إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الشخصية المستنفرة للفرد التونسي

 

بقلم: نوفل سلامة

*الشخصية المستنفرة هي التي أرست القناعة التي تقول بأننا نعيش اليوم في عالم يتغير بسرعة وفي زمن التحولات الكبرى في شتى المجالات والنواحي

في كتابه " الهوية مطلب الكرامة وسياسات الضغينة " الصادر سنة 2018 يعرف المفكر الياباني الأمريكي فرانسيس فوكوياما الهوية بأنها " التلازم بين الذات الداخلية للأفراد وما يشعرون به ويستبطنونه وما يحصل في العالم الخارجي الذي يعيشون فيه وقواعده الاجتماعية التي تعطى اعترافا كافيا بأهمية الكرامة " وترتيبا على هذا التعريف فإن أزمة الهوية تبرز عند الفرد حينما تحصل الفجوة بين ما يشعر به وتستبطنه الذات وما يحصل في العالم الخارجي في المجتمع الذي يعيش فيه ". وهذا يعني أن الفرد الذي يعيش في جماعة متجانسة ومتفقة على قواعد اجتماعية غير مختلف حولها من لغة واحدة وطقوس وعادات وتقاليد وممارسة دينية لا يعرف أزمة هوية أو أزمة اعتراف أو شعور بالاغتراب والعكس صحيح .

هذا الطرح الفكري الذي يقدمه المفكر فوكوياما حول مسألة الهوية يطرح سؤال من نحن ؟ ومن نكون ؟ وكيف تشكلت هويتنا الجامعة ؟ وما هي عناصرها الأساسية الثابتة والمتحولة التي تشتمل عليها؟ وهذا التحليل يحيل على سؤال آخر يخص الحالة التونسية يتعلق بماهية الشخصية التونسية وما هي عناصرها القاعدية والأساسية التي تشكلها ؟

حول كل هذه القضايا التي باتت تشغل بال الرأي العام التونسي اليوم في علاقة بالكثير من السلوكيات السلبية التي تتصف بها الشخصية التونسية منها حالة الكره والعداء والإقصاء والموقف النافر من الآخر المختلف أو المعارض التي تحولت إلى حالة مرضية تحتاج التوقف عندها ومناقشتها، استدعت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات الدكتور محمود الذوادي المختص في علم الاجتماع وعلم النفس في ندوة يوم السبت 11 مارس الجاري .

يقدم الدكتور الذوادي مقاربة علمية لتفسير ظاهرة انتشار الكراهية بين أفراد الشعب التونسي و فقدان التونسيين والتونسيات لحب بعضهم البعض تقوم على فكرة " الشخصية المستنفرة " وهو مصطلح نحته واستلهمه من النص القرآني في قوله تعالى في سورة المدثر " كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة " ومدلول هذه الشخصية وفق هذا المصطلح أنها شخصية غير مرتاحة في تعاملها مع التونسي الآخر وهي شخصية نافرة من الغريب ومن الشخص الذي لا تعرفه أو الشخص لا تجمعه به روابط ومن تداعيات هذه الشخصية المستنفرة من الآخر الذي لا تعرفه أنها تتحول إلى شخصية عدائية ماديا ومعنويا فرغم أن الفرد التونسي ينتمي إلى مجموعة وطنية واحدة متجانسة نسبيا ويجتمع مع غيره حول تاريخ مشترك ومصير واحد وانتماء إلى دولة واحدة إلا أن له شخصية نافرة من بقية الأفراد الذين لا يعرفهم و يبرز هذا السلوك النافر في ظاهرة التدافع التي نشاهدها عند ركوب الحافلات وعدم التعود على الوقوف في صفوف منظمة عند استعمال وسائل النقل فنظرا لكون الناس لا تعرف بعضها ولما كان هدف الجميع واحد فإننا نجدهم يتزاحمون في عملية تدافع حول من يركب الأول.

وتظهر صورة الشخصية المستنفرة عند التونسي في العلاقة بالإدارة وعند طلب الحصول على خدمة إدارية حيث أن المعمول به في إداراتنا أن الشخص الذي يعرف موظفا في إدارة من الادارات يمكنه أن يقضي حاجته بسهولة وسرعة وهذا ما يعرف بظاهرة الحصول على خدمة عن طريق المعارف والشخص الذي لا يتوفر له معارف في الإدارة يضطر إلى الانتظار حتى يحصل على ما يحتاجه أو تحصل له بعض المتاعب .

وأوضح صورة لشخصية التونسي المستنفرة في علاقة الشعب باللغة العربية والدين الاسلامي فما تمت ملاحظته أن معظم الأجيال من التونسيين المتعلمين منذ منتصف القرن الماضي ليست لهم علاقة سليمة مع اللغة العربية ولا مع الدين الاسلامي حيث نجد اليوم علاقة الفرد التونسي بلغته العربية هي علاقة نافرة ومتوترة وغير مرتاحة وهناك ظاهرة خطيرة وهي أن الكثير من التونسيين يتعمدون فك ارتباطهم باللغة العربية من منطلق كونها لم تعد اليوم حسب رأيهم تصلح ولا فائدة من تعلمها أو التكلم بها ومن منطلق أن اللغة التي نحتاجها اليوم في العمل والشغل والحياة هي اللغة الأجنبية وهو موقف غير طبيعي ويعكس صورة هذه الشخصية غير المتصالحة مع لغتها فكل شعوب العالم تحترم لغتها وتدرس بها وتعلمها أبناءها وهذا لم يمنعهم من تعلم لغات أخرى لقد فهموا أن التقدم العلمي والتكنولوجي لا علاقة له بتعلم اللغة الأم على عكس ما نراه عندنا من نفور ممنهج ومخطط له من تعلم العربية ونفس الشيء يصدق عن علاقة التونسي بدينه حيث نتيجة لهذه الطبيعة النافرة في الشخصية التونسية أن أصبح لدينا أفراد ليست لهم علاقة جيدة مع الدين حيث يتم تهميشه ويلغى حضوره من الحياة ويتم ابعاده في السلوك والقيم والعلاقات ويرجع الدكتور الذوادي هذه العلاقة غير المتصالحة للتونسي وغير الصديقة مع اللغة العربية والإسلام إلى ما يسميه بتبنى الحداثة المغشوشة أو المشوهة حيث على خلاف حداثة الفرنسيين الذي أبعدوا الدين من حياتهم ولكنهم لم يعادوا لغتهم نجد الشعب التونسي قد استبعد لغته ودينه معا وجعل لأفراده شخصية نافرة ومستنفرة وشخصية غير متصالحة ولا صديقة مع موروثها اللغوي والديني وهذا الواقع قد حول السؤال المركزي اليوم في علاقة بشروط التقدم من سؤال اللغة والانتماء والهوية الدافعة لتحقيق المنشود إلى سؤال النجاح المادي وكسب المعارف والتكنولوجيا من دون حاجة إلى اللغة الأصلية والانتماء إلى حاضنة ثقافية ولغوية جامعة . هذه الشخصية المستنفرة هي التي أرست القناعة التي تقول بأننا نعيش اليوم في عالم يتغير بسرعة وفي زمن التحولات الكبرى في شتى المجالات والنواحي بما في ذلك التحول اللغوي الذي جعل اللغة الأنقليزية هي لغة العلم والتقدم والعمل والكسب وهو ما سهل فك الارتباط مع اللغة والهوية بدعوى أن كسب معركة التكنولوجيا اليوم يمر عبر تعلم لغة العلم التي تدفعنا إلى الأمام والمستقبل ودون حاجة إلى اللغة الأم التي تذكرنا بالماضي وتحدثنا عن القديم. سئل يوما الشاعر والكاتب أدونيس عما بقى للعرب ؟ فقال لم يبق لهم إلا المساجد والدكاكين في إشارة إلى أن الذي بقى هو الدين والرغبة إلى الاستهلاك. فشعب هذا حاله فكيف نريد له أن ينهض ؟ وأمة هذه حالها وهذه علاقتها بموروثها اللغوي والديني وهذه نظرتها للتفوق والريادة كيف يمكن أن تجد لها موطئ قدم مع غيرها من الشعوب المتقدمة من دون أن تكون تابعة ؟

