إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رسالة جديدة من 20 عضوا بالكونغرس.. وأمريكا "تصّعد" | ضغط لإعادة الحكم الديمقراطي أم للتطبيع؟

 

تونس – الصباح

تشهد العلاقات التونسية الأمريكية توترا منذ 25 جويلية 2021 في ظل معارضة الإدارة الأمريكية للنظام السياسي الحالي في المقابل تعيش تونس وضعا اقتصاديا حرجا لعدم حصولها على قرض من صندوق النقد الدولي.

وطالب مرة أخرى سياسيون أمريكيون، في رسالة وجهوها إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، بالضغط على الرئيس التونسي قيس سعيد، من جديد، بهدف إعادة تونس إلى الحكم الديمقراطي.

واعتبر عبد المجيد العبدلي، أستاذ جامعي مختص في العلاقات الدولية، أن الهدف الرئيسي من الضغط الأمريكي على تونس هو الابتزاز وجر الدولة التونسية إلى مربع التطبيع مع إسرائيل لذلك تسعى أمريكا إلى إدامة الأزمة الاقتصادية في تونس.

وشدد العبدلي لـ "الصباح" على أن ما تقوم به أمريكا يعد تدخلا سافرا في شؤوننا الوطنية، وفيه خرق للمواثيق الدولية التي تمنع مثل هذه الممارسات ليس على تونس فقط بل هذا يعد النهج العدواني للإدارة الأمريكية على العديد من الدول العربية الرافضة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال فرض الحصار المالي عليهم، وما تفعله أمريكا من خلال الضغط على صندوق النقد الدولي حتى لا يمنح تونس القرض هو يندرج ضمن خطة ممنهجة هدفها واضح.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية بأنه على تونس أن لا تتنازل على سيادتها مقابل القرض وأن تعمل على تحصين نفسها اقتصاديا حتى لا تكون رهينة للابتزاز الدولي مثلما يحصل معها اليوم سواء من قبل جهات أوروبية من خلال ملف المهاجرين والإدارة الأمريكية عبر عدم السماح لها بالحصول على قرض صندوق النقد الدولي إلا بشروط.

وكانت عديد الأطراف السياسية أكدت أن معاداة الإدارة الأمريكية ورفضها لمسار 25 جويلية هو إصرار على تنفيذ أجندة تفتيت الدولة كما دعت إلى ممارسة كل أشكال الضغط الشعبي لإخراج تونس من دائرة الهيمنة الأطلسية.

من جانبه دعا عبد الله العبيدي الديبلوماسي السابق إلى ضرورة الحوار الداخلي في تونس لان هناك تشويها لتونس من أطراف داخلية، هذا بالإضافة إلى تصريحات الرئيس قيس سعيد التي تستعدي عديد الجهات وهذا ليس في مصلحة تونس.

واعتبر العبيدي في تصريحه لـ"الصباح" أن الإدارة الأمريكية تعارض النظام السياسي الحالي، هذا بالإضافة إلى أنه خلال زيارة الرئيس التونسي إلى أمريكا حيث تم استقباله من قبل وزير خارجية.

وأفاد الديبلوماسي السابق إلى أن سعيد أصبح شبه معزول دوليا لذلك عليه توسيع الجبهة الداخلية وتفسير أسباب الاعتقالات السياسية الأخيرة لأنه لا يوجد سياسة دون تواصل.

وكتب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في تغريدة على حسابه الرسمي على “تويتر”، أول أمس الثلاثاء قائلا:"إنّه سعيد بالتحدّث مع وزير الخارجية الإيطالي اليوم، حول “التحديات في تونس” والإجراءات التي يمكن أن تتّخذها الولايات المتحدّة مع حلفائها من أجل دعم تطلعات الشعب التونسي إلى حكومة ديمقراطية ومسؤولة".

ووجّه 20 من أعضاء الكونغرس الأمريكي رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، طالبوا فيها إدارة الرئيس جو بايدن بـ“ربط المساعدات المقدّمة لهذا البلد باستعادة الديمقراطية”.

وعبّر الأعضاء الموقعون على الرسالة، وبينهم العضو في لجنة الشؤون الخارجية غريغوري دبليو ميكس، عن قلقهم العميق إزاء ما وصفوه بـ“حملة القمع المتزايدة على المعارضين في الأسابيع الأخيرة"..

واعتبر الموقّعون على الرسالة أنّ الاعتقالات الأخير في تونس تمّت في “خرق للإجراءات”، وأشاروا إلى أنّ “السلطات تواصل اعتقال المزيد من المعارضين أو استدعاءهم للتحقيق”.

وقال المشرعون الأمريكيون إنّ ما وصفوها بـ “التطورات المقلقة في تونس لا تعرض استقرار البلاد للخطر في ظلّ الأزمة الاقتصادية الراهنة فحسب، وإنّما تثير أيضا قلقا عميقا بشأن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وتونس التي كانت تقوم منذ 2011 على التزام مشترك بالمبادئ الديمقراطية، وهي المبادئ التي أفضت إلى قيام الولايات المتحدة بتصنيف تونس شريكا رئيسيا لها من خارج حلف شمال الأطلسي”، وفق تقديرهم.

ودعا أعضاء الكونغرس إدارة الرئيس بايدن إلى مواصلة تسليط الضوء على ما وصفوه بـ “التراجع الديمقراطي الكبير في تونس”، وأكّدوا على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الذين اعتقلوا تعسفيا، حسب تعبيرهم.

كما طالبوا إدارة بايدن بضمان أنّ أيّ مساعدة أمريكية لتونس يجب أن تدعم استعادة النظام الديمقراطي وسيادة القانون، أو أن تدعم مباشرة التونسيين الذين هم في أمس الحاجة لمواجهة الأعباء الاقتصادية.

ومنذ 25 جويلية 2021 تصاعدت المواقف الأمريكية تجاه الوضع السياسي في تونس وذلك من خلال تصريحات مسؤولين أمريكيين، ونذكر أن أعضاء من الكونغرس الأمريكي طالبوا إدارة بايدن باستخدام أدوات للضغط على الرئيس قيس سعيد لوقف ما اعتبروه "إجراءات الاستبدادية".

جهاد الكلبوسي

   رسالة جديدة من 20 عضوا بالكونغرس.. وأمريكا "تصّعد" |  ضغط لإعادة الحكم الديمقراطي أم للتطبيع؟

 

تونس – الصباح

تشهد العلاقات التونسية الأمريكية توترا منذ 25 جويلية 2021 في ظل معارضة الإدارة الأمريكية للنظام السياسي الحالي في المقابل تعيش تونس وضعا اقتصاديا حرجا لعدم حصولها على قرض من صندوق النقد الدولي.

وطالب مرة أخرى سياسيون أمريكيون، في رسالة وجهوها إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، بالضغط على الرئيس التونسي قيس سعيد، من جديد، بهدف إعادة تونس إلى الحكم الديمقراطي.

واعتبر عبد المجيد العبدلي، أستاذ جامعي مختص في العلاقات الدولية، أن الهدف الرئيسي من الضغط الأمريكي على تونس هو الابتزاز وجر الدولة التونسية إلى مربع التطبيع مع إسرائيل لذلك تسعى أمريكا إلى إدامة الأزمة الاقتصادية في تونس.

وشدد العبدلي لـ "الصباح" على أن ما تقوم به أمريكا يعد تدخلا سافرا في شؤوننا الوطنية، وفيه خرق للمواثيق الدولية التي تمنع مثل هذه الممارسات ليس على تونس فقط بل هذا يعد النهج العدواني للإدارة الأمريكية على العديد من الدول العربية الرافضة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال فرض الحصار المالي عليهم، وما تفعله أمريكا من خلال الضغط على صندوق النقد الدولي حتى لا يمنح تونس القرض هو يندرج ضمن خطة ممنهجة هدفها واضح.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية بأنه على تونس أن لا تتنازل على سيادتها مقابل القرض وأن تعمل على تحصين نفسها اقتصاديا حتى لا تكون رهينة للابتزاز الدولي مثلما يحصل معها اليوم سواء من قبل جهات أوروبية من خلال ملف المهاجرين والإدارة الأمريكية عبر عدم السماح لها بالحصول على قرض صندوق النقد الدولي إلا بشروط.

