شهدت المكتبة الجهوية بنابل على امتداد يومي 5 و6 ماي الجاري تنظيم الدورة الثانية لملتقى محجوب العياري للكتاب والآداب والذي ناقش " التخييلي والتاريخي في الرواية التونسية " من خلال كتابات حسنين بن عمو المعروف برواياته ذات الطابع التاريخي ساهم في هذا الملتقى نخبة من ابرز الكتاب والنقاد والروائيين الذين قدموا مقارباتهم في هذا الملف فكان الروائي والكاتب إبراهيم الدرغوثي والكاتب والناقد عباس سليمان والشاعر جمال الجلاصي والدكتور شفيع بن الزين وتم تكريم الكاتب الروائي حسنين بن عمو الذي تحدث في اختتام الملتقى عن تجربته في كتابة الرواية التاريخية الشاعر والكاتب لطفي عبد الواحد تحدث في هذا اللقاء الخاص ب" الصباح" عن ظروف تأسيس هذا الملتقى على اعتبار انه احد المساهمين فيه وهو رجل الثقافة المعروف بجهة الوطن القبلي وهو معروف بالخصوص بسعة معارفه وحرصه على إيلاء الابداع الجاد كل العناية والاهتمام كما توقف لطفي عبد الواحد في هذا الحوار عند البعض من هواجسه الإبداعية وفيما نص الحديث:
كيف جاءت فكرة تأسيس ملتقى محجوب العياري للكتاب والآداب؟
منذ وفاة الشاعر محجوب العيّاري والمدير الأول للمكتبة الجهوية بنابل كانت هناك رغبة في بعث او تأسيس مهرجان خاص به يحمل اسمه وفاء لروحه وتقديرا لإبداعه الشعري وجهوده في الحياة الثقافية في جهة الوطن القبلي بحكم استقراره في هذه المنطقة واضطلاعه بإدارة المكتبة الجهوية وفي داخل البلاد أضف إلى هذا اعتباره مؤسسا لجمعية أحباء المكتبة والكتاب وبالفعل وجدت فكرة التأسيس طريقها الى الإنجاز وتولت إدارة المكتبة الجهوية بنابل وعلى رأسها السيد محمد بن سالم وجمعية أحباء المكتبة تأسيس هذه التظاهرة فكانت الدورة الأولى التأسيسية لمهرجان محجوب العيّاري الذي أصبح اسمه مهرجان محجوب العيّاري للكتاب والآداب وخصصت اشغالها لمسيرة هذا الشاعر الأدبية وكنت من ضمن الهيئة المنظمة وتقرر أن تخصص الدورات الموالية لتناول أعمال شخصيات أدبية وفكرية.. لذلك كانت دورة هذه السنة خاصة بالأديب والروائي التونسي حسنين بن عمّو الذي اختص بكتابة نوع من الرواية وهي الرواية التاريخية التي يعد من أبرز روادها في تونس والبلدان العربية
ماهي الاطروحات الفكرية والثقافية التي حددها الملتقى في برنامجه العام؟
حدد هذا الملتقى عدة أهداف تم الشروع في تحقيقها خصوصا في الدورة الأولى التأسيسية وهذه الدورة. منها الوفاء للأدباء المبدعين الذين فقدتهم الساحة الأدبية ومنهم الشاعر محجوب العيّاري وخدمة الأدب والفكر التونسي فلم يعد الملتقى خاصا بالشعر فقط بل شمل برنامجه انواعا أخرى من الأشكال الأدبية والفنية ومن الأهداف الأخرى التعريف بالكتاب والمبدعين التونسيين ومواصلة التشجيع على الإقبال على القراءة وكذلك العناية اكثر بالأدب التونسي بالأساس مع الانفتاح على الآداب العربية والعالمية كذلك اكتشاف وتشجيع المبدعين الشباب من الجنسين.
