إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .." بورقيبة عدو الدين " !!.

 

بقلم: أبوبكر الصغير

إن للدين في مجتمعاتنا عاملا مهما في التعبئة والتحفيز والانتصار من أجل قضية أو موقف، بنفس قدرة الإيديولوجيات والعقائد والأفكار الأخرى، يكفي النظر الى استخدام اليساريين معاناة الناس وأوضاع الفقراء والمحتاجين من أجل كسب أصواتهم أو تأييدهم، بالرغم ما اعتقده أن  للدين أدوارا أشدّ تأثيرا وقوة من أي مرجعية أخرى .

لطالما ارتبط الديني بالسياسي لأنهما يسعيان إلى نفس الهدف: حل المشكلة الإنسانية المتمثلة في العيش معا  بعيدا عن كل أشكال الإقصاء والعنف .

فالدين بما يشمله من عبادة وطقوس، ليس مجرد مسألة خاصة، انه فعل  يمارس في الفضاء العام وفي مجموعات بما يتطلب تدخل الدولة لمنع حصول أي تجاوزات أو اضطرابات .

نحن نعيش اليوم في مجتمعات سمتها تمايز ثقافي متزايد، في هذا السياق، من الضروري أكثر من أي وقت مضى تجديد تفكيرنا في العلاقة بين الدين والسياسة، أو بعبارة أخرى، بين المسجد والدولة.

لكن ما هو دور الدين في ما يسمى اليوم بالمجتمع المتحرّر أو الليبرالي وما هو مكان المسجد؟ أنها قضية خلافية لم يوجد لها حلّ الى اليوم، بقي الحاكم بنفس حرص استحواذه على السلطة، واضعا يده على كلّ ما هو ديني حتى عبر وسائط مؤسسية .

تحمل العلاقة بين المسجد والدولة في عالمنا العربي في القرون الأخيرة تراثا ثقيلا، خليطا بين التوظيف والتحالف والتصادم .

هنالك من الحكام ولكي يستبدّوا بسلطتهم عملوا بتلك المقولة، إنه إذا أردت أن تضيع شعبا غيّب عقله واخلط السياسة بالدين رغم الوعي في تقدير موقف بان ما يتهدّد مصائر الشعوب والمجتمعات أن يصل أهل الدين إلى السياسة .

في ظلّ الصراع الذي عرفته تونس خلال حقبة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وظّف خلال سبعينات القرن الماضي  التيار المحافظ، تحديدا الإسلاميون، المسألة الدينية لإضعاف حكم الزعيم، كان الدين كل المعارك التي خاضوها ضدّ نظامه، الى حدّ تكفيره وإصدار الفتاوى من شيوخ الداخل والخارج كون بورقيبة "عدوّا  الدين" تحديدا الإسلامي وإلصاق به صفة: "حاكم كافر يسعى لإرساء نظام كافر " !!.

حتى بعد وفاته رفض قادة ورموز التيار الإسلامي أن يترحموا على روحه وليس سرّا بل حتى علنيا في مواقف تم نقلها صوتا وصورة .

فأجا رئيس الدولة قيس سعيد بأن حسم لأول مرة في هذه القضية الخلافية "علاقة بورقيبة بالإسلام" في موقف  رئاسي غير مسبوق، إذ في كلمة ألقاها عند إحياء الذكرى 21 لرحيل المجاهد الأكبر عدّد مناقبه واصفا إيّاه  بالزعيم الذي عمل على تحرير العقول بعد استقلال تونس قال: "أذكر كيف توجّه الحبيب بورقيبة الى مفيدة بورقيبة (زوجته الأولى  فرنسية  مسيحية) بالشكر الجزيل لأنها ربّت ابنه (بورقيبة الابن) على قواعد الإسلام".  أشار قيس سعيّد في هذا الصدد إلى أن بورقيبة كان يهتمّ " بالحرّية في الإسلام والتحرير في الإسلام "، معلّقا بالقول "أنا أيضا مسلم يريد أن يحقّق مقاصد الإسلام " .

إن التصادم  بين الديني والسياسي، كما نظّر لذلك عديد المفكرين مرجعيته أنهما يهدفان إلى نفس الغاية بالضبط،   بما لهما من  قوة  التأثير لا يريدان تقاسم هذه الغاية او التشارك فيها. لا يريدان الترابط في مؤسسة واحدة   كاختزال الدين كجانب من جوانب العملية السياسية أو أن يمتصّ الدين الشأن السياسي بالكامل كما حصل في تجربة حكم العشرية السابقة مع حركة "النهضة".

سأل احدهم صاحبه لماذا هواء الفجر نقي؟

إجابة: لأنه يخلو من أنفاس المنافقين !

حكاياتهم .." بورقيبة عدو الدين " !!.

 

بقلم: أبوبكر الصغير

إن للدين في مجتمعاتنا عاملا مهما في التعبئة والتحفيز والانتصار من أجل قضية أو موقف، بنفس قدرة الإيديولوجيات والعقائد والأفكار الأخرى، يكفي النظر الى استخدام اليساريين معاناة الناس وأوضاع الفقراء والمحتاجين من أجل كسب أصواتهم أو تأييدهم، بالرغم ما اعتقده أن  للدين أدوارا أشدّ تأثيرا وقوة من أي مرجعية أخرى .

لطالما ارتبط الديني بالسياسي لأنهما يسعيان إلى نفس الهدف: حل المشكلة الإنسانية المتمثلة في العيش معا  بعيدا عن كل أشكال الإقصاء والعنف .

فالدين بما يشمله من عبادة وطقوس، ليس مجرد مسألة خاصة، انه فعل  يمارس في الفضاء العام وفي مجموعات بما يتطلب تدخل الدولة لمنع حصول أي تجاوزات أو اضطرابات .

نحن نعيش اليوم في مجتمعات سمتها تمايز ثقافي متزايد، في هذا السياق، من الضروري أكثر من أي وقت مضى تجديد تفكيرنا في العلاقة بين الدين والسياسة، أو بعبارة أخرى، بين المسجد والدولة.

لكن ما هو دور الدين في ما يسمى اليوم بالمجتمع المتحرّر أو الليبرالي وما هو مكان المسجد؟ أنها قضية خلافية لم يوجد لها حلّ الى اليوم، بقي الحاكم بنفس حرص استحواذه على السلطة، واضعا يده على كلّ ما هو ديني حتى عبر وسائط مؤسسية .

تحمل العلاقة بين المسجد والدولة في عالمنا العربي في القرون الأخيرة تراثا ثقيلا، خليطا بين التوظيف والتحالف والتصادم .

هنالك من الحكام ولكي يستبدّوا بسلطتهم عملوا بتلك المقولة، إنه إذا أردت أن تضيع شعبا غيّب عقله واخلط السياسة بالدين رغم الوعي في تقدير موقف بان ما يتهدّد مصائر الشعوب والمجتمعات أن يصل أهل الدين إلى السياسة .

في ظلّ الصراع الذي عرفته تونس خلال حقبة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وظّف خلال سبعينات القرن الماضي  التيار المحافظ، تحديدا الإسلاميون، المسألة الدينية لإضعاف حكم الزعيم، كان الدين كل المعارك التي خاضوها ضدّ نظامه، الى حدّ تكفيره وإصدار الفتاوى من شيوخ الداخل والخارج كون بورقيبة "عدوّا  الدين" تحديدا الإسلامي وإلصاق به صفة: "حاكم كافر يسعى لإرساء نظام كافر " !!.

حتى بعد وفاته رفض قادة ورموز التيار الإسلامي أن يترحموا على روحه وليس سرّا بل حتى علنيا في مواقف تم نقلها صوتا وصورة .

فأجا رئيس الدولة قيس سعيد بأن حسم لأول مرة في هذه القضية الخلافية "علاقة بورقيبة بالإسلام" في موقف  رئاسي غير مسبوق، إذ في كلمة ألقاها عند إحياء الذكرى 21 لرحيل المجاهد الأكبر عدّد مناقبه واصفا إيّاه  بالزعيم الذي عمل على تحرير العقول بعد استقلال تونس قال: "أذكر كيف توجّه الحبيب بورقيبة الى مفيدة بورقيبة (زوجته الأولى  فرنسية  مسيحية) بالشكر الجزيل لأنها ربّت ابنه (بورقيبة الابن) على قواعد الإسلام".  أشار قيس سعيّد في هذا الصدد إلى أن بورقيبة كان يهتمّ " بالحرّية في الإسلام والتحرير في الإسلام "، معلّقا بالقول "أنا أيضا مسلم يريد أن يحقّق مقاصد الإسلام " .

إن التصادم  بين الديني والسياسي، كما نظّر لذلك عديد المفكرين مرجعيته أنهما يهدفان إلى نفس الغاية بالضبط،   بما لهما من  قوة  التأثير لا يريدان تقاسم هذه الغاية او التشارك فيها. لا يريدان الترابط في مؤسسة واحدة   كاختزال الدين كجانب من جوانب العملية السياسية أو أن يمتصّ الدين الشأن السياسي بالكامل كما حصل في تجربة حكم العشرية السابقة مع حركة "النهضة".

سأل احدهم صاحبه لماذا هواء الفجر نقي؟

إجابة: لأنه يخلو من أنفاس المنافقين !

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews