إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مستلهم من قصة تونسية حقيقية.. مهرجان "كان" يتوج فيلم بنات ألفة بجائزة السينما الايجابية

تونس- الصباح

اعلن في مهرجان "كان السينمائي الدولي " ( من 16 إلى 27 ماي) يوم أمس 26 ماي أي قبل يوم عن الاختتام عن تتويج فيلم "بنات الفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة السينما الايجابية وهي جائزة تمنح لفيلم طويل يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان ويساهم في تغيير نظرة الجمهور للعالم ويطرح الاسئلة الضرورية في عالم السينما ويضع الفن في خدمة الأجيال القادمة.

وفيلم "بنات الفة" الذي مثل تونس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي ( الدورة 76) وذلك بعد مرور ما لا يقل عن خمسين سنة على المشاركة التونسية الأولى في المسابقة بفيلم " حكاية بسيطة كهذه " للمخرج الراحل عبد اللطيف بن عمار، مستلهم من قصة حقيقية. فهو يروي قصة الأم الفة الحمروني التي كانت حاضرة ومحتفلة مع فريق الفيلم بعرضه في "كان" الفرنسية.

وكان ضاع صيتها في 2016 حينما أعلنت بنفسها عن وقوع ابنتيها رحمة وغفران في فخ العصابات الارهابية وهروبهما إلى ليبيا وقد تناول الاعلام الوطني والعربي والدولي بالقصة وتم تداول تفاصيلها قبل أن تعلن مصادر اعلامية تونسية وليبية حينذاك، اعتقال البنتين في ليبيا بعد غارات نفذت على أوكار للجماعات المسلحة.

وكانت الام الملتاعة قد ظهرت علنا في وسائل الاعلام وتحدثت عن استدراج ابنتيها ووقوعهما ضحية التطرف والارهاب. والفيلم مستلهم من هذه القصة المؤلمة وهو يهتم انطلاقا منها بالظروف السياسية والاجتماعية التي أدت لخلق مناخ يزين الارهاب، حيث اكتوت العديد من العائلات التونسية في السنوات التي تلت أحداث 14 جانفي 2011 بنار شبيهة بالنار التي اكتوت بها الأم الفة الحمروني بعد أن تسرب الارهاب إلى عديد البيوت وتم استقطاب الكثير من الشباب التونسي ومن بينهم من تم تسفيره إلى بؤر التوتر وخاصة اثر اندلاع الاضطرابات في ليبيا وسوريا. مع العلم أن قضية تسفير الشباب إلى بؤر التوتر مازالت مفتوحة ومازالت عائلات الضحايا الذين تم التلاعب بمستقبلهم ومن ورائهم جل التونسيين في انتظار ما ستفرزه الابحاث في ما يعرف بملف التسفيرإلى بؤر التوتر، من نتائج.

الفيلم من النوع الذي يمزج بين التوثيقي والروائي وقد عودتنا المخرجة كوثر بن هنية من تجربتها بالاستلهام من قصص حقيقية واقتباسها للسينما من ذلك أن فيلمها الشهير " الرجل الذي باع ظهره " مستلهم من قصة حقيقية كذلك. وقد حظي فيلم بنات الفة بترحيب كبير في" كان" حيث ظل الجمهور يصفق لمدة فاقت عشر دقائق بعد انتهاء عرضه الأول في قصر المسرح وقد استقبل فريق الفيلم ايضا بحفاوة اثر مروره على السجاد الاحمر ونوهت الصحافة الفرنسية بموهبة الفنانة الكبيرة هند صبري التي تقمصت بحرفية كبيرة دور الأم ألفة.

وقد سبق أن عبرنا عن الأمل في أن لا يقتصر الفيلم على المشاركة في المسابقة الرسمية رغم أن المشاركة في هذه المسابقة هي حدث في حد ذاته وهو أمر لا يتاح بسهولة واهل السينما في تونس يعرفون ذلك جيدا فهناك اعتبارات فنية صارمة وهناك توجهات المهرجان وفلسفته وبالتالي ليس من السهل اختراق كل الجدران كما فعلت كوثر بن هنية، فإن فوز الفيلم أمس بجائزة السينما الايجابية في المهرجان والتنويه بقيمة العمل، جعل الامل يكبر وبتنا نتوقع- ربما- أن تكون كوثر بن هنية اليوم على منصة التتويج.

 ح س

 

 

 

 مستلهم من قصة تونسية حقيقية..  مهرجان "كان" يتوج فيلم بنات ألفة بجائزة السينما الايجابية

تونس- الصباح

اعلن في مهرجان "كان السينمائي الدولي " ( من 16 إلى 27 ماي) يوم أمس 26 ماي أي قبل يوم عن الاختتام عن تتويج فيلم "بنات الفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة السينما الايجابية وهي جائزة تمنح لفيلم طويل يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان ويساهم في تغيير نظرة الجمهور للعالم ويطرح الاسئلة الضرورية في عالم السينما ويضع الفن في خدمة الأجيال القادمة.

وفيلم "بنات الفة" الذي مثل تونس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي ( الدورة 76) وذلك بعد مرور ما لا يقل عن خمسين سنة على المشاركة التونسية الأولى في المسابقة بفيلم " حكاية بسيطة كهذه " للمخرج الراحل عبد اللطيف بن عمار، مستلهم من قصة حقيقية. فهو يروي قصة الأم الفة الحمروني التي كانت حاضرة ومحتفلة مع فريق الفيلم بعرضه في "كان" الفرنسية.

وكان ضاع صيتها في 2016 حينما أعلنت بنفسها عن وقوع ابنتيها رحمة وغفران في فخ العصابات الارهابية وهروبهما إلى ليبيا وقد تناول الاعلام الوطني والعربي والدولي بالقصة وتم تداول تفاصيلها قبل أن تعلن مصادر اعلامية تونسية وليبية حينذاك، اعتقال البنتين في ليبيا بعد غارات نفذت على أوكار للجماعات المسلحة.

وكانت الام الملتاعة قد ظهرت علنا في وسائل الاعلام وتحدثت عن استدراج ابنتيها ووقوعهما ضحية التطرف والارهاب. والفيلم مستلهم من هذه القصة المؤلمة وهو يهتم انطلاقا منها بالظروف السياسية والاجتماعية التي أدت لخلق مناخ يزين الارهاب، حيث اكتوت العديد من العائلات التونسية في السنوات التي تلت أحداث 14 جانفي 2011 بنار شبيهة بالنار التي اكتوت بها الأم الفة الحمروني بعد أن تسرب الارهاب إلى عديد البيوت وتم استقطاب الكثير من الشباب التونسي ومن بينهم من تم تسفيره إلى بؤر التوتر وخاصة اثر اندلاع الاضطرابات في ليبيا وسوريا. مع العلم أن قضية تسفير الشباب إلى بؤر التوتر مازالت مفتوحة ومازالت عائلات الضحايا الذين تم التلاعب بمستقبلهم ومن ورائهم جل التونسيين في انتظار ما ستفرزه الابحاث في ما يعرف بملف التسفيرإلى بؤر التوتر، من نتائج.

الفيلم من النوع الذي يمزج بين التوثيقي والروائي وقد عودتنا المخرجة كوثر بن هنية من تجربتها بالاستلهام من قصص حقيقية واقتباسها للسينما من ذلك أن فيلمها الشهير " الرجل الذي باع ظهره " مستلهم من قصة حقيقية كذلك. وقد حظي فيلم بنات الفة بترحيب كبير في" كان" حيث ظل الجمهور يصفق لمدة فاقت عشر دقائق بعد انتهاء عرضه الأول في قصر المسرح وقد استقبل فريق الفيلم ايضا بحفاوة اثر مروره على السجاد الاحمر ونوهت الصحافة الفرنسية بموهبة الفنانة الكبيرة هند صبري التي تقمصت بحرفية كبيرة دور الأم ألفة.

وقد سبق أن عبرنا عن الأمل في أن لا يقتصر الفيلم على المشاركة في المسابقة الرسمية رغم أن المشاركة في هذه المسابقة هي حدث في حد ذاته وهو أمر لا يتاح بسهولة واهل السينما في تونس يعرفون ذلك جيدا فهناك اعتبارات فنية صارمة وهناك توجهات المهرجان وفلسفته وبالتالي ليس من السهل اختراق كل الجدران كما فعلت كوثر بن هنية، فإن فوز الفيلم أمس بجائزة السينما الايجابية في المهرجان والتنويه بقيمة العمل، جعل الامل يكبر وبتنا نتوقع- ربما- أن تكون كوثر بن هنية اليوم على منصة التتويج.

 ح س