احتكار أسماء بعينها الحضور في جل المهرجانات الشعرية يحرم البقية من فرصة الظهور
نفتقد في تونس الى عين ناقدة موضوعية ونزيهة لكل الكتابات الشعرية
تونس- الصباح
برزت بمشاركاتها في المهرجانات الشعرية والأدبية خارج تونس لعل آخرها المهرجان العربي الدولي للإبداع الأدبي في دورته الأولى في مرسى مطروح والاسكندرية وفي دورته الثانية التي انتظمت في محافظة المنيا في مصر في الفترة من 1 الى 5 ماي 2023 وخصصت للاحتفاء بعميد الأدب العربي طه حسين وقد تضمنت العديد من المحطات الفكرية والأمسيات الشعرية والثقافية، وحفلات للموسيقى العربية والكورال، وجلسات بحثية، بمكتبة مصر العامة، والمسرح المكشوف ومثلت تونس في هذه الدورة الشاعرة شيراز جردق التي تولت ايضا تنسيق مشاركة الأدباء العرب في التظاهرة. التقيناها بدافع تسليط الضوء على اغلب التجارب الشعرية والادبية والابداعية في البلاد، فكان هذا الحوار:
الشاعرة شيراز جردق موجودة في المهرجانات الشعرية بالخارج لكن أين حضورك في المهرجانات الشعرية الوطنية والدولية في تونس ؟
أصدقك القول أن مشاركتي في المهرجانات بصفة عامة في تونس وخارجها محدودة رغم كثرة هذه التظاهرات وأرحب بالمشاركة في البعض منها حين تصلني دعوة ولا اجري وراء الظهور وأفضل المشاركة في المهرجانات التي المس فيها المصداقية والجدوى ونوعية المشاركين.. في تونس بصراحة هناك نوع من احتكار الدعوات والمشاركات لذلك لا تستغرب ضعف إشعاعي في تونس رغم ما ذكرت عن إشعاع لي في خارج تونس وهو إشعاع تلقائي انطلق من متابعة الأشقاء الأدباء العرب لكتاباتي واستماعهم لي في بعض المهرجانات واعتز بهذه المشاركة الراقية وبكل مشاركة من هذا النوع في بلادي بالخصوص.
لو نعود الى البداية، متى انطلقت الرحلة مع الشعر ؟ -
الشعر يسري في عروقي منذ وعيت الوجود من حولي لكن الكتابة بدأت حين فاض لهيب الشعر في مشاعري لما تكونت في نفسي رؤية واضحة للعالم ولقد بدأت الكتابة في سن مبكرة وكنت أطالع كثيرا وكنت أجد من أمي رحمها الله التشجيع على القراءة وبقيت أكتب لكني لم أحرص كثيرا على النشر إلا في لحظة متأخرة بل كنت أكتب وأحتفظ بكتاباتي إلى حين شرعت في نشر البعض منها وتقديم البعض الآخر في بعض المناسبات والمهرجانات.
الشعر ماذا يعني لك ؟
الشعر هو الرئة التي تتنفس عبرها مشاعري وهو الباب الذي أدخل منه إلى وادي الخلود وهو اللوحة التي يراني فيها الناس جيلا بعد جيل.
في القصيد لمن الاولوية بالنسبة لك المضمون او الشكل؟ -المضمون بلا شكل فالنص حين يتخمر في ذهني وشعوري يأخذ الشكل الذي يعبر عنه.
من هو الذي يدفعك في لحظة ما وفي زمن ما الى الورق والقلم الى صياغة القصيد؟
هي المواقف التي تمر بي أو الخيال حين يسرح بي بين وديان المشاعر. المهم هو الدافع للكتابة او القادح ان صح التعبير فالقصيدة هي التي تأتيني ولا أتكلف قولها… فأنا لا أستطيع الكتابة إلا إذا عشت الحالة أو تقمصتها فالصدق هو الأساس المتين لما يصدر عني.
