إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أنور المرزوقي نائب رئيس البرلمان لـ"الصباح": هدفنا إعادة المصداقية و"بريستيج" النائب.. والامتيازات ليست من الأولويات

 

الأسبوع القادم الحسم في النظام الداخلي

نحن بصدد ترتيب أوضاع البرلمان من جديد

تونس – الصباح

أكد أنور المرزوقي، نائب رئيس مجلس نواب الشعب أن لجنة إعداد النظام الداخلي للبرلمان التي تتركب من 31 نائبا تواصل العمل والانكباب بنسق حثيث على إعداد مشروع قانون ليكون جاهزا لعرضه على المصادقة قبل نهاية الأسبوع القادم.

وبين أنور المرزوقي في حديثه لـ"الصباح"، أن جميع النواب واعون بجسامة التحدي الذي ينتظر المؤسسة التشريعية لعدة اعتبارات ذكر من بينها متطلبات المرحلة الانتقالية في التاريخ السياسي لتونس والوضعية الصعبة التي تمر بها بلادنا في هذه المرحلة على مستويات عديدة.

وأضاف قائلا: "في الحقيقة التحدي الأكبر لمجلس نواب الشعب الحالي هو النجاح في أبعاد مختلفة، وذلك بإدخال روح جديدة لقبة باردو وتحقيق الثقة بين النائب أو الطبقة السياسية من ناحية والشعب من ناحية أخرى، والقطع مع الصورة النمطية للبرلمان وتقديم صورة جديدة تعيد للنائب والسياسي "البريستيج" والثقة وطنيا وخارجيا". واعتبر محدثنا أن هذه الأهداف ممكنة التحقيق وذلك من خلال العمل الناجز والناجع والمصداقية. موضحا أن جميع النواب يتقاطعون عند هذه الأهداف وهو ما تأكد في الميثاق الأخلاقي الذي اتفقوا عليه قبل مباشرة البرلمان لمهامه وما سيتم العمل على تكريسه في النظام الداخلي الذي ينظم ويحدد مهام النائب وما له وما عليه داخل قبة باردو.

فيما يتعلق بامتيازات النواب الجدد، أفاد أنور المرزوقي أن هذه المسألة لم تطرح واعتبرها الجميع ليس من الأولويات مثمنا في نفس السياق ما أبداه أغلب النواب الجدد من تحمس وإقبال على الانخراط في خدمة الدولة والعمل على إخراج الدولة من الوضعية الصعبة التي تتخبط فيها، دون إيلاء هذا الجانب الأهمية. مضيفا بالقول: "صحيح أني قضيت ما يقارب ثلاثة عقود كأكاديمي في الجامعة التونسية إضافة إلى القيام بمحاضرات شهرية ونصف شهرية في عدة جامعات وبلدان عربية وأوروبية، ولكن ما لاحظته من تعلق أغلب النواب الجدد وخاصة من الشباب بروح الوطنية وحرص على المساهمة في تكريس مقاربات الجمهورية الجديدة تشريعيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، من العوامل التي بددت كل المخاوف من الصعوبات التي تجعل إمكانات الإصلاح تكون صعبة في ظل الأزمات وملفات الفاسدة المتراكمة".

وحول مدى صحة ما يروج حول انتماءاته السياسية السابقة أضاف المرزوقي قائلا: "مثلما أسلفت الذكر ليست لي أي انتماءات سياسية قبل 2010 أو بعدها ولكني ساندت الباجي قائد السبسي بعد تأسيسه حزب نداء تونس، ثم أني كنت ناشطا جمعياتيا ومدنيا حاضرا وقريبا من المشهد العام في تونس في السنوات الأخيرة. الأمر الذي جعلني أقدم على خوض الانتخابات سعيا للمساهمة في تأسيس الجمهورية الجديدة والقطع مع كل مظاهر ومتعلقات منظومة ما قبل 25 جويلية 2021 رغم مؤاخذات أصدقائي لي".

وفسر سبب احتجاج بعض زملائه والمقربين منه على انخراطه في العمل السياسي بأنه ليس بسبب الانتماءات وإنما ليقينهم أن "النخبة" المثقفة والأكاديميين ظلوا مبعدين هروبا من تداعيات المعارك و"المعمعة" السياسية، إضافة إلى دور إغراءات العروض الخارجية في استقطاب هذه النخب وهروب بعضها الآخر من الجحود والتهميش والتغييب الذي يعيشونه. وهو ما اعتبره إجراما في حق البلاد.

ويذكر أن أنور المرزوقي تحصل على أكبر عدد من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية محطتها الثانية في كامل جهات الجمهورية وذلك بفوزه بـ5992 صوتا.

لذلك اعتبر أنور المرزوقي أن من بين الإشكاليات التي سيعمل على معالجتها في البرلمان الحالي إعادة الاعتبار للنخب والكفاءات الوطنية في جميع المجالات وذلك عبر تهيئة وتوفير كل ظروف العمل والإبداع والاستثمار التي تدفعهم لعدم مغادرة البلاد مهما كانت المغريات.

في جانب آخر من حديثه أكد نائب رئيس مجلس نواب الشعب أن الجميع منكب حاليا داخل البرلمان على إعادة ترتيب أوضاع قبة باردو من جديد، وأنه لم يتم بعد وضع روزنامة أو أجندا العمل قبل الانتهاء من الحسم في النظام الداخلي. رغم تشديده على أن الجميع على وعي بحجم المسؤولية المنوطوة بعهدة الجميع. ونوه في نفس السياق بالانسجام والتفهم والتنسيق المخيم على تركيبة رئاسة البرلمان وعلى عمل بقية النواب. مبينا أن العمل سيكون في شكل لجان وليس هناك كتل نيابية على اعتبار أن الأهم في هذه المرحلة الهامة والحاسمة بعد الخروج من مرحلة الاستثناء هو الدخول عمليا في التأسيس والتفعيل للجمهورية الجديدة. مما يعني في تقديره، أن المهمة ستكون أقرب إلى عمل جماعي بنسق ماراطوني لتدارك ما خسرته بلادنا طيلة سنوات بسبب المهاترات والصراعات السياسية. واعتبر ما يقوم به النواب القدامى من دور في هذا البرلمان ومساعدة النواب الجدد ممن ليست لهم خبرة في المؤسسة التشريعية والعمل البرلماني يرتقي إلى مرتبة "التأطير"  سواء منهم أبناء حركة الشعب أو غيرهم من المستقلين ومن لهم تجارب حزبية سابقة. معتبرا أن القاسم المشترك في مجلس نواب اليوم هم خدمة تونس الجديدة وتحقيق المصالحة بين النخبة السياسية والشعب في نفس الوقت.

في المقابل اعتبر أنور المرزوقي أن ملف نائبة رئيس البرلمان سوسن مبروك المتعلق بانضمامها أو نشاطها في "دولة افتراضية" وما أثاره من جدل، ملف للنسيان لا يستحق التوقف عنده.

نزيهة الغضباني

أنور المرزوقي نائب رئيس البرلمان لـ"الصباح":  هدفنا إعادة المصداقية و"بريستيج" النائب.. والامتيازات ليست من الأولويات

 

الأسبوع القادم الحسم في النظام الداخلي

نحن بصدد ترتيب أوضاع البرلمان من جديد

تونس – الصباح

أكد أنور المرزوقي، نائب رئيس مجلس نواب الشعب أن لجنة إعداد النظام الداخلي للبرلمان التي تتركب من 31 نائبا تواصل العمل والانكباب بنسق حثيث على إعداد مشروع قانون ليكون جاهزا لعرضه على المصادقة قبل نهاية الأسبوع القادم.

وبين أنور المرزوقي في حديثه لـ"الصباح"، أن جميع النواب واعون بجسامة التحدي الذي ينتظر المؤسسة التشريعية لعدة اعتبارات ذكر من بينها متطلبات المرحلة الانتقالية في التاريخ السياسي لتونس والوضعية الصعبة التي تمر بها بلادنا في هذه المرحلة على مستويات عديدة.

وأضاف قائلا: "في الحقيقة التحدي الأكبر لمجلس نواب الشعب الحالي هو النجاح في أبعاد مختلفة، وذلك بإدخال روح جديدة لقبة باردو وتحقيق الثقة بين النائب أو الطبقة السياسية من ناحية والشعب من ناحية أخرى، والقطع مع الصورة النمطية للبرلمان وتقديم صورة جديدة تعيد للنائب والسياسي "البريستيج" والثقة وطنيا وخارجيا". واعتبر محدثنا أن هذه الأهداف ممكنة التحقيق وذلك من خلال العمل الناجز والناجع والمصداقية. موضحا أن جميع النواب يتقاطعون عند هذه الأهداف وهو ما تأكد في الميثاق الأخلاقي الذي اتفقوا عليه قبل مباشرة البرلمان لمهامه وما سيتم العمل على تكريسه في النظام الداخلي الذي ينظم ويحدد مهام النائب وما له وما عليه داخل قبة باردو.

