إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حصاد معرض القاهرة للكتاب.. وتونس- مصر في أصداء الأيام !.. (2/2)

 

بقلم : رشيــــــــــــد الذوادي

في الحديث عن تونس

 وفي الحديث عن وطني تونس ضمن كتابي تونس- مصر في أصداء الأيام ، كتبت "تونس.. هذه الأرض التي نمشي عليها؛ هي بلد من وطننا العربي، ووطن ابن خلدون، وأرض السلام والمحبة، وغنوة في المجد، وقبلة للأنظار في ماضي العهود. وشعبها شعب طيب، وشجاع في مواقف التحدّي، وولوع بالإخاء وبالتراحم، ومؤمن بأهدافه.. وتونس هي أنت وأطفالك، وجيرانك،ـ وعادات أهلك وشكاويهم، وحنان الأمومة، والأبوة، وحلم الإنسان .. والهواء الذي نتنفسه، وشواطئ البحار، وحتى الجبال المرتفعة والسهول، وقباب المآذن وأصحاب الكرامات، وأسرار البيوت، ورياح التحديث والتطوير.

وتونس هي وطن فريد، عاش فيها البربر متفرقين وقبائل أشهرها هنتاتة، لواتة، زناتة، وصنهاجة.. ولم يكن البربر منعزلين عن العالم ؛ بل كانوا منفتحين على الآخر، وعلى صلة دائمة بمصر وبأهلها بواسطة قوافلهم التجارية، أو بمناسبة الغارات في سنين الجدب....

الأسر البربرية في تونس كانت لها مكانا كذلك صلب الكتاب حيث قيل فيها : هي أسر محافظة، وتنتقل بين الجهات، وتتمتع بحق الامتلاك والبيع والشراء والتصرف، ولباسها كان من نسيج الصوف، ومن صناعات البربر: النساجة، والصباغة، وتذويب المعادن، وصنع الفخار.، والأسر تقتات: الكسكسي ولحم الصيد، وتشرب العسل، ولبن النعاج.. ولذا تناقل عن البرابرة قولهم: ورثنا عن الجدود : لباس البرنوس، وحلق الرؤوس، وأكل الكسكوس. وجاء في الكتاب أن عبد الرحمان ابن خلدون وصف البربر بقوله : إنهم قوم مرهوب جانبهم، وأجيال عزيزة على الأيام، وأهل كدّ وجدّ، وعرفوا بالرحمة وبالفضائل الإنسانية ..

دور الفنيقيين الريادي في تونس منصوص عليه في الكتاب الذي جاء فيه ان تونس في عهد القرطاجني عرفت قدوم الفنيقيين، وكان نزولهم إليها لأول مرة بمكان يعرف الآن بـ دوار الشط.. والفنيقيون لهم أفضال على البلاد والعباد ؛ فقد أسسوا أول حكومة مركزية، ونشأت ملوكية في البداية، ثم أصبحت جمهورية وتعتمد على دستور ذي نظام نيابي، وهذا الدستور يعد من أقدم الدساتير في العالم.

اما عن تونس في العهد الروماني فجاء في الكتاب إن تونس في العهد الروماني أمست ولاية رومانية وعاصمتها أوتيك القريبة من بنزرت ؛ وذلك فيما بين 146 و 126 ق م.. والرومان اهتموا بغراسة الزياتين بجهات الوسط والجنوب..

وعن تأسيس القيروان على يد عقبة بن نافع عام 50هـ 670م تمت الإشارة الى إن القيروان أصبحت عاصمة لكامل المغرب العربي، وتألق فيها رجال كثر؛ من أطباء وفقهاء وشعراء ونقاد، واشتهرت بمجالس العلم، ومنها تاقت نفوس التونسيين للرحلة في طلب العلم من المشرق العربي وخصوصا من مصر.

وعن إشعاع علماء تونس في المشرق العربي جاء في الكتاب أن هذا يقره عنها أكثر من واحد من علماء المدينة، والكوفة، والبصرة، ومصر ؛ ولذا رأينا سفيان الثوري يتحدث عن علي بن زياد بقوله : جاءنا آبن زياد الإفريقي بستة أحاديث يرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم أسمع أحدا من أهل العلم يرفعها).

كما يجد القارئ للكتاب معلومات عن تاريخ جامع عقبة بالقيروان والذي انتظمت فيه الدراسة في حلقات مكتضة.. وأيضا معلومات عن تاريخ جامع الزيتونة الأعظم ؛ الذي اختطه القائد العربي حسان بن النعمان حوالي عام 80هـ 699م، وأعاد بناءه القائد الأموي عبد الله بن الحبحاب في عام 116 هـ 734م على أصح الأقوال.

وفي فصول أخرى من الكتاب تحدث المؤلف عن أفضال التعليم الزيتوني، وأيادي خريجيه في سبيل الحفاظ على الهوية على منهج الأجداد .. وقال في هذا الشأن : جامع الزيتونة تحديدا تخرج منه أعلام وأدباء أمثال : ابن خلدون، وابن عرفة، ومحمد الطاهر بن عاشور، ومحمد العربي الماجري، وتم التنويه بالعديد من رجالات تونس في العصر الحديث حيث أنجبت تونس كوكبة من المفكرين والسياسيين والأدباء والعلماء وأهل الفن يأتي في مقدمتهم : محمد الفاضل بن عاشور، والشابي، والحبيب بورقيبة، وصالح بن يوسف، وأحمد بن صالح، ومحمد مزالي، وأحمد المستيري،

وحسن حسني عبد الوهاب، والبشير بن سلامة، وفرحات حشاد، والحبيب طليبة، ومحمد العروسي المطوي، والهادي العبيدي، ومحمد الصالح الخماسي، وحسيب بن عمار، وهشام جعيط، والهادي الجويني، والزبير التركي، وأبو القاسم كرو، ورشاد الحمزاوي، والدكتور الحبيب الجنحاني، ولطفي بوشناق، ومحمد الصادق بن عبد اللطيف، والمنجي الكعبي...إنهم : قادة فكر وأدباء لهم تجربة وخبرة.. وتونس تألقت بفضل جهودهم عربيا ودوليا.

في الحديث عن مصر :

في الحديث عن مصر جاء في الكتاب أنها أرض غالية وذات شهرة واسعة.. ومصر في إيقاعات الزمن ؛ هي بلد استوعب كل ما انفرد به أعلامها الكبار في الفنون والآداب..ولذلك رأينا من يشيد بها قائلا: مصر أشمل من الأرض والأفق والنهر.. ويكفي مصر فخرا أنها أوت ابن خلدون في ايام محنه ؛ وأن الكثيرين من أدباء العرب عاشوا فيها، ووجدوا الحضوة والتقدير من طرف نبغائها. وان التأكيد على دور مصر في الحقل الثقافي بالقول: إن مصر هي بلد العطاء، وأبناؤها صنعوا تاريخها وحملوا على أكتافهم قدرها، وممّا يؤيد ما ذكرناه هذه الشهادة من عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ؛ الذي قال : يجب أن نذكر أن مصر حمت العقل الإنساني مرتين : حمته حين أوت فلسفة اليونان وحضارته أكثر من عشرة قرون.. وحمته حين أوت الحضارة الإسلامية إلى هذا العصر الحديث.. فقد كانت مصر معقلا للإسلام حين عجز عن حمايته كثير من بلاد المسلمين.. فهذا مجد تليد لمصر، ولا ينبغي أن نفرط فيه.

وفي الحديث عن دور مصر وريادتها في القديم وفي العصر الحديث ؛ أشار الكتاب إلى مقولات مهمة وإلى شهادات تفيد الأجيال كقولهم : مصر .. هي صاحبة الحظ الأوفر مما قيل عن البلدان والأوطان والمماليك، واعتبرتها منذ الأزل درة الشرق والحافظة لتاريخه.. حكوا عن أم الدنيا حكايات عجيبة .. حكوا عن لهجات مصر القديمة، وعن خصوبة الأراضي، وحكوا عن العلماء، وعن المدارس الطبية الملحقة بالمعابد والأديرة. كما تمن الاشادة بأطباء التشريح والعيون في آحتساب سنتهم بـ 365 يوما، وبتقسيمهم للسنة باثني عشر شهرا، والشهر إلى ثلاثين يوما، واليوم بـ 24 ساعة، والسنة بـ3 فصول، وكل فصل منها بأربعة أشهر..

وفي الكتاب أيضا وتحديدا تم التنويه بمن أجّج الثورات العربية في العصر الحديث من كتاب وشعراء وفنانين أمثال : محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم وأحمد شوقي، وصالح جودت، ومحمد عبد المطلب، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رامي وبيرم التونسي، وفائزة أحمد ؛ وشادية ؛ مما جعل الصحيفة الأمريكية النيويورك هير تقول عن الأغنية الملتزمة في مصر : إن أم كلثوم، وعبد الوهاب سلاحان من أخطر أسلحة ثورة 1952م..

وفي الكتاب كذلك اكرام مصر للتونسيين كثيرا.. ومن هؤلاء طلبة كثر درسوا في الأزهر أمثال يحي بن عمر، وأبو حنيفة التميمي، ومحمد القزاز، وإسماعيل التيجيبي، والطبيب أبو الصلت، أمية وغيرهم..

كما ساندت عددا كبيرا من الشيوخ والعلماء والسياسيين ومن بينهم عبد الرحمان بن خلدون، وأحمد التيفاشي، ومحمد ماغوش، وجعفر كرباصة، وإبراهيم الجمني، وعلي النوري، ومحمد الخضر حسين؛ الذي تولى مشيخة الأزهر عند قيام الثورة المصرية في عام 1952م، ومحمد بيرم الخامس.. كما أكرمت أيضا عددا كبيرا من السياسيين أمثال : عبد العزيز الثعالبي، والحبيب ثامر، والحبيب بورقيبة، وعلي البلهوان، وصالح بن يوسف، ومحمد علي الحامي، ومحي الدين القليبي، والهادي السعيدي، وعلي الزليطي، وأحمد المستيري وغيرهم..

وفي أصداء الكتابات الأدبية ؛ تمت الإشادة بعدد من أدباء مصر الذين كتبوا عن أدباء من تونس

مثل محمود المسعدي، ومحمد الفاضل بن عاشور، ومحمد مزالي، والبشير بن سلامة، ومحمد العروسي المطوي، ورشيد الذوادي، ونور الدين صمود، والحبيب الجنحاني، وعز الدين المدني، وعبد السلام المسدي، وجميلة الماجري، وفاطمة سليم، وعمر بن سالم، ومحمد الصادق بن عبد اللطيف، وعبد الجبار الشريف، وأبو القاسم كرو، والمنجي الكعبي، وأضرابهم..

وهذا التكريم كان من طرف أدباء مصر الكبار أمثال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، ورضوان إبراهيم، وأنيس منصور، ود محمد عبد المنعم خفاجي، والدكتور عبد العزيز شرف، والدكتور صلاح عدس، ود محمد السعدي فرهود، ورابح لطفي جمعة، وحسني سيد لبيب، وجمعة محمد جمعة، ود أحمد فاضل شبلول، وجمال الغيطاني، ود محمد جبريل رئيس اتحاد الكتاب الأسبق، والناقدة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، ود مدحت الجيار، والدكتور سمير سرحان، ووديع فلسطين ومصطفى الضمراني، والدكتورة زينب العسال، وعادل البطريق، وغيرهم.. وغيرهم..

عموما كتاب "تونس .. ومصر في أصداء الأيام" هو كتاب تستمتع به إذا ما قرأته، وفيه ترى أن للكاتب رؤى فكرية وقضايا فيما يشده إلى وطنه وإلى الأوطان العربية وخصوصا مصر ؛ التي أحبّها وكان لها حضور قوي في دراساته الأدبية عنها.

 

 

حصاد معرض القاهرة للكتاب.. وتونس- مصر في أصداء الأيام !.. (2/2)

 

بقلم : رشيــــــــــــد الذوادي

في الحديث عن تونس

 وفي الحديث عن وطني تونس ضمن كتابي تونس- مصر في أصداء الأيام ، كتبت "تونس.. هذه الأرض التي نمشي عليها؛ هي بلد من وطننا العربي، ووطن ابن خلدون، وأرض السلام والمحبة، وغنوة في المجد، وقبلة للأنظار في ماضي العهود. وشعبها شعب طيب، وشجاع في مواقف التحدّي، وولوع بالإخاء وبالتراحم، ومؤمن بأهدافه.. وتونس هي أنت وأطفالك، وجيرانك،ـ وعادات أهلك وشكاويهم، وحنان الأمومة، والأبوة، وحلم الإنسان .. والهواء الذي نتنفسه، وشواطئ البحار، وحتى الجبال المرتفعة والسهول، وقباب المآذن وأصحاب الكرامات، وأسرار البيوت، ورياح التحديث والتطوير.

وتونس هي وطن فريد، عاش فيها البربر متفرقين وقبائل أشهرها هنتاتة، لواتة، زناتة، وصنهاجة.. ولم يكن البربر منعزلين عن العالم ؛ بل كانوا منفتحين على الآخر، وعلى صلة دائمة بمصر وبأهلها بواسطة قوافلهم التجارية، أو بمناسبة الغارات في سنين الجدب....

الأسر البربرية في تونس كانت لها مكانا كذلك صلب الكتاب حيث قيل فيها : هي أسر محافظة، وتنتقل بين الجهات، وتتمتع بحق الامتلاك والبيع والشراء والتصرف، ولباسها كان من نسيج الصوف، ومن صناعات البربر: النساجة، والصباغة، وتذويب المعادن، وصنع الفخار.، والأسر تقتات: الكسكسي ولحم الصيد، وتشرب العسل، ولبن النعاج.. ولذا تناقل عن البرابرة قولهم: ورثنا عن الجدود : لباس البرنوس، وحلق الرؤوس، وأكل الكسكوس. وجاء في الكتاب أن عبد الرحمان ابن خلدون وصف البربر بقوله : إنهم قوم مرهوب جانبهم، وأجيال عزيزة على الأيام، وأهل كدّ وجدّ، وعرفوا بالرحمة وبالفضائل الإنسانية ..

دور الفنيقيين الريادي في تونس منصوص عليه في الكتاب الذي جاء فيه ان تونس في عهد القرطاجني عرفت قدوم الفنيقيين، وكان نزولهم إليها لأول مرة بمكان يعرف الآن بـ دوار الشط.. والفنيقيون لهم أفضال على البلاد والعباد ؛ فقد أسسوا أول حكومة مركزية، ونشأت ملوكية في البداية، ثم أصبحت جمهورية وتعتمد على دستور ذي نظام نيابي، وهذا الدستور يعد من أقدم الدساتير في العالم.

اما عن تونس في العهد الروماني فجاء في الكتاب إن تونس في العهد الروماني أمست ولاية رومانية وعاصمتها أوتيك القريبة من بنزرت ؛ وذلك فيما بين 146 و 126 ق م.. والرومان اهتموا بغراسة الزياتين بجهات الوسط والجنوب..

وعن تأسيس القيروان على يد عقبة بن نافع عام 50هـ 670م تمت الإشارة الى إن القيروان أصبحت عاصمة لكامل المغرب العربي، وتألق فيها رجال كثر؛ من أطباء وفقهاء وشعراء ونقاد، واشتهرت بمجالس العلم، ومنها تاقت نفوس التونسيين للرحلة في طلب العلم من المشرق العربي وخصوصا من مصر.

