رحل المربي الشهم والرجل الفاضل محمد القبي ابن "دار الصباح" وأحد رموزها ومراسليها على مر عشرات السنين حيث كان مراسلا جهويا من صفاقس ومتابعا لكل الأحداث من هناك...
أحبه تلاميذه حبا جما. كان لطيفا معهم ودودا.. لطالما أثنى معشر الأولياء على حسن أخلاقه وما تميز به من لطف وحنان غير ممنونين تجاه أبنائه التلاميذ.
عرفت الفقيد في الساحات الثقافية وفي أنشطة المجتمع المدني وخلال المنتديات الفكرية. قلّ وندر أن يفرط في واحدة منها إلا إذا حالت بينه وبينها ظروف قاهرة.
كانت تدخلاته متميزة. دأبه وديدنه ألا يجامل بل كان رحمه الله حريصا أولا على إيصال المعلومة لقرائه دون تحريف أو تزييف وكان ثانيا لا يخشى في الحق لومة لائم وحتى في حضور المسؤولين مهما علت مناصبهم.
كنت كلما قابلته وجدته قلقا غير مرتاح للوضع البيئي الذي تعيشه مدينة صفاقس. لقد ازداد شعوره بالغبن والحسرة بسبب أوضاعها الكارثية جراء التلوث المستفحل في شوارعها وأزقتها وفي وسط المدينة في الأشهر الأخيرة. كان لا يفتأ يقول لي كلما رأيته: "هل من سبيل لإنقاذ مدينتنا.إنها تنهار. إنها تنحدر الى أسفل. ألهذا الحد أصبحنا عاجزين عن تغيير وضعها الذي بات مأسويا بكل المقاييس؟" ثم يضيف: "حيثما وليت وجهك اعترضتك القمامة والطرق الغارقة في الأوساخ والحفر..."
تحمل زميلنا طيب الله ثراه مسؤولية في جمعية حماية البيئة والطبيعة مع المرحوم أحمد الزغل رئيس الجمعية. لم يعرف زميلنا يوما التوقف عن السؤال والتساؤل خلال الحكومات المتعاقبة بعد 2011 وإلى أن وافته المنية قائلا: "لماذا لا تسمع الحكومات ولا تتفاعل مع النداءات المطالبة بضرورة حسم الوضع البيئي بصفاقس؟ أين وزيرة البيئة ماذا تراها تصنع؟"
كان حريصا على النهوض ببلاده كلها من موقعه من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
لم يعرف خطابه أبدا خلفيات جهوية أو تعصب إيديولوجي إن أخي محمد القبي أكبر مني قدرا وسنا وقد تعلمت منه الكثير. أكون جحودا لو أني لا أقول إنه كان خير مشجع لكتاباتي وأنه لا يبخل علي في مدي بالنصح والرشد وما اكتسبه من تجارب رائدة في الميدان الإعلامي. عهدا يا أخي سنواصل ما دافعت عنه ومن أجله. مت وفي قلبك ألف حسرة وهم وكمد على أوضاع بلادك وخشيتك أن ينفلت من العقاب كل من أجرم في حقها.
حوله قال الأستاذ مختار اللواتي:"كان الراحل العزيز الأستاذ محمد القبي، مثالا للمربي الفاضل طيلة السنوات التي قضاها في التعليم، وللصحفي المُجِد والمخلص لرسالة صاحبة الجلالة في الدفاع عن القيم والمبادئ سواء في نضاله البيئي وكتابته عن أحوال مدينته صفاقس ومعاناتها تحت وطأة كابوس التلوث، أو في الحقل الثقافي بما أنتجه من برامج إذاعية متنوعةٍ وقيمة، وبما أداره من مقابلات صحفية وأدبيةٍ ثرية كثيرة مع أعلام بارزين في مجالات الأدب والفلسفة والثقافة عموما الأمر الذي بوأه مكانة متميزة في الساحتين الثقافية والإعلامية في جهة صفاقس وبين زملائه من أسلاك المدرسين والصحفيين والكتاب من المخضرمين والشباب الذين يكنون له جميعُهم كل الاحترام والتقدير. وإلى كل ذلك كان الفقيد محمد القبي رجلا ذا أخلاق عالية رصينا ونصوحا في علاقاته. ذا فكر وقادٍ، منفتحَ الذهن ومتسامحا. رحمه الله ورزق عائلته جميل الصبر والسلوان وجعل الجنة مثواه."
تعازينا الحارة وتعازي كامل أسرة "دار الصباح" لعائلتك الكريمة ولكل زملائك في الأسرة التربوية والإعلامية.
مصدق الشريف
رحل المربي الشهم والرجل الفاضل محمد القبي ابن "دار الصباح" وأحد رموزها ومراسليها على مر عشرات السنين حيث كان مراسلا جهويا من صفاقس ومتابعا لكل الأحداث من هناك...
أحبه تلاميذه حبا جما. كان لطيفا معهم ودودا.. لطالما أثنى معشر الأولياء على حسن أخلاقه وما تميز به من لطف وحنان غير ممنونين تجاه أبنائه التلاميذ.
عرفت الفقيد في الساحات الثقافية وفي أنشطة المجتمع المدني وخلال المنتديات الفكرية. قلّ وندر أن يفرط في واحدة منها إلا إذا حالت بينه وبينها ظروف قاهرة.
كانت تدخلاته متميزة. دأبه وديدنه ألا يجامل بل كان رحمه الله حريصا أولا على إيصال المعلومة لقرائه دون تحريف أو تزييف وكان ثانيا لا يخشى في الحق لومة لائم وحتى في حضور المسؤولين مهما علت مناصبهم.
كنت كلما قابلته وجدته قلقا غير مرتاح للوضع البيئي الذي تعيشه مدينة صفاقس. لقد ازداد شعوره بالغبن والحسرة بسبب أوضاعها الكارثية جراء التلوث المستفحل في شوارعها وأزقتها وفي وسط المدينة في الأشهر الأخيرة. كان لا يفتأ يقول لي كلما رأيته: "هل من سبيل لإنقاذ مدينتنا.إنها تنهار. إنها تنحدر الى أسفل. ألهذا الحد أصبحنا عاجزين عن تغيير وضعها الذي بات مأسويا بكل المقاييس؟" ثم يضيف: "حيثما وليت وجهك اعترضتك القمامة والطرق الغارقة في الأوساخ والحفر..."
تحمل زميلنا طيب الله ثراه مسؤولية في جمعية حماية البيئة والطبيعة مع المرحوم أحمد الزغل رئيس الجمعية. لم يعرف زميلنا يوما التوقف عن السؤال والتساؤل خلال الحكومات المتعاقبة بعد 2011 وإلى أن وافته المنية قائلا: "لماذا لا تسمع الحكومات ولا تتفاعل مع النداءات المطالبة بضرورة حسم الوضع البيئي بصفاقس؟ أين وزيرة البيئة ماذا تراها تصنع؟"
كان حريصا على النهوض ببلاده كلها من موقعه من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
لم يعرف خطابه أبدا خلفيات جهوية أو تعصب إيديولوجي إن أخي محمد القبي أكبر مني قدرا وسنا وقد تعلمت منه الكثير. أكون جحودا لو أني لا أقول إنه كان خير مشجع لكتاباتي وأنه لا يبخل علي في مدي بالنصح والرشد وما اكتسبه من تجارب رائدة في الميدان الإعلامي. عهدا يا أخي سنواصل ما دافعت عنه ومن أجله. مت وفي قلبك ألف حسرة وهم وكمد على أوضاع بلادك وخشيتك أن ينفلت من العقاب كل من أجرم في حقها.
حوله قال الأستاذ مختار اللواتي:"كان الراحل العزيز الأستاذ محمد القبي، مثالا للمربي الفاضل طيلة السنوات التي قضاها في التعليم، وللصحفي المُجِد والمخلص لرسالة صاحبة الجلالة في الدفاع عن القيم والمبادئ سواء في نضاله البيئي وكتابته عن أحوال مدينته صفاقس ومعاناتها تحت وطأة كابوس التلوث، أو في الحقل الثقافي بما أنتجه من برامج إذاعية متنوعةٍ وقيمة، وبما أداره من مقابلات صحفية وأدبيةٍ ثرية كثيرة مع أعلام بارزين في مجالات الأدب والفلسفة والثقافة عموما الأمر الذي بوأه مكانة متميزة في الساحتين الثقافية والإعلامية في جهة صفاقس وبين زملائه من أسلاك المدرسين والصحفيين والكتاب من المخضرمين والشباب الذين يكنون له جميعُهم كل الاحترام والتقدير. وإلى كل ذلك كان الفقيد محمد القبي رجلا ذا أخلاق عالية رصينا ونصوحا في علاقاته. ذا فكر وقادٍ، منفتحَ الذهن ومتسامحا. رحمه الله ورزق عائلته جميل الصبر والسلوان وجعل الجنة مثواه."
تعازينا الحارة وتعازي كامل أسرة "دار الصباح" لعائلتك الكريمة ولكل زملائك في الأسرة التربوية والإعلامية.