إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يتزايد انتشارها يوما بعد آخر .. المراكز المختصة "آخر تقليعات" الدروس الخصوصية

 

تونس-الصباح

بدأت في السنوات الأخيرة المراكز المختصة في تقديم الدروس الخصوصية في جميع المستويات (سواء للتلاميذ أو للطلبة) تسجل حضورها وبقوة بعد أن ذاع صيتها كمراكز تستقطب أكفأ الأساتذة، الأمر الذي جعلها تسحب البساط من دروس الدعم التي تقدم سواء في المدارس أو داخل البيوت...، ليجد الولي اليوم نفسه مٌجبرا على مجاراة آخر تقليعات "الدروس الخصوصية"، بل أن فئة هامة من الأولياء تسجل أبناءها في هذه المراكز وفي مختلف دروس الدعم التي تقدم داخل أسوار المدارس أو خارجها...، والهدف هو تدارك ما فات من تحصيل علمي كلف ذلك ما كلف..

في هذا الخصوص يبدو أن فئة هامة من الأولياء قد وجدت في المراكز المختصة في الدروس الخصوصية والتي تمثل آخر تقليعات دروس الدعم ضالتها لاعتبارات عديدة: فهذه المراكز غالبا ما تكون في شكل مبان حديثة تشبه إلى حد ما الجامعات الخاصة تتمركز في عدد من مناطق الجمهورية كمنطقة العمران وأريانة والنصر وتونس العاصمة وباردو..، وغيرها من المناطق الأخرى...، كما تقدم الدروس الخصوصية على شاكلة ما يقدم في المدارس والجامعات والمعاهد، وهو ما يعني أن الأجواء شبيهة الى حد ما بقاعات الدرس زد على ذلك الانضباط والاحترام في مواعيد الدرس الأمر الذي يضفي "هيبة" على المكان وهو الأمر الذي تفتقده باقي المؤسسات.

كما أن هذه المراكز نجحت في نحت صورة لها قوامها أنها تستحوذ "على أكفإ الأساتذة و"أشهرهم" وفقا لتقييمات بعض التلاميذ أو الطلبة (على اعتبار أن بعض الأساتذة ممن تمكنوا طيلة مسارهم المهني من تحقيق نجاح باهر وجدوا بعد التقاعد في هذه المراكز ملاذا لهم) الأمر الذي ييّسر بالنسبة لهذه المراكز مسألة استقطاب مئات التلاميذ أو الطلبة..

من هذا المنطلق ولأن هذه الفضاءات تشهد إقبالا منقطع النظير فان الأمر مرده وفقا لكثير من المتابعين للشأن التربوي أن الولي أو التلميذ أو حتى الطالب بات يثق في مردودية هذه الفضاءات وخاصة النتائج التي ستتمخض عنها أكثر من المؤسسات التربوية الرسمية في ظل وجود أساتذة "أكفاء" مع الحرص على توفير مناخ دراسي ملائم قوامه الانضباط والاحترام..

تفاعلا مع هذا الطرح يشير رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني في تصريح أمس لـ "الصباح" أن جميع عناوين الدروس الخصوصية من مراكز أو دروس دعم أو مدارس خاصة فان جميعها عناوين تؤشر لانهيار المنظومة التربوية. واعتبر الزهروني انه يتعيّن علينا الإقرار بأن الأداء الحالي للمنظومة التربوية هو أداء دون المطلوب جراء عدم استقرارها وعدم تركيزها الجيد في التعامل مع الأزمات، الأمر الذي نتجت عنه خسارة فادحة في التحصيل العلمي وذلك بالتوازي مع التراكمات السابقة والتي أدت جميعها الى مزيد انهيار المنظومة التربوية.

من جانب آخر أورد رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن السؤال الذي يطرح هنا: هل يكتفي الولي بما يقدم في المؤسسات التربوية؟ ليجيب بأن الولي يجد نفسه مجبرا على الانسياق وراء مصادر وقنوات أخرى لتدارك النقص الحاصل في التحصيل المعرفي وهو ما يفسره لجوءه الى الدروس الخصوصية أو الى المراكز المتخصّصة أو تغيير الوجهة نحو المدارس الخاصة.

وبالتالي يرى الزهروني انه يتعين في هذه الحالة إلقاء اللوم على الهياكل الرسمية بما أن هذه الوضعية ستكرس أكثر من مبدأ التمييز وعدم تكافؤ لفرص بين التلاميذ قائلا:"لست من الرافضين للدروس الخصوصية أو للمدارس الخاصة بهدف تدارك نقص ما، وإنما ارفض كل ما هو لا أخلاقي وكل أشكال الابتزاز، أي أنني ارفض أن يتم تهميش فئات هامة تعاني من محدودية الدخل الأمر الذي لا يخول لها مجاراة النسق".

منال حرزي

 

 

 

 

 

يتزايد انتشارها يوما بعد آخر .. المراكز المختصة "آخر تقليعات" الدروس الخصوصية

 

تونس-الصباح

بدأت في السنوات الأخيرة المراكز المختصة في تقديم الدروس الخصوصية في جميع المستويات (سواء للتلاميذ أو للطلبة) تسجل حضورها وبقوة بعد أن ذاع صيتها كمراكز تستقطب أكفأ الأساتذة، الأمر الذي جعلها تسحب البساط من دروس الدعم التي تقدم سواء في المدارس أو داخل البيوت...، ليجد الولي اليوم نفسه مٌجبرا على مجاراة آخر تقليعات "الدروس الخصوصية"، بل أن فئة هامة من الأولياء تسجل أبناءها في هذه المراكز وفي مختلف دروس الدعم التي تقدم داخل أسوار المدارس أو خارجها...، والهدف هو تدارك ما فات من تحصيل علمي كلف ذلك ما كلف..

في هذا الخصوص يبدو أن فئة هامة من الأولياء قد وجدت في المراكز المختصة في الدروس الخصوصية والتي تمثل آخر تقليعات دروس الدعم ضالتها لاعتبارات عديدة: فهذه المراكز غالبا ما تكون في شكل مبان حديثة تشبه إلى حد ما الجامعات الخاصة تتمركز في عدد من مناطق الجمهورية كمنطقة العمران وأريانة والنصر وتونس العاصمة وباردو..، وغيرها من المناطق الأخرى...، كما تقدم الدروس الخصوصية على شاكلة ما يقدم في المدارس والجامعات والمعاهد، وهو ما يعني أن الأجواء شبيهة الى حد ما بقاعات الدرس زد على ذلك الانضباط والاحترام في مواعيد الدرس الأمر الذي يضفي "هيبة" على المكان وهو الأمر الذي تفتقده باقي المؤسسات.

كما أن هذه المراكز نجحت في نحت صورة لها قوامها أنها تستحوذ "على أكفإ الأساتذة و"أشهرهم" وفقا لتقييمات بعض التلاميذ أو الطلبة (على اعتبار أن بعض الأساتذة ممن تمكنوا طيلة مسارهم المهني من تحقيق نجاح باهر وجدوا بعد التقاعد في هذه المراكز ملاذا لهم) الأمر الذي ييّسر بالنسبة لهذه المراكز مسألة استقطاب مئات التلاميذ أو الطلبة..

من هذا المنطلق ولأن هذه الفضاءات تشهد إقبالا منقطع النظير فان الأمر مرده وفقا لكثير من المتابعين للشأن التربوي أن الولي أو التلميذ أو حتى الطالب بات يثق في مردودية هذه الفضاءات وخاصة النتائج التي ستتمخض عنها أكثر من المؤسسات التربوية الرسمية في ظل وجود أساتذة "أكفاء" مع الحرص على توفير مناخ دراسي ملائم قوامه الانضباط والاحترام..

تفاعلا مع هذا الطرح يشير رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني في تصريح أمس لـ "الصباح" أن جميع عناوين الدروس الخصوصية من مراكز أو دروس دعم أو مدارس خاصة فان جميعها عناوين تؤشر لانهيار المنظومة التربوية. واعتبر الزهروني انه يتعيّن علينا الإقرار بأن الأداء الحالي للمنظومة التربوية هو أداء دون المطلوب جراء عدم استقرارها وعدم تركيزها الجيد في التعامل مع الأزمات، الأمر الذي نتجت عنه خسارة فادحة في التحصيل العلمي وذلك بالتوازي مع التراكمات السابقة والتي أدت جميعها الى مزيد انهيار المنظومة التربوية.

من جانب آخر أورد رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن السؤال الذي يطرح هنا: هل يكتفي الولي بما يقدم في المؤسسات التربوية؟ ليجيب بأن الولي يجد نفسه مجبرا على الانسياق وراء مصادر وقنوات أخرى لتدارك النقص الحاصل في التحصيل المعرفي وهو ما يفسره لجوءه الى الدروس الخصوصية أو الى المراكز المتخصّصة أو تغيير الوجهة نحو المدارس الخاصة.

وبالتالي يرى الزهروني انه يتعين في هذه الحالة إلقاء اللوم على الهياكل الرسمية بما أن هذه الوضعية ستكرس أكثر من مبدأ التمييز وعدم تكافؤ لفرص بين التلاميذ قائلا:"لست من الرافضين للدروس الخصوصية أو للمدارس الخاصة بهدف تدارك نقص ما، وإنما ارفض كل ما هو لا أخلاقي وكل أشكال الابتزاز، أي أنني ارفض أن يتم تهميش فئات هامة تعاني من محدودية الدخل الأمر الذي لا يخول لها مجاراة النسق".

منال حرزي