نود أن نؤكد ونثبت في هذه السطور أنه شبه مستحيل اليوم أن تكون للشعب التونسي علاقة طبيعية/سليمة مع لغته الوطنية/ العربية. إن أي ادعاء عكس ذلك يناقض الواقع وبالتالي فهو افتراء وكذب حول أهم مقومات الشعوب والأمم ألا وهي اللغات. بالرغم من مكانة اللغات هذه، فإن وضع اللغة الوطنية في المجتمع التونسي حافظ كثيرا على معالم الاستعمار الفرنسي وهو ما يعتبره إدوار سعيد وغيره مرحلة بقاء الاستعمار بعد رحيله المادي.لا تعود حالة اللغة العربية غير السليمة في المجتمع التونسي إلى آثار الاستعمار الفرنسي فقط وإنما تعود في المقام الأول إلى طبيعة تاريخ أبجدية الاستعمار اللغوي الثقافي الفرنسي في ذلك المجتمع.
تفسير نظرية الحجر اللغوي لفقدان الوطنية اللغوية
نطرح هنا نظرية لا تكاد تخطر على بال أحد لتفسير ظاهرة فقدان الوطنية لدى التونسيات والتونسيين مع لغتهم العربية. تفيد الملاحظات الميدانية وجود تشابه بين الإجراءات الصحية ضد تفشي فيروس جائحة الكورونا والإجراءات اللغوية المتمثلة في استعمال اللغة الأم أو الوطنية فقط خاصة في التدريس في المراحل الثلاث للتعليم : الابتدائية والإعدادية والثانوية.. يتمثل هذا التشابه في كون أن كلا منهما يؤدي بمن يلتزم بالكامل بتلك الإجراءات إلى حظ أكبر في تحاشي الإصابة بفيروس الكورونا، من جهة، أو تحاشي تفشي استعمال اللغات الأجنبية وحدها أومزجها مع لغة الأم أواللغة الوطنية في الحديث والكتابة، من جهة أخرى.
تطبيق النظرية على التعليم التونسي
في مطلع الاستقلال، تبنى نظام التعليم في المدارس التونسية نمطين في لغة التدريس: 1- التدريس بلغتين هما الفرنسية والعربية في مراحل التعليم الثلاث المذكورة. 2- التدريس بلغة واحدة هي اللغة العربية في تلك المراحل. يمثل رقم 2 ما نود تسميته نظام تعليم الحجر اللغوي الذي يكون فيه التدريس باللغة العربية/الوطنية فقط في مراحل التعليم الثلاث. يتشابه الحجر اللغوي مع الحجر الصحي في تأثيرات كل منهما بقوة على المحجور (الصحة أو اللغة). فالإجراءات الصحية ضد تفشي فيروس جائحة الكورونا تحمي الناس كثيرا من الإصابة بالكورونا. وبالمثل يحمي الحجر اللغوي لغات الأم أو اللغات الوطنية من تفشي فيروس انتشار استعمال اللغات الأجنبية في الحديث والكتابة.
