاحتلال وبالتالي فعندما يقول متحدث باسم البيت الأبيض بأن واشنطن تراقب الوضع عن كثب.. وتدعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها في مواجهة حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.. والجماعات الإرهابية".. فهذا هو السائد والمألوف والعكس سيكون.. وأما الطرف الثاني الذي سيكون من الغباء انتظار أو توقع ما يمكن أن يساعد في حق الدماء الفلسطينية فهي بالتأكيد جامعة الدول العربية التي لم يخرج الاجتماع الطارئ الذي عقدته عن إطار توقعاتنا منذ اليوم الأول للعدوان وقد جاء بيان المندوبين الدائمين افرغ من فؤاد أم موسى ولا نخال التحذيرات التي صدرت في بيان الذي حمل توقيع الجامعة العربية ما يمكن أن يهز ناتنياهو أو يدعوه إلى التوقف عن المجازر التي يواصل اقترافها ..
والحقيقة أن وسائل ردع إسرائيل وزعزعة حكومة ناتنياهة قائمة وممكنة لو توفر الحد الأدنى من الإرادة السياسية ومعها الحد الأدنى من التضامن الإنساني العربي ولكن هذا ليس واقع الحال.. طبعا الأمر لا يتعلق بالتوجه الى المواجهة العسكرية فهذه مسألة غير مقدور عليها في ظل ما تتمتع به إسرائيل من عتاد ومن إمكانيات عسكرية رهيبة بدعم وتمويل من الغرب ولكن الأمر يتعلق بسلاح سياسي ديبلوماسي قابل للتفعيل وهو سلاح متوفر بيد عدد من الدول العربية التي تقيم علاقات مع تل أبيب بدءا بمصر والأردن وصولا الى البحرين والإمارات والمغرب وغيرها من دول اتفاقية ابراهام والأكيد أن المطلوب ليس أكثر من التلويح بتجميد أو تعليق عملية التطبيع وربط العودة بشرط قبول إسرائيل استعادة الفلسطينيين لحقوقهم.. وهي بالتأكيد مسألة لو تحققت فإنها ستحمل في طياتها رسالة بأن لهذه الدول سلطة القرار والخيار وأنه بإمكانها إيقاف المجزرة المفتوحة بعد أن تجاوز الاحتلال كل الخطوط الحمراء ومن يدري فقد يذهب ناتنياهو الى حد استعمال كل الوسائل العسكرية المتاحة لديه لإبادة الفلسطينيين وإزالة جنين من الخارطة كما سبق ولوح بذلك..
طبعا قد يبدو هذا التوجه غارقا في الغباء والسذاجة ولكن الحقيقة أن في استثمار ورقة التطبيع ما يمكن أن يردع سلطة الاحتلال ويذكرها بأن هناك خيارات عملية لوقف الإجرام.. هل تقبل واشنطن بذلك وهل تسمح بذلك وهي التي لا تخفي تطلعاتها لتوسع وامتداد قطار التطبيع؟ هذه مسألة أخرى ولكن الأكيد أن الدول العربية المعنية أيضا بلعبة التطبيع لم يسبق أن لوحت أو حتى هددت باعتماد هذا الحل والأمر ذاته ينسحب على تركيا البلد الإسلامي الذي تربطه علاقات عسكرية وسياسية وطيدة بإسرائيل.. والأمر ذاته ينسحب على الدول الإفريقية التي كانت من أشد المعارضين للتطبيع المجاني قبل أن تخترقها إسرائيل بكل الأساليب والإغراءات المتاحة.. ولاشك أن ناتنياهو أكثر من يدرك أن كل بيانات الإدانة والاستنكار لا يمكن أن تغير شيئا.
إذا كان القرار لأصحابه فإن تعليق التطبيع ولا نقول إلغاء التطبيع هو الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يدفع الاحتلال الى وقف عدوانه وعدا ذلك فإن كل بيانات الإدانة والاستنكار مهما كان مصدرها ومهما كانت التوقيع الذي تحمله لن يغير شيئا ولن يوقف استباحة الدماء المستمر في جنين.
في الأثناء تواصل سلطات الاحتلال استعراض ما يتوفر لها من ترسانة عسكرية هي الأحدث والأقوى بين دول المنطقة في مواجهة شباب جنين عنوان الملحمة الفلسطينية المستمرة في هذا الموقع الذي يشهد على صمود وشجاعة أبناء المخيم الذين لا يمتلكون غير بعض الأسلحة المتواضعة ولكن في المقابل فان جيش الاحتلال ومعه كل دول العالم تتابع ما يحدث في جنين التي ترفض الموت وكان ما يجري حربا بين جيشين متكافئين.. وهي كذبة طالما رددها الاحتلال متوقعا في كل مرة أن يصدق العالم ما يروج له ..
في الأثناء يخرج وزير ما يسمى الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير، يطالب الإسرائيليين إلى حمل السلاح بعد عملية تل أبيب.. وهو ما يعني أن الساعات القليلة القادمة ستشهد تحركات مسعورة لقطعان المستوطنين ولقوات الاحتلال التي تتطلع الى الانتقام من جنين وأهالي جنين الذين كسروا إرادة الاحتلال ودفعوه في كل مرة للانسحاب المذل من المخيم الذي يصنع أمجاد مقاومة جعلت ولاءها لراية فلسطين حفاظا على الذاكرة واحتراما لنضالات أجيال سبقت وتكذيبا لمقولة زائفة بأن الكبار يموتون والصغار ينسون بعد أن ثبت أن الصغار لا ينسون وأنهم أكثر تمسكا بقضيتهم وأرضهم ممن رحلوا..
آسيا العتروس
طرفان لا يمكن التعويل عليهما لوقف جريمة الحرب المستمرة في جنين الصامدة وأولهما واشنطن الحليف الأول والداعم الأكبر للاحتلال في كل الأوقات وفي ظل كل الحكومات مهما بلغت من التطرف والعنصرية وهي التي لا ترى ولا تسمع ولا تعي إلا ما تريد لها إسرائيل أن تسمعه وهو الطرف الذي يمكن القول إنه لا يمكن أن تفاجئنا قراراته ومواقفه مهما فعل الاحتلال وبالتالي فعندما يقول متحدث باسم البيت الأبيض بأن واشنطن تراقب الوضع عن كثب.. وتدعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها في مواجهة حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.. والجماعات الإرهابية".. فهذا هو السائد والمألوف والعكس سيكون.. وأما الطرف الثاني الذي سيكون من الغباء انتظار أو توقع ما يمكن أن يساعد في حق الدماء الفلسطينية فهي بالتأكيد جامعة الدول العربية التي لم يخرج الاجتماع الطارئ الذي عقدته عن إطار توقعاتنا منذ اليوم الأول للعدوان وقد جاء بيان المندوبين الدائمين افرغ من فؤاد أم موسى ولا نخال التحذيرات التي صدرت في بيان الذي حمل توقيع الجامعة العربية ما يمكن أن يهز ناتنياهو أو يدعوه إلى التوقف عن المجازر التي يواصل اقترافها ..
والحقيقة أن وسائل ردع إسرائيل وزعزعة حكومة ناتنياهة قائمة وممكنة لو توفر الحد الأدنى من الإرادة السياسية ومعها الحد الأدنى من التضامن الإنساني العربي ولكن هذا ليس واقع الحال.. طبعا الأمر لا يتعلق بالتوجه الى المواجهة العسكرية فهذه مسألة غير مقدور عليها في ظل ما تتمتع به إسرائيل من عتاد ومن إمكانيات عسكرية رهيبة بدعم وتمويل من الغرب ولكن الأمر يتعلق بسلاح سياسي ديبلوماسي قابل للتفعيل وهو سلاح متوفر بيد عدد من الدول العربية التي تقيم علاقات مع تل أبيب بدءا بمصر والأردن وصولا الى البحرين والإمارات والمغرب وغيرها من دول اتفاقية ابراهام والأكيد أن المطلوب ليس أكثر من التلويح بتجميد أو تعليق عملية التطبيع وربط العودة بشرط قبول إسرائيل استعادة الفلسطينيين لحقوقهم.. وهي بالتأكيد مسألة لو تحققت فإنها ستحمل في طياتها رسالة بأن لهذه الدول سلطة القرار والخيار وأنه بإمكانها إيقاف المجزرة المفتوحة بعد أن تجاوز الاحتلال كل الخطوط الحمراء ومن يدري فقد يذهب ناتنياهو الى حد استعمال كل الوسائل العسكرية المتاحة لديه لإبادة الفلسطينيين وإزالة جنين من الخارطة كما سبق ولوح بذلك..
طبعا قد يبدو هذا التوجه غارقا في الغباء والسذاجة ولكن الحقيقة أن في استثمار ورقة التطبيع ما يمكن أن يردع سلطة الاحتلال ويذكرها بأن هناك خيارات عملية لوقف الإجرام.. هل تقبل واشنطن بذلك وهل تسمح بذلك وهي التي لا تخفي تطلعاتها لتوسع وامتداد قطار التطبيع؟ هذه مسألة أخرى ولكن الأكيد أن الدول العربية المعنية أيضا بلعبة التطبيع لم يسبق أن لوحت أو حتى هددت باعتماد هذا الحل والأمر ذاته ينسحب على تركيا البلد الإسلامي الذي تربطه علاقات عسكرية وسياسية وطيدة بإسرائيل.. والأمر ذاته ينسحب على الدول الإفريقية التي كانت من أشد المعارضين للتطبيع المجاني قبل أن تخترقها إسرائيل بكل الأساليب والإغراءات المتاحة.. ولاشك أن ناتنياهو أكثر من يدرك أن كل بيانات الإدانة والاستنكار لا يمكن أن تغير شيئا.
إذا كان القرار لأصحابه فإن تعليق التطبيع ولا نقول إلغاء التطبيع هو الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يدفع الاحتلال الى وقف عدوانه وعدا ذلك فإن كل بيانات الإدانة والاستنكار مهما كان مصدرها ومهما كانت التوقيع الذي تحمله لن يغير شيئا ولن يوقف استباحة الدماء المستمر في جنين.
في الأثناء تواصل سلطات الاحتلال استعراض ما يتوفر لها من ترسانة عسكرية هي الأحدث والأقوى بين دول المنطقة في مواجهة شباب جنين عنوان الملحمة الفلسطينية المستمرة في هذا الموقع الذي يشهد على صمود وشجاعة أبناء المخيم الذين لا يمتلكون غير بعض الأسلحة المتواضعة ولكن في المقابل فان جيش الاحتلال ومعه كل دول العالم تتابع ما يحدث في جنين التي ترفض الموت وكان ما يجري حربا بين جيشين متكافئين.. وهي كذبة طالما رددها الاحتلال متوقعا في كل مرة أن يصدق العالم ما يروج له ..
في الأثناء يخرج وزير ما يسمى الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير، يطالب الإسرائيليين إلى حمل السلاح بعد عملية تل أبيب.. وهو ما يعني أن الساعات القليلة القادمة ستشهد تحركات مسعورة لقطعان المستوطنين ولقوات الاحتلال التي تتطلع الى الانتقام من جنين وأهالي جنين الذين كسروا إرادة الاحتلال ودفعوه في كل مرة للانسحاب المذل من المخيم الذي يصنع أمجاد مقاومة جعلت ولاءها لراية فلسطين حفاظا على الذاكرة واحتراما لنضالات أجيال سبقت وتكذيبا لمقولة زائفة بأن الكبار يموتون والصغار ينسون بعد أن ثبت أن الصغار لا ينسون وأنهم أكثر تمسكا بقضيتهم وأرضهم ممن رحلوا..