معارض، لقاءات، ندوات وتشبيك علاقات مع تبادل الخبرات هي فرص منحتها الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر من 26 إلى 30 ماي الحالي للفاعلين في المشهد التشكيلي التونسي وللمشاركين العرب والأجانب في فعاليات هذه التظاهرة الفنية المنظمة تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية والقادمين من 20 بلدا.
وأسدل الستار على هذه النسخة من "الأيام" يوم أمس بداية من الساعة السابعة مساء وذلك بحضور وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية والسفراء المعتمدين بتونس وضيوف أجانب من فنانين مشاركين وأبرز الفاعلين على الساحة التشكيلية في بلادنا من مختلف الأجيال، فنانين كبار وشباب في بداية التجربة.
تتويجات وحفل موسيقي
أحيا نصر الدين الشبلي حفل الاختتام بقاعة الجهات بمدينة الثقافة والذي قدم خلاله أحدث مشاريعه "يوفا" وسبق للفنان التونسي المعروف جماهيريا بعرض "فلاڤة" أن شارك بمشروع "يوفا" في المسابقة الرسمية للدورة السادسة لأيام قرطاج الموسيقية سنة 2019 ويعكس هذا العرض روحا تونسية تقليدية أساسها إيقاعات المزود الممزوجة بموسيقات غربية لآلة الدرامز.
وكشف حفل الاختتام عن تتويجات الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر والتي تنافس على جوائزها 50 عملا فنيا شاركوا ضمن الجناح المخصص للأعمال الوطنية وهو الرواق المميز بالتجديد والثراء على مستوى الجماليات والخلق الفني وذهبت الجوائز الثلاث لكل من رؤوف قارة (الجائزة الأولى)، محمد بوعزيز ينال الجائزة الثانية والهام السباعي تحصد الجائزة الثالثة.
وكرمت أيام قرطاج للفن المعاصر في سهرة الاختتام ليلة أمس كل من الرسام الراحل محمد مطيمط والفنان التشكيلي الشغوف باللون الأزرق في لوحاته عبد المجيد بن مسعود.
حق التتبع وأهمية التشريع
وسجلت الدورة الثالثة من "الأيام" اهتماما خاصا بالقضايا الثقافية والفكرية المتعلقة بالمشهد التشكيلي من بينها اللقاء العلمي، الذي ناقش في ورقاته "حق التتبع" يوم 27 ماي 2023 وكان من تنظيم "المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة". وأوضحت هذه الجلسة الفكرية في بدايتها مفهوم "حق التتبع" وهو "ضمان حقوق الفنان بعد البيع والتي حددها القانون التونسي بخمسة بالمائة على مدى خمسين سنة" و"حق التتبع" بعث بفرنسا سنة 1920 ويطبق في 80 دولة من بينها تونس.
وشددت مديرة أيام قرطاج للفن المعاصر سميرة التركي ترجمان خلال هذه الجلسة على أهمية طرح "حق التتبع" في حماية حقوق المبدع وأن هذه الندوة الفكرية تم برمجتها بالتعاون مع "المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة"بهدف نشر الوعي في خصوص الملكية الفكرية وتشريعاتها بين الفاعلين في قطاع الفن التشكيلي بتونس.
مسارات اللوحة التونسية
ومن الفعاليات الأساسية لأيام قرطاج للفن المعاصر إلى جانب الأجنحة المخصصة للعارضين واللقاءات الفكرية تدشين المعرض الاستعادي لـ"مدرسة تونس للفنون التشكيلية" برواق دار الفنون (البلفدير) واستعرض هذا الركن الأساسي في الدورة الثالثة من "الأيام" مسارات اللوحة التونسية وأثرها عبر فترات تاريخية شهدت بصمة لعدد من مؤسسيها ورموزها وعرضت خلاله لوحات لأول مرة جانب منها ملك لخواص وعدد من الأعمال هي جزء هام من المخزون الوطني وعلى ملك الدولة التونسية.
وتم خلال افتتاح هذا المعرض، وحضره عدد هام من الضيوف التونسيين والأجانب، إبراز تأثير مجموعة من قادة "مدرسة تونس للفنون التشكيلية" على غرار يحي التركي، جلال بن عبد الله، بيار بوشارل وأنطونيو كوربورا باعتبارهم الموجة الأولى المؤسسة لهذا الإرث الفني المتنوع والثري كما أنارت اللوحات المعروضة جانبا من مسار الموجة الثانية من الفنانين التشكيلين التونسيين ومن بينهم عبد العزيز القرجي، عمار فرحات والأخوين زبير والهادي التركي. وخصص القائمون على المعرض الاستعادي وأيام قرطاج للفن المعاصر مساحة لأعمال أخر الأحياء المؤثرين في "مدرسة تونس للفنون التشكيلية" المبدع حسن الصوفي.