فقدان المجتمع التونسي لحقوقه اللغوية
منذ الاستقلال، حكمت النخب السياسية والفكرية "الحداثية" بقيادة الرئيس بورقيبة البلاد. وهي نخب فاقدة الحجر اللغوي وبالتالي يهيمن عليها الاستعمار الفرنسي اللغوي والفكري مما جعلها تتبنى سياسات لغوية تُحرم المجتمع التونسي من حقوقه في استعمال لغته الوطنية استعمالا كاملا وطبيعيا في تسيير شؤون الناس والمؤسسات في هذا المجتمع "المستقل" منذ 1956. تشير الكثير من الأحداث التونسية ضُعف الاهتمام بالأمور الوطنية وتهميشها في مجلات الرأي العام. مثلا، فتفضيل استعمال الفرنسية بدل العربية اللغة الوطنية للمجتمع التونسي في الإعلان عن نتائج امتحانات الباكلوريا وغيرها يُعتبر نفورا من رحاب الوطنية اللغوية. يجوز وصف تلك النخب التونسية بأنها تحتضن ما نسميه 'الازدواجية اللغوية الأمارة' التي تحرم تلك النخب من الوطنية اللغوية. أي أنهم بالتعبير الفلسفي دافعوا عن تحرير جسد المجتمع ( من الاحتلال العسكري والسياسي والفلاحي) ورحبوا/يرحبون ببقاء روح المجتمع ( لغته وثقافته) مستعمرة ومستلبة الهوية. لقد أبرز مؤلف كتاب العقل العربي Raphael Patai آثار التعليم الثنائي اللغة على اللغة العربية في المجتمعات العربية كما هو الحال في التعليم الصادقي التونسي والتعليم العام بعد الاستقلال. فوجد الأعراض التالية لدى خريجيهما:
1ـ الانتماء إلى ثقافتين دون القدرة على تعريف الذات بالانتماء الكامل لأي منهما.2 ـ التذبذب المزدوج يتمثل في رغبتهم كسب علاقة حميمة كاملة مع الغرب ومع مجتمعهم في نفس الوقت دون النجاح في أي منهما.3 ـ يتصف خريجو ذلك التعليم بشخصية منفصمة ناتجة عن معايشة عاملين قويين متعاكسين: الارتباط بالثقافة العربية والانجذاب إلى الثقافة الغربية 4 ـ عداء سافر للاستعمار الفرنسي يقابله ترحيب كبير بلغته. فخريجو هذين المدرستين أسسوا نظام تعليم تونسي يعيد إنتاج نمط تعليمهم الفاقد للحجر اللغوي كما يعبر عن ذلك مفهومReproduction لعالم الاجتماع بيار بورديو.
تشخيص الكذب والصدق في العلاقة مع العربية
يتجلى من تحليلنا أن جميع خريجي التعليم التونسي قبل الاستقلال تعرضوا بتساو إلى ما نسميه الاستعمار المادي (الاحتلال العسكري والسياسي والفلاحي) لكنهم لم يكونوا متساوين في تعرضهم إلى الاستعمار غير المادي (اللغوي والثقافي) قبل الاستقلال وبعده. فخريجو التعليم الزيتوني وشعبة (أ)- الذين درسوا وفقا للحجر اللغوي - كانوا يتمتعون بمناعة لغوية وثقافية عربية حمتهم من التأثر الخطير بلغة المستعمر وثقافته كما نجد ذلك لدى خريجات وخريجي البعثات الفرنسية والمدرسة الصادقية والتعليم العام التونسي بعد الاستقلال. فمعادلة العلاقة السليمة الكاملة مع اللغة تُكذّب علميا بقوة ادعاء أغلبية التونسيات والتونسيين الذين يعتقدون بجهالة أن لا ضرر يصيب علاقتهم الحميمة مع اللغة العربية/لغتهم الوطنية إن كانوا خريجي نظام التعليم الفاقد للحجر اللغوي (قبل الاستقلال وبعده) في المدرسة الصادقية ونظام التعليم العام منذ الاستقلال. تشبه معادلة الحجر اللغوي مع اللغة قانون المطابقة لابن خلدون الذي يقول إن الأحداث التاريخية التي ينقلها المؤرخون تكون كاذبة إذا لم يؤيد واقعُ العمران البشري إمكانيةَ حدوثها. وبالمثل، فمن الكذب الغبي انتظار وجود علاقة كاملة سليمة مع اللغة الوطنية/العربية لدى معظم المواطنين التونسيين والحال أنهم درسوا ويدرسون في أنظمة تعليم يغيب فيها ميثاق الحجر اللغوي. وبالتالي يخسر هؤلاء مواطنتهم اللغوية. يُجمع أهلُ الذكر على الأهمية القصوى لتمسك الشعوب بلغاتهم لأن من يخسر لغته وثقافته يكتب غيرُه معالمَ مسيرة مستقبله. وهذا ما يعبر عنه قول المفكر دايفس "فشعب دون لغته الأصلية ما هو إلا نصف أمة. فينبغي على الأمة حمايةُ لغتها أكثر من حمايتها لأراضيها. إذ اللغة أمتن وأقوى حاجز حام لحدودها من الغابة أو النهر".
العمى الجماعي والسيادة اللغوية
لا يقتصر هذا الصمت العام عن السيادة الوطنية اللغوية لدى النخب في المجتمع التونسي، بل يشمل أغلبية الشعب التونسي ناهيك عن وسائل الإعلام الخاصة من إذاعات وقنوات تلفزيونية وصحف. تطلق العلوم الاجتماعية على ظاهرة مثل هذا الصمت الشامل عن السيادة الوطنية اللغوية بأنها تمثل عمى جماعيا والذي يعني أن الناس لا يرون أو لا يدركون أشياء رغم وجودها وحضورها الحقيقي والفعلي في الواقع الملموس. وبتطبيق هذا المفهوم على الحالة التونسية، هناك مشروعية للقول إن التونسيات والتونسيين ومؤسسات مجتمعهم فاقدون للسيادة الوطنية اللغوية المتمثلة في استعمالهم المفرط للغات أجنبية في الحديث والكتابة في الأمور الصغيرة (حتى التافهة) والحال أن اللغة العربية هي اللغة الوطنية الوحيدة للمجتمع التونسي حسب جميع دساتير البلاد بعد 'الاستقلال'. ومن ثم، يبقى الشعب التونسي منقوص الوطنية الكاملة طالما لم يكسب في المقام الأول أعز وطنية على الإطلاق لدى الشعوب ألا وهي الوطنية اللغوية والثقافية. مع الأسف أن النخب السياسية والثقافية التونسية التي قادت وتقود البلاد بعد الاستقلال ضعيفة الصداقة للوطنية اللغوية وللهوية العربية بسبب فقدانها للحجر اللغوي.
*عالم الاجتماع
بقلم : د. محمود الذوادي(*)
نود أن نؤكد ونثبت في هذه السطور أنه شبه مستحيل اليوم أن تكون للشعب التونسي علاقة طبيعية/سليمة مع لغته الوطنية/ العربية. إن أي ادعاء عكس ذلك يناقض الواقع وبالتالي فهو افتراء وكذب حول أهم مقومات الشعوب والأمم ألا وهي اللغات. بالرغم من مكانة اللغات هذه، فإن وضع اللغة الوطنية في المجتمع التونسي حافظ كثيرا على معالم الاستعمار الفرنسي وهو ما يعتبره إدوار سعيد وغيره مرحلة بقاء الاستعمار بعد رحيله المادي.لا تعود حالة اللغة العربية غير السليمة في المجتمع التونسي إلى آثار الاستعمار الفرنسي فقط وإنما تعود في المقام الأول إلى طبيعة تاريخ أبجدية الاستعمار اللغوي الثقافي الفرنسي في ذلك المجتمع.
تفسير نظرية الحجر اللغوي لفقدان الوطنية اللغوية
نطرح هنا نظرية لا تكاد تخطر على بال أحد لتفسير ظاهرة فقدان الوطنية لدى التونسيات والتونسيين مع لغتهم العربية. تفيد الملاحظات الميدانية وجود تشابه بين الإجراءات الصحية ضد تفشي فيروس جائحة الكورونا والإجراءات اللغوية المتمثلة في استعمال اللغة الأم أو الوطنية فقط خاصة في التدريس في المراحل الثلاث للتعليم : الابتدائية والإعدادية والثانوية.. يتمثل هذا التشابه في كون أن كلا منهما يؤدي بمن يلتزم بالكامل بتلك الإجراءات إلى حظ أكبر في تحاشي الإصابة بفيروس الكورونا، من جهة، أو تحاشي تفشي استعمال اللغات الأجنبية وحدها أومزجها مع لغة الأم أواللغة الوطنية في الحديث والكتابة، من جهة أخرى.
تطبيق النظرية على التعليم التونسي
في مطلع الاستقلال، تبنى نظام التعليم في المدارس التونسية نمطين في لغة التدريس: 1- التدريس بلغتين هما الفرنسية والعربية في مراحل التعليم الثلاث المذكورة. 2- التدريس بلغة واحدة هي اللغة العربية في تلك المراحل. يمثل رقم 2 ما نود تسميته نظام تعليم الحجر اللغوي الذي يكون فيه التدريس باللغة العربية/الوطنية فقط في مراحل التعليم الثلاث. يتشابه الحجر اللغوي مع الحجر الصحي في تأثيرات كل منهما بقوة على المحجور (الصحة أو اللغة). فالإجراءات الصحية ضد تفشي فيروس جائحة الكورونا تحمي الناس كثيرا من الإصابة بالكورونا. وبالمثل يحمي الحجر اللغوي لغات الأم أو اللغات الوطنية من تفشي فيروس انتشار استعمال اللغات الأجنبية في الحديث والكتابة.
فقدان المجتمع التونسي لحقوقه اللغوية
منذ الاستقلال، حكمت النخب السياسية والفكرية "الحداثية" بقيادة الرئيس بورقيبة البلاد. وهي نخب فاقدة الحجر اللغوي وبالتالي يهيمن عليها الاستعمار الفرنسي اللغوي والفكري مما جعلها تتبنى سياسات لغوية تُحرم المجتمع التونسي من حقوقه في استعمال لغته الوطنية استعمالا كاملا وطبيعيا في تسيير شؤون الناس والمؤسسات في هذا المجتمع "المستقل" منذ 1956. تشير الكثير من الأحداث التونسية ضُعف الاهتمام بالأمور الوطنية وتهميشها في مجلات الرأي العام. مثلا، فتفضيل استعمال الفرنسية بدل العربية اللغة الوطنية للمجتمع التونسي في الإعلان عن نتائج امتحانات الباكلوريا وغيرها يُعتبر نفورا من رحاب الوطنية اللغوية. يجوز وصف تلك النخب التونسية بأنها تحتضن ما نسميه 'الازدواجية اللغوية الأمارة' التي تحرم تلك النخب من الوطنية اللغوية. أي أنهم بالتعبير الفلسفي دافعوا عن تحرير جسد المجتمع ( من الاحتلال العسكري والسياسي والفلاحي) ورحبوا/يرحبون ببقاء روح المجتمع ( لغته وثقافته) مستعمرة ومستلبة الهوية. لقد أبرز مؤلف كتاب العقل العربي Raphael Patai آثار التعليم الثنائي اللغة على اللغة العربية في المجتمعات العربية كما هو الحال في التعليم الصادقي التونسي والتعليم العام بعد الاستقلال. فوجد الأعراض التالية لدى خريجيهما:
1ـ الانتماء إلى ثقافتين دون القدرة على تعريف الذات بالانتماء الكامل لأي منهما.2 ـ التذبذب المزدوج يتمثل في رغبتهم كسب علاقة حميمة كاملة مع الغرب ومع مجتمعهم في نفس الوقت دون النجاح في أي منهما.3 ـ يتصف خريجو ذلك التعليم بشخصية منفصمة ناتجة عن معايشة عاملين قويين متعاكسين: الارتباط بالثقافة العربية والانجذاب إلى الثقافة الغربية 4 ـ عداء سافر للاستعمار الفرنسي يقابله ترحيب كبير بلغته. فخريجو هذين المدرستين أسسوا نظام تعليم تونسي يعيد إنتاج نمط تعليمهم الفاقد للحجر اللغوي كما يعبر عن ذلك مفهومReproduction لعالم الاجتماع بيار بورديو.
تشخيص الكذب والصدق في العلاقة مع العربية
يتجلى من تحليلنا أن جميع خريجي التعليم التونسي قبل الاستقلال تعرضوا بتساو إلى ما نسميه الاستعمار المادي (الاحتلال العسكري والسياسي والفلاحي) لكنهم لم يكونوا متساوين في تعرضهم إلى الاستعمار غير المادي (اللغوي والثقافي) قبل الاستقلال وبعده. فخريجو التعليم الزيتوني وشعبة (أ)- الذين درسوا وفقا للحجر اللغوي - كانوا يتمتعون بمناعة لغوية وثقافية عربية حمتهم من التأثر الخطير بلغة المستعمر وثقافته كما نجد ذلك لدى خريجات وخريجي البعثات الفرنسية والمدرسة الصادقية والتعليم العام التونسي بعد الاستقلال. فمعادلة العلاقة السليمة الكاملة مع اللغة تُكذّب علميا بقوة ادعاء أغلبية التونسيات والتونسيين الذين يعتقدون بجهالة أن لا ضرر يصيب علاقتهم الحميمة مع اللغة العربية/لغتهم الوطنية إن كانوا خريجي نظام التعليم الفاقد للحجر اللغوي (قبل الاستقلال وبعده) في المدرسة الصادقية ونظام التعليم العام منذ الاستقلال. تشبه معادلة الحجر اللغوي مع اللغة قانون المطابقة لابن خلدون الذي يقول إن الأحداث التاريخية التي ينقلها المؤرخون تكون كاذبة إذا لم يؤيد واقعُ العمران البشري إمكانيةَ حدوثها. وبالمثل، فمن الكذب الغبي انتظار وجود علاقة كاملة سليمة مع اللغة الوطنية/العربية لدى معظم المواطنين التونسيين والحال أنهم درسوا ويدرسون في أنظمة تعليم يغيب فيها ميثاق الحجر اللغوي. وبالتالي يخسر هؤلاء مواطنتهم اللغوية. يُجمع أهلُ الذكر على الأهمية القصوى لتمسك الشعوب بلغاتهم لأن من يخسر لغته وثقافته يكتب غيرُه معالمَ مسيرة مستقبله. وهذا ما يعبر عنه قول المفكر دايفس "فشعب دون لغته الأصلية ما هو إلا نصف أمة. فينبغي على الأمة حمايةُ لغتها أكثر من حمايتها لأراضيها. إذ اللغة أمتن وأقوى حاجز حام لحدودها من الغابة أو النهر".
العمى الجماعي والسيادة اللغوية
لا يقتصر هذا الصمت العام عن السيادة الوطنية اللغوية لدى النخب في المجتمع التونسي، بل يشمل أغلبية الشعب التونسي ناهيك عن وسائل الإعلام الخاصة من إذاعات وقنوات تلفزيونية وصحف. تطلق العلوم الاجتماعية على ظاهرة مثل هذا الصمت الشامل عن السيادة الوطنية اللغوية بأنها تمثل عمى جماعيا والذي يعني أن الناس لا يرون أو لا يدركون أشياء رغم وجودها وحضورها الحقيقي والفعلي في الواقع الملموس. وبتطبيق هذا المفهوم على الحالة التونسية، هناك مشروعية للقول إن التونسيات والتونسيين ومؤسسات مجتمعهم فاقدون للسيادة الوطنية اللغوية المتمثلة في استعمالهم المفرط للغات أجنبية في الحديث والكتابة في الأمور الصغيرة (حتى التافهة) والحال أن اللغة العربية هي اللغة الوطنية الوحيدة للمجتمع التونسي حسب جميع دساتير البلاد بعد 'الاستقلال'. ومن ثم، يبقى الشعب التونسي منقوص الوطنية الكاملة طالما لم يكسب في المقام الأول أعز وطنية على الإطلاق لدى الشعوب ألا وهي الوطنية اللغوية والثقافية. مع الأسف أن النخب السياسية والثقافية التونسية التي قادت وتقود البلاد بعد الاستقلال ضعيفة الصداقة للوطنية اللغوية وللهوية العربية بسبب فقدانها للحجر اللغوي.