إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد إصابة 30 % من قطيع الأبقار.. مخاوف من عدوى مرض السل مع تضاعف استهلاك الحليب في رمضان

 

تونس-الصباح

دعت إدارة رعاية الصحة الأساسية في بلاغ لها الى تفادي استهلاك الحليب الطازج وغير المعقم ومشتقاته من زبدة ورايب ولبن واجبان، وشددت على استهلاك المنتوجات المعلبة أو المعقمة التي تباع بالتفصيل في المغازات والمحلات. ويتنزل هذا التحذير في سياق يسجل فيه تواصل لانتشار داء السل بين نحو 30% من قطيع الأبقار بالبلاد حسب عمادة الأطباء البياطرة. وعلى الأرجح هذه النسبة مصدر تخوفات إدارة رعاية الصحة الأساسية والدافع الى إصدارها البيان أياما قبل حلول شهر رمضان الذي تتضاعف خلاله معدلات استهلاك الألبان ومشتقاتها. حتى وان لم تعلن صراحة ان المقصود بتفادي الإصابة ببعض الأمراض التي تنقل عن طريق الحليب كان معنيا به داء السل وكان من الأجدى أن يكون خطابها أكثر ووضوحا حماية للتونسيين.

ويتزايد استهلاك التونسيين للألبان ومشتقاتها خلال شهر رمضان بنسبة 120% حسب رئيس مؤسسة سيغما كونساي حسن الزرقوني، في نفس الوقت ترتفع معدلات استهلاك الياغورت لتصل الى 17 علبة للفرد الواحد. ويترافق ذلك مع ارتفاع استهلاك الأجبان بأنواعها.

وللإشارة سبق وأن نبه عميد الأطباء البياطرة أحمد رجب منذ شهر ديسمبر 2022، الى تزايد الإصابات بداء السل في صفوف قطيع الأبقار ودعا وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاصرة انتشار المرض. خاصة لما يمكن أن يكون له من تداعيات على صحة المواطنين التونسيين باعتبار توجه جزء منهم الى استهلاك الحليب الطازج ومشتقاته غير المعقمة.

لكن وعلى امتداد الأشهر الماضية لم يتغير الوضع كثيرا، فيقول مهيب الكعبي المهندس المتخصّص في الإنتاج الحيواني ورئيس نقابة مخصّبي الأبقار، في تصريحه لـ"الصباح" انه وسط تراجع حملات المعاينة البيطرية الرسمية، يتم التوجه نحو التكتم على إصابات السل المسجلة في صفوف قطعان الأبقار من قبل مالكيها من الفلاحين والمربين خوفا من التوجه نحو ذبحها وهو ما من شأنه أن يضاعف مستوى خطر انتقال المرض من الحيوان الى الإنسان.

ويكشف رئيس نقابة مخصّبي الأبقار، أن مهمات الإرشاد الفلاحي وحملات المعاينة والمتابعة التي تقوم بها الجهات الرسمية قد عرفت تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة الأمر الذي تسبب في تزايد انتشار معدل الإصابات بداء السل.

ويضيف مهيب الكعبي بأن الجهات الرسمية كانت في السابق تعوّض أصحاب القطعان عن الأبقار تنفق بسبب إصابتها بالسلّ، وذلك في حدود 80 % من قيمتها، وهو إجراء مجمد منذ أعوام الأمر الذي تسبب في تزايد مخاطر انتشار الأمراض في القطعان ونقلها إلى مستهلكي الألبان واللحوم.

وفي نفس السياق أفاد عميد البياطرة في تصريح إعلامي لأحد المواقع الالكترونية، أن نسبة انتشار مرض السل في قطيع الأبقار مازالت في حدود الـ30% وبين أن الأطباء البياطرة لم يقصروا في واجبهم لكن الإشكال يكمن في إيقاف الانتداب بوزارة الفلاحة منذ سنة 2015، وذكر ان هناك نقصا فادحا في البياطرة في جميع الولايات ولا يمكن القضاء على مرض السل وغيره من الأمراض المعدية إلا بتغطية جميع مناطق البلاد.

ودعا عميد البياطرة إلى اقتناء اللحوم التي تحمل طابعًا لتفادي اقتناء لحوم حيوانات مريضة، مشددًا على دور البلديات في الرقابة على المسالخ التي لا تستجيب للمقاييس الصحية العالمية والتصدي للمسالخ العشوائية. كما لفت إلى أن الرقابة على المسالخ من شأنها أن تحمي المواطن من عديد الأمراض المنقولة من الحيوان.

وتسجّل تونس سنوياً 29 حالة عدوى جديدة بمرض السلّ من بين كلّ 100 ألف نسمة، 60 % منها حالات سلّ خارج الرئتَين. والإصابات بمرض السلّ خارج الرئتَين تنجم بمعظمها عن عدوى السلّ الحيواني التي يتسبّب فيها استهلاك الحليب غير المعقّم ومشتقاته ولحوم البقر المصابة، بحسب معطيات وزارة الصحة، مع نحو 3600 حالة سنوياً. والعدوى بهذا النوع من السلّ تنجم عن استهلاك الحليب غير المعقّم ومشتقاته ولحوم الأبقار المصابة.

وفي تشخيصها لخطورة انتشار المرض بينت سميرة مرعي الطبيبة المتخصصة في الأمراض الصدرية ووزيرة الصحة السابقة في حديثها لـ"الصباح" أنّ هناك مخاطر حقيقية تتعلق بإمكانيات ارتفاع الإصابات بالسلّ خارج الرئتَين الناجم عن زيادة استهلاك الحليب غير المعقم ومشتقاته. وتشير الى أن الألبان غير المعقّمة، سبب رئيسي للإصابة بالسلّ الحيواني، لا سيّما السلّ اللمفاوي أو العقدي في العنق.

وتوضح مرعي أنّ عدوى السلّ تنتقل من قطعان الماشية المصابة إلى الإنسان عبر استهلاك الألبان بصورة أساسية، لا سيّما تلك التقليدية وما يُعرَف بالرايب الذي لا يخضع إلى أيّ نوع من التعقيم.

وتوضح سميرة مرعي أنّ السلّ الحيواني يصيب مختلف الأعمار ويتم التفطن للإصابات خاصة في المناطق التي يرتفع فيها استهلاك الألبان غير المعالجة أو غير المعقّمة. وتحذّر مرعي من عودة انتشار استهلاك الحليب الخام على الصحة العامة، مشدّدة على ضرورة الحذر وتوعية التونسيين بعدم استهلاك أي مواد غذائية يمكن أن تحمل أي خطورة على صحتهم.

وللتذكير دعت بدورها إدارة رعاية الصحة الأساسية في بيانها، إلى الحرص على تغلية الحليب الطازج وذلك بتركه على نار هادئة لمدة 10 دقائق بعد الغليان ضمانا لسلامته من أية أمراض أو جراثيم.

وأكدت على أن استهلاك الحليب غير المعقم ومشتقاته يهدد صحة الإنسان ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل السل البقري والحمى المالطية، اللذين يسبّبان مضاعفات صحية خطيرة.

ريم سوودي

بعد إصابة 30 % من قطيع الأبقار..  مخاوف من عدوى مرض السل مع تضاعف استهلاك الحليب في رمضان

 

تونس-الصباح

دعت إدارة رعاية الصحة الأساسية في بلاغ لها الى تفادي استهلاك الحليب الطازج وغير المعقم ومشتقاته من زبدة ورايب ولبن واجبان، وشددت على استهلاك المنتوجات المعلبة أو المعقمة التي تباع بالتفصيل في المغازات والمحلات. ويتنزل هذا التحذير في سياق يسجل فيه تواصل لانتشار داء السل بين نحو 30% من قطيع الأبقار بالبلاد حسب عمادة الأطباء البياطرة. وعلى الأرجح هذه النسبة مصدر تخوفات إدارة رعاية الصحة الأساسية والدافع الى إصدارها البيان أياما قبل حلول شهر رمضان الذي تتضاعف خلاله معدلات استهلاك الألبان ومشتقاتها. حتى وان لم تعلن صراحة ان المقصود بتفادي الإصابة ببعض الأمراض التي تنقل عن طريق الحليب كان معنيا به داء السل وكان من الأجدى أن يكون خطابها أكثر ووضوحا حماية للتونسيين.

ويتزايد استهلاك التونسيين للألبان ومشتقاتها خلال شهر رمضان بنسبة 120% حسب رئيس مؤسسة سيغما كونساي حسن الزرقوني، في نفس الوقت ترتفع معدلات استهلاك الياغورت لتصل الى 17 علبة للفرد الواحد. ويترافق ذلك مع ارتفاع استهلاك الأجبان بأنواعها.

وللإشارة سبق وأن نبه عميد الأطباء البياطرة أحمد رجب منذ شهر ديسمبر 2022، الى تزايد الإصابات بداء السل في صفوف قطيع الأبقار ودعا وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاصرة انتشار المرض. خاصة لما يمكن أن يكون له من تداعيات على صحة المواطنين التونسيين باعتبار توجه جزء منهم الى استهلاك الحليب الطازج ومشتقاته غير المعقمة.

لكن وعلى امتداد الأشهر الماضية لم يتغير الوضع كثيرا، فيقول مهيب الكعبي المهندس المتخصّص في الإنتاج الحيواني ورئيس نقابة مخصّبي الأبقار، في تصريحه لـ"الصباح" انه وسط تراجع حملات المعاينة البيطرية الرسمية، يتم التوجه نحو التكتم على إصابات السل المسجلة في صفوف قطعان الأبقار من قبل مالكيها من الفلاحين والمربين خوفا من التوجه نحو ذبحها وهو ما من شأنه أن يضاعف مستوى خطر انتقال المرض من الحيوان الى الإنسان.

ويكشف رئيس نقابة مخصّبي الأبقار، أن مهمات الإرشاد الفلاحي وحملات المعاينة والمتابعة التي تقوم بها الجهات الرسمية قد عرفت تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة الأمر الذي تسبب في تزايد انتشار معدل الإصابات بداء السل.

ويضيف مهيب الكعبي بأن الجهات الرسمية كانت في السابق تعوّض أصحاب القطعان عن الأبقار تنفق بسبب إصابتها بالسلّ، وذلك في حدود 80 % من قيمتها، وهو إجراء مجمد منذ أعوام الأمر الذي تسبب في تزايد مخاطر انتشار الأمراض في القطعان ونقلها إلى مستهلكي الألبان واللحوم.

وفي نفس السياق أفاد عميد البياطرة في تصريح إعلامي لأحد المواقع الالكترونية، أن نسبة انتشار مرض السل في قطيع الأبقار مازالت في حدود الـ30% وبين أن الأطباء البياطرة لم يقصروا في واجبهم لكن الإشكال يكمن في إيقاف الانتداب بوزارة الفلاحة منذ سنة 2015، وذكر ان هناك نقصا فادحا في البياطرة في جميع الولايات ولا يمكن القضاء على مرض السل وغيره من الأمراض المعدية إلا بتغطية جميع مناطق البلاد.

ودعا عميد البياطرة إلى اقتناء اللحوم التي تحمل طابعًا لتفادي اقتناء لحوم حيوانات مريضة، مشددًا على دور البلديات في الرقابة على المسالخ التي لا تستجيب للمقاييس الصحية العالمية والتصدي للمسالخ العشوائية. كما لفت إلى أن الرقابة على المسالخ من شأنها أن تحمي المواطن من عديد الأمراض المنقولة من الحيوان.

وتسجّل تونس سنوياً 29 حالة عدوى جديدة بمرض السلّ من بين كلّ 100 ألف نسمة، 60 % منها حالات سلّ خارج الرئتَين. والإصابات بمرض السلّ خارج الرئتَين تنجم بمعظمها عن عدوى السلّ الحيواني التي يتسبّب فيها استهلاك الحليب غير المعقّم ومشتقاته ولحوم البقر المصابة، بحسب معطيات وزارة الصحة، مع نحو 3600 حالة سنوياً. والعدوى بهذا النوع من السلّ تنجم عن استهلاك الحليب غير المعقّم ومشتقاته ولحوم الأبقار المصابة.

وفي تشخيصها لخطورة انتشار المرض بينت سميرة مرعي الطبيبة المتخصصة في الأمراض الصدرية ووزيرة الصحة السابقة في حديثها لـ"الصباح" أنّ هناك مخاطر حقيقية تتعلق بإمكانيات ارتفاع الإصابات بالسلّ خارج الرئتَين الناجم عن زيادة استهلاك الحليب غير المعقم ومشتقاته. وتشير الى أن الألبان غير المعقّمة، سبب رئيسي للإصابة بالسلّ الحيواني، لا سيّما السلّ اللمفاوي أو العقدي في العنق.

وتوضح مرعي أنّ عدوى السلّ تنتقل من قطعان الماشية المصابة إلى الإنسان عبر استهلاك الألبان بصورة أساسية، لا سيّما تلك التقليدية وما يُعرَف بالرايب الذي لا يخضع إلى أيّ نوع من التعقيم.

وتوضح سميرة مرعي أنّ السلّ الحيواني يصيب مختلف الأعمار ويتم التفطن للإصابات خاصة في المناطق التي يرتفع فيها استهلاك الألبان غير المعالجة أو غير المعقّمة. وتحذّر مرعي من عودة انتشار استهلاك الحليب الخام على الصحة العامة، مشدّدة على ضرورة الحذر وتوعية التونسيين بعدم استهلاك أي مواد غذائية يمكن أن تحمل أي خطورة على صحتهم.

وللتذكير دعت بدورها إدارة رعاية الصحة الأساسية في بيانها، إلى الحرص على تغلية الحليب الطازج وذلك بتركه على نار هادئة لمدة 10 دقائق بعد الغليان ضمانا لسلامته من أية أمراض أو جراثيم.

وأكدت على أن استهلاك الحليب غير المعقم ومشتقاته يهدد صحة الإنسان ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل السل البقري والحمى المالطية، اللذين يسبّبان مضاعفات صحية خطيرة.

ريم سوودي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews