على جميع الأطراف الفاعلة في المنظومة التربوية أن تتحلى بروح المسؤولية
تونس-الصباح
توتر وضغط بدل الهدوء والارتياح.. غموض وضبابية وتعنت متواصل لا يخلو من تصعيد محتمل ترافقه أحداث عنف "مرعبة" هكذا هي الأجواء نهاية السنة الدراسية.. أجواء مفعمة بالتوتر والغموض وغياب لأي رؤية واضحة حول انفراج أزمة حجب الأعداد في الوقت الذي يفترض أن يكون هاجس الجميع من تلاميذ وأولياء وسلطة إشراف ونقابات ومنظمات التركيز على إنجاح السنة الدراسية وتوفير مناخ ملائم لتنظيم الامتحانات الوطنية بعيدا عن التجاذبات وسياسة التهديد والوعيد.
من هذا المنطلق تطلع الجميع على مدار الأسبوعين الأخيرين من تلاميذ وأولياء وبقية مكونات المنظومة التربوية الى ما ستسفر عنه جلسات التفاوض بين وزارة التربية وبقية الأطراف الاجتماعية سواء الجامعة العامة للتعليم الأساسي أو الثانوي بالنظر الى أن قرار حجب الأعداد خلال الثلاثيين الأول والثاني مازال الى حد اللحظة ساري المفعول على الجميع. وفي كل مرة كان الاعتقاد سائدا بأن واحدة من هذه الجلسات ستسفر عن نهاية الأزمة وتسهم في خلق مناخ من الاستقرار ولو لأيام معدودات قبل إسدال الستار على السنة الدراسية. لكن تخّيب في كل مرة الآمال من خلال الإعلان عن فشل جلسات الحوار رغم أن سلطة الإشراف باسطة يديها للحوار والتفاوض لكن ما باليد حيلة فالأمور المادية تتجاوزها والتوازنات المالية تحتم تأجيل التفاوض في كل ما هو مطالب مادية الى سنة 2024 الأمر الذي جعل الأطراف الاجتماعية تلوح بعقد هيئات إدارية قريبا لاتخاذ ما تراه مناسبا من قرارات.. الأمر الذي يجعل موفى السنة الدراسية مفتوحا على كل الاحتمالات ..
في هذا الاتجاه وفي انتظار ما ستسفر عنه الهيئات الإدارية وفي ظل عدم التوصل الى اتفاق، الى حد كتابة هذه الأسطر، يلغي قرار حجب الأعداد في الابتدائي والثانوي فان هذه الوضعية ساهمت في خلق مناخ من الضبابية وعدم الوضوح وخاصة عدم الاستقرار كما جعلت الأجواء مفعمة بالتوتر والتشنج رغم أننا قاب قوسين أو أدنى من الامتحانات الوطنية وامتحانات الثلاثي الثالث.. ومن المتوقع أن يرتفع منسوب التوتر والتشنج والضغط الأسبوع القادم الذي يصفه كثيرون بأسبوع الحسم على اعتبار، إما سيشهد إعلان التوصل الى اتفاق أو الذهاب نحو قرارات تصعيدية..
من جهة أخرى وبالتوازي مع حالة الغموض وتواصل الضبابية وانعدام رؤية واضحة فقد عاشت الأسبوع الماضي بعض المؤسسات التربوية على وقع أحداث عنف رهيبة على غرار ما حصل في ولاية زغوان على اثر الاعتداء الهمجي الذي تعرض له أستاذ التعليم الابتدائي بمدرسة "المعيذر" الناظور بعد محاولة قتله باستعمال سلاح ابيض "سكين" على مستوى الأذن. كما تناقلت عديد الصفحات الاجتماعية أحداث تعرض معلمين الى اعتداء بالعنف وتوعد الأولياء المدرسين بالظفر بدفاتر الأعداد كلفهم ذلك ما كلف.. وفي هذا الخصوص يرجح كثير من المتابعين للشأن المدرسي أن يرتفع منسوب العنف في قادم الأيام خاصة إذا ما تواصل الانسداد الحاصل على مستوى المفاوضات على اعتبار أن الولي الذي ينتظر منذ الثلاثي الأول نتائج ابنه قد نفد صبره وقد يجد في العنف وسيلة قد يراها من وجهة نظره "مشروعة" للحصول على دفتر الأعداد ..
في هذا السياق وحتى لا يتطور الوضع الى ما لا تحمد عقباه وحتى لا تتحول ساحات المدارس الى مسارح للفوضى والعنف يرى البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح أمس لـ"الصباح" أن كل تأخير في حلحلة الأزمة ستكون تداعياته وخيمة على المنظومة التربوية برمتها داعيا في هذا الخصوص جميع الهياكل الرسمية الى التعجيل بنهاية الأزمة قائلا: "لم يعد الوقت يتسع لمزيد التفاوض والتشاور يجب اتخاذ قرارات حاسمة بحر هذا الأسبوع حتى يتسنى توفير مناخ وأرضية ملائمة لإجراء الامتحانات "مشيرا في الإطار نفسه الى أن التعنت والتفرد بالرأي في الوقت الراهن يعتبر مرفوضا ومن الضروري تقديم تنازلات مراعاة للمصلحة الفضلى للتلميذ وللمنظومة العمومية برمتها...
في هذا الخضم وبالعودة الى الامتحانات (سواء الامتحانات الوطنية أو امتحانات نهاية السنة) والى قدسية موعدها فان انجازها لا يستقيم على وقع مناخ يسوده التوتر والتشنج والغموض وعليه على جميع الأطراف الفاعلة في المنظومة التربوية أن تتحلى بروح المسؤولية من خلال سعيها الى النأي بالامتحانات عن أي تجاذبات ..
منال حرزي
على جميع الأطراف الفاعلة في المنظومة التربوية أن تتحلى بروح المسؤولية
تونس-الصباح
توتر وضغط بدل الهدوء والارتياح.. غموض وضبابية وتعنت متواصل لا يخلو من تصعيد محتمل ترافقه أحداث عنف "مرعبة" هكذا هي الأجواء نهاية السنة الدراسية.. أجواء مفعمة بالتوتر والغموض وغياب لأي رؤية واضحة حول انفراج أزمة حجب الأعداد في الوقت الذي يفترض أن يكون هاجس الجميع من تلاميذ وأولياء وسلطة إشراف ونقابات ومنظمات التركيز على إنجاح السنة الدراسية وتوفير مناخ ملائم لتنظيم الامتحانات الوطنية بعيدا عن التجاذبات وسياسة التهديد والوعيد.
من هذا المنطلق تطلع الجميع على مدار الأسبوعين الأخيرين من تلاميذ وأولياء وبقية مكونات المنظومة التربوية الى ما ستسفر عنه جلسات التفاوض بين وزارة التربية وبقية الأطراف الاجتماعية سواء الجامعة العامة للتعليم الأساسي أو الثانوي بالنظر الى أن قرار حجب الأعداد خلال الثلاثيين الأول والثاني مازال الى حد اللحظة ساري المفعول على الجميع. وفي كل مرة كان الاعتقاد سائدا بأن واحدة من هذه الجلسات ستسفر عن نهاية الأزمة وتسهم في خلق مناخ من الاستقرار ولو لأيام معدودات قبل إسدال الستار على السنة الدراسية. لكن تخّيب في كل مرة الآمال من خلال الإعلان عن فشل جلسات الحوار رغم أن سلطة الإشراف باسطة يديها للحوار والتفاوض لكن ما باليد حيلة فالأمور المادية تتجاوزها والتوازنات المالية تحتم تأجيل التفاوض في كل ما هو مطالب مادية الى سنة 2024 الأمر الذي جعل الأطراف الاجتماعية تلوح بعقد هيئات إدارية قريبا لاتخاذ ما تراه مناسبا من قرارات.. الأمر الذي يجعل موفى السنة الدراسية مفتوحا على كل الاحتمالات ..
في هذا الاتجاه وفي انتظار ما ستسفر عنه الهيئات الإدارية وفي ظل عدم التوصل الى اتفاق، الى حد كتابة هذه الأسطر، يلغي قرار حجب الأعداد في الابتدائي والثانوي فان هذه الوضعية ساهمت في خلق مناخ من الضبابية وعدم الوضوح وخاصة عدم الاستقرار كما جعلت الأجواء مفعمة بالتوتر والتشنج رغم أننا قاب قوسين أو أدنى من الامتحانات الوطنية وامتحانات الثلاثي الثالث.. ومن المتوقع أن يرتفع منسوب التوتر والتشنج والضغط الأسبوع القادم الذي يصفه كثيرون بأسبوع الحسم على اعتبار، إما سيشهد إعلان التوصل الى اتفاق أو الذهاب نحو قرارات تصعيدية..
من جهة أخرى وبالتوازي مع حالة الغموض وتواصل الضبابية وانعدام رؤية واضحة فقد عاشت الأسبوع الماضي بعض المؤسسات التربوية على وقع أحداث عنف رهيبة على غرار ما حصل في ولاية زغوان على اثر الاعتداء الهمجي الذي تعرض له أستاذ التعليم الابتدائي بمدرسة "المعيذر" الناظور بعد محاولة قتله باستعمال سلاح ابيض "سكين" على مستوى الأذن. كما تناقلت عديد الصفحات الاجتماعية أحداث تعرض معلمين الى اعتداء بالعنف وتوعد الأولياء المدرسين بالظفر بدفاتر الأعداد كلفهم ذلك ما كلف.. وفي هذا الخصوص يرجح كثير من المتابعين للشأن المدرسي أن يرتفع منسوب العنف في قادم الأيام خاصة إذا ما تواصل الانسداد الحاصل على مستوى المفاوضات على اعتبار أن الولي الذي ينتظر منذ الثلاثي الأول نتائج ابنه قد نفد صبره وقد يجد في العنف وسيلة قد يراها من وجهة نظره "مشروعة" للحصول على دفتر الأعداد ..
في هذا السياق وحتى لا يتطور الوضع الى ما لا تحمد عقباه وحتى لا تتحول ساحات المدارس الى مسارح للفوضى والعنف يرى البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح أمس لـ"الصباح" أن كل تأخير في حلحلة الأزمة ستكون تداعياته وخيمة على المنظومة التربوية برمتها داعيا في هذا الخصوص جميع الهياكل الرسمية الى التعجيل بنهاية الأزمة قائلا: "لم يعد الوقت يتسع لمزيد التفاوض والتشاور يجب اتخاذ قرارات حاسمة بحر هذا الأسبوع حتى يتسنى توفير مناخ وأرضية ملائمة لإجراء الامتحانات "مشيرا في الإطار نفسه الى أن التعنت والتفرد بالرأي في الوقت الراهن يعتبر مرفوضا ومن الضروري تقديم تنازلات مراعاة للمصلحة الفضلى للتلميذ وللمنظومة العمومية برمتها...
في هذا الخضم وبالعودة الى الامتحانات (سواء الامتحانات الوطنية أو امتحانات نهاية السنة) والى قدسية موعدها فان انجازها لا يستقيم على وقع مناخ يسوده التوتر والتشنج والغموض وعليه على جميع الأطراف الفاعلة في المنظومة التربوية أن تتحلى بروح المسؤولية من خلال سعيها الى النأي بالامتحانات عن أي تجاذبات ..