إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تنقطع الصلة بهم بعد منحة الدراسة بالخارج.. طلبة متفوقون وكفاءات عالية خارج اهتمامات الدولة

 

تونس-الصباح

استنادا الى آخر الإحصائيات التي كشف عنها ديوان التونسيين بالخارج فقد بلغ عدد الطلبة التونسيين بالخارج 76659 بعنوان سنة 2022 بتطور سنوي بلغ 1 بالمائة مقارنة ب2021 وتستأثر فرنسا وألمانيا بنسبتي 57,9 بالمائة و11,1 بالمائة من مجموع الطلبة التونسيين بالخارج.

وسنويا اثر الإعلان عن نتائج البكالوريا يتم تعزيز هذه الأرقام باختيار الحاصلين على أفضل المعدلات في مختلف الشعب للتمتع بمنحة من الدولة لمواصلة الدراسة والتميز في جامعات أجنبية.

كما أصبحت في السنوات الأخيرة عديد العائلات تتجند لتوفير الإمكانيات المادية ولو على حساب الكثير من الضروريات، لتمكين أبنائهم من مواصلة تعليمهم في الخارج كبوابة أخرى لضمان مستقبل أبنائهم خارج حدود الوطن.

نزيف آخر

شكل آخر من نزيف الأدمغة والكفاءات يحصل أمام أعين الجميع ليعمق أزمة الهجرة الجماعية في عديد الاختصاصات في صفوف الأطباء والمهندسين وغيرهم.

والمؤلم أن هؤلاء الطلبة، لا سيما المتفوقين منهم ومن يتابعون تعليمهم في مجالات واختصاصات دقيقة ومهمة، لا تحرص الدولة على متابعتهم متابعة لصيقة والتواصل معهم على امتداد فترة دراستهم وبعد تخرجهم لربط جسور متينة بينهم وبين دولتهم الأم التي هي بأمس الحاجة اليوم وأكثر من اي وقت مضى إلى كفاءاتها البشرية ذات التكوين العالي والقيمة المضافة لتجاوز الواقع الصعب وبناء مستقبل أفضل.

وكثيرا ما تتناقل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالصدفة قصة نجاح أو تفوق أحد أبناء تونس بالخارج في اختصاصات تهم مهن المستقبل التي تحرص كل دول العالم على الاشتغال عليها واستقطاب الكفاءات فيها من مختلف بلدان العالم خدمة لشعوبهم ومستقبل اقتصادهم وتطورهم ونهضتهم. وتضم الجالية التونسية في الخارج نخباً وكفاءات عالية، إذ استنادا لبعض الإحصائيات الصادرة سابقا عن ديوان التونسيين بالخارج فإن "عدد التونسيين ذوي الكفاءات العالية والمراكز المهمة في أوروبا يتجاوز 90 ألفاً".

لا مبالاة

الغريب أنه في بلادنا قد تقتصر العلاقة مع الطلبة المتفوقين على الحصول على المنحة للدراسة بالخارج ثم تنتهي تلك الصلة.

تشير هنا آخر الإحصائيات الصادرة عن ديوان التونسيين بالخارج أن الدولة التونسية خصصت خلال السنة الجارية مبلغ 156.7 ميلون دينار للطلاب لتمويل دراستهم، بما في ذلك 1.1 مليون دينار تونسي للطلبة التونسيين المقيمين بالخارج.

ووفق الديوان فانه "من بين الطلاب التونسيين الذين يتابعون دراستهم في الخارج سيحصل 2813 طالبًا على منح دراسية بمبلغ إجمالي قدره 38.3 مليون دينار، بما في ذلك رسوم التسجيل والتأمين واللوازم المدرسية وتذاكر الطائرة".

وتعتبر فرنسا الوجهة الأولى التي تستقطب الطلبة التونسيين المتابعين لدراستهم بالخارج.

وكشفت سابقا مديرة المنح والقروض الجامعية بالخارج بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مها الهمامي. أن تونس منحت خلال الموسم الجامعي 2021-2022،" نحو 782 منحة دراسية طويلة الأمد، منها 525 منحة دراسية في فرنسا، و170 منحة دراسية في ألمانيا، و80 منحة دراسية في كندا ومنح دراسية في 7 دول أخرى. وخلال نفس الفترة المذكورة تم منح 1026 منحة دراسية قصيرة الأجل، منها 658 منحة دراسية في فرنسا و128 منحة دراسية في إسبانيا".

قالت أيضا مسؤولة وزارة التعليم العالي إن " فرنسا أيضا وجهة محبذة للطلبة غير المتحصلين على منح جامعية، ومن مجموع 17268 طالبا غادروا تونس لمتابعة تعليمهم العالي بالخارج خلال الموسم الجامعي الحالي 2022-2023، أكثر من 40 بالمائة منهم اي 6962 طالبا اختاروا وجهتهم نحو فرنسا، فيما اختار 3185 طالبا التوجه نحو ألمانيا، و1090 طالبا نحو إسبانيا، و858 طالبا إلى كندا، و800 طالبا إلى روسيا".

برامج مختلفة للمنح

تجدر الإشارة أيضا أن وزارة التعليم العالي تضع برامج مختلفة للمنح الدراسية والقروض الجامعية لمواصلة الدراسة والتخصصات في الخارج.

وزيادة على حوالي 23 منحة دراسية في فرنسا و24 منحة في ألمانيا كل عام في إطار برنامج المنح الدراسية للمتفوقين في الباكالوريا. فقد منحت الوزارة سنة 2022، 52 منحة دراسية لطلاب المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية (IPEST) الذين اجتازوا بنجاح امتحان القبول في المعاهد والمدارس الكبرى بفرنسا. يوجد أيضا برنامج للمنح الدراسية لتكوين المكونين في التعليم العالي (منح لإعداد دراسات الماجستير والدكتوراه) حيث على سبيل الذكر تم تحديد 34 منحة للدراسة في كندا وذلك في اختصاصات مختلفة مثل علوم البيانات، والذكاء الاصطناعي ، وحوسبة الكم، والأمن السيبراني، والعلوم الصحية ، والعلوم الزراعية.

يوجد أيضا برنامج منح دراسية مخصصة لطلبة المهندسين وتضير مصادر وزارة التعليم العالي أنه تم "تقديم 242 منحة خلال الموسم الجامعي 2022-2023 لطلاب المهندسين في إطار التحضير لشهادات مزدوجة بين وزراتي التعليم العالي التونسية والفرنسية".

وتقدم وزارة التعليم العالي غلى جانب المنح قروضا جامعية للطلبة بالخارج ( تم منح 201 قرضا جامعيا للطلاب التونسيين غير المتحلصين على منح دراسية الذين يدرسون في الخارج عام 2022).

وقد طالبت أصوات سابقا ومنذ سنوات بأهمية ضبط سجلات وطنية دقيقة حول كفاءاتنا في الخارج والطلبة لا سيما المتفوقين منهم والعمل على توطيد التواصل معهم للمساهمة من مواقعهم واختصاصاتهم وعبر كفاءاتهم وعلاقاتهم في معاضدة المجهود الوطني للنهوض الاقتصادي والعلمي في البلاد ،لكن ظل المجهود المبذول من الدولة في هذا السياق ضعيفا وخارج دائرة الأولويات .

م.ي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنقطع الصلة بهم بعد منحة الدراسة بالخارج..  طلبة متفوقون وكفاءات عالية خارج اهتمامات الدولة

 

تونس-الصباح

استنادا الى آخر الإحصائيات التي كشف عنها ديوان التونسيين بالخارج فقد بلغ عدد الطلبة التونسيين بالخارج 76659 بعنوان سنة 2022 بتطور سنوي بلغ 1 بالمائة مقارنة ب2021 وتستأثر فرنسا وألمانيا بنسبتي 57,9 بالمائة و11,1 بالمائة من مجموع الطلبة التونسيين بالخارج.

وسنويا اثر الإعلان عن نتائج البكالوريا يتم تعزيز هذه الأرقام باختيار الحاصلين على أفضل المعدلات في مختلف الشعب للتمتع بمنحة من الدولة لمواصلة الدراسة والتميز في جامعات أجنبية.

كما أصبحت في السنوات الأخيرة عديد العائلات تتجند لتوفير الإمكانيات المادية ولو على حساب الكثير من الضروريات، لتمكين أبنائهم من مواصلة تعليمهم في الخارج كبوابة أخرى لضمان مستقبل أبنائهم خارج حدود الوطن.

نزيف آخر

شكل آخر من نزيف الأدمغة والكفاءات يحصل أمام أعين الجميع ليعمق أزمة الهجرة الجماعية في عديد الاختصاصات في صفوف الأطباء والمهندسين وغيرهم.

والمؤلم أن هؤلاء الطلبة، لا سيما المتفوقين منهم ومن يتابعون تعليمهم في مجالات واختصاصات دقيقة ومهمة، لا تحرص الدولة على متابعتهم متابعة لصيقة والتواصل معهم على امتداد فترة دراستهم وبعد تخرجهم لربط جسور متينة بينهم وبين دولتهم الأم التي هي بأمس الحاجة اليوم وأكثر من اي وقت مضى إلى كفاءاتها البشرية ذات التكوين العالي والقيمة المضافة لتجاوز الواقع الصعب وبناء مستقبل أفضل.

وكثيرا ما تتناقل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالصدفة قصة نجاح أو تفوق أحد أبناء تونس بالخارج في اختصاصات تهم مهن المستقبل التي تحرص كل دول العالم على الاشتغال عليها واستقطاب الكفاءات فيها من مختلف بلدان العالم خدمة لشعوبهم ومستقبل اقتصادهم وتطورهم ونهضتهم. وتضم الجالية التونسية في الخارج نخباً وكفاءات عالية، إذ استنادا لبعض الإحصائيات الصادرة سابقا عن ديوان التونسيين بالخارج فإن "عدد التونسيين ذوي الكفاءات العالية والمراكز المهمة في أوروبا يتجاوز 90 ألفاً".

لا مبالاة

الغريب أنه في بلادنا قد تقتصر العلاقة مع الطلبة المتفوقين على الحصول على المنحة للدراسة بالخارج ثم تنتهي تلك الصلة.

تشير هنا آخر الإحصائيات الصادرة عن ديوان التونسيين بالخارج أن الدولة التونسية خصصت خلال السنة الجارية مبلغ 156.7 ميلون دينار للطلاب لتمويل دراستهم، بما في ذلك 1.1 مليون دينار تونسي للطلبة التونسيين المقيمين بالخارج.

ووفق الديوان فانه "من بين الطلاب التونسيين الذين يتابعون دراستهم في الخارج سيحصل 2813 طالبًا على منح دراسية بمبلغ إجمالي قدره 38.3 مليون دينار، بما في ذلك رسوم التسجيل والتأمين واللوازم المدرسية وتذاكر الطائرة".

وتعتبر فرنسا الوجهة الأولى التي تستقطب الطلبة التونسيين المتابعين لدراستهم بالخارج.

وكشفت سابقا مديرة المنح والقروض الجامعية بالخارج بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مها الهمامي. أن تونس منحت خلال الموسم الجامعي 2021-2022،" نحو 782 منحة دراسية طويلة الأمد، منها 525 منحة دراسية في فرنسا، و170 منحة دراسية في ألمانيا، و80 منحة دراسية في كندا ومنح دراسية في 7 دول أخرى. وخلال نفس الفترة المذكورة تم منح 1026 منحة دراسية قصيرة الأجل، منها 658 منحة دراسية في فرنسا و128 منحة دراسية في إسبانيا".

قالت أيضا مسؤولة وزارة التعليم العالي إن " فرنسا أيضا وجهة محبذة للطلبة غير المتحصلين على منح جامعية، ومن مجموع 17268 طالبا غادروا تونس لمتابعة تعليمهم العالي بالخارج خلال الموسم الجامعي الحالي 2022-2023، أكثر من 40 بالمائة منهم اي 6962 طالبا اختاروا وجهتهم نحو فرنسا، فيما اختار 3185 طالبا التوجه نحو ألمانيا، و1090 طالبا نحو إسبانيا، و858 طالبا إلى كندا، و800 طالبا إلى روسيا".

برامج مختلفة للمنح

تجدر الإشارة أيضا أن وزارة التعليم العالي تضع برامج مختلفة للمنح الدراسية والقروض الجامعية لمواصلة الدراسة والتخصصات في الخارج.

وزيادة على حوالي 23 منحة دراسية في فرنسا و24 منحة في ألمانيا كل عام في إطار برنامج المنح الدراسية للمتفوقين في الباكالوريا. فقد منحت الوزارة سنة 2022، 52 منحة دراسية لطلاب المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية (IPEST) الذين اجتازوا بنجاح امتحان القبول في المعاهد والمدارس الكبرى بفرنسا. يوجد أيضا برنامج للمنح الدراسية لتكوين المكونين في التعليم العالي (منح لإعداد دراسات الماجستير والدكتوراه) حيث على سبيل الذكر تم تحديد 34 منحة للدراسة في كندا وذلك في اختصاصات مختلفة مثل علوم البيانات، والذكاء الاصطناعي ، وحوسبة الكم، والأمن السيبراني، والعلوم الصحية ، والعلوم الزراعية.

يوجد أيضا برنامج منح دراسية مخصصة لطلبة المهندسين وتضير مصادر وزارة التعليم العالي أنه تم "تقديم 242 منحة خلال الموسم الجامعي 2022-2023 لطلاب المهندسين في إطار التحضير لشهادات مزدوجة بين وزراتي التعليم العالي التونسية والفرنسية".

وتقدم وزارة التعليم العالي غلى جانب المنح قروضا جامعية للطلبة بالخارج ( تم منح 201 قرضا جامعيا للطلاب التونسيين غير المتحلصين على منح دراسية الذين يدرسون في الخارج عام 2022).

وقد طالبت أصوات سابقا ومنذ سنوات بأهمية ضبط سجلات وطنية دقيقة حول كفاءاتنا في الخارج والطلبة لا سيما المتفوقين منهم والعمل على توطيد التواصل معهم للمساهمة من مواقعهم واختصاصاتهم وعبر كفاءاتهم وعلاقاتهم في معاضدة المجهود الوطني للنهوض الاقتصادي والعلمي في البلاد ،لكن ظل المجهود المبذول من الدولة في هذا السياق ضعيفا وخارج دائرة الأولويات .

م.ي