إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أركان المؤامرة اكتملت وبعد..

 

بقلم:مصدّق الشّريف

*أشياء كثيرة قد تغيرت حيث ان سياسات فرنسا ورئيسها كانت تنوي استيعاب ما جدّ يوم 25 جويلية 2021 والتصرف فيه..

إن قيل قديما "لا تسل عن المرء بل سل عن قرينه" فإننا اليوم نقول في هذه اللحظات التاريخية الفارقة وطنيّا وإقليميّا ودوليّا "لا تسل عن الخبر بل سل عن مصدره".

حلّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ضيفا على حلقة 22 مارس 2023 من برنامج "لقاء خاص" على قناة الجزيرة. وتحدّث في هذا اللّقاء عن عديد الملفّات الداخليّة والخارجيّة. وقال أمام العالم بأسره نحن مع تونس ورئيسها أحب من أحب وكره من كره... وإن تونس تتعرض لمؤامرة. وينبّه هذا التصريح الخطير إلى ضرورة التّصدي لما يحاك لبلادنا من أمور تدبر على امتداد ليال لا ليلة فقط.

ولم يصدر هذا التصريح من رجل من عامة النّاس أو من صحفيّ أو من سياسيّ. وإنّما صدر من رئيس دولة قوية بتاريخها المجيد، بلاد مليون ونصف الشهيد، تاريخ صنعه أبناؤها الأشاوس وعلى رأسهم البطلة جميلة بوحيرد، دولة قوية بحاضرها الشامخ بفضل ما لديها من ثروات طبيعية (بترول وغاز خاصة) وثروات بشرية. هذا فضلا عن مواقفها المبدئية من القضايا العربية ومساندتها المطلقة لها وعلى رأسها قضيّة الشعب الفلسطيني واعتبار التطبيع جريمة نكراء لا يُغتفر ذنب مرتكبها.

و يبدو أنّ ما لدى رئيس الجزائر الشقيقة من معلومات تتداول في كواليس السفارات الأوروبية والإفريقية قد بيّنت له أنّ مؤامرة تحاك ضدّ تونس يقودها على الأرجح بلد أوروبي ربّما يكون فرنسا. وتساءل بعضهم من المحلّلين السياسيّين إن كانت فرنسا قد رحبت فعلا بمسار 25 جويلية 2021 واستقبلت الرئيس قيس سعيّد استقبالا حسنا في بلادها وعما حصل حتّى تغيّر موقفها.

في رأينا أنّ أشياء كثيرة قد تغيرت حيث ان سياسات فرنسا ورئيسها كانت تنوي استيعاب ما جدّ يوم 25 جويلية 2021 والتصرف فيه حسب اتجاهها وما يتماشى مع مصالحها. بالإضافة إلى أنها كانت تطمع في أن يواكب قيس سعيد موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني كالكثير من الدول العربية. لقد فاجأ قيس سعيّد فرنسا بمواقفه الصلبة الثابتة على المبدأ التي لا تقبل المساومة على سيادة تونس وتقرير مصيرها بيد شعبها وإيمانه العميق بحقوق الفلسطينيين بالتمسك بأرضهم وتبنيه لقرار اللاءات الثلاث "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض" مع الكيان الصهيوني المتوحش الغاصب والمستبد.

إنّ ما جاء في حوار الرئيس الجزائري يجعلنا نذهب إلى أنّ الموقوفين التونسيين في قضية التآمر على أمن الدولة تربطهم علاقات بأطراف أجنبية لتطبيق مخطّط الانقلاب على قيس سعيّد. والمضايقات الاقتصاديّة التي تتعرض لها تونس ودعوة صندوق النقد الدولي وعديد البنوك العالمية والدول الأوروبية إلى عدم إقراضها أو مدّ يد المساعدة لها تدلّ على وجود المؤامرة وإصرار أصحابها على المضيّ قدما بكلّ الطرق والسّبل حتى يسقط مشروع 25 جويلية ويسقط شعاره الرئيسي وهو محاسبة الذين عبثوا بأموال الشعب ومقدراته وظلموه أيما ظلم. ولعلّ دعوتهم إلى إيقاف المحاكمات وإطلاق سراح الموقوفين هي أكبر دليل على ذلك.

إنّ كلمة القانون هي كلمة الفصل، في حدّها الحدّ بين القيل والقال والجدّ. لكنّ معالم التّواطؤ وأماراته بين الداخل والخارج للإطاحة بنظام قيس سعيد وإدخال تونس في دوامة عنف وربما في حرب أهلية تبقى شبه مؤكدة وتنفي أن تكون ملفات المعتقلين فارغة وأنّ ما يقع من محاكمات مبنيّ على الباطل عنوانه الوحيد التضييق على المعارضة وتكميم أصواتها.

وعلى العموم، فإنّ الأيام ستبيّن أنّ محاولة الانقلاب على رئيس الدولة قد اعتمدت على تجويع الشعب وتفقيره وتصحير الأسواق من السّلع والتّسويف في إسناد العروض وبذلك ينتفض الشعب وينادي برحيل قيس سعيّد.

 

 

 

 

أركان المؤامرة اكتملت وبعد..

 

بقلم:مصدّق الشّريف

*أشياء كثيرة قد تغيرت حيث ان سياسات فرنسا ورئيسها كانت تنوي استيعاب ما جدّ يوم 25 جويلية 2021 والتصرف فيه..

إن قيل قديما "لا تسل عن المرء بل سل عن قرينه" فإننا اليوم نقول في هذه اللحظات التاريخية الفارقة وطنيّا وإقليميّا ودوليّا "لا تسل عن الخبر بل سل عن مصدره".

حلّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ضيفا على حلقة 22 مارس 2023 من برنامج "لقاء خاص" على قناة الجزيرة. وتحدّث في هذا اللّقاء عن عديد الملفّات الداخليّة والخارجيّة. وقال أمام العالم بأسره نحن مع تونس ورئيسها أحب من أحب وكره من كره... وإن تونس تتعرض لمؤامرة. وينبّه هذا التصريح الخطير إلى ضرورة التّصدي لما يحاك لبلادنا من أمور تدبر على امتداد ليال لا ليلة فقط.

ولم يصدر هذا التصريح من رجل من عامة النّاس أو من صحفيّ أو من سياسيّ. وإنّما صدر من رئيس دولة قوية بتاريخها المجيد، بلاد مليون ونصف الشهيد، تاريخ صنعه أبناؤها الأشاوس وعلى رأسهم البطلة جميلة بوحيرد، دولة قوية بحاضرها الشامخ بفضل ما لديها من ثروات طبيعية (بترول وغاز خاصة) وثروات بشرية. هذا فضلا عن مواقفها المبدئية من القضايا العربية ومساندتها المطلقة لها وعلى رأسها قضيّة الشعب الفلسطيني واعتبار التطبيع جريمة نكراء لا يُغتفر ذنب مرتكبها.

و يبدو أنّ ما لدى رئيس الجزائر الشقيقة من معلومات تتداول في كواليس السفارات الأوروبية والإفريقية قد بيّنت له أنّ مؤامرة تحاك ضدّ تونس يقودها على الأرجح بلد أوروبي ربّما يكون فرنسا. وتساءل بعضهم من المحلّلين السياسيّين إن كانت فرنسا قد رحبت فعلا بمسار 25 جويلية 2021 واستقبلت الرئيس قيس سعيّد استقبالا حسنا في بلادها وعما حصل حتّى تغيّر موقفها.

في رأينا أنّ أشياء كثيرة قد تغيرت حيث ان سياسات فرنسا ورئيسها كانت تنوي استيعاب ما جدّ يوم 25 جويلية 2021 والتصرف فيه حسب اتجاهها وما يتماشى مع مصالحها. بالإضافة إلى أنها كانت تطمع في أن يواكب قيس سعيد موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني كالكثير من الدول العربية. لقد فاجأ قيس سعيّد فرنسا بمواقفه الصلبة الثابتة على المبدأ التي لا تقبل المساومة على سيادة تونس وتقرير مصيرها بيد شعبها وإيمانه العميق بحقوق الفلسطينيين بالتمسك بأرضهم وتبنيه لقرار اللاءات الثلاث "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض" مع الكيان الصهيوني المتوحش الغاصب والمستبد.

إنّ ما جاء في حوار الرئيس الجزائري يجعلنا نذهب إلى أنّ الموقوفين التونسيين في قضية التآمر على أمن الدولة تربطهم علاقات بأطراف أجنبية لتطبيق مخطّط الانقلاب على قيس سعيّد. والمضايقات الاقتصاديّة التي تتعرض لها تونس ودعوة صندوق النقد الدولي وعديد البنوك العالمية والدول الأوروبية إلى عدم إقراضها أو مدّ يد المساعدة لها تدلّ على وجود المؤامرة وإصرار أصحابها على المضيّ قدما بكلّ الطرق والسّبل حتى يسقط مشروع 25 جويلية ويسقط شعاره الرئيسي وهو محاسبة الذين عبثوا بأموال الشعب ومقدراته وظلموه أيما ظلم. ولعلّ دعوتهم إلى إيقاف المحاكمات وإطلاق سراح الموقوفين هي أكبر دليل على ذلك.

إنّ كلمة القانون هي كلمة الفصل، في حدّها الحدّ بين القيل والقال والجدّ. لكنّ معالم التّواطؤ وأماراته بين الداخل والخارج للإطاحة بنظام قيس سعيد وإدخال تونس في دوامة عنف وربما في حرب أهلية تبقى شبه مؤكدة وتنفي أن تكون ملفات المعتقلين فارغة وأنّ ما يقع من محاكمات مبنيّ على الباطل عنوانه الوحيد التضييق على المعارضة وتكميم أصواتها.

وعلى العموم، فإنّ الأيام ستبيّن أنّ محاولة الانقلاب على رئيس الدولة قد اعتمدت على تجويع الشعب وتفقيره وتصحير الأسواق من السّلع والتّسويف في إسناد العروض وبذلك ينتفض الشعب وينادي برحيل قيس سعيّد.

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews