إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أزمة التعليم دون أفق انفراج .. هل نشهد فصلا آخر من "لي الذراع"؟

 

تونس-الصباح

تنتهي قريبا عطلة نصف الثلاثي الثاني ليعود مٌجددا التلاميذ الى مقاعد الدراسة دون إذابة فعلية للجليد بين الأطراف الاجتماعية ووزارة التربية  بما ينذر على حد المتابعين للشأن التربوي بثلاثية أخرى من التعنت والتجاذبات والخلافات تجعل التلميذ والمنظومة التربوية برمتها الخاسر الأكبر  في معركة تتجاوزهم..

في هذا الخصوص صحيح أن  وزير التربية محمد على البوغديري كان قد طمأن  مؤخرا في معرض تصريحاته الإعلامية على هامش زيارة عمل أداها إلى ولاية باجة أن التلاميذ ومنهم تلاميذة البكالوريا سيتسلمون قريبا بطاقات أعدادهم، مشيرا في الإطار نفسه إلى أن الحوار في مرحلة متقدمة وانه سيتم التوصل الى اتفاق قريبا مع الطرف النقابي، مؤكدا أن هناك حرصا مشتركا للخروج من الوضع الحالي وانه يجري خوض معركة تحرير جديدة بكل اقتدار، مشيرا في الإطار نفسه الى انه يؤمن بالحوار الاجتماعي الذي يعتبره ضرورة ملحة وليس خيارا للتوصل إلى الحلول وأنه سيتم العمل مع المربين وكل مكونات الأسرة التربوية لبلورة مشروع مستقبلي للمدرسة القادمة ولإعادة البريق للمدرسة العمومية المتقدمة والمتطورة .

لكن لا يبدو أن الوضع يسير قريبا نحو الانفراج على اعتبار أن الحوار ولئن يسجل حضوره إلا أن هنالك نقاطا ما تزال محل إشكال وهو ما عبرت عنه عضو الجامعة العامة للتعليم الثانوي روضة بن عيفة في تصريح لـ "الصباح".

وفسرت بن عيفة انه لا يمكن أن نقول بأن هناك انسدادا في قنوات الحوار أو التواصل مع سلطة الإشراف، لكن لا بد من التنصيص على وجود نقاط ما تزال الى اليوم محل انسداد وعدم قدرة على التوصل إلى اتفاق بشأنها. كما أضافت عضو الجامعة العامة للتعليم الثانوي أن نسق التقدم في المفاوضات بطيء ودون المطلوب على اعتبار أن هنالك نقاطا ما تزال عالقة، مشيرة في السياق ذاته الى أن الجميع بصدد انتظار تفاعل رئيسة الحكومة مع جملة المطالب والنقاط، مؤكدة في الإطار نفسه على أن  الحوار والمفاوضات يسير لكن ليس بالنسق المطلوب، معربة في السياق ذاته عن أملها في أن يتمكن الجميع بعد جلستين من الحوار من تجاوز كل النقاط العالقة.

من جانب آخر وفي الإطار نفسه أورد البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ "الصباح" انه ولئن يثمن انطلاق قاطرة الحوار بين الأطراف الاجتماعية وسلطة الإشراف إلا انه يعتبر انه من الضروري تجاوز الإشكال إذ من غير الممكن على حد تشخيصه أن تخرج الأطراف المعنية بعد أشهر من التعنت ومن اعتماد سياسة التهديد والوعيد الى القول بان الحوار قد فشل في ظل وجود نقاط ما تزال عالقة.

وفسر محدثنا في هذا الجانب انه لم يبق الكثير من عمر السنة الدراسية وانه يتعين الانكباب بعد العطلة على توفير مناخ ملائم للدراسة دون أن يكون التلميذ فيه رهين خلافات وتجاذبات، مستنكرا في الإطار نفسه حرمان الولي والتلميذ من الحصول على دفتر الأعداد الذي يخول للولي معرفة مدى تمكن ابنه من مختلف المعارف التي تلقن داخل القسم.

من جهة أخرى وفي نفس الإطار دعا الإطار البيداغوجي سلطة الإشراف إلى العمل وبجدية بعد تطويق الخلافات والأزمات مع مختلف الأطراف الاجتماعية الى وضع قطار الإصلاح التربوي على السكة لما للإصلاح من أهمية في الوقت الراهن فبمقتضاه عسى تسترجع المدرسة العمومية بريقها.

يذكر أن وزير التربية كان قد أبرز في معرض تصريحاته الإعلامية أن الهدف من الإصلاح التربوي القادم هو تحويل المدرسة التونسية الى مدرسة جاذبة في نواحي البنية التحتية والبرامج المدرسية والتنشيط الثقافي ومراجعة سبل التقييم وهو ما سيهتم به المجلس الأعلى للتربية والتعليم الذي سيعلن عن بعثه رئيس الجمهورية قريبا.

منال حرزي

 أزمة التعليم دون أفق انفراج  .. هل نشهد فصلا آخر من "لي الذراع"؟

 

تونس-الصباح

تنتهي قريبا عطلة نصف الثلاثي الثاني ليعود مٌجددا التلاميذ الى مقاعد الدراسة دون إذابة فعلية للجليد بين الأطراف الاجتماعية ووزارة التربية  بما ينذر على حد المتابعين للشأن التربوي بثلاثية أخرى من التعنت والتجاذبات والخلافات تجعل التلميذ والمنظومة التربوية برمتها الخاسر الأكبر  في معركة تتجاوزهم..

في هذا الخصوص صحيح أن  وزير التربية محمد على البوغديري كان قد طمأن  مؤخرا في معرض تصريحاته الإعلامية على هامش زيارة عمل أداها إلى ولاية باجة أن التلاميذ ومنهم تلاميذة البكالوريا سيتسلمون قريبا بطاقات أعدادهم، مشيرا في الإطار نفسه إلى أن الحوار في مرحلة متقدمة وانه سيتم التوصل الى اتفاق قريبا مع الطرف النقابي، مؤكدا أن هناك حرصا مشتركا للخروج من الوضع الحالي وانه يجري خوض معركة تحرير جديدة بكل اقتدار، مشيرا في الإطار نفسه الى انه يؤمن بالحوار الاجتماعي الذي يعتبره ضرورة ملحة وليس خيارا للتوصل إلى الحلول وأنه سيتم العمل مع المربين وكل مكونات الأسرة التربوية لبلورة مشروع مستقبلي للمدرسة القادمة ولإعادة البريق للمدرسة العمومية المتقدمة والمتطورة .

لكن لا يبدو أن الوضع يسير قريبا نحو الانفراج على اعتبار أن الحوار ولئن يسجل حضوره إلا أن هنالك نقاطا ما تزال محل إشكال وهو ما عبرت عنه عضو الجامعة العامة للتعليم الثانوي روضة بن عيفة في تصريح لـ "الصباح".

وفسرت بن عيفة انه لا يمكن أن نقول بأن هناك انسدادا في قنوات الحوار أو التواصل مع سلطة الإشراف، لكن لا بد من التنصيص على وجود نقاط ما تزال الى اليوم محل انسداد وعدم قدرة على التوصل إلى اتفاق بشأنها. كما أضافت عضو الجامعة العامة للتعليم الثانوي أن نسق التقدم في المفاوضات بطيء ودون المطلوب على اعتبار أن هنالك نقاطا ما تزال عالقة، مشيرة في السياق ذاته الى أن الجميع بصدد انتظار تفاعل رئيسة الحكومة مع جملة المطالب والنقاط، مؤكدة في الإطار نفسه على أن  الحوار والمفاوضات يسير لكن ليس بالنسق المطلوب، معربة في السياق ذاته عن أملها في أن يتمكن الجميع بعد جلستين من الحوار من تجاوز كل النقاط العالقة.

من جانب آخر وفي الإطار نفسه أورد البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ "الصباح" انه ولئن يثمن انطلاق قاطرة الحوار بين الأطراف الاجتماعية وسلطة الإشراف إلا انه يعتبر انه من الضروري تجاوز الإشكال إذ من غير الممكن على حد تشخيصه أن تخرج الأطراف المعنية بعد أشهر من التعنت ومن اعتماد سياسة التهديد والوعيد الى القول بان الحوار قد فشل في ظل وجود نقاط ما تزال عالقة.

وفسر محدثنا في هذا الجانب انه لم يبق الكثير من عمر السنة الدراسية وانه يتعين الانكباب بعد العطلة على توفير مناخ ملائم للدراسة دون أن يكون التلميذ فيه رهين خلافات وتجاذبات، مستنكرا في الإطار نفسه حرمان الولي والتلميذ من الحصول على دفتر الأعداد الذي يخول للولي معرفة مدى تمكن ابنه من مختلف المعارف التي تلقن داخل القسم.

من جهة أخرى وفي نفس الإطار دعا الإطار البيداغوجي سلطة الإشراف إلى العمل وبجدية بعد تطويق الخلافات والأزمات مع مختلف الأطراف الاجتماعية الى وضع قطار الإصلاح التربوي على السكة لما للإصلاح من أهمية في الوقت الراهن فبمقتضاه عسى تسترجع المدرسة العمومية بريقها.

يذكر أن وزير التربية كان قد أبرز في معرض تصريحاته الإعلامية أن الهدف من الإصلاح التربوي القادم هو تحويل المدرسة التونسية الى مدرسة جاذبة في نواحي البنية التحتية والبرامج المدرسية والتنشيط الثقافي ومراجعة سبل التقييم وهو ما سيهتم به المجلس الأعلى للتربية والتعليم الذي سيعلن عن بعثه رئيس الجمهورية قريبا.

منال حرزي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews