إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"ربيع" عبري يهز كيان الاحتلال | هل تبادر واشنطن لإنقاذ إسرائيل من ناتنياهو؟

عين على الأحداث

 

ما جرى ويجري في إسرائيل نتيجة طبيعية للمشروع الاحتلالي الذي بني على إلغاء وانكار واجتثاث الآخر.. الفلسطيني

أسطورة الوحدة الإسرائيلية التي لا تخترق بدأت تهتز ومعها بدأت التحذيرات من  صراع يمكن ان يتحول الى حرب أهلية داخلية.

سيتعين على الفلسطينيين وغيرهم من شعوب المنطقة قراءة درس "الوحدة الإسرائيلية. "

تونس-الصباح

 يدرك المتتبع لسير ونشأة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مدى عقود أن كلمة السر في بقاء الوجود الإسرائيلي مرتبطة بالدرجة الأولى بالوحدة بين الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين وتماسكهم أو هذا على الاقل ما يبدو ظاهريا بين مختلف مكونات هذا الكيان الذي تأسس واجتمع على فكرة  طرد الفلسطينيين وتشريدهم بكل الطرق المتاحة بالقتل والمطاردة والهرسلة والاستيطان والتهويد وبدرجة ثانية بدعم وتضامن الغرب الذي يجد في ذلك تكفيرا لعقدة الذنب من المحرقة التي ستلاحق الضمير الأوروبي وتمنح الاحتلال بالتالي ورقة ابتزاز لا تنتهي لضمان مصالحه لدى حلفائه ..

يمكن القول إن ما جرى ويجري في إسرائيل نتيجة طبيعية للمشروع الاحتلالي الذي بني على الغاء وانكار الاخر وهو مشروع استيطاني  في اطار ديني متشدد ..ولكن ما ليس طبيعيا الا يقرأ الفلسطينيون ومعهم بقية الشعوب والدول العربية الدرس الإسرائيلي جيدا والا يفككوا كلمة السر التي منحت إسرائيل أسباب التفوق والطغيان والأخطر الا تكون هناك محاولات للاستثمار في هذا التحول الحاصل في إسرائيل لكسر حاجز التهميش والتجاهل واللامبالاة للقضية الفلسطينية ولإسقاط مسار التطبيع المجاني الذي تراهن عليه حكومات الاحتلال والذي يعول عليه ناتنياهو لتعزيز مكانة اسرائيل وتحصينها في المنطقة ...ولاشك أن ما جرى ويجري يدفع للتساؤل عن اسباب استمرار الانقسام الفلسطيني الذي يتعمق والذي لا يمكن الا ان يفيد الاحتلال ويوفر للقوى الإقليمية والدولية كل الذرائع للتنصل من مواجهة جرائم الاحتلال البغيض...

اليوم يبدو أن أسطورة الوحدة الإسرائيلية التي لا تخترق بدأت تهتز ومعها بدأت التحذيرات من  صراع يمكن ان يتحول الى حرب أهلية داخلية تهدد وجود هذا الكيان وهذا ما صرح به رئيس الكيان الإسرائيلي هرتزوغ الذي دخل على خط الازمة السياسية في اسراسيل وطالب رئيس الحكومة ناتنياهو بوقف ما يصفه بخطة اصلاح القضاء ...

المشهد قد يبدو حتى الان لا يصدق ولكن المشاهد القادمة من داخل كيان الاحتلال واحتجاجات الشارع الإسرائيلي المنقسم بين اليمين واليمين المتطرف تؤكد ان المشهد بلغ نقطة اللاعودة.. وهذا ما عجل بتدخل البيت الأبيض الذي ظل حتى وقت قريب يرفض زيارة ناتنياهو بسبب مسلسل الانتهاكات والخروقات والاجتياحات التي طالت المدن والقرى الفلسطينية والاغتيالات اليومية في المخيمات فضلا عن التصريحات العنصرية لوزير المالية الإسرائيلي الذي دعا الى حرق بلدة حوارة الفلسطينية وإلغائها من الخارطة ثم تصريحه من العامة الفرنسية باريس بانه لا وجود لشعب فلسطيني.. ويبدو ان الموقف الأمريكي بصدد التحول نحو تنظيم لقاء بين بايدن وناتنياهو على خلفية الأزمة السياسية في إسرائيل في محاولة لإنقاذ إسرائيل من مخططات وحسابات ناتنياهو الخطيرة على وجود كيان الاحتلال وليس على الشعب الفلسطيني كما يمكن ان يتبادر للبعض.. ولاشك أن ما يحدث اليوم في إسرائيل من انفلات وفوضى سيكون  الفلسطينيون اول ضحاياها تستوجب التفكير في كيفية التحرك للاستثمار في هذه الأزمة وفي كسب دعم المجتمع الدولي والراي العام الدولي والإعلام الدولي والقضاء الدولي أمام هذا الانفلات الخطير الذي قد تجد سلطة الاحتلال  وحكومة ناتنياهو في الفلسطينيين كبش فداء  للتخلص من غضب الشارع الإسرائيلي ومن ضغوط ومطالب المعارضة التي بدأت تطالب بالتخلص من ناتنياهو...

بداية نهاية ناتنياهو؟

كل المؤشرات تؤكد ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ناتنياهو الملقب بملك إسرائيل في ورطة سياسية على خلفية خطة إصلاح القضاء التي رسمها على مقاسه  ومقاس الائتلاف الحاكم معه لضمان سلطته وضمان خاصة حصانته من الملاحقة والمحاسبة وهو المطالب في أكثر من ملف فساد مالي وسياسي ولم تكن عودته الى السلطة الا لهذا الهدف ..

والمؤشرات ذاتها قد  تعزز القناعة بأنه بصدد توقيع نهايته السياسية.. قد يتأخر الأمر بعض الوقت ولكنه لا يبدو بالبعيد في ظل المشهد الراهن في كيان الاحتلال ما دفع البيت الأبيض الى التعبير عن قلقه وانشغاله بما يحدث داخل حدود الحليف الإسرائيلي الاستثنائي الذي طالما وصفه الغرب بالديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ...

خياران لا ثالث لهما كانا أمام رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين ناتنياهو فإما أن ينحني للعاصفة ويقر بخطورة الأزمة السياسية التي تواجهها الحكومة اليمينية الائتلافية الأكثر عنصرية منذ نشأة الكيان الإسرائيلي أو الاستعداد للقبول بحل الائتلاف الحكومي  فيما تتخذ الأزمة السياسية الإسرائيلية إبعادا غير مسبوقة في ظل تفاقم غضب الرأي العام الإسرائيلي  والتوجه نحو إعلان حالة من الشلل في مختلف القطاعات.. والأرجح ان ناتنياهو الذي يقدم على انه داهية سياسية لم يتوقع ان تصل الازمة حد الانفجار الداخلي وان تمتد الى حزب الليكود وهذا ما يفسر خضوعه للأمر الواقع وتعليقه التصويت على خطة الإصلاحات القضائية مؤقتا بهدف منع الانقسام في الأمة على حد تعبيره. وهو انقسام بدا واضحا على وقع الاحتجاجات المؤيدة والمناهضة لهذه الخطة التي سيحظى بمقتضاها ناتنياهو وهو الملاحق في قضايا فساد مالي وسياسي بالحصانة الدائمة.. علما وان الخطة تجد دعما مطلقا من  حليفيه المتطرفين سموتريش وبن غفير اللذان طلبا من مناصريهما التظاهر ليلا دعما للتعديلات القضائية ولمواجهة الاحتجاجات الرافضة لها.. الأزمة الراهنة دفعت برئيس الكيان هرتزوغ وقادة آخرين إلى التحذير من حرب أهلية قد تعتبر أولى ترجمات الخطر الوجودي الذي حذر منه كثيرون داخل الكيان خلال الأشهر الماضية...

وبإقدامه على إقالة وزير الحرب "غالنت "

يكون ناتنياهوقد وقع اعلان حل حكومته حتى وان تاجل الامر بعد انفراط عقد الائتلاف الحكومي   ..

أغلب الملاحظين يعتبرون ان ما يجري داخل الكيان الإسرائيلي لم يسجل منذ نحو سبعة عقود وهو ما يؤكد ان الانقسام الحاصل بلغ ذروته منذ عودة ناتنياهو الى الحكم في اعقاب انتخابات نوفمبر الماضي ..

 

تحذيرات من انقسامات داخل الجيش

ويعتبر اغلب المتتبعين لما يحدث في كيان الاحتلال ان الازمة الحالية دفعت بالتناقضات داخل المجتمع التي طالما تسترت عنها اسرائيل وحتى حلفاءها الى السطح

..الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ خرج عن صمته داعيا لوقف فوري للإصلاحات القضائية بعد صدامات دامية احتجاجا على إقالة نتنياهو لحليفه وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه....

غالانت كان حذر بدوره من ان الانقسام الاجتماعي شق طريقه إلى الجيش والأجهزة الأمنية، وهو ما يعتبره تهديدا واضحا وفوريا وملموسا لأمن إسرائيل. ..هناك حقيقة لا يمكن لناتنياهو إنكارها وهي ان الائتلاف الحكومي مرفوض من الإسرائيليين.. من الواضح أن السحر بدأ ينقلب على الساحر.. وظهر ناتنياهو المتغطرس في وضع لا يحسد عليه وهو يتحسب لانهيار الائتلاف الهش الذي يترأسه منذ ثلاثة أشهر ..الكيان الاسرائيلي الذي طالما سوق له الغرب بانه الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط  ظهر فجأة ضعيفا وفي حالة انهيار مع خروج مات الالاف الى الشوارع للاحتجاج على خطة ناتنياهو...

تراجع نتنياهو عن خطته الاصلاحية لا يضمن حفاظه  على منصبه تماما كما ان سيناريو بقاء الحكومة لا يجب إسقاطه من الحساب كليًا وهو بقاء قد لا يستمر طويلا وهو مرتبط بلعبة المصالح بين الاطراف الائتلافية ذلك ان الاحزاب الدينية المتطرفة تعلم جيدا أنها قررت الانسحاب وسحب البساط امام ناتنياهو فلن يمكنها العودة  مع اول موعد انتخابي  كما ان الاحزاب الدينية تدرك جيدا ان مقاعدها قد تتراجع في الكنيست ، وأن المعارضة هي التي ستفوز في أغلبية المقاعد إذا جرت الانتخابات الآن ..لذلك فان الاحزاب الدينية ستخضع لقواعد اللعبة وتقبل بالعودة للتفاوض مع ناتنياهو لمنح وجودها في السلطة فرصة أطول ..

الاكيد ان ما يحدث يؤكد انه لا يكفي ناتنياهو ان يكون  قويًا وحاصلًا على الأغلبية للانفراد بالحكم، فاذا اجتمع التطرف والغباء يمكن الوصول الى الهاوية ...طبعا سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن نهاية الكيان الاسرائيلي وشيكة وان الانزلاق الى الهاوية لا مفر منه ...والاكيد ان الربيع العبري لا يزال في فصوله الاولى  والمعركة الاسرائيلية الاسرائيلية الداخلية قابلة لكل السيناريوهات وأيدي الرئيس جو بايدن باتت ممدودة للتدخل وإنقاذ إسرائيل من نانتياهو إذا اقتضى الأمر ...

آسيا العتروس

"ربيع" عبري يهز كيان الاحتلال  | هل تبادر واشنطن لإنقاذ إسرائيل من ناتنياهو؟

عين على الأحداث

 

ما جرى ويجري في إسرائيل نتيجة طبيعية للمشروع الاحتلالي الذي بني على إلغاء وانكار واجتثاث الآخر.. الفلسطيني

أسطورة الوحدة الإسرائيلية التي لا تخترق بدأت تهتز ومعها بدأت التحذيرات من  صراع يمكن ان يتحول الى حرب أهلية داخلية.

سيتعين على الفلسطينيين وغيرهم من شعوب المنطقة قراءة درس "الوحدة الإسرائيلية. "

تونس-الصباح

 يدرك المتتبع لسير ونشأة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مدى عقود أن كلمة السر في بقاء الوجود الإسرائيلي مرتبطة بالدرجة الأولى بالوحدة بين الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين وتماسكهم أو هذا على الاقل ما يبدو ظاهريا بين مختلف مكونات هذا الكيان الذي تأسس واجتمع على فكرة  طرد الفلسطينيين وتشريدهم بكل الطرق المتاحة بالقتل والمطاردة والهرسلة والاستيطان والتهويد وبدرجة ثانية بدعم وتضامن الغرب الذي يجد في ذلك تكفيرا لعقدة الذنب من المحرقة التي ستلاحق الضمير الأوروبي وتمنح الاحتلال بالتالي ورقة ابتزاز لا تنتهي لضمان مصالحه لدى حلفائه ..

يمكن القول إن ما جرى ويجري في إسرائيل نتيجة طبيعية للمشروع الاحتلالي الذي بني على الغاء وانكار الاخر وهو مشروع استيطاني  في اطار ديني متشدد ..ولكن ما ليس طبيعيا الا يقرأ الفلسطينيون ومعهم بقية الشعوب والدول العربية الدرس الإسرائيلي جيدا والا يفككوا كلمة السر التي منحت إسرائيل أسباب التفوق والطغيان والأخطر الا تكون هناك محاولات للاستثمار في هذا التحول الحاصل في إسرائيل لكسر حاجز التهميش والتجاهل واللامبالاة للقضية الفلسطينية ولإسقاط مسار التطبيع المجاني الذي تراهن عليه حكومات الاحتلال والذي يعول عليه ناتنياهو لتعزيز مكانة اسرائيل وتحصينها في المنطقة ...ولاشك أن ما جرى ويجري يدفع للتساؤل عن اسباب استمرار الانقسام الفلسطيني الذي يتعمق والذي لا يمكن الا ان يفيد الاحتلال ويوفر للقوى الإقليمية والدولية كل الذرائع للتنصل من مواجهة جرائم الاحتلال البغيض...