ما مدى نجاح الملتقى في كسب الرهان الذي من اجله تأسس؟
دورة هذه السنة كانت متميزة من حيث المحتوى والتنظيم ووجدت اقبالا كبيرا من المثقفين والمبدعين نظرا للمكانة الجيدة التي يتمتع بها الأديب الروائي حسنين بن عمو علي الصعيد الوطني والجهوي والمحلي خاصة وأنه ابن مدينة دار شعبان الفهري التي اشتهرت بمبدعيها ومفكريها ومنهم الأديب محمد البشروش والفنان الهادي قلة وغيرهم وقد تمكنت هذه الدورة من الكشف عن جوانب هامة جدا في تجربة حسنين بن عمو الأدبية وجوانب أخرى مهمة في علاقته بالقضايا الأدبية والفكرية التي تشغل المثقفين والعائلة الأدبية
باعتبارك احد رجالات الثقافة بجهة الوطن القبلي كيف تقرأ الحراك الثقافي والابداعي اليوم في تونس؟
من منطلق الإيمان برسالة الأدب والفن وهي رسالة نبيلة اعتبر نفسي متابعا ككل مبدع ومثقف تونسي يؤمن بهذه الرسالة ويسعى الي تجسيدها ويؤمن بالمشاركة الفاعلة في الحياة الثقافية والأدبية وبالنسبة للحراك الثقافي اعتقد أن هذا الحراك موجود ويتزايد خاصة مع هامش الحرية الكبير والمفتاح لكنه حراك يحتاج إلى بعض التوجيه والتأطير وتوفير المستلزمات الضرورية ليكون حراكا ايجابيا يتقدم بالثقافة وبالأدب التونسي ويساهم في خدمة التونسيين والبلاد ويساهم في تنمية الوطن بالاعتماد على توجهات سليمة وأهداف مضبوطة يشارك في تنفيذها المثقفون والمبدعون والمجتمع المدني ويكون لأجهزة الدولة دور واعني بهذا تحديدا وزارة الشؤون الثقافية من منطلق وطني. أضيف إلى هذا ان الحراك الثقافي بقى للأسف مرتكزا على العاصمة ولم نتخلص من المركزية الثقافية ولا بد في تقديري من دعم هذا الحراك على المستويين الجهوي والمحلي نظرا لثراء هذه المناطق ثقافيا ووجود الكثير من المبدعين الكبار فيها..
تعدد المهرجانات والملتقيات الشعرية في تونس اليوم ضرورة ام ترف ؟
لظاهرة تعدد المهرجانات والملتقيات سواء على الصعيد الوطني والمحلي ظاهرة في تزايد واصبحت هذه الملتقيات والمهرجانات حقا مشروعا لكن لابد وهذا ما أراه ألا ينظر إلى هذا التعدد من الناحية الايجابية فهناك بلا شك تظاهرات فيها الكثير من الإضافة وخدمة الأدب والإبداع لكن للأسف هناك كم هائل من المهرجانات أصبحت تمثل ترفا ولا توظف الدعم المسند إليها من وزارة الإشراف التوظيف السليم وهنا اعتقد انه من المفيد مراعاة الجودة لا الكثرة ولا بد في تقديري ان تتحمل الدولة ووزارة الثقافة تحديدا دورا رياديا في تحقيق التوازن ووضع سياسة جديدة تتعلق بالدعم المادي مع إعطاء الاولوية للبرامج الوطنية داخل الجهات أساسا.
انت شاعر بدرجة أولى ، من وجهة نظرك هل مازال للشعر حضوره المتوهج اليوم في المشهد الثقافي التونسي ؟
الشعر مازال موجودا وسيبقى موجودا ومؤثرا ويجد من يقبل على قراءته رغم تعدد انواع وأشكال الكتابة الشعرية لكن اعتقد أن هناك اليوم كم هائل من الأشعار وعدد هائل من الذين يكتبون ما يسمونه شعرا لكن للأسف النقد ليس موجودا ليواكب هذه الكثرة ويبرز الجانب الإبداعي الحقيقي في ما ينشر ويكتب ويروّج في الملتقيات والمهرجانات الشعرية.
اين لطفي عبد الواحد في زحمة ما نعيشه اليوم من حراك على اكثر من مستوى ؟
لطفي عبد الواحد حاضر ومساهم في مجال الإبداع والنشاط ولم يتوقف يوما ما عن الكتابة والمشاركة الفعلية في حدود الممكن والمتاح لا اجري وراء المشاركة ولا اؤمن بالإقصاء رغم تعرضي له واعتقد بكل تواضع أنني حاضر وفاعل لكن حضوري أساسا في منطقتي وجهتي ثم في بعض المناسبات داخل الجهات وكلما دعيت للحضور والمشاركة والحمد لله أنني بعيد عن الصراعات الموجودة بين المبدعين والمثقفين أنفسهم لكن لا يعني هذا أنني سلبي بل كثيرا ما احرص على النقد في اتجاه التعديل والإصلاح. أما بالنسبة للكتابة والإبداع فما لا يعرفه الكثيرون عني أنني اكتب كثيرا لكني قليل النشر على خلاف الكثيرين ممن يعتقدون ان شرعية الانتساب لعالم الأدب والفن ترتبط بكثرة النشر بغض النظر عن القيمة والمستوى أضيف إلى هذه أني دخلت في السنوات الأخيرة في عمل فني اعتز به وهو مجال كتابة القصيدة الغنائية باللغة العربية الفصحى في تجربة جميلة جدا ومشتركة مع الفنان التونسي والعربي الكبير لطفي بوشناق ولي في رصيدي الآن اكثر من 26 اغنية في مواضيع مختلفة كتبت كلماتها ولحنها وغناها الفنان لطفي بوشناق .
اجرى الحوار: محسن بن احمد
تونس- الصباح
شهدت المكتبة الجهوية بنابل على امتداد يومي 5 و6 ماي الجاري تنظيم الدورة الثانية لملتقى محجوب العياري للكتاب والآداب والذي ناقش " التخييلي والتاريخي في الرواية التونسية " من خلال كتابات حسنين بن عمو المعروف برواياته ذات الطابع التاريخي ساهم في هذا الملتقى نخبة من ابرز الكتاب والنقاد والروائيين الذين قدموا مقارباتهم في هذا الملف فكان الروائي والكاتب إبراهيم الدرغوثي والكاتب والناقد عباس سليمان والشاعر جمال الجلاصي والدكتور شفيع بن الزين وتم تكريم الكاتب الروائي حسنين بن عمو الذي تحدث في اختتام الملتقى عن تجربته في كتابة الرواية التاريخية الشاعر والكاتب لطفي عبد الواحد تحدث في هذا اللقاء الخاص ب" الصباح" عن ظروف تأسيس هذا الملتقى على اعتبار انه احد المساهمين فيه وهو رجل الثقافة المعروف بجهة الوطن القبلي وهو معروف بالخصوص بسعة معارفه وحرصه على إيلاء الابداع الجاد كل العناية والاهتمام كما توقف لطفي عبد الواحد في هذا الحوار عند البعض من هواجسه الإبداعية وفيما نص الحديث:
كيف جاءت فكرة تأسيس ملتقى محجوب العياري للكتاب والآداب؟
منذ وفاة الشاعر محجوب العيّاري والمدير الأول للمكتبة الجهوية بنابل كانت هناك رغبة في بعث او تأسيس مهرجان خاص به يحمل اسمه وفاء لروحه وتقديرا لإبداعه الشعري وجهوده في الحياة الثقافية في جهة الوطن القبلي بحكم استقراره في هذه المنطقة واضطلاعه بإدارة المكتبة الجهوية وفي داخل البلاد أضف إلى هذا اعتباره مؤسسا لجمعية أحباء المكتبة والكتاب وبالفعل وجدت فكرة التأسيس طريقها الى الإنجاز وتولت إدارة المكتبة الجهوية بنابل وعلى رأسها السيد محمد بن سالم وجمعية أحباء المكتبة تأسيس هذه التظاهرة فكانت الدورة الأولى التأسيسية لمهرجان محجوب العيّاري الذي أصبح اسمه مهرجان محجوب العيّاري للكتاب والآداب وخصصت اشغالها لمسيرة هذا الشاعر الأدبية وكنت من ضمن الهيئة المنظمة وتقرر أن تخصص الدورات الموالية لتناول أعمال شخصيات أدبية وفكرية.. لذلك كانت دورة هذه السنة خاصة بالأديب والروائي التونسي حسنين بن عمّو الذي اختص بكتابة نوع من الرواية وهي الرواية التاريخية التي يعد من أبرز روادها في تونس والبلدان العربية
ماهي الاطروحات الفكرية والثقافية التي حددها الملتقى في برنامجه العام؟
حدد هذا الملتقى عدة أهداف تم الشروع في تحقيقها خصوصا في الدورة الأولى التأسيسية وهذه الدورة. منها الوفاء للأدباء المبدعين الذين فقدتهم الساحة الأدبية ومنهم الشاعر محجوب العيّاري وخدمة الأدب والفكر التونسي فلم يعد الملتقى خاصا بالشعر فقط بل شمل برنامجه انواعا أخرى من الأشكال الأدبية والفنية ومن الأهداف الأخرى التعريف بالكتاب والمبدعين التونسيين ومواصلة التشجيع على الإقبال على القراءة وكذلك العناية اكثر بالأدب التونسي بالأساس مع الانفتاح على الآداب العربية والعالمية كذلك اكتشاف وتشجيع المبدعين الشباب من الجنسين.
ما مدى نجاح الملتقى في كسب الرهان الذي من اجله تأسس؟
دورة هذه السنة كانت متميزة من حيث المحتوى والتنظيم ووجدت اقبالا كبيرا من المثقفين والمبدعين نظرا للمكانة الجيدة التي يتمتع بها الأديب الروائي حسنين بن عمو علي الصعيد الوطني والجهوي والمحلي خاصة وأنه ابن مدينة دار شعبان الفهري التي اشتهرت بمبدعيها ومفكريها ومنهم الأديب محمد البشروش والفنان الهادي قلة وغيرهم وقد تمكنت هذه الدورة من الكشف عن جوانب هامة جدا في تجربة حسنين بن عمو الأدبية وجوانب أخرى مهمة في علاقته بالقضايا الأدبية والفكرية التي تشغل المثقفين والعائلة الأدبية
باعتبارك احد رجالات الثقافة بجهة الوطن القبلي كيف تقرأ الحراك الثقافي والابداعي اليوم في تونس؟
من منطلق الإيمان برسالة الأدب والفن وهي رسالة نبيلة اعتبر نفسي متابعا ككل مبدع ومثقف تونسي يؤمن بهذه الرسالة ويسعى الي تجسيدها ويؤمن بالمشاركة الفاعلة في الحياة الثقافية والأدبية وبالنسبة للحراك الثقافي اعتقد أن هذا الحراك موجود ويتزايد خاصة مع هامش الحرية الكبير والمفتاح لكنه حراك يحتاج إلى بعض التوجيه والتأطير وتوفير المستلزمات الضرورية ليكون حراكا ايجابيا يتقدم بالثقافة وبالأدب التونسي ويساهم في خدمة التونسيين والبلاد ويساهم في تنمية الوطن بالاعتماد على توجهات سليمة وأهداف مضبوطة يشارك في تنفيذها المثقفون والمبدعون والمجتمع المدني ويكون لأجهزة الدولة دور واعني بهذا تحديدا وزارة الشؤون الثقافية من منطلق وطني. أضيف إلى هذا ان الحراك الثقافي بقى للأسف مرتكزا على العاصمة ولم نتخلص من المركزية الثقافية ولا بد في تقديري من دعم هذا الحراك على المستويين الجهوي والمحلي نظرا لثراء هذه المناطق ثقافيا ووجود الكثير من المبدعين الكبار فيها..
تعدد المهرجانات والملتقيات الشعرية في تونس اليوم ضرورة ام ترف ؟
لظاهرة تعدد المهرجانات والملتقيات سواء على الصعيد الوطني والمحلي ظاهرة في تزايد واصبحت هذه الملتقيات والمهرجانات حقا مشروعا لكن لابد وهذا ما أراه ألا ينظر إلى هذا التعدد من الناحية الايجابية فهناك بلا شك تظاهرات فيها الكثير من الإضافة وخدمة الأدب والإبداع لكن للأسف هناك كم هائل من المهرجانات أصبحت تمثل ترفا ولا توظف الدعم المسند إليها من وزارة الإشراف التوظيف السليم وهنا اعتقد انه من المفيد مراعاة الجودة لا الكثرة ولا بد في تقديري ان تتحمل الدولة ووزارة الثقافة تحديدا دورا رياديا في تحقيق التوازن ووضع سياسة جديدة تتعلق بالدعم المادي مع إعطاء الاولوية للبرامج الوطنية داخل الجهات أساسا.
انت شاعر بدرجة أولى ، من وجهة نظرك هل مازال للشعر حضوره المتوهج اليوم في المشهد الثقافي التونسي ؟
الشعر مازال موجودا وسيبقى موجودا ومؤثرا ويجد من يقبل على قراءته رغم تعدد انواع وأشكال الكتابة الشعرية لكن اعتقد أن هناك اليوم كم هائل من الأشعار وعدد هائل من الذين يكتبون ما يسمونه شعرا لكن للأسف النقد ليس موجودا ليواكب هذه الكثرة ويبرز الجانب الإبداعي الحقيقي في ما ينشر ويكتب ويروّج في الملتقيات والمهرجانات الشعرية.
اين لطفي عبد الواحد في زحمة ما نعيشه اليوم من حراك على اكثر من مستوى ؟
لطفي عبد الواحد حاضر ومساهم في مجال الإبداع والنشاط ولم يتوقف يوما ما عن الكتابة والمشاركة الفعلية في حدود الممكن والمتاح لا اجري وراء المشاركة ولا اؤمن بالإقصاء رغم تعرضي له واعتقد بكل تواضع أنني حاضر وفاعل لكن حضوري أساسا في منطقتي وجهتي ثم في بعض المناسبات داخل الجهات وكلما دعيت للحضور والمشاركة والحمد لله أنني بعيد عن الصراعات الموجودة بين المبدعين والمثقفين أنفسهم لكن لا يعني هذا أنني سلبي بل كثيرا ما احرص على النقد في اتجاه التعديل والإصلاح. أما بالنسبة للكتابة والإبداع فما لا يعرفه الكثيرون عني أنني اكتب كثيرا لكني قليل النشر على خلاف الكثيرين ممن يعتقدون ان شرعية الانتساب لعالم الأدب والفن ترتبط بكثرة النشر بغض النظر عن القيمة والمستوى أضيف إلى هذه أني دخلت في السنوات الأخيرة في عمل فني اعتز به وهو مجال كتابة القصيدة الغنائية باللغة العربية الفصحى في تجربة جميلة جدا ومشتركة مع الفنان التونسي والعربي الكبير لطفي بوشناق ولي في رصيدي الآن اكثر من 26 اغنية في مواضيع مختلفة كتبت كلماتها ولحنها وغناها الفنان لطفي بوشناق .