التعليم عادة ومفهوما، أن تظهر للآخر ما هو قادر عليه، والتعلم هو جعل هذا ممكنا.
حفظ الحقائق لم يعد يكفي اليوم للنجاح في الحياة.
المهارات المطلوبة حاليًا هي: الرؤية، والقدرة على حل المشكلات، والواقعية، والتواصل، والتسوية، والعمل الجماعي، وبناء المجتمع، وهي مهارات لا تقاس جميعها بالاختبارات أو الامتحانات.
في العصر الرقمي، يبدو حفظ عدد من الحقائق لتقييم مكتوب أقل فائدة. بعد كل هذا يتّجه السّؤال، لماذا يقضي الطفل ساعات، قبل الامتحانات، يحشو رأسه بما يمكن أن يجده عبر الإنترنت بنقرة بسيطة؟
ضمان أن المرشح لديه المهارات والمعرفة اللازمة لتبرير حصوله على شهادته.
أخيرًا، يسمح الاختبار للمجتمع بالاعتراف بأن المؤسسة التي تقدمه قد حصلت على تدريب والتصديق عليه بطريقة رسمية.
نعيش أيام امتحانات سنوية، وإعلان نتائجها..
بالمناسبة، استجدّ اختبار غير موفق وغير ذي مصداقية، ارتقى إلى درجة الفضيحة.
ما تضمّنه محتوى امتحان مادة العربية يتجاوز قدرات تلميذ سنة سادسة، زيادة على ذلك هو مطالب بانجازه في ستين دقيقة، ليس من عنوان لمثل هذا السلوك إلا وصف اسمه تعجيز.
اعتبر الخبير التربوي مصدق الجليدي، أن ما حصل هو اختبار فاشل وقد يكون مسببا للفشل العاجل والآجل!.
بل اتجه به القول إلى الاتهام بأنه مشكوك في مصداقيته التربوية والأخلاقية، لكونه قد يحدّ من حماس المتعلمين لمواصلة الدراسة وقد يتسبب لهم في تعقيدات نفسانية تنفّرهم منها وقد يقضي على روح الأمل والطموح والحلم المشروع بمستقبل زاهر لديهم، وفق ميولاتهم ورغباتهم، مضيفا:في هذا الاختبار شبهة تسييس (تمرير سياسات) ومصادرة على المستقبل .
بالفعل إذا عانينا من كارثة إقحام الدين في السياسة، فان مصيبة إقحام السياسة في التعليم لا تقلّ كارثية، كانت ضربة البداية لوزير تربية ما بعد الثورة الطيب البكوش الذي بمنطق الثورجية وتصفية الحسابات السياسية اطرد مئات المديرين من أكفإ ما عندنا في إدارات التعليم ليعوضهم بنقابيين فاشلين لم نر منهم تميزا في مجال اختصاصهم، الطريف أن تونس عرفت لأول مرّة مشاركة مديري مدارس في إضرابات المعلمين، ليعظم مصاب تعليمنا بسيطرة حركة سياسية على نقابات القطاع لنشهد انهيارا طال أهم مكسب تفخر به بلادنا، سواء بسبب إضرابات بفترات قياسية أو حجز الأعداد وسرقة أحلام طفولة، أو حتى هذه الامتحانات التي من المفروض أن لجنة وطنية تضم أكفأ المدرسين تشرف عليها !!.
إلى متى يتواصل هذا النزيف في قطاع التعليم؟ هل من منقذ لمدرسة الجمهورية التي أسست لها نخب تونسية تعلّقت بوطنها أكثر من تعلقها بشعارات وإيديولوجيات جوفاء لم يبق لها من وجود ورواج إلا عندنا !!.
نحن اليوم بحاجة أكيدة إلى ثورة تعليمية، نأخذ فيها بما وصلت إليه الأمم المتقدمة، ثورة في المناهج، وثورة في الإدارة، وثورة في شؤون المعلم، وثورة في توعية أولياء الأمور..
يتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم فاشل لم ينجح في شيء إلا بالغش والابتزاز.
فما أشرقت في الكون أيّة حضارة إلا وكانت من ضياء تعليمها.
يرويها: أبو بكر الصغير
الشيء الفاضح في الفضيحة هو أنك تعتاد عليها.
التعليم عادة ومفهوما، أن تظهر للآخر ما هو قادر عليه، والتعلم هو جعل هذا ممكنا.
حفظ الحقائق لم يعد يكفي اليوم للنجاح في الحياة.
المهارات المطلوبة حاليًا هي: الرؤية، والقدرة على حل المشكلات، والواقعية، والتواصل، والتسوية، والعمل الجماعي، وبناء المجتمع، وهي مهارات لا تقاس جميعها بالاختبارات أو الامتحانات.
في العصر الرقمي، يبدو حفظ عدد من الحقائق لتقييم مكتوب أقل فائدة. بعد كل هذا يتّجه السّؤال، لماذا يقضي الطفل ساعات، قبل الامتحانات، يحشو رأسه بما يمكن أن يجده عبر الإنترنت بنقرة بسيطة؟
ضمان أن المرشح لديه المهارات والمعرفة اللازمة لتبرير حصوله على شهادته.
أخيرًا، يسمح الاختبار للمجتمع بالاعتراف بأن المؤسسة التي تقدمه قد حصلت على تدريب والتصديق عليه بطريقة رسمية.
نعيش أيام امتحانات سنوية، وإعلان نتائجها..
بالمناسبة، استجدّ اختبار غير موفق وغير ذي مصداقية، ارتقى إلى درجة الفضيحة.
ما تضمّنه محتوى امتحان مادة العربية يتجاوز قدرات تلميذ سنة سادسة، زيادة على ذلك هو مطالب بانجازه في ستين دقيقة، ليس من عنوان لمثل هذا السلوك إلا وصف اسمه تعجيز.
اعتبر الخبير التربوي مصدق الجليدي، أن ما حصل هو اختبار فاشل وقد يكون مسببا للفشل العاجل والآجل!.
بل اتجه به القول إلى الاتهام بأنه مشكوك في مصداقيته التربوية والأخلاقية، لكونه قد يحدّ من حماس المتعلمين لمواصلة الدراسة وقد يتسبب لهم في تعقيدات نفسانية تنفّرهم منها وقد يقضي على روح الأمل والطموح والحلم المشروع بمستقبل زاهر لديهم، وفق ميولاتهم ورغباتهم، مضيفا:في هذا الاختبار شبهة تسييس (تمرير سياسات) ومصادرة على المستقبل .
بالفعل إذا عانينا من كارثة إقحام الدين في السياسة، فان مصيبة إقحام السياسة في التعليم لا تقلّ كارثية، كانت ضربة البداية لوزير تربية ما بعد الثورة الطيب البكوش الذي بمنطق الثورجية وتصفية الحسابات السياسية اطرد مئات المديرين من أكفإ ما عندنا في إدارات التعليم ليعوضهم بنقابيين فاشلين لم نر منهم تميزا في مجال اختصاصهم، الطريف أن تونس عرفت لأول مرّة مشاركة مديري مدارس في إضرابات المعلمين، ليعظم مصاب تعليمنا بسيطرة حركة سياسية على نقابات القطاع لنشهد انهيارا طال أهم مكسب تفخر به بلادنا، سواء بسبب إضرابات بفترات قياسية أو حجز الأعداد وسرقة أحلام طفولة، أو حتى هذه الامتحانات التي من المفروض أن لجنة وطنية تضم أكفأ المدرسين تشرف عليها !!.
إلى متى يتواصل هذا النزيف في قطاع التعليم؟ هل من منقذ لمدرسة الجمهورية التي أسست لها نخب تونسية تعلّقت بوطنها أكثر من تعلقها بشعارات وإيديولوجيات جوفاء لم يبق لها من وجود ورواج إلا عندنا !!.
نحن اليوم بحاجة أكيدة إلى ثورة تعليمية، نأخذ فيها بما وصلت إليه الأمم المتقدمة، ثورة في المناهج، وثورة في الإدارة، وثورة في شؤون المعلم، وثورة في توعية أولياء الأمور..
يتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم فاشل لم ينجح في شيء إلا بالغش والابتزاز.
فما أشرقت في الكون أيّة حضارة إلا وكانت من ضياء تعليمها.