وكانت عديد الأطراف السياسية أكدت أن معاداة الإدارة الأمريكية ورفضها لمسار 25 جويلية هو إصرار على تنفيذ أجندة تفتيت الدولة كما دعت إلى ممارسة كل أشكال الضغط الشعبي لإخراج تونس من دائرة الهيمنة الأطلسية.

من جانبه دعا عبد الله العبيدي الديبلوماسي السابق إلى ضرورة الحوار الداخلي في تونس لان هناك تشويها لتونس من أطراف داخلية، هذا بالإضافة إلى تصريحات الرئيس قيس سعيد التي تستعدي عديد الجهات وهذا ليس في مصلحة تونس.

واعتبر العبيدي في تصريحه لـ"الصباح" أن الإدارة الأمريكية تعارض النظام السياسي الحالي، هذا بالإضافة إلى أنه خلال زيارة الرئيس التونسي إلى أمريكا حيث تم استقباله من قبل وزير خارجية.

وأفاد الديبلوماسي السابق إلى أن سعيد أصبح شبه معزول دوليا لذلك عليه توسيع الجبهة الداخلية وتفسير أسباب الاعتقالات السياسية الأخيرة لأنه لا يوجد سياسة دون تواصل.

وكتب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في تغريدة على حسابه الرسمي على “تويتر”، أول أمس الثلاثاء قائلا:"إنّه سعيد بالتحدّث مع وزير الخارجية الإيطالي اليوم، حول “التحديات في تونس” والإجراءات التي يمكن أن تتّخذها الولايات المتحدّة مع حلفائها من أجل دعم تطلعات الشعب التونسي إلى حكومة ديمقراطية ومسؤولة".

ووجّه 20 من أعضاء الكونغرس الأمريكي رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، طالبوا فيها إدارة الرئيس جو بايدن بـ“ربط المساعدات المقدّمة لهذا البلد باستعادة الديمقراطية”.

وعبّر الأعضاء الموقعون على الرسالة، وبينهم العضو في لجنة الشؤون الخارجية غريغوري دبليو ميكس، عن قلقهم العميق إزاء ما وصفوه بـ“حملة القمع المتزايدة على المعارضين في الأسابيع الأخيرة"..

واعتبر الموقّعون على الرسالة أنّ الاعتقالات الأخير في تونس تمّت في “خرق للإجراءات”، وأشاروا إلى أنّ “السلطات تواصل اعتقال المزيد من المعارضين أو استدعاءهم للتحقيق”.

وقال المشرعون الأمريكيون إنّ ما وصفوها بـ “التطورات المقلقة في تونس لا تعرض استقرار البلاد للخطر في ظلّ الأزمة الاقتصادية الراهنة فحسب، وإنّما تثير أيضا قلقا عميقا بشأن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وتونس التي كانت تقوم منذ 2011 على التزام مشترك بالمبادئ الديمقراطية، وهي المبادئ التي أفضت إلى قيام الولايات المتحدة بتصنيف تونس شريكا رئيسيا لها من خارج حلف شمال الأطلسي”، وفق تقديرهم.

ودعا أعضاء الكونغرس إدارة الرئيس بايدن إلى مواصلة تسليط الضوء على ما وصفوه بـ “التراجع الديمقراطي الكبير في تونس”، وأكّدوا على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الذين اعتقلوا تعسفيا، حسب تعبيرهم.

كما طالبوا إدارة بايدن بضمان أنّ أيّ مساعدة أمريكية لتونس يجب أن تدعم استعادة النظام الديمقراطي وسيادة القانون، أو أن تدعم مباشرة التونسيين الذين هم في أمس الحاجة لمواجهة الأعباء الاقتصادية.

ومنذ 25 جويلية 2021 تصاعدت المواقف الأمريكية تجاه الوضع السياسي في تونس وذلك من خلال تصريحات مسؤولين أمريكيين، ونذكر أن أعضاء من الكونغرس الأمريكي طالبوا إدارة بايدن باستخدام أدوات للضغط على الرئيس قيس سعيد لوقف ما اعتبروه "إجراءات الاستبدادية".

جهاد الكلبوسي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews