إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

" دراما رمضان" والصورة النمطية للمرأة

 

بقلم:هشام الحاجي(*)

*برزت أدوار جديدة ومحاولات استهداف الصور النمطية التي تجعل البيت هو المكان الأفضل للمرأة والأمومة أفضل دور يمكن للمرأة أن تتطلع للقيام به

هناك ما يشبه الإجماع، في مستوى المختصين، على أن وسائل الإعلام السمعية والبصرية أصبحت أكثر ارتهانا لحسابات الإشهار لأنه العامل الأهم في ضمان ديمومتها. وهذا العامل غالبا ما يجعلها أكثر ميلا للمحافظة ولإعادة إنتاج السائد. ذلك أن المستهلك ميال إلى أن لا يغير من رؤيته للعالم خاصة وأن صناعة الإعلان تجعل تغيير السلوكيات أمرا، مطلوبا ومرغوبا فيه في استهلاك الخيرات والمواد وهو ما يرغب فيه المنتجون والصناعيون.

ولعل هذا المعطى هو الذي يفسر تراجع دور وسائل الإعلام السمعية والبصرية في ما يتعلق بالمساهمة في التغيير المجتمعي. يمكن أن تكون العلاقة بالمرأة وبأدوارها الاجتماعية أفضل تعبير عن ذلك. يكفي استحضار مساهمة التلفزة التونسية في بداياتها ولفترة طويلة في إبراز صورة جديدة للمرأة تقطع مع صورتها التقليدية التي سبقت دولة الاستقلال ومجلة الأحوال الشخصية. برزت أدوار جديدة ومحاولات استهداف الصور النمطية التي تجعل البيت هو المكان الأفضل للمرأة والأمومة أفضل دور يمكن للمرأة أن تتطلع للقيام به. ورغم محدودية التغيير في رؤية المبدعين فإن ما وقع القيام به لتقديم صورة جديدة للمرأة يعتبر خطوة مهمة خاصة حين نقارنه بما نشهده في العشرية الأخيرة من تداول لصورة يطغى عليها تبسيط مخل لمكانة المرأة ولدورها ويهيمن عليها سعي لتقديم نماذج سلبية لنساء يعانين من الإحباط ولا يبحثن إلا عن الاستهلاك والهروب من الواقع.

يبدو أن هذا الأمر لا يحظى باهتمام كبير في ظل التركيز بشكل أكبر على جوانب أخلاقية في حين أن تغيير صورة المرأة هو المدخل الرئيسي لتطوير المقاربة الدرامية وإنتاج مضمون متطور وقادر على أن يكون إيجابيا. نماذج المرأة الأكاديمية والعاملة والكادحة والتي تعيل أسرتها هي نماذج أصبحت "عادية" في المجتمع التونسي لأنها موجودة بكثرة في مجتمعنا ويمكن أن توفر مادة دسمة للكتابة وأن تجد صدى إيجابيا لأن التماهي مع هذه النماذج موجودة وتحفز الجميع لأنها تقدم ما يمكن اعتباره قدوة ونموذجا ايجابيا.

*اعلامي وبرلماني سابق

 

 

 

 

" دراما رمضان" والصورة النمطية للمرأة

 

بقلم:هشام الحاجي(*)

*برزت أدوار جديدة ومحاولات استهداف الصور النمطية التي تجعل البيت هو المكان الأفضل للمرأة والأمومة أفضل دور يمكن للمرأة أن تتطلع للقيام به

هناك ما يشبه الإجماع، في مستوى المختصين، على أن وسائل الإعلام السمعية والبصرية أصبحت أكثر ارتهانا لحسابات الإشهار لأنه العامل الأهم في ضمان ديمومتها. وهذا العامل غالبا ما يجعلها أكثر ميلا للمحافظة ولإعادة إنتاج السائد. ذلك أن المستهلك ميال إلى أن لا يغير من رؤيته للعالم خاصة وأن صناعة الإعلان تجعل تغيير السلوكيات أمرا، مطلوبا ومرغوبا فيه في استهلاك الخيرات والمواد وهو ما يرغب فيه المنتجون والصناعيون.

ولعل هذا المعطى هو الذي يفسر تراجع دور وسائل الإعلام السمعية والبصرية في ما يتعلق بالمساهمة في التغيير المجتمعي. يمكن أن تكون العلاقة بالمرأة وبأدوارها الاجتماعية أفضل تعبير عن ذلك. يكفي استحضار مساهمة التلفزة التونسية في بداياتها ولفترة طويلة في إبراز صورة جديدة للمرأة تقطع مع صورتها التقليدية التي سبقت دولة الاستقلال ومجلة الأحوال الشخصية. برزت أدوار جديدة ومحاولات استهداف الصور النمطية التي تجعل البيت هو المكان الأفضل للمرأة والأمومة أفضل دور يمكن للمرأة أن تتطلع للقيام به. ورغم محدودية التغيير في رؤية المبدعين فإن ما وقع القيام به لتقديم صورة جديدة للمرأة يعتبر خطوة مهمة خاصة حين نقارنه بما نشهده في العشرية الأخيرة من تداول لصورة يطغى عليها تبسيط مخل لمكانة المرأة ولدورها ويهيمن عليها سعي لتقديم نماذج سلبية لنساء يعانين من الإحباط ولا يبحثن إلا عن الاستهلاك والهروب من الواقع.

يبدو أن هذا الأمر لا يحظى باهتمام كبير في ظل التركيز بشكل أكبر على جوانب أخلاقية في حين أن تغيير صورة المرأة هو المدخل الرئيسي لتطوير المقاربة الدرامية وإنتاج مضمون متطور وقادر على أن يكون إيجابيا. نماذج المرأة الأكاديمية والعاملة والكادحة والتي تعيل أسرتها هي نماذج أصبحت "عادية" في المجتمع التونسي لأنها موجودة بكثرة في مجتمعنا ويمكن أن توفر مادة دسمة للكتابة وأن تجد صدى إيجابيا لأن التماهي مع هذه النماذج موجودة وتحفز الجميع لأنها تقدم ما يمكن اعتباره قدوة ونموذجا ايجابيا.

*اعلامي وبرلماني سابق

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews