إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم.. آخر النقابيين المحترمين!!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

    إن ما لا يمكن الدفاع عنه، لا يصمد أمام الفحص النقدي والتحليل العقلاني. على سبيل المثال، أن نتحدث عن أطروحة لا يمكن الدفاع عنها حتى لو كانت تقدير موقف شخصي، بمعنى أنه لا يمكن ذلك في نقاش عقلاني، وأنها تؤدي إلى العبث، وأنها بلا أساس. لقد أصبحنا غير مستدامين، يجب تنظيم المسؤولية الوطنية لرعاية الآثار النظامية المجتمعية للعمل الجماعي.

   يمكن أن تكون المسؤولية الاجتماعية هي النموذج العملي لذلك على مستوى المنظمات أو النقابات. لكن من الضروري أن نكون قادرين على إيجاد هذه المسؤولية الجماعية الجديدة أخلاقيا، دون مزايدة وترذيل، والتي لم تعد تلزم الأفعال من خلال إسنادها إلى الرعايا بقدر تأثير الأفعال والمواقف من خلال إنشاء صورة أو حالة قد ترتقي إلى نموذج وتصنع أتباعا.

 بالتالي لم يعد من الممكن تصور المسؤولية الاجتماعية على رأس نقابة مثلا على أنها التزام طوعي، إنها ترتقي كواجب يتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها من خلال الالتزام الأخلاقي والقيمي بما يتأسس عليه المجتمع.

   أشهر النقابيين وأكثرهم إثارة للجدل، من المفارقة أن مصير ومستقبل أجيالنا بيد النقابة التي تملّك بها، لسعد اليعقوبي، تجرّأ كما لم يفعل أي مرب قبله، ليضع على صفحته تدوينة يمجّد فيها الخمر وشاربه، هل هنالك سقوط أبعد من هذا..

 يمكن القول إن المعلمين هم صفوة النخبة وأهم أعضاء مجتمعنا. إنهم يمنحون الأطفال معنى، ويهيئونهم للنجاح كمواطنين، ويلهمونهم بالإرادة للقيام بعمل جيد والنجاح في الحياة. أطفال اليوم هم قادة الغد، والمعلمون هم النقطة الحاسمة التي تسمح للطفل أن يكون جاهزًا لمستقبله. المعلمون العظماء لديهم القدرة على تغيير حياة تلاميذهم للأفضل.

يمكن للمعلمين أن يكونوا بمثابة نظام دعم ينقصه أي مكان آخر في حياة الأطفال والشباب. يمكن أن يكونوا نموذجًا ومصدرًا للإلهام للمضي قدمًا والحلم بشكل أكبر. إنهم يحاسبونهم على نجاحاتهم وإخفاقاتهم، ولا يدع المعلمون الجيدون تلامذتهم الموهوبين يفلتون من دون إدراك إمكانياتهم الكاملة.

 إن مهمة المدرس صحيح نقل المعرفة لكن كذلك إضفاء الطابع الاجتماعي على الطلاب لقيم المجتمع..، أين لسعد اليعقوبي من كلّ هذا..؟

 هنالك من يحمّله اليوم مسؤولية خراب مدرستنا ومنظومتنا التعليمية بما أتاه كما لم يسبقه في ذلك أحد بأن يجعل أطفالنا وامتحاناتهم رهينة وورقة ضغط من أجل مصلحة مادية لم يتمكّن منها في نهاية الأمر.

 مهما حاول أن يبرّر ويتعلل فصورة مربيّ الذي هو قدوة ومثال يمجّد ويشيد بشرب الخمر مرفوضة بكل المفاهيم والقيم..

 إن التعليم هو ببساطة روح المجتمع التي تنتقل من جيل لآخر. فالمال يمكن أن يضيع أو أن يُسرق، والقوة قد تزول، إلا أن ما تودعه في عقل طفل يبقى ملكه إلى الأبد.

ثلاثة أمور تزيد المربي إجلالا: الأدب، وسعة المعرفة، والخلق الحسن.

 

 

حكاياتهم..  آخر النقابيين المحترمين!!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

    إن ما لا يمكن الدفاع عنه، لا يصمد أمام الفحص النقدي والتحليل العقلاني. على سبيل المثال، أن نتحدث عن أطروحة لا يمكن الدفاع عنها حتى لو كانت تقدير موقف شخصي، بمعنى أنه لا يمكن ذلك في نقاش عقلاني، وأنها تؤدي إلى العبث، وأنها بلا أساس. لقد أصبحنا غير مستدامين، يجب تنظيم المسؤولية الوطنية لرعاية الآثار النظامية المجتمعية للعمل الجماعي.

   يمكن أن تكون المسؤولية الاجتماعية هي النموذج العملي لذلك على مستوى المنظمات أو النقابات. لكن من الضروري أن نكون قادرين على إيجاد هذه المسؤولية الجماعية الجديدة أخلاقيا، دون مزايدة وترذيل، والتي لم تعد تلزم الأفعال من خلال إسنادها إلى الرعايا بقدر تأثير الأفعال والمواقف من خلال إنشاء صورة أو حالة قد ترتقي إلى نموذج وتصنع أتباعا.

 بالتالي لم يعد من الممكن تصور المسؤولية الاجتماعية على رأس نقابة مثلا على أنها التزام طوعي، إنها ترتقي كواجب يتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها من خلال الالتزام الأخلاقي والقيمي بما يتأسس عليه المجتمع.

   أشهر النقابيين وأكثرهم إثارة للجدل، من المفارقة أن مصير ومستقبل أجيالنا بيد النقابة التي تملّك بها، لسعد اليعقوبي، تجرّأ كما لم يفعل أي مرب قبله، ليضع على صفحته تدوينة يمجّد فيها الخمر وشاربه، هل هنالك سقوط أبعد من هذا..

 يمكن القول إن المعلمين هم صفوة النخبة وأهم أعضاء مجتمعنا. إنهم يمنحون الأطفال معنى، ويهيئونهم للنجاح كمواطنين، ويلهمونهم بالإرادة للقيام بعمل جيد والنجاح في الحياة. أطفال اليوم هم قادة الغد، والمعلمون هم النقطة الحاسمة التي تسمح للطفل أن يكون جاهزًا لمستقبله. المعلمون العظماء لديهم القدرة على تغيير حياة تلاميذهم للأفضل.

يمكن للمعلمين أن يكونوا بمثابة نظام دعم ينقصه أي مكان آخر في حياة الأطفال والشباب. يمكن أن يكونوا نموذجًا ومصدرًا للإلهام للمضي قدمًا والحلم بشكل أكبر. إنهم يحاسبونهم على نجاحاتهم وإخفاقاتهم، ولا يدع المعلمون الجيدون تلامذتهم الموهوبين يفلتون من دون إدراك إمكانياتهم الكاملة.

 إن مهمة المدرس صحيح نقل المعرفة لكن كذلك إضفاء الطابع الاجتماعي على الطلاب لقيم المجتمع..، أين لسعد اليعقوبي من كلّ هذا..؟

 هنالك من يحمّله اليوم مسؤولية خراب مدرستنا ومنظومتنا التعليمية بما أتاه كما لم يسبقه في ذلك أحد بأن يجعل أطفالنا وامتحاناتهم رهينة وورقة ضغط من أجل مصلحة مادية لم يتمكّن منها في نهاية الأمر.

 مهما حاول أن يبرّر ويتعلل فصورة مربيّ الذي هو قدوة ومثال يمجّد ويشيد بشرب الخمر مرفوضة بكل المفاهيم والقيم..

 إن التعليم هو ببساطة روح المجتمع التي تنتقل من جيل لآخر. فالمال يمكن أن يضيع أو أن يُسرق، والقوة قد تزول، إلا أن ما تودعه في عقل طفل يبقى ملكه إلى الأبد.

ثلاثة أمور تزيد المربي إجلالا: الأدب، وسعة المعرفة، والخلق الحسن.