بعد 25 جويلية 2021 مباشرة تساءل عموم التونسيين عن أي مصير سيلقاه أكثر من 220 حزبا في تونس في الوقت نفسه تتالت الدعوات الموجهة إلى رئيس الدولة لحل الأحزاب ومحاسبتها على إخفاقها خلال فترة حكمها في العشر سنوات الفارطة.
في الآن نفسه تراجع وجود الأحزاب معارضة ومساندة ميدانيا حيث لم نعد نشهد نفس الحركية والظهور الذي اعتاده التونسيون خلال السنوات الفارطة، فهل ساهمت الأحزاب في تونس في تراجع دورها؟
لقد توقع العديد من المتابعين للشأن السياسي أن لا يكون هناك مكان للأحزاب في تونس خلال المشهد السياسي القادم إضافة إلى أن السلطة السياسية الحالية في تونس تقدم نفسها على أساس أنها البديل عن الأحزاب بالمفهوم التقليدي.
كما يرجح البعض الآخر أن النظام السياسي الحالي عمل على ترذيل الأحزاب وإضعافها إما عبر ضرب شعبيتها أو من خلال حملة الاعتقالات الأخيرة.
ولا يخفى على احد توتر العلاقة بين التونسيين والأحزاب والتي طغت عليها نزعة النقمة مما يستدعي بذل هذه الأحزاب الكثير من الجهد في المرحلة المقبلة لاستعادة الثقة بينها وبين التونسيين وذلك لن يعود إلا بالإقناع وخدمة مصالح الشعب بعيدا عن رمي الوعود الزائفة والشعارات لدوافع انتخابية لا غير.
وقال المحلل السياسي بولبابة سالم انه "للأسف الأحزاب في تونس بمختلف مشاربها الفكرية استنزفت خلال العشر سنوات الماضية وأصبحت تعمل مناسباتيا أي خلال المحطات الانتخابية فقط وهو ما يؤكد أن التعبئة الفكرية للأحزاب في تونس أصبحت شبه منعدمة".
وأضاف "أن المرحلة الحالية أثبتت أن الأحزاب بشكلها التقليدي في حاجة إلى مراجعات عميقة على مستوى فكري وتنظيمي حيث تحول بعضها إلى "باتيندات" تابعة لشخص معين".
واعتبر محدثنا أن العوامل التي ساهمت في فتور دور الأحزاب هي القانون الانتخابي الجديد الذي همّش دورها في الساحة السياسية حتى الأحزاب المساندة للمسار السياسي الحالي تضررت هي بدورها حول لم نعد نشهد لا ندوات ولا برامج".
وفي نفس السياق قال المحلل السياسي بولبابة سالم "إن التداول على المسؤولية داخل الأحزاب مفقود وهي لم تواكب التحولات والتطورات التي يعيشها المجتمع التونسي لذلك أصبح دورها باهتا في المشهد العام اليوم".
من جانبه قال القيادي بحركة الشعب المكلف بالإعلام أسامة عويدات أن حزبه لازال ينشط وقام بأكثر من عشرين اجتماعا عام منذ 25 جويلية 2021 كما عقد مؤتمره الوطني في موعده المحدد هذا إلى جانب مشاركته في مختلف المحطات السياسية التي مرت بها البلاد في الآونة الأخيرة بدءا من الاستفتاء إلى الانتخابات الأخيرة.
وتابع قائلا:"حركة الشعب تعقد هذه الفترة اجتماعات مع هياكلها إما بالنسبة للأحزاب التي خيرت الانسحاب وعدم المشاركة في الانتخابات الأخيرة فهي الآن خارج البرلمان ولن تجد مكانا في العمل السياسي الجديد".
وأعلنت جل الأحزاب الوازنة مقاطعة انتخابات 17 جانفي الفارط وهي، القطب، الجمهوري، التيار، العمال والتكتل، كما سبق وأن قاطعت هذه الأحزاب الاستشارة الإلكترونية ثم الاستفتاء.
جهاد الكلبوسي
تونس – الصباح
بعد 25 جويلية 2021 مباشرة تساءل عموم التونسيين عن أي مصير سيلقاه أكثر من 220 حزبا في تونس في الوقت نفسه تتالت الدعوات الموجهة إلى رئيس الدولة لحل الأحزاب ومحاسبتها على إخفاقها خلال فترة حكمها في العشر سنوات الفارطة.
في الآن نفسه تراجع وجود الأحزاب معارضة ومساندة ميدانيا حيث لم نعد نشهد نفس الحركية والظهور الذي اعتاده التونسيون خلال السنوات الفارطة، فهل ساهمت الأحزاب في تونس في تراجع دورها؟
لقد توقع العديد من المتابعين للشأن السياسي أن لا يكون هناك مكان للأحزاب في تونس خلال المشهد السياسي القادم إضافة إلى أن السلطة السياسية الحالية في تونس تقدم نفسها على أساس أنها البديل عن الأحزاب بالمفهوم التقليدي.
كما يرجح البعض الآخر أن النظام السياسي الحالي عمل على ترذيل الأحزاب وإضعافها إما عبر ضرب شعبيتها أو من خلال حملة الاعتقالات الأخيرة.
ولا يخفى على احد توتر العلاقة بين التونسيين والأحزاب والتي طغت عليها نزعة النقمة مما يستدعي بذل هذه الأحزاب الكثير من الجهد في المرحلة المقبلة لاستعادة الثقة بينها وبين التونسيين وذلك لن يعود إلا بالإقناع وخدمة مصالح الشعب بعيدا عن رمي الوعود الزائفة والشعارات لدوافع انتخابية لا غير.
وقال المحلل السياسي بولبابة سالم انه "للأسف الأحزاب في تونس بمختلف مشاربها الفكرية استنزفت خلال العشر سنوات الماضية وأصبحت تعمل مناسباتيا أي خلال المحطات الانتخابية فقط وهو ما يؤكد أن التعبئة الفكرية للأحزاب في تونس أصبحت شبه منعدمة".
وأضاف "أن المرحلة الحالية أثبتت أن الأحزاب بشكلها التقليدي في حاجة إلى مراجعات عميقة على مستوى فكري وتنظيمي حيث تحول بعضها إلى "باتيندات" تابعة لشخص معين".
واعتبر محدثنا أن العوامل التي ساهمت في فتور دور الأحزاب هي القانون الانتخابي الجديد الذي همّش دورها في الساحة السياسية حتى الأحزاب المساندة للمسار السياسي الحالي تضررت هي بدورها حول لم نعد نشهد لا ندوات ولا برامج".
وفي نفس السياق قال المحلل السياسي بولبابة سالم "إن التداول على المسؤولية داخل الأحزاب مفقود وهي لم تواكب التحولات والتطورات التي يعيشها المجتمع التونسي لذلك أصبح دورها باهتا في المشهد العام اليوم".
من جانبه قال القيادي بحركة الشعب المكلف بالإعلام أسامة عويدات أن حزبه لازال ينشط وقام بأكثر من عشرين اجتماعا عام منذ 25 جويلية 2021 كما عقد مؤتمره الوطني في موعده المحدد هذا إلى جانب مشاركته في مختلف المحطات السياسية التي مرت بها البلاد في الآونة الأخيرة بدءا من الاستفتاء إلى الانتخابات الأخيرة.
وتابع قائلا:"حركة الشعب تعقد هذه الفترة اجتماعات مع هياكلها إما بالنسبة للأحزاب التي خيرت الانسحاب وعدم المشاركة في الانتخابات الأخيرة فهي الآن خارج البرلمان ولن تجد مكانا في العمل السياسي الجديد".
وأعلنت جل الأحزاب الوازنة مقاطعة انتخابات 17 جانفي الفارط وهي، القطب، الجمهوري، التيار، العمال والتكتل، كما سبق وأن قاطعت هذه الأحزاب الاستشارة الإلكترونية ثم الاستفتاء.