ينهي الدكتور محمود الذوادي هذه المحاضرة حول الشخصية المستنفرة للفرد التونسي التي تفسر جوانب من تخلفنا وجوانب أخرى من سلوكنا العدواني والعدائي تجاه بعضنا البعض وتجاه هويتنا بالتذكير بأننا نعيش أزمة وعي بالأساسيات ومن هذه الأساسيات أنه ليس هناك علاقة بين أن نتقن اللغة العربية وفي نفس الوقت نتقن لغات العالم الأخرى ومن هذه الأساسات أن حذق اللغة الانقليزية التي نحتاجها اليوم في العلوم والتجارة والتكنولوجيا لا يحول دون تعلم اللغة العربية واستعمالها في حياتنا ومن الأساسيات الأخرى أنه إذا كنا نعيش في عالم يتغير باستمرار وفي زمن التحولات الكبرى فإن ذلك لا يحول ولا يمنع من أن تتعلم الشعوب والأمم لغتها وتحافظ عليها ... يقول المفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي إن الأمر الأخطر من قابلية بعض الشعوب للاستعمار أن تكون للشعوب التي تحررت من مستعمرها القديم القابلية للحنين إليه والقابلية أن تبقى تابعة وخاضعة له وتأتمر بأمره ولو بعد رحيله. ويبدو أن هذه هي حقيقتنا اليوم التي تجسدها ما كان قد صرح به الرئيس الحبيب بورقيبة في كتابه " تونس وفرنسا " الصادر سنة 1954 بباريس وهو كتاب توجد منه نسخة في دار الكتب الوطنية من " أن المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والثقافية لفرنسا لا يمكن أن تناقش أو أن تكون موضوع احتجاج"

 

 

 

الشخصية المستنفرة للفرد التونسي

 

بقلم: نوفل سلامة

*الشخصية المستنفرة هي التي أرست القناعة التي تقول بأننا نعيش اليوم في عالم يتغير بسرعة وفي زمن التحولات الكبرى في شتى المجالات والنواحي

في كتابه " الهوية مطلب الكرامة وسياسات الضغينة " الصادر سنة 2018 يعرف المفكر الياباني الأمريكي فرانسيس فوكوياما الهوية بأنها " التلازم بين الذات الداخلية للأفراد وما يشعرون به ويستبطنونه وما يحصل في العالم الخارجي الذي يعيشون فيه وقواعده الاجتماعية التي تعطى اعترافا كافيا بأهمية الكرامة " وترتيبا على هذا التعريف فإن أزمة الهوية تبرز عند الفرد حينما تحصل الفجوة بين ما يشعر به وتستبطنه الذات وما يحصل في العالم الخارجي في المجتمع الذي يعيش فيه ". وهذا يعني أن الفرد الذي يعيش في جماعة متجانسة ومتفقة على قواعد اجتماعية غير مختلف حولها من لغة واحدة وطقوس وعادات وتقاليد وممارسة دينية لا يعرف أزمة هوية أو أزمة اعتراف أو شعور بالاغتراب والعكس صحيح .

هذا الطرح الفكري الذي يقدمه المفكر فوكوياما حول مسألة الهوية يطرح سؤال من نحن ؟ ومن نكون ؟ وكيف تشكلت هويتنا الجامعة ؟ وما هي عناصرها الأساسية الثابتة والمتحولة التي تشتمل عليها؟ وهذا التحليل يحيل على سؤال آخر يخص الحالة التونسية يتعلق بماهية الشخصية التونسية وما هي عناصرها القاعدية والأساسية التي تشكلها ؟

حول كل هذه القضايا التي باتت تشغل بال الرأي العام التونسي اليوم في علاقة بالكثير من السلوكيات السلبية التي تتصف بها الشخصية التونسية منها حالة الكره والعداء والإقصاء والموقف النافر من الآخر المختلف أو المعارض التي تحولت إلى حالة مرضية تحتاج التوقف عندها ومناقشتها، استدعت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات الدكتور محمود الذوادي المختص في علم الاجتماع وعلم النفس في ندوة يوم السبت 11 مارس الجاري .

يقدم الدكتور الذوادي مقاربة علمية لتفسير ظاهرة انتشار الكراهية بين أفراد الشعب التونسي و فقدان التونسيين والتونسيات لحب بعضهم البعض تقوم على فكرة " الشخصية المستنفرة " وهو مصطلح نحته واستلهمه من النص القرآني في قوله تعالى في سورة المدثر " كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة " ومدلول هذه الشخصية وفق هذا المصطلح أنها شخصية غير مرتاحة في تعاملها مع التونسي الآخر وهي شخصية نافرة من الغريب ومن الشخص الذي لا تعرفه أو الشخص لا تجمعه به روابط ومن تداعيات هذه الشخصية المستنفرة من الآخر الذي لا تعرفه أنها تتحول إلى شخصية عدائية ماديا ومعنويا فرغم أن الفرد التونسي ينتمي إلى مجموعة وطنية واحدة متجانسة نسبيا ويجتمع مع غيره حول تاريخ مشترك ومصير واحد وانتماء إلى دولة واحدة إلا أن له شخصية نافرة من بقية الأفراد الذين لا يعرفهم و يبرز هذا السلوك النافر في ظاهرة التدافع التي نشاهدها عند ركوب الحافلات وعدم التعود على الوقوف في صفوف منظمة عند استعمال وسائل النقل فنظرا لكون الناس لا تعرف بعضها ولما كان هدف الجميع واحد فإننا نجدهم يتزاحمون في عملية تدافع حول من يركب الأول.

وتظهر صورة الشخصية المستنفرة عند التونسي في العلاقة بالإدارة وعند طلب الحصول على خدمة إدارية حيث أن المعمول به في إداراتنا أن الشخص الذي يعرف موظفا في إدارة من الادارات يمكنه أن يقضي حاجته بسهولة وسرعة وهذا ما يعرف بظاهرة الحصول على خدمة عن طريق المعارف والشخص الذي لا يتوفر له معارف في الإدارة يضطر إلى الانتظار حتى يحصل على ما يحتاجه أو تحصل له بعض المتاعب .

وأوضح صورة لشخصية التونسي المستنفرة في علاقة الشعب باللغة العربية والدين الاسلامي فما تمت ملاحظته أن معظم الأجيال من التونسيين المتعلمين منذ منتصف القرن الماضي ليست لهم علاقة سليمة مع اللغة العربية ولا مع الدين الاسلامي حيث نجد اليوم علاقة الفرد التونسي بلغته العربية هي علاقة نافرة ومتوترة وغير مرتاحة وهناك ظاهرة خطيرة وهي أن الكثير من التونسيين يتعمدون فك ارتباطهم باللغة العربية من منطلق كونها لم تعد اليوم حسب رأيهم تصلح ولا فائدة من تعلمها أو التكلم بها ومن منطلق أن اللغة التي نحتاجها اليوم في العمل والشغل والحياة هي اللغة الأجنبية وهو موقف غير طبيعي ويعكس صورة هذه الشخصية غير المتصالحة مع لغتها فكل شعوب العالم تحترم لغتها وتدرس بها وتعلمها أبناءها وهذا لم يمنعهم من تعلم لغات أخرى لقد فهموا أن التقدم العلمي والتكنولوجي لا علاقة له بتعلم اللغة الأم على عكس ما نراه عندنا من نفور ممنهج ومخطط له من تعلم العربية ونفس الشيء يصدق عن علاقة التونسي بدينه حيث نتيجة لهذه الطبيعة النافرة في الشخصية التونسية أن أصبح لدينا أفراد ليست لهم علاقة جيدة مع الدين حيث يتم تهميشه ويلغى حضوره من الحياة ويتم ابعاده في السلوك والقيم والعلاقات ويرجع الدكتور الذوادي هذه العلاقة غير المتصالحة للتونسي وغير الصديقة مع اللغة العربية والإسلام إلى ما يسميه بتبنى الحداثة المغشوشة أو المشوهة حيث على خلاف حداثة الفرنسيين الذي أبعدوا الدين من حياتهم ولكنهم لم يعادوا لغتهم نجد الشعب التونسي قد استبعد لغته ودينه معا وجعل لأفراده شخصية نافرة ومستنفرة وشخصية غير متصالحة ولا صديقة مع موروثها اللغوي والديني وهذا الواقع قد حول السؤال المركزي اليوم في علاقة بشروط التقدم من سؤال اللغة والانتماء والهوية الدافعة لتحقيق المنشود إلى سؤال النجاح المادي وكسب المعارف والتكنولوجيا من دون حاجة إلى اللغة الأصلية والانتماء إلى حاضنة ثقافية ولغوية جامعة . هذه الشخصية المستنفرة هي التي أرست القناعة التي تقول بأننا نعيش اليوم في عالم يتغير بسرعة وفي زمن التحولات الكبرى في شتى المجالات والنواحي بما في ذلك التحول اللغوي الذي جعل اللغة الأنقليزية هي لغة العلم والتقدم والعمل والكسب وهو ما سهل فك الارتباط مع اللغة والهوية بدعوى أن كسب معركة التكنولوجيا اليوم يمر عبر تعلم لغة العلم التي تدفعنا إلى الأمام والمستقبل ودون حاجة إلى اللغة الأم التي تذكرنا بالماضي وتحدثنا عن القديم. سئل يوما الشاعر والكاتب أدونيس عما بقى للعرب ؟ فقال لم يبق لهم إلا المساجد والدكاكين في إشارة إلى أن الذي بقى هو الدين والرغبة إلى الاستهلاك. فشعب هذا حاله فكيف نريد له أن ينهض ؟ وأمة هذه حالها وهذه علاقتها بموروثها اللغوي والديني وهذه نظرتها للتفوق والريادة كيف يمكن أن تجد لها موطئ قدم مع غيرها من الشعوب المتقدمة من دون أن تكون تابعة ؟

ينهي الدكتور محمود الذوادي هذه المحاضرة حول الشخصية المستنفرة للفرد التونسي التي تفسر جوانب من تخلفنا وجوانب أخرى من سلوكنا العدواني والعدائي تجاه بعضنا البعض وتجاه هويتنا بالتذكير بأننا نعيش أزمة وعي بالأساسيات ومن هذه الأساسيات أنه ليس هناك علاقة بين أن نتقن اللغة العربية وفي نفس الوقت نتقن لغات العالم الأخرى ومن هذه الأساسات أن حذق اللغة الانقليزية التي نحتاجها اليوم في العلوم والتجارة والتكنولوجيا لا يحول دون تعلم اللغة العربية واستعمالها في حياتنا ومن الأساسيات الأخرى أنه إذا كنا نعيش في عالم يتغير باستمرار وفي زمن التحولات الكبرى فإن ذلك لا يحول ولا يمنع من أن تتعلم الشعوب والأمم لغتها وتحافظ عليها ... يقول المفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي إن الأمر الأخطر من قابلية بعض الشعوب للاستعمار أن تكون للشعوب التي تحررت من مستعمرها القديم القابلية للحنين إليه والقابلية أن تبقى تابعة وخاضعة له وتأتمر بأمره ولو بعد رحيله. ويبدو أن هذه هي حقيقتنا اليوم التي تجسدها ما كان قد صرح به الرئيس الحبيب بورقيبة في كتابه " تونس وفرنسا " الصادر سنة 1954 بباريس وهو كتاب توجد منه نسخة في دار الكتب الوطنية من " أن المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والثقافية لفرنسا لا يمكن أن تناقش أو أن تكون موضوع احتجاج"

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews