إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الأعداد المحجوبة ووضع المربّين المنكود

 

بقلم: مصدّق الشّريف

*عدم الجدّية في محاولة الوصول إلى حلول جذريّة يتبوّأ بها القطاع التربوي بمراحله كلّها مكانته الفضلى

يعيش قطاعا التّعليم الأساسيّ والثّانويّ في بلادنا منذ سنوات خلت حالات مدّ وجزر بين نقابتي منظوريها والحكومات المتعاقبة. اتفاقيّات لم تجد طريقها إلى التّطبيق ومطالب مادّية لم تقع تسويتها بتعلّة أنّ ميزانية الدّولة في حال عجز. أما في ما يخص الإصلاح التربويّ فحدّث ولا حرج. والمتابع لهذا الشّأن يلاحظ عدم الجدّية في محاولة الوصول إلى حلول جذريّة يتبوّأ بها القطاع التربوي بمراحله كلّها مكانته الفضلى التي من دونها لا تتقدّم المجتمعات ولا سبيل إلى أن تزدهر البلدان على الأصعدة جميعها.

لقد وصل بنا عدم تحمل كلّ طرف المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه إلى مشهد تكتنفه الفوضى ويسوده قلق يؤرّق المربّيات المربّين ويقض مضاجع الأولياء وقد باتوا غير مرتاحين أبدا على واقع أبنائهم ومستقبلهم.

ترى من يتّهم المربّيات والمربّين بعدم المسؤوليّة وبالتّلاعب بمصير التلاميذ الأبرياء لاسيّما بعد تنفيذ قرار حجب الأعداد والتّهديد بعدم إجراء الامتحانات والتّلويح بإمكان إقرار سنة دراسيّة بيضاء في كلّ مرّة لا يقع فيها التّوصّل إلى اتّفاق مع وزارة الإشراف.

وتجد من يقف إلى جانب المعلّمين والأساتذة الذين يعملون في ظروف قاسية بدءا بالبنى التحتيّة الكارثيّة للمؤسّسات التربويّة مرورا بتواصل عمل الكثير منهم بطريق التعاقد الذي طال أمده وبلغ أكثر من عقد من السّنين وصولا إلى عدم تمتيع العديد من المدرّسات والمدرّسين النّواب بأجورهم على امتداد سنة دراسية وأكثر…

سيّدي رئيس الجمهورية، إنّ من أبرز الشّعارات التي كنت ترفعها، لاسيّما منذ 25 جويلية 2021، ولا تزال، أن لا مجال إلى أن يظلم أيّ تونسيّ وأنه من حقه أن يعيش معزّزا مكرّما في أيّ تربة من تراب الجمهورية، وأنّ جميع التونسيّات والتونسيّين سواسية أمام القانون فكلّ فرد عليه أن يؤدّي واجباته وله في المقابل حقوق يجب أن يتمتع بها دون منّة أو تكرّم من أيّ كان…

 لذا، سيّدي رئيس الجمهورية، وحتى تتجسد الشعارات التي رفعتها ولا تزال وحتى يواصل من آمنوا بمشروعك الطريق معك لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يبقى آلاف المربّيات والمربّين النّواب دون أجر لمدّة أشهر طويلة. كيف يتسنّى لهم العيش لاسيما مع غلاء أسعار كلّ ما يحتاجون إليه من أكل وشرب ودواء ونقل وكراء؟ كيف يمكن للمدرّسات والمدرّسين النّواب أن يؤدّوا رسالتهم على الوجه الأكمل ووضعهم المهنيّ هشّ؟

سيّدي رئيس الجمهورية، إنّ القول بأنّ ميزانية الدّولة لا تستطيع توفير أجور الكثير من نساء التعليم ورجالها حجّة واهية لا يقبلها أيّ عاقل ولا من يريد أن يبقى وفيّا لمسار 25 جويلية 2021 لاسيما إن علم أن شخصكم، وأنت مواطن كبقية المواطنين وحريص على أن تبقى كذلك، وكذلك حكومتك بوزرائها وسفرائها وموظفيها ومسؤوليها يتمتّعون بأجورهم كلّ شهر ويغطّون ما تحتاج إليه أسرهم من نفقات…أليس لهؤلاء المحرومين من أجورهم أسر ولهم كامل الحق في الحياة وبهجتها؟

 

 

 

 

 

الأعداد المحجوبة ووضع المربّين المنكود

 

بقلم: مصدّق الشّريف

*عدم الجدّية في محاولة الوصول إلى حلول جذريّة يتبوّأ بها القطاع التربوي بمراحله كلّها مكانته الفضلى

يعيش قطاعا التّعليم الأساسيّ والثّانويّ في بلادنا منذ سنوات خلت حالات مدّ وجزر بين نقابتي منظوريها والحكومات المتعاقبة. اتفاقيّات لم تجد طريقها إلى التّطبيق ومطالب مادّية لم تقع تسويتها بتعلّة أنّ ميزانية الدّولة في حال عجز. أما في ما يخص الإصلاح التربويّ فحدّث ولا حرج. والمتابع لهذا الشّأن يلاحظ عدم الجدّية في محاولة الوصول إلى حلول جذريّة يتبوّأ بها القطاع التربوي بمراحله كلّها مكانته الفضلى التي من دونها لا تتقدّم المجتمعات ولا سبيل إلى أن تزدهر البلدان على الأصعدة جميعها.

لقد وصل بنا عدم تحمل كلّ طرف المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه إلى مشهد تكتنفه الفوضى ويسوده قلق يؤرّق المربّيات المربّين ويقض مضاجع الأولياء وقد باتوا غير مرتاحين أبدا على واقع أبنائهم ومستقبلهم.

ترى من يتّهم المربّيات والمربّين بعدم المسؤوليّة وبالتّلاعب بمصير التلاميذ الأبرياء لاسيّما بعد تنفيذ قرار حجب الأعداد والتّهديد بعدم إجراء الامتحانات والتّلويح بإمكان إقرار سنة دراسيّة بيضاء في كلّ مرّة لا يقع فيها التّوصّل إلى اتّفاق مع وزارة الإشراف.

وتجد من يقف إلى جانب المعلّمين والأساتذة الذين يعملون في ظروف قاسية بدءا بالبنى التحتيّة الكارثيّة للمؤسّسات التربويّة مرورا بتواصل عمل الكثير منهم بطريق التعاقد الذي طال أمده وبلغ أكثر من عقد من السّنين وصولا إلى عدم تمتيع العديد من المدرّسات والمدرّسين النّواب بأجورهم على امتداد سنة دراسية وأكثر…

سيّدي رئيس الجمهورية، إنّ من أبرز الشّعارات التي كنت ترفعها، لاسيّما منذ 25 جويلية 2021، ولا تزال، أن لا مجال إلى أن يظلم أيّ تونسيّ وأنه من حقه أن يعيش معزّزا مكرّما في أيّ تربة من تراب الجمهورية، وأنّ جميع التونسيّات والتونسيّين سواسية أمام القانون فكلّ فرد عليه أن يؤدّي واجباته وله في المقابل حقوق يجب أن يتمتع بها دون منّة أو تكرّم من أيّ كان…

 لذا، سيّدي رئيس الجمهورية، وحتى تتجسد الشعارات التي رفعتها ولا تزال وحتى يواصل من آمنوا بمشروعك الطريق معك لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يبقى آلاف المربّيات والمربّين النّواب دون أجر لمدّة أشهر طويلة. كيف يتسنّى لهم العيش لاسيما مع غلاء أسعار كلّ ما يحتاجون إليه من أكل وشرب ودواء ونقل وكراء؟ كيف يمكن للمدرّسات والمدرّسين النّواب أن يؤدّوا رسالتهم على الوجه الأكمل ووضعهم المهنيّ هشّ؟

سيّدي رئيس الجمهورية، إنّ القول بأنّ ميزانية الدّولة لا تستطيع توفير أجور الكثير من نساء التعليم ورجالها حجّة واهية لا يقبلها أيّ عاقل ولا من يريد أن يبقى وفيّا لمسار 25 جويلية 2021 لاسيما إن علم أن شخصكم، وأنت مواطن كبقية المواطنين وحريص على أن تبقى كذلك، وكذلك حكومتك بوزرائها وسفرائها وموظفيها ومسؤوليها يتمتّعون بأجورهم كلّ شهر ويغطّون ما تحتاج إليه أسرهم من نفقات…أليس لهؤلاء المحرومين من أجورهم أسر ولهم كامل الحق في الحياة وبهجتها؟

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews