إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم | الكتابات السرية. !!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

     من فقد ملجأه أو حضنا دافئا يأويه أو لم يعثر على وعاء لأسراره تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه .

  الكتاب الحقيقي ليس هذا الذي نقرأه، لكنّه ذلك الكتاب الذي يقرأنا.

 فنحن البشر كلنا كالقمر، لنا جانب من حياتنا سرّي وخفي ومظلم .

     نزورها بمعدل 1856 مرة في السنة، نراها على الجدران والأبواب وحتى في الأسقف، موجودة في99.5٪ منها، إنها الكتابات والرسوم السرية التي تصدمنا بعد أن نكتشفها عند الدخول إلى الخلوات أو المراحيض لقضاء حاجاتنا .

 حسب الإحصائيات العالمية، في المتوسط يقضي الرجال 54 ثانية في المرحاض، والنساء 1 دقيقة 43.

لكن الأهم اكتشف العلماء أن هذه الأماكن من أفضل فترات استيعاب الدماغ للمعلومات واستنباط الأفكار وحتى البحث عن حلول لمشاكل أو التعبير عن الغضب والاحتجاج.

 بل المثير كذلك أن في بعض المنازل والإدارات والفضاءات العامة توضع داخل هذه الخلوات مكتبات صغيرة تضمّ كتبا ودوريات تكون على ذمة من يتوجه إليها لقضاء حاجته .

 أحيانا لا تسلم هذه الكتب من تعاليق وكتابات أو حتى رسوم بين صفحاتها.

  بحثت إحدى الدراسات العلمية في هذه الممارسة التي أصبحت منتشرة على نطاق واسع وهي القراءة في الخلوة أو المرحاض، هل هي جيدة أم ضارة بصحة الإنسان؟، خاصة بما هو موصول بالنظافة، أي بتلوث الكتب والمجلات وما هي مدة بقاء الجراثيم على صفحاتها، كذلك ما هو تأثير قراءة النص على حركة الأمعاء؟

 طمأنت الدراسة بأنه لا خطر في ذاك طالما يتم غسل اليدين جيدا، بالنسبة للميكروبات، فإنها تعيش لبضع دقائق فقط على الجرائد، وبضع ساعات على الأغطية البلاستيكية أو شاشات الهواتف الجوالة، كما بينت الدراسة العلمية أيضًا أن القراء في المرحاض يميلون إلى أن يكونوا أقل إمساكا وألما في البطن من الآخرين .

     لم تفوّت شركات التسويق هذه الفرص لنراها في بعض البلدان الغربية كيف تشتري المساحات للإعلانات في الزوايا الصغيرة داخل مراحيض الحانات والملاعب وما إلى ذلك، يستهدف كل منها مجموعة سكانية معينة وفقًا للجنس ثم طبيعة المكان أو الحدث.

تمنيت لو بادر بعض المختصين وعلماء الاجتماع والنفس عندنا إعداد دراسة عن مضامين الكتابات والرسومات في هذه الخلوات السرية بالمدارس والمعاهد حتى الفضاءات العمومية والإدارات لاكتشاف حقيقة ما يختلج في سلوكيات بعض مواطنينا .

 بلا شكّ سنكتشف الكثير من المفاجآت عن هذه العوالم السرية .

 مادمنا نتحدث عنها، نشير إلى انه عندما داهم أعوان مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي منزل دونالد ترامب في مارالاغو بولاية فلوريدا، وجدوا أوراقا يحتمل أن تكون سرية في الجزء السفلي من وعاء المرحاض، بمعنى كان يراد التخلص منها !.

 بمعنى أن هذه الأماكن بقدر ما هي كاشفة أسرار الناس، قد تتحول كذلك إلى قبورها. !.

    لكلّ كلمة عين تراها وأذن تسمعها، من خلالها يكشف المرء حقيقته.

  من حكم الحياة، انه من الأفضل أن يعاني المرء من سرّه على أن يكشفه حتى على جدار خلوة.

 

 

حكاياتهم  |  الكتابات السرية. !!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

     من فقد ملجأه أو حضنا دافئا يأويه أو لم يعثر على وعاء لأسراره تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه .

  الكتاب الحقيقي ليس هذا الذي نقرأه، لكنّه ذلك الكتاب الذي يقرأنا.

 فنحن البشر كلنا كالقمر، لنا جانب من حياتنا سرّي وخفي ومظلم .

     نزورها بمعدل 1856 مرة في السنة، نراها على الجدران والأبواب وحتى في الأسقف، موجودة في99.5٪ منها، إنها الكتابات والرسوم السرية التي تصدمنا بعد أن نكتشفها عند الدخول إلى الخلوات أو المراحيض لقضاء حاجاتنا .

 حسب الإحصائيات العالمية، في المتوسط يقضي الرجال 54 ثانية في المرحاض، والنساء 1 دقيقة 43.

لكن الأهم اكتشف العلماء أن هذه الأماكن من أفضل فترات استيعاب الدماغ للمعلومات واستنباط الأفكار وحتى البحث عن حلول لمشاكل أو التعبير عن الغضب والاحتجاج.

 بل المثير كذلك أن في بعض المنازل والإدارات والفضاءات العامة توضع داخل هذه الخلوات مكتبات صغيرة تضمّ كتبا ودوريات تكون على ذمة من يتوجه إليها لقضاء حاجته .

 أحيانا لا تسلم هذه الكتب من تعاليق وكتابات أو حتى رسوم بين صفحاتها.

  بحثت إحدى الدراسات العلمية في هذه الممارسة التي أصبحت منتشرة على نطاق واسع وهي القراءة في الخلوة أو المرحاض، هل هي جيدة أم ضارة بصحة الإنسان؟، خاصة بما هو موصول بالنظافة، أي بتلوث الكتب والمجلات وما هي مدة بقاء الجراثيم على صفحاتها، كذلك ما هو تأثير قراءة النص على حركة الأمعاء؟

 طمأنت الدراسة بأنه لا خطر في ذاك طالما يتم غسل اليدين جيدا، بالنسبة للميكروبات، فإنها تعيش لبضع دقائق فقط على الجرائد، وبضع ساعات على الأغطية البلاستيكية أو شاشات الهواتف الجوالة، كما بينت الدراسة العلمية أيضًا أن القراء في المرحاض يميلون إلى أن يكونوا أقل إمساكا وألما في البطن من الآخرين .

     لم تفوّت شركات التسويق هذه الفرص لنراها في بعض البلدان الغربية كيف تشتري المساحات للإعلانات في الزوايا الصغيرة داخل مراحيض الحانات والملاعب وما إلى ذلك، يستهدف كل منها مجموعة سكانية معينة وفقًا للجنس ثم طبيعة المكان أو الحدث.

تمنيت لو بادر بعض المختصين وعلماء الاجتماع والنفس عندنا إعداد دراسة عن مضامين الكتابات والرسومات في هذه الخلوات السرية بالمدارس والمعاهد حتى الفضاءات العمومية والإدارات لاكتشاف حقيقة ما يختلج في سلوكيات بعض مواطنينا .

 بلا شكّ سنكتشف الكثير من المفاجآت عن هذه العوالم السرية .

 مادمنا نتحدث عنها، نشير إلى انه عندما داهم أعوان مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي منزل دونالد ترامب في مارالاغو بولاية فلوريدا، وجدوا أوراقا يحتمل أن تكون سرية في الجزء السفلي من وعاء المرحاض، بمعنى كان يراد التخلص منها !.

 بمعنى أن هذه الأماكن بقدر ما هي كاشفة أسرار الناس، قد تتحول كذلك إلى قبورها. !.

    لكلّ كلمة عين تراها وأذن تسمعها، من خلالها يكشف المرء حقيقته.

  من حكم الحياة، انه من الأفضل أن يعاني المرء من سرّه على أن يكشفه حتى على جدار خلوة.

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews