إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم | يكفي أن تدقّ الباب الصحيح ..!

بقلم: أبوبكر الصغير .

السياسي الذكي هو من لا يصنع الأحداث وإنما يستثمر أخطاء الآخرين .

عدم وضوح الاستراتيجيات والمواقف وكثرة الجدال، مثل الطرق الفرعية لا تعرف أبدا الى أين ستوصلك .

إن صورة الاتحاد العام التونسي للشغل التي نراها اليوم ليست تلك المنظمة التي أرهبت كل حكومات ما بعد حدث 14 جانفي 2011، من الواضح أن شيئًا ما تغير.

لا يعني أن الاتحاد فقد قدرته على حشد جماهير منخرطيه وتحريكها، لكن هذه الحركات لا تتناسب مع الضجيج الذي تحدثه قيادته وتهديدها ووعيدها !.

من المؤكد أن الأمين العام نور الدين الطبوبي صاحب مسيرة نضالية وكاريزما وبعد نظر في التعاطي مع التطورات، لكن ليس بوزن وتأثير قيادي بمكانة الحبيب عاشور الذي تحدى بورقيبة وهو في أوج قوته .

أضعفت الهجومات والانقسامات الخارجية والداخلية من مكانة المنظمة، كما أن رصيد عشر سنوات الماضية خاصة في الإضرابات وسطوة النقابات على المؤسسات العمومية وفساد نقابيين أثرت على صورتها لدى الرأي العام .

بالمناسبة لا بدّ من إشارة الى مستجدّ طريف يتعلّق بحملات التشويه التي يتعرض لها الاتحاد من داعمي مسار 25 جويلية ومساندي رئيس الجمهورية، إذ تنقل صفحات هؤلاء على فيسبوك تصريحات مفترضة لباحث بريطاني على قناة تلفزيونية انتقد فيها عدد الإضرابات التي نفذها اتحاد الشغل في تونس .

زعمت هذه التدوينات أن الباحث أبدى استغرابه من معرفة عدد الإضرابات التي تجاوزت 30 ألف إضراب !

لكن بمزيد التثبت اتضح أن هذا الموقف يتم تداوله منذ عام 2013، وقد تم نشره لأول مرة في نوفمبر 2013 بواسطة صفحة "منزل عبد الرحمن"، على "السوشيال ميديا" بالتالي يتعلق الأمر بمجرد ادعاءات وتصريحات منسوبة للباحث دون حجة أو دليل .

خلال الاجتماع الأخير للهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل لفت الاهتمام موقف أهالي جزيرة قرقنة تحديدا عدد من النقابيين من أبناء الجزيرة الذين احتجوا حول استغلال جزيرتهم قلعة النضال الوطني، لعقد الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل، واستغلال صورة حشاد ورمزيته، في هذا التوظيف .

ردّ سمير الشفي على تقدير الموقف هذا بالقول: "بأن النقابيين يختلفون في الإتحاد ولكنهم لا يختلفون على الإتحاد وعلى تونس" .

كان اجتماع الهيئة الإدارية أساسا لتحديد موقف نهائي من الوضع العام بالبلاد والعلاقة بالحكومة ومبادرة الاتحاد بالتشارك مع منظمات وهيئات وطنية أخرى .

انعقدت في سياق سلسلة من المواقف التصعيدية، أتت مباشرة بعد الوقفة التي تم تنظيمها في ساحة محمد علي وطرد عدد من القيادات النقابية الأجنبية، القرار السيادي الذي اغضب القيادة .

لا يختلف اثنان في انّ الاتحاد وضع نفسه في موقف محرج بين الواجب الأخلاقي في الدفاع عن منظوريه ومطالبهم المشروعة، وببن الواجب الوطني في التضحية بالنظر الى خطورة الوضع الاقتصادي والمالي الذي تعيشه البلاد .

كما هنالك سؤال بديهي اليوم، هو مدى قدرة الاتحاد وحجم إمكاناته للدخول في مواجهة اجتماعية سياسية مع الحكومة، هل هو فعلا بنفس القوة والجماهيرية والحضور كما اتحاد الحبيب عاشور وعبد السلام جراد ، من المفارقة أن القياديين الأخيرين ينحدران من جزيرة قرقنة حيث تم عقد الهيئة الإدارية الحاسمة قبل أيام .

الأبعاد السياسية للعمل النقابي ولدت في المياه المضطربة للتوترات المهنية التي تؤثر على الالتزام النقابي، إضافة الى حاجة الأجسام السياسية الى دعم حضورها ونفوذها بتوظيف النقابات مستغلة تعدد الروابط بين النقابيين والفاعلين المختلفين في المجال السياسي .

يكفي المرء أحيانا أن يدق الباب أو يطل بوجهه من النافذة.. فلا حاجة له الى اللف والدوران لكي يبلغ ما يريد ويرغب .

في مفردات النضال النقابي، لا يمكنك اتخاذ أي إجراء إلا من خلال وقف كل عمل ونشاط، أليست في حقيقة الأمر، انّه إذا كانت الرأسمالية استغلال الإنسان للإنسان فان الفعل النقابي ليس إلا عكس ذلك تماما .

إذا كنا نحب شعبنا وندافع عنه فعلينا كذلك أن نحب بلادنا التي يعيش فيها .

 

 

 

حكاياتهم  | يكفي أن تدقّ الباب الصحيح ..!

بقلم: أبوبكر الصغير .

السياسي الذكي هو من لا يصنع الأحداث وإنما يستثمر أخطاء الآخرين .

عدم وضوح الاستراتيجيات والمواقف وكثرة الجدال، مثل الطرق الفرعية لا تعرف أبدا الى أين ستوصلك .

إن صورة الاتحاد العام التونسي للشغل التي نراها اليوم ليست تلك المنظمة التي أرهبت كل حكومات ما بعد حدث 14 جانفي 2011، من الواضح أن شيئًا ما تغير.

لا يعني أن الاتحاد فقد قدرته على حشد جماهير منخرطيه وتحريكها، لكن هذه الحركات لا تتناسب مع الضجيج الذي تحدثه قيادته وتهديدها ووعيدها !.

من المؤكد أن الأمين العام نور الدين الطبوبي صاحب مسيرة نضالية وكاريزما وبعد نظر في التعاطي مع التطورات، لكن ليس بوزن وتأثير قيادي بمكانة الحبيب عاشور الذي تحدى بورقيبة وهو في أوج قوته .

أضعفت الهجومات والانقسامات الخارجية والداخلية من مكانة المنظمة، كما أن رصيد عشر سنوات الماضية خاصة في الإضرابات وسطوة النقابات على المؤسسات العمومية وفساد نقابيين أثرت على صورتها لدى الرأي العام .

بالمناسبة لا بدّ من إشارة الى مستجدّ طريف يتعلّق بحملات التشويه التي يتعرض لها الاتحاد من داعمي مسار 25 جويلية ومساندي رئيس الجمهورية، إذ تنقل صفحات هؤلاء على فيسبوك تصريحات مفترضة لباحث بريطاني على قناة تلفزيونية انتقد فيها عدد الإضرابات التي نفذها اتحاد الشغل في تونس .

زعمت هذه التدوينات أن الباحث أبدى استغرابه من معرفة عدد الإضرابات التي تجاوزت 30 ألف إضراب !

لكن بمزيد التثبت اتضح أن هذا الموقف يتم تداوله منذ عام 2013، وقد تم نشره لأول مرة في نوفمبر 2013 بواسطة صفحة "منزل عبد الرحمن"، على "السوشيال ميديا" بالتالي يتعلق الأمر بمجرد ادعاءات وتصريحات منسوبة للباحث دون حجة أو دليل .

خلال الاجتماع الأخير للهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل لفت الاهتمام موقف أهالي جزيرة قرقنة تحديدا عدد من النقابيين من أبناء الجزيرة الذين احتجوا حول استغلال جزيرتهم قلعة النضال الوطني، لعقد الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل، واستغلال صورة حشاد ورمزيته، في هذا التوظيف .

ردّ سمير الشفي على تقدير الموقف هذا بالقول: "بأن النقابيين يختلفون في الإتحاد ولكنهم لا يختلفون على الإتحاد وعلى تونس" .

كان اجتماع الهيئة الإدارية أساسا لتحديد موقف نهائي من الوضع العام بالبلاد والعلاقة بالحكومة ومبادرة الاتحاد بالتشارك مع منظمات وهيئات وطنية أخرى .

انعقدت في سياق سلسلة من المواقف التصعيدية، أتت مباشرة بعد الوقفة التي تم تنظيمها في ساحة محمد علي وطرد عدد من القيادات النقابية الأجنبية، القرار السيادي الذي اغضب القيادة .

لا يختلف اثنان في انّ الاتحاد وضع نفسه في موقف محرج بين الواجب الأخلاقي في الدفاع عن منظوريه ومطالبهم المشروعة، وببن الواجب الوطني في التضحية بالنظر الى خطورة الوضع الاقتصادي والمالي الذي تعيشه البلاد .

كما هنالك سؤال بديهي اليوم، هو مدى قدرة الاتحاد وحجم إمكاناته للدخول في مواجهة اجتماعية سياسية مع الحكومة، هل هو فعلا بنفس القوة والجماهيرية والحضور كما اتحاد الحبيب عاشور وعبد السلام جراد ، من المفارقة أن القياديين الأخيرين ينحدران من جزيرة قرقنة حيث تم عقد الهيئة الإدارية الحاسمة قبل أيام .

الأبعاد السياسية للعمل النقابي ولدت في المياه المضطربة للتوترات المهنية التي تؤثر على الالتزام النقابي، إضافة الى حاجة الأجسام السياسية الى دعم حضورها ونفوذها بتوظيف النقابات مستغلة تعدد الروابط بين النقابيين والفاعلين المختلفين في المجال السياسي .

يكفي المرء أحيانا أن يدق الباب أو يطل بوجهه من النافذة.. فلا حاجة له الى اللف والدوران لكي يبلغ ما يريد ويرغب .

في مفردات النضال النقابي، لا يمكنك اتخاذ أي إجراء إلا من خلال وقف كل عمل ونشاط، أليست في حقيقة الأمر، انّه إذا كانت الرأسمالية استغلال الإنسان للإنسان فان الفعل النقابي ليس إلا عكس ذلك تماما .

إذا كنا نحب شعبنا وندافع عنه فعلينا كذلك أن نحب بلادنا التي يعيش فيها .

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews