إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تتعهد برعاية 2500 طفل | "الصباح" تكشف الوجه الآخر لقرى الأطفال فاقدي السند "sos "

ريبورتاج

 

قرى الأطفال فاقدي السند تواجه عديد الصعوبات وهذه "الأسر الصغيرة" لها استقلاليتها المادية وميزانيتها الأسبوعية وتمويلها الخاص

ريبورتاج: فتحي التليلي

يعدّ الأطفال فاقدو السند فئة هشة في تونس ما فتئت تتوسع تضاف إليها عشرات المئات سنويّا. وهم نتاج ظروف اجتماعية قاسية لا ذنب لهم فيها وقد كانت الدولة لوقت قريب تتكفّل بهم كلّيا، غير أن هذه المهمة تبنتها في جزء كبير منها الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س" sos التي تشرف على القرى الأربع الموجودة بتونس وهي قرية الأطفال بقمرت وقرية الأطفال بأكودة من ولاية سوسة وقرية الأطفال بسليانة وقرية الأطفال المحرس من ولاية صفاقس وهي بحسب توزيعها الجغرافي تغطي كامل الجمهورية .

العالم الغامض

تشكّل هذه القرى التي انطلق تأسيسها تباعا منذ 1982 عالما غامضا ومغلقا يجهله أغلب التونسيين بل إن الكثيرين يحملون عنها أفكارا سلبية ولا يدركون الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به لا مع الأطفال المكفولين فحسب وإنما مع الحالات الاجتماعية الأسرية بصفة عامة.

كما لا يدرك التونسيون أنّ هذه القرى احتضنت أطفالا هم اليوم مهندسون ودكاترة وإطارات وطلبة ومبدعون ما عادوا يخجلون من أنهم من "فاقدي السند" وهم اليوم يقومون بأدوار مهمة في الإحاطة بالأطفال أمثالهم ويقدمون لهم الدعم .

 

الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س"

 الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س"، والتي تشرف وتموّل كل قرى الأطفال في تونس هي فرع من فروع الفدرالية الدولية لقرى س و س. تأسّست سنة 1981 بمقتضى اتفاقية بين الفدرالية ورئيس الجمهورية الراحل الحبيب بورقيبة، وهي جمعية خيرية تقوم برعاية الأطفال فاقدي السند العائلي وتعتبر أولويات تدخلها حماية الأطفال من جميع أشكال المخاطر. وقد انطلق النشاط  الفعلي لها في 22 مارس 1984.

وفي 2019 استقلّت الجمعية ماديا عن الفدرالية الدولية لقرى "س و س" بعد أن اعتبرت أن تونس قادرة على التعويل على مواردها الخاصة مقارنة بجمعيات من بلدان فقيرة لها أولوية الدعم في تقديرها بحكم انضواء 138 دولة تحت رايتها.

ومنذ ذلك التاريخ تعوّل الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س" على مواردها الذاتية المتأتية في جزء منها من مساهمة الدولة والذي هو في حدود 25 بالمائة من ميزانيتها البالغة 13 مليون دينار. أمّا بقية الموارد فمتأتية من التبرعات وبعض الموارد الذاتية من الأنشطة التي تنظمها القرى. وقد قدمت الجمعية طلبا للسلط المعنية قصد تمكينها من ممارسة أنشطة ذات صبغة ربحية لدعم مواردها الذاتية ومواجهة الصعوبات المالية التي تعترضها.

عدد الأطفال المتعهد بهم من طرف الجمعية يناهز 2500 طفل. وهي تسهر على رعاية الأطفال وحمايتهم بتوفير كل العناية والتغطية الشاملة وتوفير كل ضروريات العيش الكريم حتى يشعر الطفل كأنه يعيش في إطار عائلته الطبيعية، منذ حلوله بالقرية وذلك على إثر صدور قرار من قاضي الطفولة وحتى إدماجه في الحياة المهنية.

حيث أنّ الجمعية لا تقبل الأطفال فاقدي السند (مولودون خارج إطار الزواج. معنّفون أسريّا. فقدان الأبوين بالوفاة أو بالسجن) إلّا بعد استيفاء الإجراءات القانونية والتأكد من حاجة الطفل الملحة للإيواء بأحد القرى.

كما أنها تتعهدّ ماديا بحوالي 500 عائلة فقيرة حيث أن نظام التعهد هذا يمتدّ على ثلاث سنوات تتوّج بفتح مشروع صغير للأم أو الأب ليواصل تربية أبنائه في ظروف طيبة وليترك الأولوية لغيره خاصة وأن قوائم الانتظار لدى الجمعية تفوق 30 ألف حالة.

 

محمد مقديش (رئيس الجمعية): نطالب بمزيد من الدعم

في حديثنا مع محمد مقديش رئيس الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س" أثنى على الدعم الذي ما فتئت تقدّمه الدولة التونسية والذي كان آخره تخصيص وزارة الأسرة والمرأة والطفولة والمسنّين لمبلغ سنوي بـ2.5 مليون دينار سنويا على امتداد الثلاث سنوات المقبلة .

وتوجّه محدّثنا بنداء الى الشركات الكبرى ومكونات المجتمع المدني وكل المواطنين بالمساهمة في موارد الجمعية التي تمثّل 75 بالمائة من الموارد الواجب توفيرها لمجابهة النفقات الكبيرة، مذكّرا بما جاء به قانون المالية لسنة 2020 بتمتيع الشركات والمؤسسات التي تتبرّع لقرى الأطفال بامتياز جبائي يتمثل في الطرح الكلي للهبات من القاعدة الضريبية .

وتقدم رئيس الجمعية لكل المتبرعين والمتكفلّين بعدد من الأطفال والى المدارس الخاصة التي تقبل أطفال القرى لديها مجانا.

وضمن المشاريع المستقبلية للجمعية يقول محمد مقديش إن التحدّي الأكبر أمامهم اليوم هو إعادة بناء قرية الأطفال بسليانة التي اهترأت بنيتها التحتية ومحمول عليهم جمع مبلغ 7 مليون دينار التكلفة التقريبية لكامل المشروع بناء وتأثيثا.

أما الأنشطة العادية فتتمثل في حملة قفّة رمضان والتي انطلقت فيها الجمعية منذ فترة ويتواجد متطوعو الجمعية في الفضاءات التجارية الكبرى وفي المدارس والمعاهد كما يتنقلون الى الشركات والمؤسسات الراغبة في تقديم التبرعات والمساهمة في إدخال الفرحة على الأطفال سواء في رمضان أو في عيد الفطر.

وشدّد محدّثنا على أن الجمعية تحتاج إلى توفير قرابة 10 ملايين دينار بعنوان السنة الحالية 2023. ستخصص 4 ملايين دينار منها لتنفيذ مشروع إعادة بناء قرية الأطفال "س و س" سليانة المتضررة منازلها بسبب انزلاقات أرضية ومشروع ثان لترميم المنازل العائلية بباقي القرى (قمرت وأكودة والمحرس).

كما أن التبرعات عبر الوسائط الرقمية بدأت تؤتي أكلها وهي التي حدّثنا عنها رشاد الخبور المنسق الوطني في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمكتب الوطني للجمعية. وحدثنا عن البعد الرقمي في جمع التبرعات قائلا  "يمكن التبرع عبر الواب en ligne بصفة سهلة عن طريق الموقع الرسمي للجمعية sosve.tnواختيار المبلغ المراد التبرع به بالبطاقة البنكية أو عن طريق الرسائل القصيرة على الرقم 85510 بمبلغ قدره دينار واحد.

كذلك بالإمكان تنزيل تطبيقة الكفالة sosve على Android  وقريبا على IOS وتدوين البيانات والإمضاء ليتم اقتطاع شهري مباشر من الحساب البنكي أو البريدي للمتكفل مع حرية اختيار المبلغ .

ولا ننسى الاتفاقية التي تم إبرامها مع شركة Runpay والتي تمكننا من جمع التبرعات من آلاتها الموجودة بكامل الفضاءات التجارية بالجمهورية التونسية."

ويضيف محدثنا أنه بالنسبة للتبرّع عبر الإرساليات القصيرة والذي يعولون عليه كثيرا فمازال قيد الانجاز وفي انتظار موافقة الجهات المعنية.

النظام الداخلي للقرى.. أسري بامتياز

النظام الداخلي للقرى أنشأ على طريقة النظام العائلي كي لا يشعر الطفل بالغربة حيث نجد في كل قرية مجموعة من المنازل المجهزة بكل وسائل الراحة والترفيه يقطنها بين 4 و6 أطفال تعيش معهم وتشرف عل تربيتهم واحتياجاتهم موظفة يسمونها وينادونها بالأم وهي مجندة 24 ساعة في عملها وتشتغل ثلاثة أسابيع على أربعة وحين غيابها تعوّضها امرأة أخرى ينادونها "الخالة" ومهمتها تعويض غياب الأمهات عن المنازل.

هذه "الأسر الصغيرة" لها استقلالها المادي وميزانيتها الأسبوعية وتموينها الخاص. أما الرعاية الاجتماعية والنفسية ومراجعة الدروس والتنقل الى المدارس والمعاهد فيكون جماعيا.

واللافت للانتباه هو اللحمة الكبيرة بين الأطفال المقيمين في المنازل بالقرى حيث يشكلون أسرة كبيرة و يعتبرون أنفسهم أخوة و "أولاد حومة" .

والى جانب المنازل يوجد ما يسمونه مبيتا وهو خاص بالأطفال الذين تجاوزوا سن الرابعة عشر حيث تقيم البنات عادة في هذه المبيتات صحبة مشرفات بنظام آخر يعتمدن فيه على أنفسهن أكثر في الطبخ وقضاء شؤون البيت.

أمّا الأولاد فيغادرون القرية الى منازل للكراء تتكفل بها الجمعية وبجميع احتياجاتهم لغاية بلوغهم سنّ 18 .

لكن ما هو معمول به أن هذه القرى تواصل مساعدة هؤلاء حتى بعد بلوغهم سن 18 و هي تتكفل بهم طوعيا وتوفّر لهم أغلب احتياجاتهم. كما أن هؤلاء يبقون على اتصال أسري عجيب مع أمهاتهم ومع الفضاء الذي ترعرعوا فيه. ويعتبرون المقيمين في القرى إخوانهم الصغار الذي محمول عليهم مساعدتهم و شدّ أزرهم وحتى مناصرتهم أحيانا.

قرى "س و س" في أرقام

  206   أطفال يقيمون بالقرى الأربعة (116 ذكورا و90 إناثا) تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر و14 سنة.

- 1791   طفلا مستفيدا من برنامج دعم الأسرة يتوزعون إلى 905 ذكور و891 إناثا وينتمون إلى 666 أسرة .

- 147  شابا وشابة (أعمارهم فوق 14 سنة) يقيمون في مبيتات تابعة للجمعية ويتوزعون إلى 82 شابا و65 شابة.

ويتوزع الأطفال بحسب القرى على النحو التالي :

-قرية قمرت: أسست سنة 1984وبها 9منازل  و4 مبيتات للشبان والشابات فضلا عن 91  من الأطفال والشباب متعهّد بهم أما عدد الأسر المتعهد بها في إطار برنامج دعم الأسرة والوقاية من الإهمال فهو 202 عائلة تضم496 طفلا. مديرها  خليل خليل.

-قرية سليانة: تأسست في02/11/1984 تضم 76 طفلا و طفلة وشابا و شابة وتحتوي على 6 منازل عائلية و مبيتين .كما تتكفل ب 500 طفلا في إطار برنامج دعم العائلات. مديرها عاطف اللبادي.

-قرية المحرس: تأسست سنة 2002 و تضم 12منزلا وتأيو 60طفلا .كما تحتوي على مبيت للأطفال يضم 12طفلا.و مبيتا للفتيات يضم 10 بنات. كما تتعهد بـ135 عائلة تضم حوالي 400 طفل. مديرها محمد اليعقوبي.

-قرية أكودة: تأسست سنة 2010 وتضم 86 طفلا موزعون على 14منزلا .كما تحتوي على مبيتين للفتيات. وتتم الإحاطة بـ175 عائلة معوزة و500 طفل. مديرها يسري ضيف الله.

ويبلغ عدد المدمجين منهم (أو هم في طور الإدماج) في الحياة المهنية 31 في قرية قمرت و28 في قرية المحرس و25 في قرية سليانة و4 في قرية أكودة.

تتعهد برعاية 2500 طفل | "الصباح" تكشف الوجه الآخر لقرى الأطفال فاقدي السند "sos "

ريبورتاج

 

قرى الأطفال فاقدي السند تواجه عديد الصعوبات وهذه "الأسر الصغيرة" لها استقلاليتها المادية وميزانيتها الأسبوعية وتمويلها الخاص

ريبورتاج: فتحي التليلي

يعدّ الأطفال فاقدو السند فئة هشة في تونس ما فتئت تتوسع تضاف إليها عشرات المئات سنويّا. وهم نتاج ظروف اجتماعية قاسية لا ذنب لهم فيها وقد كانت الدولة لوقت قريب تتكفّل بهم كلّيا، غير أن هذه المهمة تبنتها في جزء كبير منها الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س" sos التي تشرف على القرى الأربع الموجودة بتونس وهي قرية الأطفال بقمرت وقرية الأطفال بأكودة من ولاية سوسة وقرية الأطفال بسليانة وقرية الأطفال المحرس من ولاية صفاقس وهي بحسب توزيعها الجغرافي تغطي كامل الجمهورية .

العالم الغامض

تشكّل هذه القرى التي انطلق تأسيسها تباعا منذ 1982 عالما غامضا ومغلقا يجهله أغلب التونسيين بل إن الكثيرين يحملون عنها أفكارا سلبية ولا يدركون الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به لا مع الأطفال المكفولين فحسب وإنما مع الحالات الاجتماعية الأسرية بصفة عامة.

كما لا يدرك التونسيون أنّ هذه القرى احتضنت أطفالا هم اليوم مهندسون ودكاترة وإطارات وطلبة ومبدعون ما عادوا يخجلون من أنهم من "فاقدي السند" وهم اليوم يقومون بأدوار مهمة في الإحاطة بالأطفال أمثالهم ويقدمون لهم الدعم .

 

الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س"

 الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س"، والتي تشرف وتموّل كل قرى الأطفال في تونس هي فرع من فروع الفدرالية الدولية لقرى س و س. تأسّست سنة 1981 بمقتضى اتفاقية بين الفدرالية ورئيس الجمهورية الراحل الحبيب بورقيبة، وهي جمعية خيرية تقوم برعاية الأطفال فاقدي السند العائلي وتعتبر أولويات تدخلها حماية الأطفال من جميع أشكال المخاطر. وقد انطلق النشاط  الفعلي لها في 22 مارس 1984.

وفي 2019 استقلّت الجمعية ماديا عن الفدرالية الدولية لقرى "س و س" بعد أن اعتبرت أن تونس قادرة على التعويل على مواردها الخاصة مقارنة بجمعيات من بلدان فقيرة لها أولوية الدعم في تقديرها بحكم انضواء 138 دولة تحت رايتها.

ومنذ ذلك التاريخ تعوّل الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س" على مواردها الذاتية المتأتية في جزء منها من مساهمة الدولة والذي هو في حدود 25 بالمائة من ميزانيتها البالغة 13 مليون دينار. أمّا بقية الموارد فمتأتية من التبرعات وبعض الموارد الذاتية من الأنشطة التي تنظمها القرى. وقد قدمت الجمعية طلبا للسلط المعنية قصد تمكينها من ممارسة أنشطة ذات صبغة ربحية لدعم مواردها الذاتية ومواجهة الصعوبات المالية التي تعترضها.

عدد الأطفال المتعهد بهم من طرف الجمعية يناهز 2500 طفل. وهي تسهر على رعاية الأطفال وحمايتهم بتوفير كل العناية والتغطية الشاملة وتوفير كل ضروريات العيش الكريم حتى يشعر الطفل كأنه يعيش في إطار عائلته الطبيعية، منذ حلوله بالقرية وذلك على إثر صدور قرار من قاضي الطفولة وحتى إدماجه في الحياة المهنية.

حيث أنّ الجمعية لا تقبل الأطفال فاقدي السند (مولودون خارج إطار الزواج. معنّفون أسريّا. فقدان الأبوين بالوفاة أو بالسجن) إلّا بعد استيفاء الإجراءات القانونية والتأكد من حاجة الطفل الملحة للإيواء بأحد القرى.

كما أنها تتعهدّ ماديا بحوالي 500 عائلة فقيرة حيث أن نظام التعهد هذا يمتدّ على ثلاث سنوات تتوّج بفتح مشروع صغير للأم أو الأب ليواصل تربية أبنائه في ظروف طيبة وليترك الأولوية لغيره خاصة وأن قوائم الانتظار لدى الجمعية تفوق 30 ألف حالة.

 

محمد مقديش (رئيس الجمعية): نطالب بمزيد من الدعم

في حديثنا مع محمد مقديش رئيس الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س" أثنى على الدعم الذي ما فتئت تقدّمه الدولة التونسية والذي كان آخره تخصيص وزارة الأسرة والمرأة والطفولة والمسنّين لمبلغ سنوي بـ2.5 مليون دينار سنويا على امتداد الثلاث سنوات المقبلة .

وتوجّه محدّثنا بنداء الى الشركات الكبرى ومكونات المجتمع المدني وكل المواطنين بالمساهمة في موارد الجمعية التي تمثّل 75 بالمائة من الموارد الواجب توفيرها لمجابهة النفقات الكبيرة، مذكّرا بما جاء به قانون المالية لسنة 2020 بتمتيع الشركات والمؤسسات التي تتبرّع لقرى الأطفال بامتياز جبائي يتمثل في الطرح الكلي للهبات من القاعدة الضريبية .

وتقدم رئيس الجمعية لكل المتبرعين والمتكفلّين بعدد من الأطفال والى المدارس الخاصة التي تقبل أطفال القرى لديها مجانا.

وضمن المشاريع المستقبلية للجمعية يقول محمد مقديش إن التحدّي الأكبر أمامهم اليوم هو إعادة بناء قرية الأطفال بسليانة التي اهترأت بنيتها التحتية ومحمول عليهم جمع مبلغ 7 مليون دينار التكلفة التقريبية لكامل المشروع بناء وتأثيثا.

أما الأنشطة العادية فتتمثل في حملة قفّة رمضان والتي انطلقت فيها الجمعية منذ فترة ويتواجد متطوعو الجمعية في الفضاءات التجارية الكبرى وفي المدارس والمعاهد كما يتنقلون الى الشركات والمؤسسات الراغبة في تقديم التبرعات والمساهمة في إدخال الفرحة على الأطفال سواء في رمضان أو في عيد الفطر.

وشدّد محدّثنا على أن الجمعية تحتاج إلى توفير قرابة 10 ملايين دينار بعنوان السنة الحالية 2023. ستخصص 4 ملايين دينار منها لتنفيذ مشروع إعادة بناء قرية الأطفال "س و س" سليانة المتضررة منازلها بسبب انزلاقات أرضية ومشروع ثان لترميم المنازل العائلية بباقي القرى (قمرت وأكودة والمحرس).

كما أن التبرعات عبر الوسائط الرقمية بدأت تؤتي أكلها وهي التي حدّثنا عنها رشاد الخبور المنسق الوطني في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمكتب الوطني للجمعية. وحدثنا عن البعد الرقمي في جمع التبرعات قائلا  "يمكن التبرع عبر الواب en ligne بصفة سهلة عن طريق الموقع الرسمي للجمعية sosve.tnواختيار المبلغ المراد التبرع به بالبطاقة البنكية أو عن طريق الرسائل القصيرة على الرقم 85510 بمبلغ قدره دينار واحد.

كذلك بالإمكان تنزيل تطبيقة الكفالة sosve على Android  وقريبا على IOS وتدوين البيانات والإمضاء ليتم اقتطاع شهري مباشر من الحساب البنكي أو البريدي للمتكفل مع حرية اختيار المبلغ .

ولا ننسى الاتفاقية التي تم إبرامها مع شركة Runpay والتي تمكننا من جمع التبرعات من آلاتها الموجودة بكامل الفضاءات التجارية بالجمهورية التونسية."

ويضيف محدثنا أنه بالنسبة للتبرّع عبر الإرساليات القصيرة والذي يعولون عليه كثيرا فمازال قيد الانجاز وفي انتظار موافقة الجهات المعنية.

النظام الداخلي للقرى.. أسري بامتياز

النظام الداخلي للقرى أنشأ على طريقة النظام العائلي كي لا يشعر الطفل بالغربة حيث نجد في كل قرية مجموعة من المنازل المجهزة بكل وسائل الراحة والترفيه يقطنها بين 4 و6 أطفال تعيش معهم وتشرف عل تربيتهم واحتياجاتهم موظفة يسمونها وينادونها بالأم وهي مجندة 24 ساعة في عملها وتشتغل ثلاثة أسابيع على أربعة وحين غيابها تعوّضها امرأة أخرى ينادونها "الخالة" ومهمتها تعويض غياب الأمهات عن المنازل.

هذه "الأسر الصغيرة" لها استقلالها المادي وميزانيتها الأسبوعية وتموينها الخاص. أما الرعاية الاجتماعية والنفسية ومراجعة الدروس والتنقل الى المدارس والمعاهد فيكون جماعيا.

واللافت للانتباه هو اللحمة الكبيرة بين الأطفال المقيمين في المنازل بالقرى حيث يشكلون أسرة كبيرة و يعتبرون أنفسهم أخوة و "أولاد حومة" .

والى جانب المنازل يوجد ما يسمونه مبيتا وهو خاص بالأطفال الذين تجاوزوا سن الرابعة عشر حيث تقيم البنات عادة في هذه المبيتات صحبة مشرفات بنظام آخر يعتمدن فيه على أنفسهن أكثر في الطبخ وقضاء شؤون البيت.

أمّا الأولاد فيغادرون القرية الى منازل للكراء تتكفل بها الجمعية وبجميع احتياجاتهم لغاية بلوغهم سنّ 18 .

لكن ما هو معمول به أن هذه القرى تواصل مساعدة هؤلاء حتى بعد بلوغهم سن 18 و هي تتكفل بهم طوعيا وتوفّر لهم أغلب احتياجاتهم. كما أن هؤلاء يبقون على اتصال أسري عجيب مع أمهاتهم ومع الفضاء الذي ترعرعوا فيه. ويعتبرون المقيمين في القرى إخوانهم الصغار الذي محمول عليهم مساعدتهم و شدّ أزرهم وحتى مناصرتهم أحيانا.

قرى "س و س" في أرقام

  206   أطفال يقيمون بالقرى الأربعة (116 ذكورا و90 إناثا) تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر و14 سنة.

- 1791   طفلا مستفيدا من برنامج دعم الأسرة يتوزعون إلى 905 ذكور و891 إناثا وينتمون إلى 666 أسرة .

- 147  شابا وشابة (أعمارهم فوق 14 سنة) يقيمون في مبيتات تابعة للجمعية ويتوزعون إلى 82 شابا و65 شابة.

ويتوزع الأطفال بحسب القرى على النحو التالي :

-قرية قمرت: أسست سنة 1984وبها 9منازل  و4 مبيتات للشبان والشابات فضلا عن 91  من الأطفال والشباب متعهّد بهم أما عدد الأسر المتعهد بها في إطار برنامج دعم الأسرة والوقاية من الإهمال فهو 202 عائلة تضم496 طفلا. مديرها  خليل خليل.

-قرية سليانة: تأسست في02/11/1984 تضم 76 طفلا و طفلة وشابا و شابة وتحتوي على 6 منازل عائلية و مبيتين .كما تتكفل ب 500 طفلا في إطار برنامج دعم العائلات. مديرها عاطف اللبادي.

-قرية المحرس: تأسست سنة 2002 و تضم 12منزلا وتأيو 60طفلا .كما تحتوي على مبيت للأطفال يضم 12طفلا.و مبيتا للفتيات يضم 10 بنات. كما تتعهد بـ135 عائلة تضم حوالي 400 طفل. مديرها محمد اليعقوبي.

-قرية أكودة: تأسست سنة 2010 وتضم 86 طفلا موزعون على 14منزلا .كما تحتوي على مبيتين للفتيات. وتتم الإحاطة بـ175 عائلة معوزة و500 طفل. مديرها يسري ضيف الله.

ويبلغ عدد المدمجين منهم (أو هم في طور الإدماج) في الحياة المهنية 31 في قرية قمرت و28 في قرية المحرس و25 في قرية سليانة و4 في قرية أكودة.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews