إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. هل مات الكعاك مقتولا !؟..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

     ليست الحياة في نهاية الأمر إلا بما ينقله العلماء لنا عنها .

     فالعلماء هم حاملوا مصباح الاكتشاف لحقيقة وطبيعة وجودنا في هذا العالم .

     هم نور الطريق الذي نسلكه ونسير فيه، فلولا العلماء لكان الناس كالبهائم.

 الم يقل أنهم أفضل العباد وورثة الأنبياء؟ .

 المعرفة أمة، هرم قاعدته المتلقون ووسطه المثقفون وأعلاه العلماء والمكتشفون والمخترعون.

  في جانب كبير من تاريخ علماء تونس، مآس وأحداث مؤلمة.

 هنالك من غاب فجأة لأسباب لا نزال نجهلها، وهناك من أصيب بمسّ من الجنون وهناك كذلك من هجّ وغادر البلاد بدون عودة.

  من بين الشخصيات المعرفية والعلمية العلامة التونسي عثمان الكعاك هذا الرجل الموسوعة الذي كان يتقن 7 لغات وألف 40 كتابا  .

 انه أفضل من وثق في كتابه بعنوان :"التقاليد والعادات التونسية" حياة التونسيين  وأنماط عيشهم وطبائع سلوكياتهم، بعد أن نجح  في أن يحبّبهم في تاريخهم، وأن يكتشفوا أصولهم وماضيهم .

   كتب عن الكعاك الأديب الناقد ابو زيان السعدي بنصّ في " الموسوعة التونسية" من بين ما قال فيه انّه متعدد الاختصاصات واسع الإطلاع غزير العطاء، وقد ترك رصيدا هائلا من الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي، توفّي الكعّاك بالجزائر التي كتب عنها أوّل كتبه واهتمّ بتاريخها وحضارتها وأعلامها، ومن المفارقة وافته المنيّة على أرضها بشكل "مفاجئ" تحديدا في مدينة عنّابة يوم 16 جويلية 1976 وهو يشارك هناك في الملتقى العاشر للفكر الإسلامي .

   تم العثور عليه "ميتا" في غرفته!  بعد أن بلغ خبر الموت محمد سعيد البوطي صرّح:"لا ندري ماذا حصل بالضبط؟"،  لا أحد يعرف إن وافته المنية أم قُتل بجريمة  .

  تزامن مصاب الوفاة  بعد أن أعلن الكعاك  خلال أشغال المؤتمر العاشر للفكر الإسلامي، الذي انعقد في عنابة في الجزائر عام 1971،  عن سرّ خطير  أذهل كلّ المشاركين في المؤتمر،  قال انّه  عثر على نسخة من كتاب الغزالي "المنقذ من الضلال" مترجمة إلى اللاتينية في مقتنيات الفيلسوف الفرنسي رينيه  ديكارت عليها  خطوط حمراء تحت  أكثر من فكرة من أفكار الغزالي ، منها قول الغزالي "الشك أولى مراتب اليقين"، ومكتوب عليها (من قبل ديكارت) "ينقل هذا إلى منهجنا"، أي إلى كتاب "مقال في المنهج" لديكارت  الذي يعدّ أحد أركان الفلسفة الغربية الحديثة، إنها سرقة واضحة بخط ديكارت نفسه.

   تجاه هذه الحقيقة الخطيرة، في اليوم التالي للمؤتمر وجد الكعاك ميتاً في غرفته !

 اجهل مآلات تشريح الجثة إن تمّ فعلا وكذلك التحقيق حول ظروف وملابسات الوفاة ومن يقف وراءها ؟.

  لكن ما يتمناه المرء أن يتمّ عمل استقصائي تتكفل به إحدى الجهات المعنية أملا في الكشف عن الحقيقة كاملة .

 فهذا العلامة الموسوعي أعطى الكثير لتونس وخلد اسمه .

  قناعتي أن العلماء يبقون غرباء في حياتهم وحتى بعد مماتهم لكثرة الجهال بينهم .

حكاياتهم .. هل مات الكعاك مقتولا !؟..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

     ليست الحياة في نهاية الأمر إلا بما ينقله العلماء لنا عنها .

     فالعلماء هم حاملوا مصباح الاكتشاف لحقيقة وطبيعة وجودنا في هذا العالم .

     هم نور الطريق الذي نسلكه ونسير فيه، فلولا العلماء لكان الناس كالبهائم.

 الم يقل أنهم أفضل العباد وورثة الأنبياء؟ .

 المعرفة أمة، هرم قاعدته المتلقون ووسطه المثقفون وأعلاه العلماء والمكتشفون والمخترعون.

  في جانب كبير من تاريخ علماء تونس، مآس وأحداث مؤلمة.

 هنالك من غاب فجأة لأسباب لا نزال نجهلها، وهناك من أصيب بمسّ من الجنون وهناك كذلك من هجّ وغادر البلاد بدون عودة.

  من بين الشخصيات المعرفية والعلمية العلامة التونسي عثمان الكعاك هذا الرجل الموسوعة الذي كان يتقن 7 لغات وألف 40 كتابا  .

 انه أفضل من وثق في كتابه بعنوان :"التقاليد والعادات التونسية" حياة التونسيين  وأنماط عيشهم وطبائع سلوكياتهم، بعد أن نجح  في أن يحبّبهم في تاريخهم، وأن يكتشفوا أصولهم وماضيهم .

   كتب عن الكعاك الأديب الناقد ابو زيان السعدي بنصّ في " الموسوعة التونسية" من بين ما قال فيه انّه متعدد الاختصاصات واسع الإطلاع غزير العطاء، وقد ترك رصيدا هائلا من الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي، توفّي الكعّاك بالجزائر التي كتب عنها أوّل كتبه واهتمّ بتاريخها وحضارتها وأعلامها، ومن المفارقة وافته المنيّة على أرضها بشكل "مفاجئ" تحديدا في مدينة عنّابة يوم 16 جويلية 1976 وهو يشارك هناك في الملتقى العاشر للفكر الإسلامي .

   تم العثور عليه "ميتا" في غرفته!  بعد أن بلغ خبر الموت محمد سعيد البوطي صرّح:"لا ندري ماذا حصل بالضبط؟"،  لا أحد يعرف إن وافته المنية أم قُتل بجريمة  .

  تزامن مصاب الوفاة  بعد أن أعلن الكعاك  خلال أشغال المؤتمر العاشر للفكر الإسلامي، الذي انعقد في عنابة في الجزائر عام 1971،  عن سرّ خطير  أذهل كلّ المشاركين في المؤتمر،  قال انّه  عثر على نسخة من كتاب الغزالي "المنقذ من الضلال" مترجمة إلى اللاتينية في مقتنيات الفيلسوف الفرنسي رينيه  ديكارت عليها  خطوط حمراء تحت  أكثر من فكرة من أفكار الغزالي ، منها قول الغزالي "الشك أولى مراتب اليقين"، ومكتوب عليها (من قبل ديكارت) "ينقل هذا إلى منهجنا"، أي إلى كتاب "مقال في المنهج" لديكارت  الذي يعدّ أحد أركان الفلسفة الغربية الحديثة، إنها سرقة واضحة بخط ديكارت نفسه.

   تجاه هذه الحقيقة الخطيرة، في اليوم التالي للمؤتمر وجد الكعاك ميتاً في غرفته !

 اجهل مآلات تشريح الجثة إن تمّ فعلا وكذلك التحقيق حول ظروف وملابسات الوفاة ومن يقف وراءها ؟.

  لكن ما يتمناه المرء أن يتمّ عمل استقصائي تتكفل به إحدى الجهات المعنية أملا في الكشف عن الحقيقة كاملة .

 فهذا العلامة الموسوعي أعطى الكثير لتونس وخلد اسمه .

  قناعتي أن العلماء يبقون غرباء في حياتهم وحتى بعد مماتهم لكثرة الجهال بينهم .

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews