يرويها: أبو بكر الصغير
إنها من النساء الشجاعات، ليس لأنهن خائفات ولكن لأنه على الرغم من كل ما يحدث لهن، فقد قررن المضي قدمًا، مواصلين نفس الطريق.
أفضل حماية يمكن أن تحصل عليها أي امرأة هي الشجاعة، لا تساوم على نفسها، فهي كل ما لديها.
لا تكون المرأة أبدا بنفس القوة التي تكون عليها عندما تتسلح بكل نقاط ضعفها.
إن البطء في حضور المرأة في الشأن السياسي وتبوّأ المسؤوليات وشحّ الخطوات المقطوعة في هذا الجانب، إضافة إلى قصر مسافة القرارات والإجراءات بشكل طبيعي دفع بعض علماء الرياضيات، إلى وضع خوارزميات نتيجتها أن المساواة الكاملة بين النساء والرجال أي التناصف في كلّ فضاءات القرار والمسؤولية لن يكون إلا في حوالي عام 2350 !.
بمعنى إن الفعل السياسي يبقى لأكثر من ثلاثة قرون أخرى ذكوريا بامتياز!.
ليس الناخبون هم المسؤولون عن هذا التخلف الديمقراطي، بل الأحزاب السياسية تحديدا قياداتها، لنا في مشهدنا السياسي حتى على مستوى المنظمات والجمعيات والهيئات أكبر الأمثلة عن ذلك.
حددت النساء الاسكندينافيات ثلاثة شروط للنجاح في السياسة:الوقت والمال والشبكات. إن الجمع بين هذه الشروط الثلاثة يحدد النجاح في السياسة.
حظ سيئ للنساء، لديهن وقت أقل وشحّ في الأموال وضعف شبكات العلاقات.
النساء اللاّتي يمارسن السياسة، مثل غيرهن، يعانين من عدم المساواة من حيث الوقت: ساعات العمل المزدوجة، بالإضافة إلى عمل الوظيف أو الإدارة أو تدبير شؤون المنزل، عدم المساواة في التأجير بين الرجال والنساء بما يكون له من تداعيات. أخيرًا، بالنسبة للشبكات، فإن أول عنصرين من عدم المساواة يشترطانهما: لكي تكون لديك شبكة، فأنت بحاجة إلى الوقت والمال. فيما يتعلق بهذه المعايير الثلاثة، يتم تفضيل الرجال لأنهم يستمرون في الحصول على الوقت والمال والشبكات.
خطفت الأضواء وتصدرت حديث وسائل الإعلام وتصدّر اسمها وحزبها نتائج عمليات سبر الآراء.
كانت قوية، أثبتت وأظهرت ذلك ليس لأنها لم تكن خائفة، لكن لأنها استمرت بقوة رغم الخوف وما تعرّضت له من تهديد وشتم وقذف واهانة وترذيل.
نجحت فيما عجز عنه الرجال، أن تكون في مواجهة بل في حرب مع من كان يخشى نفوذه كلّ سياسيي تونس، إلى حدّ مهادنته وحتى التنازل له ولحركته عن مبادئهم ووعودهم.
سأل صحفي في فرنسي، في مقال له: من أين أتت هذه المرأة؟ ومن أين لها كلّ هذه الجرأة والشجاعة للدخول في صدام مباشر ليس مع رئيس حركة سياسية (النهضة) بل مع اخطر تنظيم دولي في العالم الذي تخشاه أنظمة وحكومات (الإخوان المسلمون) !!.
لهذا عدت أكثر امرأة مطلوبة لدى بعض الجماعات ومهدّدة بالتصفية!.
تلبّست حالة من اللامبالاة بمجتمعنا الفردي، هذا هو سبب كشفها واستنكارها من قبل العديد من المانحين الأخلاقيين، كتعبير رئيسي عن الأنانية المفرطة، حتى عن العداء تجاه الآخر المختلف. تحت هذا المصطلح، الذي أصبح تحقيرًا، غالبًا ما يتم الخلط بين موقفين مختلفين في كثير من النواحي:الأول، ذو الطبيعة الفكرية، يتكون قبل كل شيء من حيادية الحكم عندما يبقى المرء "بلا رأي" (دائمًا فئة مهمة في استطلاعات الرأي)، لا يريد أن ينحاز إلى أي طرف.
الثانية، ذات الطبيعة العاطفية، تجعل المرء يبدو غير حساس، بلا قلب، لمآسي ومعاناة الآخرين حتى إن كان مهدّدا في حياته، مما يؤدي إلى التقاعس عن العمل والموقف.
ليست هنالك منطقة رمادية في الموقف من عبير موسي إما أن تكون معها إلى حدّ التجنّد للانخراط في كلّ معاركها، أو تقف ضدّها.. وهي التي فتحت كلَ الجبهات ضدّ الجميع، نظام الحكم الحالي، الإسلام السياسي، أغلب أحزاب المعارضة، رموز من النظام السابق، اتحاد الشغل، نقابة الصحافيين، جمعيات نسوية الخ.. إلى حدّ يتّجه المرء إلى ذلك السّؤال الحارق، من لا يزال يقبل بها أو لا يرفض التحالف معها؟ ومن له مشترك سياسيا معها؟.
عادة المرأة القوية تبني عالمها الخاص، لكن بأي ثمن خاصة إذا كان هذا العالم موصولا بشأن عام بمصير بلاد وشعب!.
أعرف وجوه هؤلاء النساء الشجعان اللواتي يكافحن من أجل الاستيقاظ كل صباح بابتسامة على الرغم من وجود سحابة رمادية في حياتهن تسمى المغامرة بحياتهن!.
يرويها: أبو بكر الصغير
إنها من النساء الشجاعات، ليس لأنهن خائفات ولكن لأنه على الرغم من كل ما يحدث لهن، فقد قررن المضي قدمًا، مواصلين نفس الطريق.
أفضل حماية يمكن أن تحصل عليها أي امرأة هي الشجاعة، لا تساوم على نفسها، فهي كل ما لديها.
لا تكون المرأة أبدا بنفس القوة التي تكون عليها عندما تتسلح بكل نقاط ضعفها.
إن البطء في حضور المرأة في الشأن السياسي وتبوّأ المسؤوليات وشحّ الخطوات المقطوعة في هذا الجانب، إضافة إلى قصر مسافة القرارات والإجراءات بشكل طبيعي دفع بعض علماء الرياضيات، إلى وضع خوارزميات نتيجتها أن المساواة الكاملة بين النساء والرجال أي التناصف في كلّ فضاءات القرار والمسؤولية لن يكون إلا في حوالي عام 2350 !.
بمعنى إن الفعل السياسي يبقى لأكثر من ثلاثة قرون أخرى ذكوريا بامتياز!.
ليس الناخبون هم المسؤولون عن هذا التخلف الديمقراطي، بل الأحزاب السياسية تحديدا قياداتها، لنا في مشهدنا السياسي حتى على مستوى المنظمات والجمعيات والهيئات أكبر الأمثلة عن ذلك.
حددت النساء الاسكندينافيات ثلاثة شروط للنجاح في السياسة:الوقت والمال والشبكات. إن الجمع بين هذه الشروط الثلاثة يحدد النجاح في السياسة.
حظ سيئ للنساء، لديهن وقت أقل وشحّ في الأموال وضعف شبكات العلاقات.
النساء اللاّتي يمارسن السياسة، مثل غيرهن، يعانين من عدم المساواة من حيث الوقت: ساعات العمل المزدوجة، بالإضافة إلى عمل الوظيف أو الإدارة أو تدبير شؤون المنزل، عدم المساواة في التأجير بين الرجال والنساء بما يكون له من تداعيات. أخيرًا، بالنسبة للشبكات، فإن أول عنصرين من عدم المساواة يشترطانهما: لكي تكون لديك شبكة، فأنت بحاجة إلى الوقت والمال. فيما يتعلق بهذه المعايير الثلاثة، يتم تفضيل الرجال لأنهم يستمرون في الحصول على الوقت والمال والشبكات.
خطفت الأضواء وتصدرت حديث وسائل الإعلام وتصدّر اسمها وحزبها نتائج عمليات سبر الآراء.
كانت قوية، أثبتت وأظهرت ذلك ليس لأنها لم تكن خائفة، لكن لأنها استمرت بقوة رغم الخوف وما تعرّضت له من تهديد وشتم وقذف واهانة وترذيل.
نجحت فيما عجز عنه الرجال، أن تكون في مواجهة بل في حرب مع من كان يخشى نفوذه كلّ سياسيي تونس، إلى حدّ مهادنته وحتى التنازل له ولحركته عن مبادئهم ووعودهم.
سأل صحفي في فرنسي، في مقال له: من أين أتت هذه المرأة؟ ومن أين لها كلّ هذه الجرأة والشجاعة للدخول في صدام مباشر ليس مع رئيس حركة سياسية (النهضة) بل مع اخطر تنظيم دولي في العالم الذي تخشاه أنظمة وحكومات (الإخوان المسلمون) !!.
لهذا عدت أكثر امرأة مطلوبة لدى بعض الجماعات ومهدّدة بالتصفية!.
تلبّست حالة من اللامبالاة بمجتمعنا الفردي، هذا هو سبب كشفها واستنكارها من قبل العديد من المانحين الأخلاقيين، كتعبير رئيسي عن الأنانية المفرطة، حتى عن العداء تجاه الآخر المختلف. تحت هذا المصطلح، الذي أصبح تحقيرًا، غالبًا ما يتم الخلط بين موقفين مختلفين في كثير من النواحي:الأول، ذو الطبيعة الفكرية، يتكون قبل كل شيء من حيادية الحكم عندما يبقى المرء "بلا رأي" (دائمًا فئة مهمة في استطلاعات الرأي)، لا يريد أن ينحاز إلى أي طرف.
الثانية، ذات الطبيعة العاطفية، تجعل المرء يبدو غير حساس، بلا قلب، لمآسي ومعاناة الآخرين حتى إن كان مهدّدا في حياته، مما يؤدي إلى التقاعس عن العمل والموقف.
ليست هنالك منطقة رمادية في الموقف من عبير موسي إما أن تكون معها إلى حدّ التجنّد للانخراط في كلّ معاركها، أو تقف ضدّها.. وهي التي فتحت كلَ الجبهات ضدّ الجميع، نظام الحكم الحالي، الإسلام السياسي، أغلب أحزاب المعارضة، رموز من النظام السابق، اتحاد الشغل، نقابة الصحافيين، جمعيات نسوية الخ.. إلى حدّ يتّجه المرء إلى ذلك السّؤال الحارق، من لا يزال يقبل بها أو لا يرفض التحالف معها؟ ومن له مشترك سياسيا معها؟.
عادة المرأة القوية تبني عالمها الخاص، لكن بأي ثمن خاصة إذا كان هذا العالم موصولا بشأن عام بمصير بلاد وشعب!.
أعرف وجوه هؤلاء النساء الشجعان اللواتي يكافحن من أجل الاستيقاظ كل صباح بابتسامة على الرغم من وجود سحابة رمادية في حياتهن تسمى المغامرة بحياتهن!.