فيما يتعلق بامتيازات النواب الجدد، أفاد أنور المرزوقي أن هذه المسألة لم تطرح واعتبرها الجميع ليس من الأولويات مثمنا في نفس السياق ما أبداه أغلب النواب الجدد من تحمس وإقبال على الانخراط في خدمة الدولة والعمل على إخراج الدولة من الوضعية الصعبة التي تتخبط فيها، دون إيلاء هذا الجانب الأهمية. مضيفا بالقول: "صحيح أني قضيت ما يقارب ثلاثة عقود كأكاديمي في الجامعة التونسية إضافة إلى القيام بمحاضرات شهرية ونصف شهرية في عدة جامعات وبلدان عربية وأوروبية، ولكن ما لاحظته من تعلق أغلب النواب الجدد وخاصة من الشباب بروح الوطنية وحرص على المساهمة في تكريس مقاربات الجمهورية الجديدة تشريعيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، من العوامل التي بددت كل المخاوف من الصعوبات التي تجعل إمكانات الإصلاح تكون صعبة في ظل الأزمات وملفات الفاسدة المتراكمة".

وحول مدى صحة ما يروج حول انتماءاته السياسية السابقة أضاف المرزوقي قائلا: "مثلما أسلفت الذكر ليست لي أي انتماءات سياسية قبل 2010 أو بعدها ولكني ساندت الباجي قائد السبسي بعد تأسيسه حزب نداء تونس، ثم أني كنت ناشطا جمعياتيا ومدنيا حاضرا وقريبا من المشهد العام في تونس في السنوات الأخيرة. الأمر الذي جعلني أقدم على خوض الانتخابات سعيا للمساهمة في تأسيس الجمهورية الجديدة والقطع مع كل مظاهر ومتعلقات منظومة ما قبل 25 جويلية 2021 رغم مؤاخذات أصدقائي لي".

وفسر سبب احتجاج بعض زملائه والمقربين منه على انخراطه في العمل السياسي بأنه ليس بسبب الانتماءات وإنما ليقينهم أن "النخبة" المثقفة والأكاديميين ظلوا مبعدين هروبا من تداعيات المعارك و"المعمعة" السياسية، إضافة إلى دور إغراءات العروض الخارجية في استقطاب هذه النخب وهروب بعضها الآخر من الجحود والتهميش والتغييب الذي يعيشونه. وهو ما اعتبره إجراما في حق البلاد.

ويذكر أن أنور المرزوقي تحصل على أكبر عدد من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية محطتها الثانية في كامل جهات الجمهورية وذلك بفوزه بـ5992 صوتا.

لذلك اعتبر أنور المرزوقي أن من بين الإشكاليات التي سيعمل على معالجتها في البرلمان الحالي إعادة الاعتبار للنخب والكفاءات الوطنية في جميع المجالات وذلك عبر تهيئة وتوفير كل ظروف العمل والإبداع والاستثمار التي تدفعهم لعدم مغادرة البلاد مهما كانت المغريات.

في جانب آخر من حديثه أكد نائب رئيس مجلس نواب الشعب أن الجميع منكب حاليا داخل البرلمان على إعادة ترتيب أوضاع قبة باردو من جديد، وأنه لم يتم بعد وضع روزنامة أو أجندا العمل قبل الانتهاء من الحسم في النظام الداخلي. رغم تشديده على أن الجميع على وعي بحجم المسؤولية المنوطوة بعهدة الجميع. ونوه في نفس السياق بالانسجام والتفهم والتنسيق المخيم على تركيبة رئاسة البرلمان وعلى عمل بقية النواب. مبينا أن العمل سيكون في شكل لجان وليس هناك كتل نيابية على اعتبار أن الأهم في هذه المرحلة الهامة والحاسمة بعد الخروج من مرحلة الاستثناء هو الدخول عمليا في التأسيس والتفعيل للجمهورية الجديدة. مما يعني في تقديره، أن المهمة ستكون أقرب إلى عمل جماعي بنسق ماراطوني لتدارك ما خسرته بلادنا طيلة سنوات بسبب المهاترات والصراعات السياسية. واعتبر ما يقوم به النواب القدامى من دور في هذا البرلمان ومساعدة النواب الجدد ممن ليست لهم خبرة في المؤسسة التشريعية والعمل البرلماني يرتقي إلى مرتبة "التأطير"  سواء منهم أبناء حركة الشعب أو غيرهم من المستقلين ومن لهم تجارب حزبية سابقة. معتبرا أن القاسم المشترك في مجلس نواب اليوم هم خدمة تونس الجديدة وتحقيق المصالحة بين النخبة السياسية والشعب في نفس الوقت.

في المقابل اعتبر أنور المرزوقي أن ملف نائبة رئيس البرلمان سوسن مبروك المتعلق بانضمامها أو نشاطها في "دولة افتراضية" وما أثاره من جدل، ملف للنسيان لا يستحق التوقف عنده.

نزيهة الغضباني

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews