تبلغ نسبة المدخنين في تونس 25% من السكان أي ما يمثل ربع المجتمع، حسب آخر الأرقام الصادرة في دراسة لوزارة الصحة التونسية. وهي من النسب المرتفعة على المستوى العالمي وتعتبر الأعلى في منطقة شرق المتوسط حسب منظمة الصحة العالمية.
ورغم ما يتم إعلانه سنويا خلال شهر ماي بمناسبة اليوم العالمي للحد من التدخين، من استراتيجيات وحملات تحسيسية وتوعوية للحد من نسق انتشاره في صفوف مختلف فئات المجتمع، تسجل تونس بوادر مزيد ارتفاع وانتشار سلوكيات التدخين أكثر لدى المراهقين والشباب. الأمر الذي يجعلنا اليوم نتساءل عن مدى جدوى الحملات السنوية للحد من التدخين أو الإقلاع عن استهلاكه؟ وما فائدة إقرار استراتيجيات وطنية للحد منه مادامت غير ناجعة في اقناع نحو 3 مليون تونسي بخطورته وضرورة الكف عن استهلاكه؟
أقرت الدكتورة بسمة الظاهري رئيسة قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الرابطة، في تصريحها لـ"الصباح" أن كل العالم، وكل الاستراتيجيات الوطنية كانت أو الدولية المعلنة من قبل وزارة الصحة العالمية، قد فشلت في وضع استراتيجيات قادرة على الحد من انتشار استهلاك التبغ.
وبينت الظاهري، أنه على أهمية هذه البرامج والاستراتيجيات وحجم المتدخلين وما تم إقراره من حملات تحسيسية وفرضه من ضرائب، لم تسجل نتائج مذكورة في علاقة بالإقلاع عن التدخين.
واعتبرت رئيسة قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الرابطة، أن الوضع يقتضى إعادة نظر في مختلف ما سبق، والخروج من اعتبار التدخين ظاهرة تتم مكافحتها بل الذهاب نحو اعتباره مرضا مزمنا يعيد الظهور في أكثر من مناسبة مما يستوجب علاجه.
وبينت أنه في اليوم الذي تم الإقرار بان التدخين مرض له عوارضه، ضيق التنفس وتذبذب الخلايا ما يعرض صاحبه للإصابة بالسرطان، وحالة الإدمان الفيزيولوجي والسلوكي، يمكن أن ننتقل الى وضع بروتوكولات علاجه.
وتشير في نفس السياق الدكتورة بسمة الظاهري، الى وجود عيادات مختصة في علاج الإدمان على التدخين. وأن تونس تزخر بأطباء أكفاء وبرامج واستراتيجيات علاجية قادرة على وضع بروتوكولات علاجية لمرض الإدمان على التدخين.
وأفادت الظاهري، أن هناك توجها عاما نحو إقرار التدخين كمرض مزمن، ويكون ذلك حسب مقاربتها عبر وضع إستراتيجية وطنية شاملة لمختلف المتدخلين من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان وطب عام وإطارات شبه طبية..
ومن أجل الانطلاق في العلاج، نبهت الدكتورة بسمة الظاهري، من أن العلاج يجب ينطلق من خلال إدراك المعني بالعلاج انه مريض.. وانخراط مختلف الأطراف في هذا المسار العلاجي، الطب العام في الكشف وتوجيه المرض والإطارات شبه الطبية في المتابعة وأطباء الاختصاص في العلاج.
وللإشارة أطلقت وزارة الصحة، بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة، والتحالف التونسي لمكافحة التدخين، ومجموعة من الفعاليات المدنية في مختلف ولايات الجمهورية، حملة تحت شعار "التدخين بلاء والحركة دواء" تقوم على إقناع الأسر بالانخراط في الخطة الهادفة إلى الحدّ من مخاطر التدخين، وذلك من خلال ممارسة الرياضة البدنية لتحسين الصحة العامة التي يمثّل التدخين خطرا يهددها.
وتقول نائبة رئيس التحالف التونسي لمكافحة التدخين منيرة النابلي، في تصريح إعلامي لأحد المواقع الالكترونية، إنّ "استهداف الأسر في حملة التنشيط العائلي التي أُطلقت استعداداً لليوم العالمي لمكافحة التدخين، هو إشراك الحلقة الأساسية للمجتمع في برامج التوعية، إذ إنّ الأسر تتضرّر من التدخين سواء بشكل مباشر أو عبر التدخين السلبي في الفضاءات العامة".
وبدورها تعترف نائبة رئيس التحالف التونسي ضد التدخين بأنّ "الجهود الكبيرة المبذولة للحدّ من التدخين لم تكن كافية لتحقيق النجاعة المطلوبة في تحسين المؤشّرات الصحية"، وترى أنّ "تونس ما زالت بعيدة عن تحقيق هذا الهدف، الأمر الذي يفرض تغيير طريقة التواصل وتكثيف التوعية وتوحيد الجهود في مواجهة آفة التبغ، التي تفتك بأرواح آلاف الأشخاص سنوياً"
وترى النابلي أنّ "أرقام التدخين في تونس مفزعة"، مذكرة أن "التبغ هو المسبّب الأوّل للأمراض غير السارية، وهو يكلف المجموعة الوطنية ما قيمته مليارَي دينار تونسي (650 مليوناً و600 ألف دولار أمريكي) سنوياً"
ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية يستهلك 4.9 % من الأطفال في تونس السجائر الإلكترونية، وهم يعتقدون خطأ أنّها تساعد في الإقلاع عن التدخين، مشيرة إلى أنّ حصيلة الوفيات المرتبطة بالتبغ تصل إلى نحو 13 الفا و200 وفاة سنوياً.
ريم سوودي
تونس-الصباح
تبلغ نسبة المدخنين في تونس 25% من السكان أي ما يمثل ربع المجتمع، حسب آخر الأرقام الصادرة في دراسة لوزارة الصحة التونسية. وهي من النسب المرتفعة على المستوى العالمي وتعتبر الأعلى في منطقة شرق المتوسط حسب منظمة الصحة العالمية.
ورغم ما يتم إعلانه سنويا خلال شهر ماي بمناسبة اليوم العالمي للحد من التدخين، من استراتيجيات وحملات تحسيسية وتوعوية للحد من نسق انتشاره في صفوف مختلف فئات المجتمع، تسجل تونس بوادر مزيد ارتفاع وانتشار سلوكيات التدخين أكثر لدى المراهقين والشباب. الأمر الذي يجعلنا اليوم نتساءل عن مدى جدوى الحملات السنوية للحد من التدخين أو الإقلاع عن استهلاكه؟ وما فائدة إقرار استراتيجيات وطنية للحد منه مادامت غير ناجعة في اقناع نحو 3 مليون تونسي بخطورته وضرورة الكف عن استهلاكه؟
أقرت الدكتورة بسمة الظاهري رئيسة قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الرابطة، في تصريحها لـ"الصباح" أن كل العالم، وكل الاستراتيجيات الوطنية كانت أو الدولية المعلنة من قبل وزارة الصحة العالمية، قد فشلت في وضع استراتيجيات قادرة على الحد من انتشار استهلاك التبغ.
وبينت الظاهري، أنه على أهمية هذه البرامج والاستراتيجيات وحجم المتدخلين وما تم إقراره من حملات تحسيسية وفرضه من ضرائب، لم تسجل نتائج مذكورة في علاقة بالإقلاع عن التدخين.
واعتبرت رئيسة قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الرابطة، أن الوضع يقتضى إعادة نظر في مختلف ما سبق، والخروج من اعتبار التدخين ظاهرة تتم مكافحتها بل الذهاب نحو اعتباره مرضا مزمنا يعيد الظهور في أكثر من مناسبة مما يستوجب علاجه.
وبينت أنه في اليوم الذي تم الإقرار بان التدخين مرض له عوارضه، ضيق التنفس وتذبذب الخلايا ما يعرض صاحبه للإصابة بالسرطان، وحالة الإدمان الفيزيولوجي والسلوكي، يمكن أن ننتقل الى وضع بروتوكولات علاجه.
وتشير في نفس السياق الدكتورة بسمة الظاهري، الى وجود عيادات مختصة في علاج الإدمان على التدخين. وأن تونس تزخر بأطباء أكفاء وبرامج واستراتيجيات علاجية قادرة على وضع بروتوكولات علاجية لمرض الإدمان على التدخين.
وأفادت الظاهري، أن هناك توجها عاما نحو إقرار التدخين كمرض مزمن، ويكون ذلك حسب مقاربتها عبر وضع إستراتيجية وطنية شاملة لمختلف المتدخلين من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان وطب عام وإطارات شبه طبية..
ومن أجل الانطلاق في العلاج، نبهت الدكتورة بسمة الظاهري، من أن العلاج يجب ينطلق من خلال إدراك المعني بالعلاج انه مريض.. وانخراط مختلف الأطراف في هذا المسار العلاجي، الطب العام في الكشف وتوجيه المرض والإطارات شبه الطبية في المتابعة وأطباء الاختصاص في العلاج.
وللإشارة أطلقت وزارة الصحة، بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة، والتحالف التونسي لمكافحة التدخين، ومجموعة من الفعاليات المدنية في مختلف ولايات الجمهورية، حملة تحت شعار "التدخين بلاء والحركة دواء" تقوم على إقناع الأسر بالانخراط في الخطة الهادفة إلى الحدّ من مخاطر التدخين، وذلك من خلال ممارسة الرياضة البدنية لتحسين الصحة العامة التي يمثّل التدخين خطرا يهددها.
وتقول نائبة رئيس التحالف التونسي لمكافحة التدخين منيرة النابلي، في تصريح إعلامي لأحد المواقع الالكترونية، إنّ "استهداف الأسر في حملة التنشيط العائلي التي أُطلقت استعداداً لليوم العالمي لمكافحة التدخين، هو إشراك الحلقة الأساسية للمجتمع في برامج التوعية، إذ إنّ الأسر تتضرّر من التدخين سواء بشكل مباشر أو عبر التدخين السلبي في الفضاءات العامة".
وبدورها تعترف نائبة رئيس التحالف التونسي ضد التدخين بأنّ "الجهود الكبيرة المبذولة للحدّ من التدخين لم تكن كافية لتحقيق النجاعة المطلوبة في تحسين المؤشّرات الصحية"، وترى أنّ "تونس ما زالت بعيدة عن تحقيق هذا الهدف، الأمر الذي يفرض تغيير طريقة التواصل وتكثيف التوعية وتوحيد الجهود في مواجهة آفة التبغ، التي تفتك بأرواح آلاف الأشخاص سنوياً"
وترى النابلي أنّ "أرقام التدخين في تونس مفزعة"، مذكرة أن "التبغ هو المسبّب الأوّل للأمراض غير السارية، وهو يكلف المجموعة الوطنية ما قيمته مليارَي دينار تونسي (650 مليوناً و600 ألف دولار أمريكي) سنوياً"
ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية يستهلك 4.9 % من الأطفال في تونس السجائر الإلكترونية، وهم يعتقدون خطأ أنّها تساعد في الإقلاع عن التدخين، مشيرة إلى أنّ حصيلة الوفيات المرتبطة بالتبغ تصل إلى نحو 13 الفا و200 وفاة سنوياً.