الفن طريق وأثر الرواد
أيام قرطاج للفن المعاصر وشعارها في دورتها الثالثة من 26 إلى 30 ماي 2023 "الفن طريق" اختارت تنظيم فعالياتها في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي على امتداد خمسة أيام مع برمجة المعرض الاستعادي لـ"مدرسة تونس للفنون التشكيلية" برواق دار الفنون (البلفدير) محتفية بفلسطين ضيف شرف عبر 15 عملا فنيا لمبدعين من غزة ورام الله شاركوا في فعاليات "الأيام".
أيام قرطاج للفن المعاصر التظاهرة العائدة بعد غياب (دورة تأسيسية سنة 2018 ودورة ثانية سنة 2019) اقترحت على محبي الألوان والفنون الحديثة والمعاصرة رواقا عالميا بمشاركة اكثر من 20 دولة وذلك إلى جانب الأجنحة العربية والتونسية المشاركة ومن بينها "مسك وعنبر"، "علي خوجة"، "عين" ورواق جميلة عاشور من تونس، رواق "لمسات" المصري، "سلوى زيدان" من الامارات العربية المتحدة، "هندية" من الأردن، "فن صحار" من سلطنة عمان، "بيت إسكندر للفنون" من ليبيا ومركز "كتارا" القطري وشهد مشاركة ستة فنانين (هنادي الدرويش، فاطمة النعيمي، ضحى السليطي، علي الكواري، مبارك آل ثاني ومبارك المالك).
وأسست هذه التظاهرة في دورتها الثالثة لتقاليد جديدة في تصوراتها من بينها الاضاءات الخاصة بدولة الشرف والاهتمام بتجارب ما بعد الحداثة ومنح الجانب الفكري مكانة متفردة بين الفعاليات إلا أن التفاوت في المستوى الفني بين عدد من الأعمال يعتبر النقطة الأضعف ولعله يكون من المفيد مستقبلا البحث عن تجارب أبعد من دائرة "الأصدقاء العرب".
نجلاء قموع
تونس- الصباح
معارض، لقاءات، ندوات وتشبيك علاقات مع تبادل الخبرات هي فرص منحتها الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر من 26 إلى 30 ماي الحالي للفاعلين في المشهد التشكيلي التونسي وللمشاركين العرب والأجانب في فعاليات هذه التظاهرة الفنية المنظمة تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية والقادمين من 20 بلدا.
وأسدل الستار على هذه النسخة من "الأيام" يوم أمس بداية من الساعة السابعة مساء وذلك بحضور وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية والسفراء المعتمدين بتونس وضيوف أجانب من فنانين مشاركين وأبرز الفاعلين على الساحة التشكيلية في بلادنا من مختلف الأجيال، فنانين كبار وشباب في بداية التجربة.
تتويجات وحفل موسيقي
أحيا نصر الدين الشبلي حفل الاختتام بقاعة الجهات بمدينة الثقافة والذي قدم خلاله أحدث مشاريعه "يوفا" وسبق للفنان التونسي المعروف جماهيريا بعرض "فلاڤة" أن شارك بمشروع "يوفا" في المسابقة الرسمية للدورة السادسة لأيام قرطاج الموسيقية سنة 2019 ويعكس هذا العرض روحا تونسية تقليدية أساسها إيقاعات المزود الممزوجة بموسيقات غربية لآلة الدرامز.
وكشف حفل الاختتام عن تتويجات الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر والتي تنافس على جوائزها 50 عملا فنيا شاركوا ضمن الجناح المخصص للأعمال الوطنية وهو الرواق المميز بالتجديد والثراء على مستوى الجماليات والخلق الفني وذهبت الجوائز الثلاث لكل من رؤوف قارة (الجائزة الأولى)، محمد بوعزيز ينال الجائزة الثانية والهام السباعي تحصد الجائزة الثالثة.
وكرمت أيام قرطاج للفن المعاصر في سهرة الاختتام ليلة أمس كل من الرسام الراحل محمد مطيمط والفنان التشكيلي الشغوف باللون الأزرق في لوحاته عبد المجيد بن مسعود.
حق التتبع وأهمية التشريع
وسجلت الدورة الثالثة من "الأيام" اهتماما خاصا بالقضايا الثقافية والفكرية المتعلقة بالمشهد التشكيلي من بينها اللقاء العلمي، الذي ناقش في ورقاته "حق التتبع" يوم 27 ماي 2023 وكان من تنظيم "المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة". وأوضحت هذه الجلسة الفكرية في بدايتها مفهوم "حق التتبع" وهو "ضمان حقوق الفنان بعد البيع والتي حددها القانون التونسي بخمسة بالمائة على مدى خمسين سنة" و"حق التتبع" بعث بفرنسا سنة 1920 ويطبق في 80 دولة من بينها تونس.
وشددت مديرة أيام قرطاج للفن المعاصر سميرة التركي ترجمان خلال هذه الجلسة على أهمية طرح "حق التتبع" في حماية حقوق المبدع وأن هذه الندوة الفكرية تم برمجتها بالتعاون مع "المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة"بهدف نشر الوعي في خصوص الملكية الفكرية وتشريعاتها بين الفاعلين في قطاع الفن التشكيلي بتونس.
مسارات اللوحة التونسية
ومن الفعاليات الأساسية لأيام قرطاج للفن المعاصر إلى جانب الأجنحة المخصصة للعارضين واللقاءات الفكرية تدشين المعرض الاستعادي لـ"مدرسة تونس للفنون التشكيلية" برواق دار الفنون (البلفدير) واستعرض هذا الركن الأساسي في الدورة الثالثة من "الأيام" مسارات اللوحة التونسية وأثرها عبر فترات تاريخية شهدت بصمة لعدد من مؤسسيها ورموزها وعرضت خلاله لوحات لأول مرة جانب منها ملك لخواص وعدد من الأعمال هي جزء هام من المخزون الوطني وعلى ملك الدولة التونسية.
وتم خلال افتتاح هذا المعرض، وحضره عدد هام من الضيوف التونسيين والأجانب، إبراز تأثير مجموعة من قادة "مدرسة تونس للفنون التشكيلية" على غرار يحي التركي، جلال بن عبد الله، بيار بوشارل وأنطونيو كوربورا باعتبارهم الموجة الأولى المؤسسة لهذا الإرث الفني المتنوع والثري كما أنارت اللوحات المعروضة جانبا من مسار الموجة الثانية من الفنانين التشكيلين التونسيين ومن بينهم عبد العزيز القرجي، عمار فرحات والأخوين زبير والهادي التركي. وخصص القائمون على المعرض الاستعادي وأيام قرطاج للفن المعاصر مساحة لأعمال أخر الأحياء المؤثرين في "مدرسة تونس للفنون التشكيلية" المبدع حسن الصوفي.
الفن طريق وأثر الرواد
أيام قرطاج للفن المعاصر وشعارها في دورتها الثالثة من 26 إلى 30 ماي 2023 "الفن طريق" اختارت تنظيم فعالياتها في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي على امتداد خمسة أيام مع برمجة المعرض الاستعادي لـ"مدرسة تونس للفنون التشكيلية" برواق دار الفنون (البلفدير) محتفية بفلسطين ضيف شرف عبر 15 عملا فنيا لمبدعين من غزة ورام الله شاركوا في فعاليات "الأيام".
أيام قرطاج للفن المعاصر التظاهرة العائدة بعد غياب (دورة تأسيسية سنة 2018 ودورة ثانية سنة 2019) اقترحت على محبي الألوان والفنون الحديثة والمعاصرة رواقا عالميا بمشاركة اكثر من 20 دولة وذلك إلى جانب الأجنحة العربية والتونسية المشاركة ومن بينها "مسك وعنبر"، "علي خوجة"، "عين" ورواق جميلة عاشور من تونس، رواق "لمسات" المصري، "سلوى زيدان" من الامارات العربية المتحدة، "هندية" من الأردن، "فن صحار" من سلطنة عمان، "بيت إسكندر للفنون" من ليبيا ومركز "كتارا" القطري وشهد مشاركة ستة فنانين (هنادي الدرويش، فاطمة النعيمي، ضحى السليطي، علي الكواري، مبارك آل ثاني ومبارك المالك).
وأسست هذه التظاهرة في دورتها الثالثة لتقاليد جديدة في تصوراتها من بينها الاضاءات الخاصة بدولة الشرف والاهتمام بتجارب ما بعد الحداثة ومنح الجانب الفكري مكانة متفردة بين الفعاليات إلا أن التفاوت في المستوى الفني بين عدد من الأعمال يعتبر النقطة الأضعف ولعله يكون من المفيد مستقبلا البحث عن تجارب أبعد من دائرة "الأصدقاء العرب".