مامدى حضور الذات في اشعارك؟
-الشعر صورة للذات لكن ليس المقصود بذلك أن النص انعكاس لتجربة حقيقية يخوضها الشاعر ولكن هو صورة لما يراه الشاعر تجاه الموضوع وأنا شاعرة أتصور الموضوع وأصوغه كما أراه معبرا عن تصوري.
هل تتابعين الحركة الشعرية في تونس ما هي قراءتك لها؟
الشعر في تونس يموج بحركة ثورية متنوعة ويواكب التجارب الإنسانية فيعبر عنها بعمق وتنوع. وأسلوب الكتابة وطريقة القول أو الكتابة تختلف من شاعر الي آخر وهناك شعراء مقنعون وعلي درجة متقدمة في الإبداع لكن للأسف هناك شعراء كثيرون احتكروا الساحة الشعرية بكثرة حرصهم على الحضور وكثرة الإصدارات. ولا أفشي سرا إذا قلت هناك شعراء ممتازون لكنهم بقوا مغمورين ولم يجدوا مناسبات يقدمون من خلالها مايكتبون خاصة داخل الجهات.
من تخاطب شيراز من خلال اشعارها؟
من خلال أشعاري هناك دائما الرابط الجامع وهو ذاتي فالشعر أساسه ومطلقه ذات الشاعر في التعبير. إذن أخاطب ذاتي وكل من يكون أو ما يكون ملهما لي للتعبير عن المعنى بالأسلوب الذي أرتضيه وأخاطب المرأة والرجل والطبيعة والكون وأصحاب القضايا العادلة.
كيف تنظرين للمهرجانات الشعرية التونسية ؟
المهرجانات الشعرية هي مناسبات جيدة للشعراء ليلتقوا ويقدموا ويستمعوا لبعضهم ويستمع إليهم المثقفون والقراء لكن لا يمكن في كل حال أن تكون الوسيلة المهيمنة في هذا المجال ثم إن هذه المهرجانات ليست في رأيي بنفس القيمة خاصة مع تكاثرها وضعف البرمجة والتنظيم وهذا يقتضي مراجعتها لتكون في مستوى طموح الشاعر والمبدع.
النوادي و"الصالونات "الشعرية الأسبوعية في تونس اليوم ، هي ضرورة او ترف ؟
النوادي والصالونات الشعرية والأدبية هي ضرورة ويحتاج إليها المبدعون ولو انني لا اتردد عليها كثيرا وليست ترفا كما يريدها البعض وهذا يقتضي فقط تحديد أهدافها وبرمجتها وحسن تسييرها حتى تنجز مهمتها على أحسن وجه.
هل مازال للشعر حضوره في المشهد الثقافي الذي سيطرت عليه الصورة؟
أعتقد أنّ الشعر لا يمكن أن يغيب حتى وان ضعف إقبال الناس عليه ورغم هيمنة الصورة في عصرنا فلا يزال الشعراء يكتبون ويتفاعلون ولا يزال هناك من يستمعون واعتقد أن شعراء اليوم هم بحاجة إلى استغلال الطرق التكنولوجية الحديثة في مجال الاتصال لنشر إنتاجهم وتقديمه للقراءة والمتلقين..
الى اي حد انت مع الرأي الذي يقول إن الزخم الشعري في تونس اليوم يفتقد لعين ناقدة له ؟
أنا من أنصار هذا الرأي تماما وأؤكد من خلال متابعتي أن هذا الكم الهائل من الشعر والإنتاج الأدبي عموما يحتاج إلى نقد موضوعي وهادف وبنّاء وما نلاحظه للأسف تأخر النقد عن مواكبة ما ينشر وغياب النقاد الحقيقين في تونس وخارجها وما لم يكن هناك نقد فعلي بعيد عن المجاملات والمغالطات أحيانا فلا يمكن أن يتقدم الإبداع وينصف الشعراء.
حوار محسن بن احمد
احتكار أسماء بعينها الحضور في جل المهرجانات الشعرية يحرم البقية من فرصة الظهور
نفتقد في تونس الى عين ناقدة موضوعية ونزيهة لكل الكتابات الشعرية
تونس- الصباح
برزت بمشاركاتها في المهرجانات الشعرية والأدبية خارج تونس لعل آخرها المهرجان العربي الدولي للإبداع الأدبي في دورته الأولى في مرسى مطروح والاسكندرية وفي دورته الثانية التي انتظمت في محافظة المنيا في مصر في الفترة من 1 الى 5 ماي 2023 وخصصت للاحتفاء بعميد الأدب العربي طه حسين وقد تضمنت العديد من المحطات الفكرية والأمسيات الشعرية والثقافية، وحفلات للموسيقى العربية والكورال، وجلسات بحثية، بمكتبة مصر العامة، والمسرح المكشوف ومثلت تونس في هذه الدورة الشاعرة شيراز جردق التي تولت ايضا تنسيق مشاركة الأدباء العرب في التظاهرة. التقيناها بدافع تسليط الضوء على اغلب التجارب الشعرية والادبية والابداعية في البلاد، فكان هذا الحوار:
الشاعرة شيراز جردق موجودة في المهرجانات الشعرية بالخارج لكن أين حضورك في المهرجانات الشعرية الوطنية والدولية في تونس ؟
أصدقك القول أن مشاركتي في المهرجانات بصفة عامة في تونس وخارجها محدودة رغم كثرة هذه التظاهرات وأرحب بالمشاركة في البعض منها حين تصلني دعوة ولا اجري وراء الظهور وأفضل المشاركة في المهرجانات التي المس فيها المصداقية والجدوى ونوعية المشاركين.. في تونس بصراحة هناك نوع من احتكار الدعوات والمشاركات لذلك لا تستغرب ضعف إشعاعي في تونس رغم ما ذكرت عن إشعاع لي في خارج تونس وهو إشعاع تلقائي انطلق من متابعة الأشقاء الأدباء العرب لكتاباتي واستماعهم لي في بعض المهرجانات واعتز بهذه المشاركة الراقية وبكل مشاركة من هذا النوع في بلادي بالخصوص.
لو نعود الى البداية، متى انطلقت الرحلة مع الشعر ؟ -
الشعر يسري في عروقي منذ وعيت الوجود من حولي لكن الكتابة بدأت حين فاض لهيب الشعر في مشاعري لما تكونت في نفسي رؤية واضحة للعالم ولقد بدأت الكتابة في سن مبكرة وكنت أطالع كثيرا وكنت أجد من أمي رحمها الله التشجيع على القراءة وبقيت أكتب لكني لم أحرص كثيرا على النشر إلا في لحظة متأخرة بل كنت أكتب وأحتفظ بكتاباتي إلى حين شرعت في نشر البعض منها وتقديم البعض الآخر في بعض المناسبات والمهرجانات.
الشعر ماذا يعني لك ؟
الشعر هو الرئة التي تتنفس عبرها مشاعري وهو الباب الذي أدخل منه إلى وادي الخلود وهو اللوحة التي يراني فيها الناس جيلا بعد جيل.
في القصيد لمن الاولوية بالنسبة لك المضمون او الشكل؟ -المضمون بلا شكل فالنص حين يتخمر في ذهني وشعوري يأخذ الشكل الذي يعبر عنه.
من هو الذي يدفعك في لحظة ما وفي زمن ما الى الورق والقلم الى صياغة القصيد؟
هي المواقف التي تمر بي أو الخيال حين يسرح بي بين وديان المشاعر. المهم هو الدافع للكتابة او القادح ان صح التعبير فالقصيدة هي التي تأتيني ولا أتكلف قولها… فأنا لا أستطيع الكتابة إلا إذا عشت الحالة أو تقمصتها فالصدق هو الأساس المتين لما يصدر عني.