اليوم يبدو أن أسطورة الوحدة الإسرائيلية التي لا تخترق بدأت تهتز ومعها بدأت التحذيرات من  صراع يمكن ان يتحول الى حرب أهلية داخلية تهدد وجود هذا الكيان وهذا ما صرح به رئيس الكيان الإسرائيلي هرتزوغ الذي دخل على خط الازمة السياسية في اسراسيل وطالب رئيس الحكومة ناتنياهو بوقف ما يصفه بخطة اصلاح القضاء ...

المشهد قد يبدو حتى الان لا يصدق ولكن المشاهد القادمة من داخل كيان الاحتلال واحتجاجات الشارع الإسرائيلي المنقسم بين اليمين واليمين المتطرف تؤكد ان المشهد بلغ نقطة اللاعودة.. وهذا ما عجل بتدخل البيت الأبيض الذي ظل حتى وقت قريب يرفض زيارة ناتنياهو بسبب مسلسل الانتهاكات والخروقات والاجتياحات التي طالت المدن والقرى الفلسطينية والاغتيالات اليومية في المخيمات فضلا عن التصريحات العنصرية لوزير المالية الإسرائيلي الذي دعا الى حرق بلدة حوارة الفلسطينية وإلغائها من الخارطة ثم تصريحه من العامة الفرنسية باريس بانه لا وجود لشعب فلسطيني.. ويبدو ان الموقف الأمريكي بصدد التحول نحو تنظيم لقاء بين بايدن وناتنياهو على خلفية الأزمة السياسية في إسرائيل في محاولة لإنقاذ إسرائيل من مخططات وحسابات ناتنياهو الخطيرة على وجود كيان الاحتلال وليس على الشعب الفلسطيني كما يمكن ان يتبادر للبعض.. ولاشك أن ما يحدث اليوم في إسرائيل من انفلات وفوضى سيكون  الفلسطينيون اول ضحاياها تستوجب التفكير في كيفية التحرك للاستثمار في هذه الأزمة وفي كسب دعم المجتمع الدولي والراي العام الدولي والإعلام الدولي والقضاء الدولي أمام هذا الانفلات الخطير الذي قد تجد سلطة الاحتلال  وحكومة ناتنياهو في الفلسطينيين كبش فداء  للتخلص من غضب الشارع الإسرائيلي ومن ضغوط ومطالب المعارضة التي بدأت تطالب بالتخلص من ناتنياهو...

بداية نهاية ناتنياهو؟

كل المؤشرات تؤكد ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ناتنياهو الملقب بملك إسرائيل في ورطة سياسية على خلفية خطة إصلاح القضاء التي رسمها على مقاسه  ومقاس الائتلاف الحاكم معه لضمان سلطته وضمان خاصة حصانته من الملاحقة والمحاسبة وهو المطالب في أكثر من ملف فساد مالي وسياسي ولم تكن عودته الى السلطة الا لهذا الهدف ..

والمؤشرات ذاتها قد  تعزز القناعة بأنه بصدد توقيع نهايته السياسية.. قد يتأخر الأمر بعض الوقت ولكنه لا يبدو بالبعيد في ظل المشهد الراهن في كيان الاحتلال ما دفع البيت الأبيض الى التعبير عن قلقه وانشغاله بما يحدث داخل حدود الحليف الإسرائيلي الاستثنائي الذي طالما وصفه الغرب بالديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ...

خياران لا ثالث لهما كانا أمام رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين ناتنياهو فإما أن ينحني للعاصفة ويقر بخطورة الأزمة السياسية التي تواجهها الحكومة اليمينية الائتلافية الأكثر عنصرية منذ نشأة الكيان الإسرائيلي أو الاستعداد للقبول بحل الائتلاف الحكومي  فيما تتخذ الأزمة السياسية الإسرائيلية إبعادا غير مسبوقة في ظل تفاقم غضب الرأي العام الإسرائيلي  والتوجه نحو إعلان حالة من الشلل في مختلف القطاعات.. والأرجح ان ناتنياهو الذي يقدم على انه داهية سياسية لم يتوقع ان تصل الازمة حد الانفجار الداخلي وان تمتد الى حزب الليكود وهذا ما يفسر خضوعه للأمر الواقع وتعليقه التصويت على خطة الإصلاحات القضائية مؤقتا بهدف منع الانقسام في الأمة على حد تعبيره. وهو انقسام بدا واضحا على وقع الاحتجاجات المؤيدة والمناهضة لهذه الخطة التي سيحظى بمقتضاها ناتنياهو وهو الملاحق في قضايا فساد مالي وسياسي بالحصانة الدائمة.. علما وان الخطة تجد دعما مطلقا من  حليفيه المتطرفين سموتريش وبن غفير اللذان طلبا من مناصريهما التظاهر ليلا دعما للتعديلات القضائية ولمواجهة الاحتجاجات الرافضة لها.. الأزمة الراهنة دفعت برئيس الكيان هرتزوغ وقادة آخرين إلى التحذير من حرب أهلية قد تعتبر أولى ترجمات الخطر الوجودي الذي حذر منه كثيرون داخل الكيان خلال الأشهر الماضية...

وبإقدامه على إقالة وزير الحرب "غالنت "

يكون ناتنياهوقد وقع اعلان حل حكومته حتى وان تاجل الامر بعد انفراط عقد الائتلاف الحكومي   ..

أغلب الملاحظين يعتبرون ان ما يجري داخل الكيان الإسرائيلي لم يسجل منذ نحو سبعة عقود وهو ما يؤكد ان الانقسام الحاصل بلغ ذروته منذ عودة ناتنياهو الى الحكم في اعقاب انتخابات نوفمبر الماضي ..

 

تحذيرات من انقسامات داخل الجيش

ويعتبر اغلب المتتبعين لما يحدث في كيان الاحتلال ان الازمة الحالية دفعت بالتناقضات داخل المجتمع التي طالما تسترت عنها اسرائيل وحتى حلفاءها الى السطح

..الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ خرج عن صمته داعيا لوقف فوري للإصلاحات القضائية بعد صدامات دامية احتجاجا على إقالة نتنياهو لحليفه وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه....

غالانت كان حذر بدوره من ان الانقسام الاجتماعي شق طريقه إلى الجيش والأجهزة الأمنية، وهو ما يعتبره تهديدا واضحا وفوريا وملموسا لأمن إسرائيل. ..هناك حقيقة لا يمكن لناتنياهو إنكارها وهي ان الائتلاف الحكومي مرفوض من الإسرائيليين.. من الواضح أن السحر بدأ ينقلب على الساحر.. وظهر ناتنياهو المتغطرس في وضع لا يحسد عليه وهو يتحسب لانهيار الائتلاف الهش الذي يترأسه منذ ثلاثة أشهر ..الكيان الاسرائيلي الذي طالما سوق له الغرب بانه الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط  ظهر فجأة ضعيفا وفي حالة انهيار مع خروج مات الالاف الى الشوارع للاحتجاج على خطة ناتنياهو...

تراجع نتنياهو عن خطته الاصلاحية لا يضمن حفاظه  على منصبه تماما كما ان سيناريو بقاء الحكومة لا يجب إسقاطه من الحساب كليًا وهو بقاء قد لا يستمر طويلا وهو مرتبط بلعبة المصالح بين الاطراف الائتلافية ذلك ان الاحزاب الدينية المتطرفة تعلم جيدا أنها قررت الانسحاب وسحب البساط امام ناتنياهو فلن يمكنها العودة  مع اول موعد انتخابي  كما ان الاحزاب الدينية تدرك جيدا ان مقاعدها قد تتراجع في الكنيست ، وأن المعارضة هي التي ستفوز في أغلبية المقاعد إذا جرت الانتخابات الآن ..لذلك فان الاحزاب الدينية ستخضع لقواعد اللعبة وتقبل بالعودة للتفاوض مع ناتنياهو لمنح وجودها في السلطة فرصة أطول ..

الاكيد ان ما يحدث يؤكد انه لا يكفي ناتنياهو ان يكون  قويًا وحاصلًا على الأغلبية للانفراد بالحكم، فاذا اجتمع التطرف والغباء يمكن الوصول الى الهاوية ...طبعا سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن نهاية الكيان الاسرائيلي وشيكة وان الانزلاق الى الهاوية لا مفر منه ...والاكيد ان الربيع العبري لا يزال في فصوله الاولى  والمعركة الاسرائيلية الاسرائيلية الداخلية قابلة لكل السيناريوهات وأيدي الرئيس جو بايدن باتت ممدودة للتدخل وإنقاذ إسرائيل من نانتياهو إذا اقتضى الأمر ...

آسيا العتروس

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews