الدولة تؤجل إصدار إستراتيجية الإحاطة باضطرابات طيف التوحد..
تونس الصباح
تواجه اسر وعائلات الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد، صعوبات كثيرة في العناية بأبنائهم والإحاطة بهم وتمكينهم من مسارات تعليمية عادية. فإلى غاية الآن لا توجد مراكز عمومية مختصة وترفض غالبية المدارس قبول أطفال اضطرابات طيف التوحد وتمكينهم من الاندماج الطبيعي داخل مؤسساتنا التربوية.
ويقتصر التعامل الرسمي مع هذه الفئة من الأطفال التونسية على المناسباتية، فبعد أن أقرت السنة الفارطة وزيرة المرأة والأسرة والطفولة كبار السن، منحا بـ 200 دينار لفائدة عائلات الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد وتم رفضها من قبل عديد العائلات باعتبار أنها مبلغ زهيد للغاية مقارنة بالمصاريف التي يحتاجها أبناؤهم. أعلنت هذه السنة في احتفالات اليوم العالمي للمصابين بمرض التوحد الموافق ليوم 2 افريل من كل سنة، 5 وزارات وهي وزارات الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، ووزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشؤون الدينية، ووزير الصحة، عن إطلاق دليل المربّي "نحو دمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في مؤسسات الطفولة".
دليل، على أهميته واستجابتها لتوصية عدد من منظمات المجتمع المدني والمختصين في مرض التوحد، رأى فيه أولياء انه غير كاف فأبناؤهم في حاجة إلى إستراتيجية شاملة تعيد إدماجهم بالاختلاف الذي يحملونه كأطفال طبيعيين في مختلف المؤسسات الاجتماعية وخاصة منها الروضات والمحاضن والمدارس والمعاهد.
وأفادت نبيهة السعيدي رئيسة جمعية صوت أشبال التوحد، مركز ليوكانار، أنها كانت من الأشخاص الذين شاركوا في إعداد الدليل وهو أمر تطلب الكثير من الجهد وسجل مشاركة عديد الجهات، ومختصين نفسانيين وأطباء أعصاب وتقويم ومختصين في النطق والحركة..، وأشارت إلى أن صدور دليل المربي يعتبر خطوة مهمة جدا في علاقة بإستراتيجية الإحاطة ومرافقة الأطفال من ذوي اضطرابات طيف التوحد لكن يبقى الأمر مرتبطا بمستوى التفعيل الرسمي للدليل باعتباره في علاقة تلازمية مع الدورات التكوينية التي سينتفع به مختلف المربين من معلمين وأساتذة حتى يكنوا قادرين ومؤهلين للتعامل مع الاختلاف الذي يميز أطفال التوحد.
وقالت نبيهة السعيدي أن المؤسسة التربوية اليوم مطالبة أن تبذل مجهودا إضافيا وتؤهل نفسها كي تكون قادرة على استقبال وإدماج الأطفال من ذوي اضطرابات طيف التوحد وذلك عبر تطويع آليات الإدماج والتعلم واعتماد التدريس المبني على الصورة والحركة ) التدريس الممسرح(.
وكشفت رئيسة جمعية صوت أشبال التوحد، مركز ليوكانار، أن مرض التوحد درجات وبالتالي فليس كل الأطفال المصابين به قادرين على الاندماج في المؤسسات التربوية بشكل طبيعي وعادي. كل حسب مؤهلاته ودرجة إصابته باضطرابات طيف التوحد. وعموما قالت نبيهة السعيدة أن 50% منهم هم أطفال قادرين على الاندماج في المسارات العادية للتعليم إذا ما تم التعامل معهم بخصوصية اختلافهم وتمت متابعتهم من قبل مربين مؤهلين.
وحددت وزارة التربية حسب تصريح السعيدي، كلفة مرافق وعلاج ومتابعة طفل اضطرابات طيف التوحد الشهرية بـ 850 دينارا. وهو مبلغ مالي لتغطية حاجته لمرافق مدرسي ومختص في تقويم النطق ومختص في العلاج الوظيفي وآخر في العلاج الحركي وطبيب نفسي..
وليس هناك أرقاما أو إحصائيات رسمية لحاملي اضطرابات طيف التوحد في تونس، فالي غاية اليوم يرفض عديد الأولياء الاعتراف بإصابة أبنائهم بهذا المرض ويتم اكتشافه عند دخول للمدرسة أي في سن الست سنوات. لكن على المستوى العالمي تذكر منظمة الصحة العالمية والمنظمات التي تشتغل وتختص في مرض التوحد أن بين 4 و5 أطفال من 100 طفل هم مصابون بالتوحد باختلاف درجاته أي بنسبة بين 4% و5% من الأطفال هم مصابون باضطرابات طيف التوحد.
وأشارت نبيهة السعيدي إلى أن مركز يتيم عمومي موجود في السيجومي على مستوى وطني يعنى بأطفال التوحد الذين أعمارهم بين 3 و6 سنوات ويشترط أن يكونوا غير حاملين لمرض مصاحب وبدرجة معينة من التوحد. وهو ما يحرم عددا كبيرا من الأطفال المصابين من الالتحاق بهذا المركز، خاصة أن جل أطفال اضطرابات طيف التوحد يحملون لمرض مصاحب على غرار مرض الصرع أو التخلف النسبي الذهني أو ضعف في الحركة والتمييز.. واليوم تم اكتشاف إصاباتهم بإحدى المتلازمات 9 أو 5 أو 15 ) trisomie (.
وللإشارة وأمام غياب مؤسسات عمومية قادرة على مرافقة أطفال التوحد، يضطر الأولياء إلى الاستعانة بمراكز خاصة في غالبية الأحيان لا تكون مختصة ولا مراقبة من الهياكل الصحية المعنية، وتتسبب بالتالي في تدهور حالة الطفل بدل تطويرها. وقد كانت هذه المراكز محل جدل في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية خاصة أن الأسر وأمام تغير مستوى الوعي داخلها أصبحت تكتشف إصابة أبنائها مبكرا وتسعى إلى توفير علاج ومرافقة طبية لهم. ويبقى الولوج لخدمات العلاج ومرافقة أطفال اضطرابات طيف التوحد حكرا على أولئك الذين ينتمون إلى اسر ميسورة الحال بالنظر إلى حجم كلفة الرعاية الخاصة بهم.
وتعرّف منظمة الصحة العالمية اضطرابات طيف التوحد على أنها، مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ.. ويعرفه الأطباء النفسانيون على انه اضطراب نمائي ذهني يمسّ الجهاز العصبي ويؤثر في نمو الطفل، وله مظاهر ثلاثة الانطواء إضافة لصعوبات لغوية وحركات متكررة ليس لها معنى، وتؤثر هذه الحالة على تواصل الطفل مع محيطه. ويتميز التوحد بشكل رئيسي بتفاعلاته الاجتماعية الفريدة، والطرق غير العادية للتعلم، والاهتمام البالغ بمواضيع محددة، والميل إلى الأعمال الروتينية، ومواجهة صعوبات في مجال الاتصالات التقليدية، وإتباع طرق معينة لمعالجة المعلومات الحسية.
ولا يزال ما يرتبط بهذه الاختلافات العصبية من وصمة العار والتمييز يشكل عقبات كبيرة في التشخيص والعلاج، وهي مسألة يتعين على واضعي السياسات العامة معالجتها في البلدان النامية وكذلك في البلدان المانحة على حد سواء حسب منظمة الصحة العالمية.
ريم سوودي
في انتظار صدور الدليل التربوي
الدولة تؤجل إصدار إستراتيجية الإحاطة باضطرابات طيف التوحد..
تونس الصباح
تواجه اسر وعائلات الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد، صعوبات كثيرة في العناية بأبنائهم والإحاطة بهم وتمكينهم من مسارات تعليمية عادية. فإلى غاية الآن لا توجد مراكز عمومية مختصة وترفض غالبية المدارس قبول أطفال اضطرابات طيف التوحد وتمكينهم من الاندماج الطبيعي داخل مؤسساتنا التربوية.
ويقتصر التعامل الرسمي مع هذه الفئة من الأطفال التونسية على المناسباتية، فبعد أن أقرت السنة الفارطة وزيرة المرأة والأسرة والطفولة كبار السن، منحا بـ 200 دينار لفائدة عائلات الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد وتم رفضها من قبل عديد العائلات باعتبار أنها مبلغ زهيد للغاية مقارنة بالمصاريف التي يحتاجها أبناؤهم. أعلنت هذه السنة في احتفالات اليوم العالمي للمصابين بمرض التوحد الموافق ليوم 2 افريل من كل سنة، 5 وزارات وهي وزارات الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، ووزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشؤون الدينية، ووزير الصحة، عن إطلاق دليل المربّي "نحو دمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في مؤسسات الطفولة".
دليل، على أهميته واستجابتها لتوصية عدد من منظمات المجتمع المدني والمختصين في مرض التوحد، رأى فيه أولياء انه غير كاف فأبناؤهم في حاجة إلى إستراتيجية شاملة تعيد إدماجهم بالاختلاف الذي يحملونه كأطفال طبيعيين في مختلف المؤسسات الاجتماعية وخاصة منها الروضات والمحاضن والمدارس والمعاهد.
وأفادت نبيهة السعيدي رئيسة جمعية صوت أشبال التوحد، مركز ليوكانار، أنها كانت من الأشخاص الذين شاركوا في إعداد الدليل وهو أمر تطلب الكثير من الجهد وسجل مشاركة عديد الجهات، ومختصين نفسانيين وأطباء أعصاب وتقويم ومختصين في النطق والحركة..، وأشارت إلى أن صدور دليل المربي يعتبر خطوة مهمة جدا في علاقة بإستراتيجية الإحاطة ومرافقة الأطفال من ذوي اضطرابات طيف التوحد لكن يبقى الأمر مرتبطا بمستوى التفعيل الرسمي للدليل باعتباره في علاقة تلازمية مع الدورات التكوينية التي سينتفع به مختلف المربين من معلمين وأساتذة حتى يكنوا قادرين ومؤهلين للتعامل مع الاختلاف الذي يميز أطفال التوحد.
وقالت نبيهة السعيدي أن المؤسسة التربوية اليوم مطالبة أن تبذل مجهودا إضافيا وتؤهل نفسها كي تكون قادرة على استقبال وإدماج الأطفال من ذوي اضطرابات طيف التوحد وذلك عبر تطويع آليات الإدماج والتعلم واعتماد التدريس المبني على الصورة والحركة ) التدريس الممسرح(.
وكشفت رئيسة جمعية صوت أشبال التوحد، مركز ليوكانار، أن مرض التوحد درجات وبالتالي فليس كل الأطفال المصابين به قادرين على الاندماج في المؤسسات التربوية بشكل طبيعي وعادي. كل حسب مؤهلاته ودرجة إصابته باضطرابات طيف التوحد. وعموما قالت نبيهة السعيدة أن 50% منهم هم أطفال قادرين على الاندماج في المسارات العادية للتعليم إذا ما تم التعامل معهم بخصوصية اختلافهم وتمت متابعتهم من قبل مربين مؤهلين.
وحددت وزارة التربية حسب تصريح السعيدي، كلفة مرافق وعلاج ومتابعة طفل اضطرابات طيف التوحد الشهرية بـ 850 دينارا. وهو مبلغ مالي لتغطية حاجته لمرافق مدرسي ومختص في تقويم النطق ومختص في العلاج الوظيفي وآخر في العلاج الحركي وطبيب نفسي..
وليس هناك أرقاما أو إحصائيات رسمية لحاملي اضطرابات طيف التوحد في تونس، فالي غاية اليوم يرفض عديد الأولياء الاعتراف بإصابة أبنائهم بهذا المرض ويتم اكتشافه عند دخول للمدرسة أي في سن الست سنوات. لكن على المستوى العالمي تذكر منظمة الصحة العالمية والمنظمات التي تشتغل وتختص في مرض التوحد أن بين 4 و5 أطفال من 100 طفل هم مصابون بالتوحد باختلاف درجاته أي بنسبة بين 4% و5% من الأطفال هم مصابون باضطرابات طيف التوحد.
وأشارت نبيهة السعيدي إلى أن مركز يتيم عمومي موجود في السيجومي على مستوى وطني يعنى بأطفال التوحد الذين أعمارهم بين 3 و6 سنوات ويشترط أن يكونوا غير حاملين لمرض مصاحب وبدرجة معينة من التوحد. وهو ما يحرم عددا كبيرا من الأطفال المصابين من الالتحاق بهذا المركز، خاصة أن جل أطفال اضطرابات طيف التوحد يحملون لمرض مصاحب على غرار مرض الصرع أو التخلف النسبي الذهني أو ضعف في الحركة والتمييز.. واليوم تم اكتشاف إصاباتهم بإحدى المتلازمات 9 أو 5 أو 15 ) trisomie (.
وللإشارة وأمام غياب مؤسسات عمومية قادرة على مرافقة أطفال التوحد، يضطر الأولياء إلى الاستعانة بمراكز خاصة في غالبية الأحيان لا تكون مختصة ولا مراقبة من الهياكل الصحية المعنية، وتتسبب بالتالي في تدهور حالة الطفل بدل تطويرها. وقد كانت هذه المراكز محل جدل في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية خاصة أن الأسر وأمام تغير مستوى الوعي داخلها أصبحت تكتشف إصابة أبنائها مبكرا وتسعى إلى توفير علاج ومرافقة طبية لهم. ويبقى الولوج لخدمات العلاج ومرافقة أطفال اضطرابات طيف التوحد حكرا على أولئك الذين ينتمون إلى اسر ميسورة الحال بالنظر إلى حجم كلفة الرعاية الخاصة بهم.
وتعرّف منظمة الصحة العالمية اضطرابات طيف التوحد على أنها، مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ.. ويعرفه الأطباء النفسانيون على انه اضطراب نمائي ذهني يمسّ الجهاز العصبي ويؤثر في نمو الطفل، وله مظاهر ثلاثة الانطواء إضافة لصعوبات لغوية وحركات متكررة ليس لها معنى، وتؤثر هذه الحالة على تواصل الطفل مع محيطه. ويتميز التوحد بشكل رئيسي بتفاعلاته الاجتماعية الفريدة، والطرق غير العادية للتعلم، والاهتمام البالغ بمواضيع محددة، والميل إلى الأعمال الروتينية، ومواجهة صعوبات في مجال الاتصالات التقليدية، وإتباع طرق معينة لمعالجة المعلومات الحسية.
ولا يزال ما يرتبط بهذه الاختلافات العصبية من وصمة العار والتمييز يشكل عقبات كبيرة في التشخيص والعلاج، وهي مسألة يتعين على واضعي السياسات العامة معالجتها في البلدان النامية وكذلك في البلدان المانحة على حد سواء حسب منظمة الصحة العالمية.