مامدى حضور الذات في اشعارك؟
-الشعر صورة للذات لكن ليس المقصود بذلك أن النص انعكاس لتجربة حقيقية يخوضها الشاعر ولكن هو صورة لما يراه الشاعر تجاه الموضوع وأنا شاعرة أتصور الموضوع وأصوغه كما أراه معبرا عن تصوري.
هل تتابعين الحركة الشعرية في تونس ما هي قراءتك لها؟
الشعر في تونس يموج بحركة ثورية متنوعة ويواكب التجارب الإنسانية فيعبر عنها بعمق وتنوع. وأسلوب الكتابة وطريقة القول أو الكتابة تختلف من شاعر الي آخر وهناك شعراء مقنعون وعلي درجة متقدمة في الإبداع لكن للأسف هناك شعراء كثيرون احتكروا الساحة الشعرية بكثرة حرصهم على الحضور وكثرة الإصدارات. ولا أفشي سرا إذا قلت هناك شعراء ممتازون لكنهم بقوا مغمورين ولم يجدوا مناسبات يقدمون من خلالها مايكتبون خاصة داخل الجهات.
من تخاطب شيراز من خلال اشعارها؟
من خلال أشعاري هناك دائما الرابط الجامع وهو ذاتي فالشعر أساسه ومطلقه ذات الشاعر في التعبير. إذن أخاطب ذاتي وكل من يكون أو ما يكون ملهما لي للتعبير عن المعنى بالأسلوب الذي أرتضيه وأخاطب المرأة والرجل والطبيعة والكون وأصحاب القضايا العادلة.
كيف تنظرين للمهرجانات الشعرية التونسية ؟
المهرجانات الشعرية هي مناسبات جيدة للشعراء ليلتقوا ويقدموا ويستمعوا لبعضهم ويستمع إليهم المثقفون والقراء لكن لا يمكن في كل حال أن تكون الوسيلة المهيمنة في هذا المجال ثم إن هذه المهرجانات ليست في رأيي بنفس القيمة خاصة مع تكاثرها وضعف البرمجة والتنظيم وهذا يقتضي مراجعتها لتكون في مستوى طموح الشاعر والمبدع.
النوادي و"الصالونات "الشعرية الأسبوعية في تونس اليوم ، هي ضرورة او ترف ؟
النوادي والصالونات الشعرية والأدبية هي ضرورة ويحتاج إليها المبدعون ولو انني لا اتردد عليها كثيرا وليست ترفا كما يريدها البعض وهذا يقتضي فقط تحديد أهدافها وبرمجتها وحسن تسييرها حتى تنجز مهمتها على أحسن وجه.
هل مازال للشعر حضوره في المشهد الثقافي الذي سيطرت عليه الصورة؟
أعتقد أنّ الشعر لا يمكن أن يغيب حتى وان ضعف إقبال الناس عليه ورغم هيمنة الصورة في عصرنا فلا يزال الشعراء يكتبون ويتفاعلون ولا يزال هناك من يستمعون واعتقد أن شعراء اليوم هم بحاجة إلى استغلال الطرق التكنولوجية الحديثة في مجال الاتصال لنشر إنتاجهم وتقديمه للقراءة والمتلقين..
الى اي حد انت مع الرأي الذي يقول إن الزخم الشعري في تونس اليوم يفتقد لعين ناقدة له ؟
أنا من أنصار هذا الرأي تماما وأؤكد من خلال متابعتي أن هذا الكم الهائل من الشعر والإنتاج الأدبي عموما يحتاج إلى نقد موضوعي وهادف وبنّاء وما نلاحظه للأسف تأخر النقد عن مواكبة ما ينشر وغياب النقاد الحقيقين في تونس وخارجها وما لم يكن هناك نقد فعلي بعيد عن المجاملات والمغالطات أحيانا فلا يمكن أن يتقدم الإبداع وينصف الشعراء.