إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أزمات المواد الاستهلاكية المدعمة تتزايد .. الطوابير اليومية تفنّد الروايات الرسمية !

 

أمام هذا الاضطراب والتخبّط يفترض بالحكومة أن تطرح أمام الرأي العام رؤية واضحة لمعالجة كل هذه الأزمات التموينية

تونس – الصباح

ما أن تنتهي أزمة تموين حتى تبدأ أخرى، وما أن تتوفّر مادة استهلاكية حتى تختفي أخرى، فمنذ شهور والجميع يعيش على إيقاع فقدان المواد الاستهلاكية الأساسية مثل السكر والقهوة والزيت والفرينة والخبز وصولا الى أزمات المحروقات المتتالية، وتشترك كل هذه المواد الاستهلاكية الأساسية في كون الدولة هي من تحتكر توريدها، ورغم إجماع أغلب المختصين في الشأن الاقتصادي بأن سبب النقص المتواصل في هذه المواد هو الظرف الاقتصادي الصعب الذي يؤثر على حركة التوريد في غياب الاعتمادات الكافية للتوريد إلا أن أغلب الروايات الرسمية في كل فترات الانقطاع والأزمات تفنّد النقص الحاصل وتكّذب الطوابير اليومية التي تراها من حين الى آخر واقفة بانتظار التزوّد بمادة مفقودة، سواء أمام المخابز أو الفضاءات التجارية الكبرى أو حتى محلات البقالة..

ورغم اجماع الروايات الرسمية من المسؤولين على أن لا مشكل في التزويد وأن أسباب الطوابير اما اللهفة او سوء التنظيم ورغم تبني رئيس الجمهورية قيس سعيد لرواية الاحتكار كرواية رسمية لتبرير كل النقص الحاصل في الأسواق في بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، إلا أنه لا يمكن الجزم بأن الاحتكار هو من يقف وراء هذه الأزمات ويسبب تلك الطوابير اليومية، باعتبار أن النقص الحاصل يهمّ دائما المواد التي تحتكر الدولة توريدها والتي يفترض أن تكون جاهزة لمواجهة الاحتكار والضرب بيد من حديد لكل من يؤثر سلبا على توزيع هذه المواد ويؤجج الوضع الاجتماعي، خاصة وان الطوابير اليومية باتت تثير بشكل كبير استياء وتذمّر المواطنين .

المحروقات أزمة حذّر منها الرئيس !

عند زيارته الأخيرة لديوان الحبوب أكّد رئيس الدولة قيس سعيد أن الاحتكار هو من أبرز الأسباب التي أدت الى فقدان بعض المواد الأساسية ، كما حذّر الرئيس وقتها ان الدور سيأتي لاحقا عن المحروقات.. ولم يطل الأمر حيث امتدت خلال اليومين الأخيرين الطوابير أمام محطات التزوّد بالوقود وانطلقت رحلات بحث مضنية لبعض المواطنين من أجل التزوّد بالوقود.. ولكن رغم هذه الطوابير تأتي الرواية الرسمية مكذبة لكل تلك الطوابير حيث أكّد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول -عجيل  خالد بالتين أنّه لا يوجد إضراب في قطاع المحروقات داعيا إلى عدم اللهفة على المحروقات وتجنّب التسبّب في الاكتظاظ بمحطّات الوقود، مؤكدا أن الطلب المتزايد هو نتيجة خوف المواطنين الذي نتج عن معلومة خاطئة وان عمليات تزويد المحطات متواصلة ، ولكن المعلومة التي قال عنها المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول عجيل قالها رئيس الجمهورية الذي اكد قبلها بأيام ان ازمة نقص التزود ستنتقل الى المحروقات بعد ان كانت في الخبز .

وكان كاتب عام الجامعة العامة للنفط والمواد الكيميائية سلوان السميري، قد قلّل من تأثير الاضطرابات التي قد يشهدها  قطاع توزيع المحروقات على تزويد السوق والتي ستكون محدود وظرفية. وأشار إلى وجود بعض النقص في البنزين الخالي من الرصاص، نافيا وجود أيّ إضراب في القطاع. وأكّد أنّ الكميات المتوفّرة تكفي لسداد الحاجيات اليومية لحوالي أربعة أو خمسة أيّام في انتظار إفراغ شحنة جديدة خلال اليومين المقبلين.. ويبقى السؤال هل أن الشحنات التي هي في الطريق كفيلة بتجنيب البلاد أزمات مشابهة .

الخبز.. خط أحمر

منذ أيام شهدت ولايات كثيرة اضطرابا شديدا في توزيع مادة الخبز، حيث اختلفت الأسباب من طرف الى اخر وتضاربت الروايات حول أسباب هذا النقص، بل فقدان مادة الخبز في مناطق كثيرة. وقد استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد وزيرة التجارة وتنمية الصادرات، على اثر هذه الأزمة و تناول اللقاء مسألة ندرة الخبز في عدد من الولايات على غرار القيروان وسليانة والتي "تعود إلى سعي البعض إلى تأجيج الأوضاع الاجتماعية والعمل على افتعال الأزمات حيث أنه من من غير المقبول ألا يتوفر الخبز في ولاية في حين يتوفر في ولايات أخرى مجاورة". وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية. كما أشار البلاغ أن ندرة هذه المواد أو فقدانها هو بسبب "الاحتكار والمضاربة غير المشروعة وسيطرة بعض اللوبيات على مسالك التوزيع بغاية التنكيل بالشعب"وفق نصّ البلاغ وقد أكد الرئيس قيس سعيد على ضرورة أن تتحمّل كلّ مؤسسات الدولة مسؤولياتها كاملة لوضع حد لهذا الوضع ولهذه الممارسات.

وكادت تلك الطوابير اليومية من أجل الخبز ان تتحوّل في بعض المناطق الى وقفات احتجاجية بالنظر الى أهمية الخبز كمادة استهلاكية حيوية ويعتبر المساس بها تجاوز للخط الأحمر خاصة وان مادة الخبز ارتبطت في المخيال الشعبي بالاحتجاجات الشعبية .

السكر والقهوة والفرينة والزيت ..

منذ أشهر ومواد مثل السكر والقهوة والفارينة والزيت، تشهد اضطرابا في التوزيع، فأحيانا تتوفر هذه المواد الأساسية وأحيانا أخرى تُفقد نهائيا من الأسواق والبداية كانت مع القهوة التي استمر فقدانها لأيام وهي التي تحتكر الدولة توريدها ورغم تجاوز أزمة الفقدان كليا فانه والى اليوم تشهد هذه المادة اضطرابا في توزيعها في بعض المناطق .

والى جانب القهوة هناك مواد أخرى تشهد اضطرابا في التوزيع مثل مادة السكر والزيت المدعم والفرينة وهي مواد توجد في الأسواق لفترة ثم تعود لتختفي وكل ذلك يجعل المستهلك في رحلة ملاحقة يومية لهذه المواد على أغلب مناطق الجمهورية ، في غياب رواية رسمية مقنعة تفسّر أسباب هذا النقص وتقترح حلول عملية لتلافيه ..خاصة مع كثرة التخمينات بشأن رفع الدعم على بعض المواد استجابة لشروط صندوق النقد الدولي والتي يتمسك بها لمنح تونس القرض المطلوب. وأمام كل هذا الاضطراب والتخبّط يفترض بالحكومة أن تطرح أمام الرأي العام رؤية واضحة لمعالجة كل هذه الأزمات التموينية التي تنتقل كل مرة من مادة الى أخرى وذلك حتى تتفادى حالات الاحتقان الاجتماعي التي تبرز مع كل أزمة .

منية العرفاوي

أزمات المواد الاستهلاكية المدعمة تتزايد  .. الطوابير اليومية تفنّد الروايات الرسمية !

 

أمام هذا الاضطراب والتخبّط يفترض بالحكومة أن تطرح أمام الرأي العام رؤية واضحة لمعالجة كل هذه الأزمات التموينية

تونس – الصباح

ما أن تنتهي أزمة تموين حتى تبدأ أخرى، وما أن تتوفّر مادة استهلاكية حتى تختفي أخرى، فمنذ شهور والجميع يعيش على إيقاع فقدان المواد الاستهلاكية الأساسية مثل السكر والقهوة والزيت والفرينة والخبز وصولا الى أزمات المحروقات المتتالية، وتشترك كل هذه المواد الاستهلاكية الأساسية في كون الدولة هي من تحتكر توريدها، ورغم إجماع أغلب المختصين في الشأن الاقتصادي بأن سبب النقص المتواصل في هذه المواد هو الظرف الاقتصادي الصعب الذي يؤثر على حركة التوريد في غياب الاعتمادات الكافية للتوريد إلا أن أغلب الروايات الرسمية في كل فترات الانقطاع والأزمات تفنّد النقص الحاصل وتكّذب الطوابير اليومية التي تراها من حين الى آخر واقفة بانتظار التزوّد بمادة مفقودة، سواء أمام المخابز أو الفضاءات التجارية الكبرى أو حتى محلات البقالة..

ورغم اجماع الروايات الرسمية من المسؤولين على أن لا مشكل في التزويد وأن أسباب الطوابير اما اللهفة او سوء التنظيم ورغم تبني رئيس الجمهورية قيس سعيد لرواية الاحتكار كرواية رسمية لتبرير كل النقص الحاصل في الأسواق في بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، إلا أنه لا يمكن الجزم بأن الاحتكار هو من يقف وراء هذه الأزمات ويسبب تلك الطوابير اليومية، باعتبار أن النقص الحاصل يهمّ دائما المواد التي تحتكر الدولة توريدها والتي يفترض أن تكون جاهزة لمواجهة الاحتكار والضرب بيد من حديد لكل من يؤثر سلبا على توزيع هذه المواد ويؤجج الوضع الاجتماعي، خاصة وان الطوابير اليومية باتت تثير بشكل كبير استياء وتذمّر المواطنين .

المحروقات أزمة حذّر منها الرئيس !

عند زيارته الأخيرة لديوان الحبوب أكّد رئيس الدولة قيس سعيد أن الاحتكار هو من أبرز الأسباب التي أدت الى فقدان بعض المواد الأساسية ، كما حذّر الرئيس وقتها ان الدور سيأتي لاحقا عن المحروقات.. ولم يطل الأمر حيث امتدت خلال اليومين الأخيرين الطوابير أمام محطات التزوّد بالوقود وانطلقت رحلات بحث مضنية لبعض المواطنين من أجل التزوّد بالوقود.. ولكن رغم هذه الطوابير تأتي الرواية الرسمية مكذبة لكل تلك الطوابير حيث أكّد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول -عجيل  خالد بالتين أنّه لا يوجد إضراب في قطاع المحروقات داعيا إلى عدم اللهفة على المحروقات وتجنّب التسبّب في الاكتظاظ بمحطّات الوقود، مؤكدا أن الطلب المتزايد هو نتيجة خوف المواطنين الذي نتج عن معلومة خاطئة وان عمليات تزويد المحطات متواصلة ، ولكن المعلومة التي قال عنها المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول عجيل قالها رئيس الجمهورية الذي اكد قبلها بأيام ان ازمة نقص التزود ستنتقل الى المحروقات بعد ان كانت في الخبز .

وكان كاتب عام الجامعة العامة للنفط والمواد الكيميائية سلوان السميري، قد قلّل من تأثير الاضطرابات التي قد يشهدها  قطاع توزيع المحروقات على تزويد السوق والتي ستكون محدود وظرفية. وأشار إلى وجود بعض النقص في البنزين الخالي من الرصاص، نافيا وجود أيّ إضراب في القطاع. وأكّد أنّ الكميات المتوفّرة تكفي لسداد الحاجيات اليومية لحوالي أربعة أو خمسة أيّام في انتظار إفراغ شحنة جديدة خلال اليومين المقبلين.. ويبقى السؤال هل أن الشحنات التي هي في الطريق كفيلة بتجنيب البلاد أزمات مشابهة .

الخبز.. خط أحمر

منذ أيام شهدت ولايات كثيرة اضطرابا شديدا في توزيع مادة الخبز، حيث اختلفت الأسباب من طرف الى اخر وتضاربت الروايات حول أسباب هذا النقص، بل فقدان مادة الخبز في مناطق كثيرة. وقد استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد وزيرة التجارة وتنمية الصادرات، على اثر هذه الأزمة و تناول اللقاء مسألة ندرة الخبز في عدد من الولايات على غرار القيروان وسليانة والتي "تعود إلى سعي البعض إلى تأجيج الأوضاع الاجتماعية والعمل على افتعال الأزمات حيث أنه من من غير المقبول ألا يتوفر الخبز في ولاية في حين يتوفر في ولايات أخرى مجاورة". وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية. كما أشار البلاغ أن ندرة هذه المواد أو فقدانها هو بسبب "الاحتكار والمضاربة غير المشروعة وسيطرة بعض اللوبيات على مسالك التوزيع بغاية التنكيل بالشعب"وفق نصّ البلاغ وقد أكد الرئيس قيس سعيد على ضرورة أن تتحمّل كلّ مؤسسات الدولة مسؤولياتها كاملة لوضع حد لهذا الوضع ولهذه الممارسات.

وكادت تلك الطوابير اليومية من أجل الخبز ان تتحوّل في بعض المناطق الى وقفات احتجاجية بالنظر الى أهمية الخبز كمادة استهلاكية حيوية ويعتبر المساس بها تجاوز للخط الأحمر خاصة وان مادة الخبز ارتبطت في المخيال الشعبي بالاحتجاجات الشعبية .

السكر والقهوة والفرينة والزيت ..

منذ أشهر ومواد مثل السكر والقهوة والفارينة والزيت، تشهد اضطرابا في التوزيع، فأحيانا تتوفر هذه المواد الأساسية وأحيانا أخرى تُفقد نهائيا من الأسواق والبداية كانت مع القهوة التي استمر فقدانها لأيام وهي التي تحتكر الدولة توريدها ورغم تجاوز أزمة الفقدان كليا فانه والى اليوم تشهد هذه المادة اضطرابا في توزيعها في بعض المناطق .

والى جانب القهوة هناك مواد أخرى تشهد اضطرابا في التوزيع مثل مادة السكر والزيت المدعم والفرينة وهي مواد توجد في الأسواق لفترة ثم تعود لتختفي وكل ذلك يجعل المستهلك في رحلة ملاحقة يومية لهذه المواد على أغلب مناطق الجمهورية ، في غياب رواية رسمية مقنعة تفسّر أسباب هذا النقص وتقترح حلول عملية لتلافيه ..خاصة مع كثرة التخمينات بشأن رفع الدعم على بعض المواد استجابة لشروط صندوق النقد الدولي والتي يتمسك بها لمنح تونس القرض المطلوب. وأمام كل هذا الاضطراب والتخبّط يفترض بالحكومة أن تطرح أمام الرأي العام رؤية واضحة لمعالجة كل هذه الأزمات التموينية التي تنتقل كل مرة من مادة الى أخرى وذلك حتى تتفادى حالات الاحتقان الاجتماعي التي تبرز مع كل أزمة .

منية العرفاوي