وعن إشعاع علماء تونس في المشرق العربي جاء في الكتاب أن هذا يقره عنها أكثر من واحد من علماء المدينة، والكوفة، والبصرة، ومصر ؛ ولذا رأينا سفيان الثوري يتحدث عن علي بن زياد بقوله : جاءنا آبن زياد الإفريقي بستة أحاديث يرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم أسمع أحدا من أهل العلم يرفعها).

كما يجد القارئ للكتاب معلومات عن تاريخ جامع عقبة بالقيروان والذي انتظمت فيه الدراسة في حلقات مكتضة.. وأيضا معلومات عن تاريخ جامع الزيتونة الأعظم ؛ الذي اختطه القائد العربي حسان بن النعمان حوالي عام 80هـ 699م، وأعاد بناءه القائد الأموي عبد الله بن الحبحاب في عام 116 هـ 734م على أصح الأقوال.

وفي فصول أخرى من الكتاب تحدث المؤلف عن أفضال التعليم الزيتوني، وأيادي خريجيه في سبيل الحفاظ على الهوية على منهج الأجداد .. وقال في هذا الشأن : جامع الزيتونة تحديدا تخرج منه أعلام وأدباء أمثال : ابن خلدون، وابن عرفة، ومحمد الطاهر بن عاشور، ومحمد العربي الماجري، وتم التنويه بالعديد من رجالات تونس في العصر الحديث حيث أنجبت تونس كوكبة من المفكرين والسياسيين والأدباء والعلماء وأهل الفن يأتي في مقدمتهم : محمد الفاضل بن عاشور، والشابي، والحبيب بورقيبة، وصالح بن يوسف، وأحمد بن صالح، ومحمد مزالي، وأحمد المستيري،

وحسن حسني عبد الوهاب، والبشير بن سلامة، وفرحات حشاد، والحبيب طليبة، ومحمد العروسي المطوي، والهادي العبيدي، ومحمد الصالح الخماسي، وحسيب بن عمار، وهشام جعيط، والهادي الجويني، والزبير التركي، وأبو القاسم كرو، ورشاد الحمزاوي، والدكتور الحبيب الجنحاني، ولطفي بوشناق، ومحمد الصادق بن عبد اللطيف، والمنجي الكعبي...إنهم : قادة فكر وأدباء لهم تجربة وخبرة.. وتونس تألقت بفضل جهودهم عربيا ودوليا.

في الحديث عن مصر :

في الحديث عن مصر جاء في الكتاب أنها أرض غالية وذات شهرة واسعة.. ومصر في إيقاعات الزمن ؛ هي بلد استوعب كل ما انفرد به أعلامها الكبار في الفنون والآداب..ولذلك رأينا من يشيد بها قائلا: مصر أشمل من الأرض والأفق والنهر.. ويكفي مصر فخرا أنها أوت ابن خلدون في ايام محنه ؛ وأن الكثيرين من أدباء العرب عاشوا فيها، ووجدوا الحضوة والتقدير من طرف نبغائها. وان التأكيد على دور مصر في الحقل الثقافي بالقول: إن مصر هي بلد العطاء، وأبناؤها صنعوا تاريخها وحملوا على أكتافهم قدرها، وممّا يؤيد ما ذكرناه هذه الشهادة من عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ؛ الذي قال : يجب أن نذكر أن مصر حمت العقل الإنساني مرتين : حمته حين أوت فلسفة اليونان وحضارته أكثر من عشرة قرون.. وحمته حين أوت الحضارة الإسلامية إلى هذا العصر الحديث.. فقد كانت مصر معقلا للإسلام حين عجز عن حمايته كثير من بلاد المسلمين.. فهذا مجد تليد لمصر، ولا ينبغي أن نفرط فيه.

وفي الحديث عن دور مصر وريادتها في القديم وفي العصر الحديث ؛ أشار الكتاب إلى مقولات مهمة وإلى شهادات تفيد الأجيال كقولهم : مصر .. هي صاحبة الحظ الأوفر مما قيل عن البلدان والأوطان والمماليك، واعتبرتها منذ الأزل درة الشرق والحافظة لتاريخه.. حكوا عن أم الدنيا حكايات عجيبة .. حكوا عن لهجات مصر القديمة، وعن خصوبة الأراضي، وحكوا عن العلماء، وعن المدارس الطبية الملحقة بالمعابد والأديرة. كما تمن الاشادة بأطباء التشريح والعيون في آحتساب سنتهم بـ 365 يوما، وبتقسيمهم للسنة باثني عشر شهرا، والشهر إلى ثلاثين يوما، واليوم بـ 24 ساعة، والسنة بـ3 فصول، وكل فصل منها بأربعة أشهر..

وفي الكتاب أيضا وتحديدا تم التنويه بمن أجّج الثورات العربية في العصر الحديث من كتاب وشعراء وفنانين أمثال : محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم وأحمد شوقي، وصالح جودت، ومحمد عبد المطلب، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رامي وبيرم التونسي، وفائزة أحمد ؛ وشادية ؛ مما جعل الصحيفة الأمريكية النيويورك هير تقول عن الأغنية الملتزمة في مصر : إن أم كلثوم، وعبد الوهاب سلاحان من أخطر أسلحة ثورة 1952م..

وفي الكتاب كذلك اكرام مصر للتونسيين كثيرا.. ومن هؤلاء طلبة كثر درسوا في الأزهر أمثال يحي بن عمر، وأبو حنيفة التميمي، ومحمد القزاز، وإسماعيل التيجيبي، والطبيب أبو الصلت، أمية وغيرهم..

كما ساندت عددا كبيرا من الشيوخ والعلماء والسياسيين ومن بينهم عبد الرحمان بن خلدون، وأحمد التيفاشي، ومحمد ماغوش، وجعفر كرباصة، وإبراهيم الجمني، وعلي النوري، ومحمد الخضر حسين؛ الذي تولى مشيخة الأزهر عند قيام الثورة المصرية في عام 1952م، ومحمد بيرم الخامس.. كما أكرمت أيضا عددا كبيرا من السياسيين أمثال : عبد العزيز الثعالبي، والحبيب ثامر، والحبيب بورقيبة، وعلي البلهوان، وصالح بن يوسف، ومحمد علي الحامي، ومحي الدين القليبي، والهادي السعيدي، وعلي الزليطي، وأحمد المستيري وغيرهم..

وفي أصداء الكتابات الأدبية ؛ تمت الإشادة بعدد من أدباء مصر الذين كتبوا عن أدباء من تونس

مثل محمود المسعدي، ومحمد الفاضل بن عاشور، ومحمد مزالي، والبشير بن سلامة، ومحمد العروسي المطوي، ورشيد الذوادي، ونور الدين صمود، والحبيب الجنحاني، وعز الدين المدني، وعبد السلام المسدي، وجميلة الماجري، وفاطمة سليم، وعمر بن سالم، ومحمد الصادق بن عبد اللطيف، وعبد الجبار الشريف، وأبو القاسم كرو، والمنجي الكعبي، وأضرابهم..

وهذا التكريم كان من طرف أدباء مصر الكبار أمثال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، ورضوان إبراهيم، وأنيس منصور، ود محمد عبد المنعم خفاجي، والدكتور عبد العزيز شرف، والدكتور صلاح عدس، ود محمد السعدي فرهود، ورابح لطفي جمعة، وحسني سيد لبيب، وجمعة محمد جمعة، ود أحمد فاضل شبلول، وجمال الغيطاني، ود محمد جبريل رئيس اتحاد الكتاب الأسبق، والناقدة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، ود مدحت الجيار، والدكتور سمير سرحان، ووديع فلسطين ومصطفى الضمراني، والدكتورة زينب العسال، وعادل البطريق، وغيرهم.. وغيرهم..

عموما كتاب "تونس .. ومصر في أصداء الأيام" هو كتاب تستمتع به إذا ما قرأته، وفيه ترى أن للكاتب رؤى فكرية وقضايا فيما يشده إلى وطنه وإلى الأوطان العربية وخصوصا مصر ؛ التي أحبّها وكان لها حضور قوي في دراساته الأدبية عنها.