قبل سنوات، تحديدا في شهر فيفري 2015 صدرت مجلة "جون أفريك" بغلاف ركز على عنوان ملف العدد وهو الآتي:" تونس - رجال الرئيس: مستشارون، مساعدون مقرّبون، وأصدقاء يقومون بالدور المفتاح في محيط الباجي قائد السبسي".
حمل الغلاف صور أربع شخصيات متصدّرة ظلّ الرّئيس الراحل وهي لمحمد الناصر ورافع بن عاشور ومحسن مرزوق ورضا بلحاج، كانوا كلّهم في الصفّ الأول في قيادة حركة نداء تونس الذي من المفارقة "يعود" اليوم بقوَة في المشهد السياسي من خلال العدد المهم من النواب الذين ينحدرون منه سياسيا حسب تصنيف موقع "الكتيبة" والذي أشار إلى انّه ما يفوق 40 نائبا من بين 154 بمعنى أكثر من الثلث، إذا تمّ السماح لهم بتشكيل كتلة فستكون الأولى في الترتيب، بالتالي هي من تختار وتصعّد مرشحا لرئاسة الحكومة !!.
أعود لملف "جون افريك" فالفكرة الرئيسية من ورائه التأكيد على أهمية محيط من بيده مصير بلاد وشعب .
إن كلّ فريق محيط برئيس الجمهورية يقدم في كثير من الأحيان على أنها "صندوق أسود"، لدرجة أنه يشكل بقعة عمياء للسلطة التنفيذية في ظل نظام حكم آيا كان جمهوريا أو ملكيا. مهمته تقديم التوجيه والنصح والإرشاد في العمليات التي تدخل ضمن اتخاذ القرارات . هم مصدر إنتاج كلّ السياسات والقرارات والمواقف التي يعلنها القائد، لكن رغم ذلك فانّ دورهم يقتصر على "الإعلام" و"الاطلاع"، وبالتالي يتم استبعادهم من إنتاج القرار السياسي العام، ويتضح ذلك بشكل جلي من خلال غيابهم عن الاجتماعات الرئاسية، أو تفسير وشرح ما يقرّه القائد.
يقال أن قوّة الرئيس من قوة مستشاريه أي الرجال المحيطين حوله، إلى حدّ يوصفون بمدى قدرتهم على تحسّس طعم الهواء بمعنى رصد الواقع وتقدير أفضل المواقف بما يضمن حسن القرارات وصوابها التي يعلنها الرئيس .
كان الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة لا يستأنس إلا بأقرب الناس إليه فهو يحادثهم وينصت لأرائهم في قرارات يتخذها، وهم من فئتين
- من كانوا في صفّه أيام معارك التحرير والنضال مثل بشير زرق العيون والصادق بوصفارة أو حتى علالة العويتي الذي يوصف بحامل أسراره.
- أو من الأقارب من العائلة كزوجته وسيلة وابنه الحبيب بورقيبة الابن وقريبته سعيدة ساسي .
كما استأنس بورقيبة كذلك بآراء أشخاص أجانب أشهرهم اللبناني سيسيل فضلو حوراني الذي عيّنه مستشاره الخاص و سفيرا فوق العادة إبان تسلّمه الرئاسة سنة 1957 .
أما الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، فقد أحاط نفسه بـ "جيش" من الخبراء والمستشارين في كلّ المجالات، لكن اعتمد ثلاثة أو أربعة أسماء شخصيات يستأنس دوما بآرائها في بداية حكمه كالهادي البكوش رجل الظل القوي، ثم عبد العزيز بن ضياء وعياض الودرني وصلاح الدين معاوي وعبد الوهاب عبد الله ومنجي صفرة الخ...، وُجد كذلك من يمكن وصفهم بمستشاري الظلّ على غرار كمال اللطيف وسليم شيبوب وغيرهما ..
فالرفيق في أي عمل أو مهمة هو من يصارحك بأخطائك، لا من يجملها ليكسب رضائك.
يمكن للحكيم الجلوس على عرش النمل، ولكن لا يجلس على عرش النمل إلا الحمقى .
يرويها: أبو بكر الصغير
قبل سنوات، تحديدا في شهر فيفري 2015 صدرت مجلة "جون أفريك" بغلاف ركز على عنوان ملف العدد وهو الآتي:" تونس - رجال الرئيس: مستشارون، مساعدون مقرّبون، وأصدقاء يقومون بالدور المفتاح في محيط الباجي قائد السبسي".
حمل الغلاف صور أربع شخصيات متصدّرة ظلّ الرّئيس الراحل وهي لمحمد الناصر ورافع بن عاشور ومحسن مرزوق ورضا بلحاج، كانوا كلّهم في الصفّ الأول في قيادة حركة نداء تونس الذي من المفارقة "يعود" اليوم بقوَة في المشهد السياسي من خلال العدد المهم من النواب الذين ينحدرون منه سياسيا حسب تصنيف موقع "الكتيبة" والذي أشار إلى انّه ما يفوق 40 نائبا من بين 154 بمعنى أكثر من الثلث، إذا تمّ السماح لهم بتشكيل كتلة فستكون الأولى في الترتيب، بالتالي هي من تختار وتصعّد مرشحا لرئاسة الحكومة !!.
أعود لملف "جون افريك" فالفكرة الرئيسية من ورائه التأكيد على أهمية محيط من بيده مصير بلاد وشعب .
إن كلّ فريق محيط برئيس الجمهورية يقدم في كثير من الأحيان على أنها "صندوق أسود"، لدرجة أنه يشكل بقعة عمياء للسلطة التنفيذية في ظل نظام حكم آيا كان جمهوريا أو ملكيا. مهمته تقديم التوجيه والنصح والإرشاد في العمليات التي تدخل ضمن اتخاذ القرارات . هم مصدر إنتاج كلّ السياسات والقرارات والمواقف التي يعلنها القائد، لكن رغم ذلك فانّ دورهم يقتصر على "الإعلام" و"الاطلاع"، وبالتالي يتم استبعادهم من إنتاج القرار السياسي العام، ويتضح ذلك بشكل جلي من خلال غيابهم عن الاجتماعات الرئاسية، أو تفسير وشرح ما يقرّه القائد.
يقال أن قوّة الرئيس من قوة مستشاريه أي الرجال المحيطين حوله، إلى حدّ يوصفون بمدى قدرتهم على تحسّس طعم الهواء بمعنى رصد الواقع وتقدير أفضل المواقف بما يضمن حسن القرارات وصوابها التي يعلنها الرئيس .
كان الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة لا يستأنس إلا بأقرب الناس إليه فهو يحادثهم وينصت لأرائهم في قرارات يتخذها، وهم من فئتين
- من كانوا في صفّه أيام معارك التحرير والنضال مثل بشير زرق العيون والصادق بوصفارة أو حتى علالة العويتي الذي يوصف بحامل أسراره.
- أو من الأقارب من العائلة كزوجته وسيلة وابنه الحبيب بورقيبة الابن وقريبته سعيدة ساسي .
كما استأنس بورقيبة كذلك بآراء أشخاص أجانب أشهرهم اللبناني سيسيل فضلو حوراني الذي عيّنه مستشاره الخاص و سفيرا فوق العادة إبان تسلّمه الرئاسة سنة 1957 .
أما الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، فقد أحاط نفسه بـ "جيش" من الخبراء والمستشارين في كلّ المجالات، لكن اعتمد ثلاثة أو أربعة أسماء شخصيات يستأنس دوما بآرائها في بداية حكمه كالهادي البكوش رجل الظل القوي، ثم عبد العزيز بن ضياء وعياض الودرني وصلاح الدين معاوي وعبد الوهاب عبد الله ومنجي صفرة الخ...، وُجد كذلك من يمكن وصفهم بمستشاري الظلّ على غرار كمال اللطيف وسليم شيبوب وغيرهما ..
فالرفيق في أي عمل أو مهمة هو من يصارحك بأخطائك، لا من يجملها ليكسب رضائك.
يمكن للحكيم الجلوس على عرش النمل، ولكن لا يجلس على عرش النمل إلا الحمقى .