إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عدم وجود سعي جدي إلى تجاوز الإشكاليات .. تراتيب "الكنام" تعمق معاناة مرضى القصور الكلوي

 

 

تونس - الصباح

معاناة كبرى ومتواصلة يعيشها مرضى القصور الكلوي في تونس جراء إشكاليات تعتبر جديدة قديمة زادت من حجم المعاناة والألم في صفوف المرضى في ظل عدم وجود سعي جدي الى تجاوز هذه الإشكاليات لاسيما وأن عملية التبرع بالأعضاء ورغم الجهود والمساعي المبذولة لا تسير بالنسق المطلوب بما أنه تم سنة 2022 القيام بـ 33 عملية زراعة كلي فقط..

في بسطها لأبرز وأهم لإشكاليات التي يعاني منها المرضى، تشير رئيسة الجمعية التونسية لمرضى الكلى آلفة معلى في تصريح لـ"الصباح" على هامش ندوة صحفية تم تنظيمها بحر هذا الأسبوع حول المهرجان الدولي للفيلم التثقيفي أن ابرز الإشكاليات تتمثل في أن الصندوق الوطني للتامين على المرض "الكنام" لا يريد أن يأخذ عل عاتقه تكاليف العملية الجراحية التي يقوم بها مرضى الكلى، لا سيما أن تكاليف هذا التدخل الجراحي يعتبر مشطا للغاية فضلا عن أن القيام بهذه العملية الجراحية في القطاع العمومي يقتضي الانتظار طويلا. واعتبرت محدثتنا أن الحل من وجهة نظرها يكمن في تكفل "الكنام" بمصاريف العملية لا سيما وأن عدم القيام بها يعرض مرضى الكلى إلى عديد الإشكاليات الصحية...

من جانب آخر وفي نفس السياق جدير بالذكر أن رئيس الجمعية التونسية لطب الكلى وتصفية الدم، محمّد المنجى باشا كان قد أورد في معرض تصريحاته الإعلامية أن نحو 12 ألف شخص يعانون من الفشل الكلوي في تونس ويقومون بالتصفية الدورية للدم.

وأضاف على هامش احتفال تونس باليوم العالمي للكلى الموافق لثاني خميس من شهر مارس من كل عام “أن العدد الجملي لعمليات الزرع المنجزة لم يتجاوز 2200 عملية خلال الـ40 سنة الأخيرة، وهو رقم لا يستجيب لحجم المطالب في قائمة الانتظار التي تتضمن أكثر من 1600 مريض الى موفى سنة 2022.

وأوضح أنه من المفروض القيام بعملية الزرع لمريض من أصل ثلاثة مرضى بالفشل الكلوي، داعيا عموم المواطنين الى التبرع وإنقاذ الأرواح وذلك من خلال التبرع إما عن طريق شخص ما يزال على قيد الحياة أو عبر شخص توفي دماغيا.

في هذا الخصوص جدير بالذكر أن الحديث عن مرض الفشل الكلوي في تونس يحيلنا بالضرورة الى الخوض مجددا في مسالة التبرع بالأعضاء في تونس هذه المسالة التي ما تزال تحتاج الى جهود كبيرة حتى يتسنى ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء في تونس. وفي هذا الإطار جدير بالذكر أن المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء في تونس كان قد أورد مؤخرا على هامش ندوة صحفية عقدت بحر هذا الأسبوع أن مسالة التبرع بالأعضاء في تونس والى جانب الجهود المبذولة ما تزال رهينة القيام بعديد الحملات التوعوية والتحسيسية لاسيما على مستوى المناطق الداخلية حتى يتسنى ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء لدى العموم. وفي هذا الاتجاه أورد الدكتور في جراحة القلب والشرايين ومدير المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء، جلال الدين الزايدي أن سنة 2022 شهدت في تونس القيام بـ52 عملية زرع للأعضاء، بينها 33 عملية زرع للكلى و12 عملية زرع للقلب و7 عملية زرع للكبد مشيرا إلى أن هذا الرقم مازال بعيدا عن طموحاتنا، ولكنه مشجع ومشرف مقارنة ببلدان مجاورة مثل جنوب إفريقيا.

وتطرق الزايدي إلى ما تكتسيه عمليات اخذ الأعضاء وزرعها من شفافية ونزاهة طبيا وقانونيا، متعرضا إلى أن نسبة النجاح التي تعرفها عمليات زرع الأعضاء، حيث تسجل عملية زرع الكلى نسبة نجاح تقدر ما بين 90 و95 بالمائة، وعملية زرع القلب نسبة نجاح أكثر من 70 بالمائة، ونفس نسبة النجاح بالنسبة لعملية زرع الكبد.

وأضاف أن قائمة الذين هم في حاجة الى زراعة الأعضاء في تونس تضم حوالي 1650 شخصا في انتظار زراعة الكلى و40 شخصا في انتظار زراعة القلب وما بين 40 و50 شخصا في انتظار زراعة الكبد.

من جهة أخرى وبالعودة الى الإشكاليات التي يعاني منها مرضى القصور الكلوي في تونس جدير بالذكر أن وضعيتهم تقتضي من جميع الأطراف الفاعلة في الشأن الصحي من وزارة وسلطة إشراف وجمعيات ومنظمات إيجاد تسوية مع "الكنام" حتى لا يكون الألم مضاعفا...

منال حرزي

 

 

 

 عدم وجود سعي جدي إلى تجاوز الإشكاليات ..  تراتيب "الكنام" تعمق معاناة مرضى القصور الكلوي

 

 

تونس - الصباح

معاناة كبرى ومتواصلة يعيشها مرضى القصور الكلوي في تونس جراء إشكاليات تعتبر جديدة قديمة زادت من حجم المعاناة والألم في صفوف المرضى في ظل عدم وجود سعي جدي الى تجاوز هذه الإشكاليات لاسيما وأن عملية التبرع بالأعضاء ورغم الجهود والمساعي المبذولة لا تسير بالنسق المطلوب بما أنه تم سنة 2022 القيام بـ 33 عملية زراعة كلي فقط..

في بسطها لأبرز وأهم لإشكاليات التي يعاني منها المرضى، تشير رئيسة الجمعية التونسية لمرضى الكلى آلفة معلى في تصريح لـ"الصباح" على هامش ندوة صحفية تم تنظيمها بحر هذا الأسبوع حول المهرجان الدولي للفيلم التثقيفي أن ابرز الإشكاليات تتمثل في أن الصندوق الوطني للتامين على المرض "الكنام" لا يريد أن يأخذ عل عاتقه تكاليف العملية الجراحية التي يقوم بها مرضى الكلى، لا سيما أن تكاليف هذا التدخل الجراحي يعتبر مشطا للغاية فضلا عن أن القيام بهذه العملية الجراحية في القطاع العمومي يقتضي الانتظار طويلا. واعتبرت محدثتنا أن الحل من وجهة نظرها يكمن في تكفل "الكنام" بمصاريف العملية لا سيما وأن عدم القيام بها يعرض مرضى الكلى إلى عديد الإشكاليات الصحية...

من جانب آخر وفي نفس السياق جدير بالذكر أن رئيس الجمعية التونسية لطب الكلى وتصفية الدم، محمّد المنجى باشا كان قد أورد في معرض تصريحاته الإعلامية أن نحو 12 ألف شخص يعانون من الفشل الكلوي في تونس ويقومون بالتصفية الدورية للدم.

وأضاف على هامش احتفال تونس باليوم العالمي للكلى الموافق لثاني خميس من شهر مارس من كل عام “أن العدد الجملي لعمليات الزرع المنجزة لم يتجاوز 2200 عملية خلال الـ40 سنة الأخيرة، وهو رقم لا يستجيب لحجم المطالب في قائمة الانتظار التي تتضمن أكثر من 1600 مريض الى موفى سنة 2022.

وأوضح أنه من المفروض القيام بعملية الزرع لمريض من أصل ثلاثة مرضى بالفشل الكلوي، داعيا عموم المواطنين الى التبرع وإنقاذ الأرواح وذلك من خلال التبرع إما عن طريق شخص ما يزال على قيد الحياة أو عبر شخص توفي دماغيا.

في هذا الخصوص جدير بالذكر أن الحديث عن مرض الفشل الكلوي في تونس يحيلنا بالضرورة الى الخوض مجددا في مسالة التبرع بالأعضاء في تونس هذه المسالة التي ما تزال تحتاج الى جهود كبيرة حتى يتسنى ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء في تونس. وفي هذا الإطار جدير بالذكر أن المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء في تونس كان قد أورد مؤخرا على هامش ندوة صحفية عقدت بحر هذا الأسبوع أن مسالة التبرع بالأعضاء في تونس والى جانب الجهود المبذولة ما تزال رهينة القيام بعديد الحملات التوعوية والتحسيسية لاسيما على مستوى المناطق الداخلية حتى يتسنى ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء لدى العموم. وفي هذا الاتجاه أورد الدكتور في جراحة القلب والشرايين ومدير المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء، جلال الدين الزايدي أن سنة 2022 شهدت في تونس القيام بـ52 عملية زرع للأعضاء، بينها 33 عملية زرع للكلى و12 عملية زرع للقلب و7 عملية زرع للكبد مشيرا إلى أن هذا الرقم مازال بعيدا عن طموحاتنا، ولكنه مشجع ومشرف مقارنة ببلدان مجاورة مثل جنوب إفريقيا.

وتطرق الزايدي إلى ما تكتسيه عمليات اخذ الأعضاء وزرعها من شفافية ونزاهة طبيا وقانونيا، متعرضا إلى أن نسبة النجاح التي تعرفها عمليات زرع الأعضاء، حيث تسجل عملية زرع الكلى نسبة نجاح تقدر ما بين 90 و95 بالمائة، وعملية زرع القلب نسبة نجاح أكثر من 70 بالمائة، ونفس نسبة النجاح بالنسبة لعملية زرع الكبد.

وأضاف أن قائمة الذين هم في حاجة الى زراعة الأعضاء في تونس تضم حوالي 1650 شخصا في انتظار زراعة الكلى و40 شخصا في انتظار زراعة القلب وما بين 40 و50 شخصا في انتظار زراعة الكبد.

من جهة أخرى وبالعودة الى الإشكاليات التي يعاني منها مرضى القصور الكلوي في تونس جدير بالذكر أن وضعيتهم تقتضي من جميع الأطراف الفاعلة في الشأن الصحي من وزارة وسلطة إشراف وجمعيات ومنظمات إيجاد تسوية مع "الكنام" حتى لا يكون الألم مضاعفا...

منال حرزي