أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد انه لن يقبل بالتفريط في المؤسسات الإعلامية التي تمثل جزءا من تاريخ تونس، على غرار مؤسستي "دار لابراس"، و"دار الصباح".
وقال سعيد "إن جريدة "الصباح" جزء من تاريخ تونس، وهي مثل "الأهرام" في مصر، وتضمنت العديد من المقالات خاصة في السنوات الخمسين والستين، بعد ذلك تطورت وكانت هناك حركة ثقافية وصحف كثيرة في تونس منذ نهاية القرن التاسع عشر وكنت أتحدث عن جريدة "الحاضرة"، ولكن كانت هناك جرائد أخرى كثيرة في تونس بأقلام تونسية حرة تعبر عن فكر حرّ.."
ووصف الرئيس سعيد “سنيب لا براس” التي زار أمس مقرها الواقع بوسط العاصمة، بشكل فجئي وغير معلن، بـ"المؤسسة العريقة في تونس".
وقال في تصريح لعدد من الإعلاميين والصحفيين، من أمام مقر "لابراس": "هناك مؤسسات عريقة عرفتها تونس وتم التفريط فيها، وقال أيضا: "لسنا على استعداد تماما ولن نقبل بان نفرّط في مثل هذه المؤسسات التي تمثل جزءا من تاريخ تونس".
وأضاف: "هناك سوء تصرف منذ سنوات عديدة ولا بد من وقفه. ومن مظاهر سوء التصرف أنهم يتركون المقر الأصلي ويتم تسويغ مقر بـ350 الف دينار في السنة وبعد ذلك يتساءلون أين الأموال؟ لا مجال للتفريط في هذه المؤسسات”. مشيرا إلى أن "كل من أفسد سيتحمل مسؤوليته ولا رجوع عن المحاسبة" .
وأكد رئيس الجمهورية عدم التفريط في السيادة الوطنية وذلك في رده على "الحملة الأجنبية تجاه تونس". وشدّد على مواجهة أي حملة أجنبية أو أي حملة مسعورة تجاه تونس بالنشيد الوطني ''نموت نموت ويحيا الوطن"، مضيفا بأنه لا يخاف إلا الله وسنده الشعب وأنه سيصدع بكلمة الحق ولا ولن يتردد بالإصداع بها.
يذكر أن مؤسسة ''سنيب لابراس'' احتفلت أمس بعيد ميلادها الـ87، وهي تعاني من صعوبات مالية، وكان العاملون فيها من صحفيين وتقنيين، قد نظموا وقفات احتجاجية طالبوا خلالها الحكومة بتمكينهم من أجورهم وبمستحقاتهم المالية المتخلدة بذمة الإدارة العامة طيلة أكثر من سنة إضافة الى إنقاذ المؤسسة وإصلاحها في ظل العجز المالي الذي تعانيه منذ سنوات.
ويأمل أبناء "دار لابراس"، بعد هذه الزيارة، الإعلان عن قرارات عملية عاجلة لإنقاذ المؤسسة الإعلامية وإصلاحها.. تضمن استمراريتها وديمومتها. فضلا عن فتح ملفات سوء التصرف وتأمين حقوق العاملين فيها المهنية والاجتماعية من صحفيين وتقنيين وإداريين..
كما ينتظر أن يتم اتخاذ قرارات مماثلة تهم تسوية وضعية المؤسسات الإعلامية المصادرة على غرار "دار الصباح"، وأيضا راديو "شمس أف ام".. وفتح ملف الصحافة المكتوبة في تونس التي تم التخلي عنها، بعضها أغلق، وبعضها الآخر يعاني من إشكاليات مالية متراكمة، جزء منها بسبب سوء التصرف في تسييرها وغياب الحوكمة في أسلوب إدارتها، وتجد صعوبة في الاستمرار والصمود في ظل ارتفاع تكاليف الطباعة والنشر وتقلص عائدات الإشهار..
وتحمل الزيارة الرئاسية لإحدى أعرق مؤسسات الصحافة المكتوبة في تونس، إلى جانب "دار الصباح" التي احتفلت بدورها بمرور 72 سنة على تأسيسها في شهر فيفري 2023، عدة رسائل لعل من بينها:
أولا، التأكيد على اهتمام الرئيس بمؤسسات الإعلام وخاصة الورقية، وربما محاولة لبناء علاقة جديدة بين السلطة التنفيذية والإعلاميين خالية من التوتر والريبة والشك والأحكام المسبقة..
ثانيا، تنامي الوعي بالصعوبات العديدة التي يعاني منها الإعلام في تونس وخاصة ظروف العمل المزرية والوضعيات الهشة للأغلبية الساحقة للصحفيين والمهنيين ومنتسبي القطاع.
ثالثا، ربط الزيارة بالإشارة إلى وجود سوء تصرف مالي وشبهة فساد في تسيير مؤسسة دار لابراس، رسالة مباشرة على أن بقية المؤسسات الإعلامية ليست بمنأى عن شبهات الفساد وسوء التسيير والتصرف، وأن المحاسبة ستطال كل من ثبت تورطه..
وعسى أن تكون الزيارة بادرة خير لانفتاح رئاسة الجمهورية ومعها رئاسة الحكومة على الإعلام والإعلاميين، خاصة في ما يهم مزيد تسهيل عمل الصحفيين، وتيسير نفاذهم إلى المعلومة، وفتح الملفات العالقة، والإسراع بتسوية وضعية المؤسسات الإعلامية العمومية منها والمصادرة..
رفيق بن عبد الله
تونس- الصباح
أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد انه لن يقبل بالتفريط في المؤسسات الإعلامية التي تمثل جزءا من تاريخ تونس، على غرار مؤسستي "دار لابراس"، و"دار الصباح".
وقال سعيد "إن جريدة "الصباح" جزء من تاريخ تونس، وهي مثل "الأهرام" في مصر، وتضمنت العديد من المقالات خاصة في السنوات الخمسين والستين، بعد ذلك تطورت وكانت هناك حركة ثقافية وصحف كثيرة في تونس منذ نهاية القرن التاسع عشر وكنت أتحدث عن جريدة "الحاضرة"، ولكن كانت هناك جرائد أخرى كثيرة في تونس بأقلام تونسية حرة تعبر عن فكر حرّ.."
ووصف الرئيس سعيد “سنيب لا براس” التي زار أمس مقرها الواقع بوسط العاصمة، بشكل فجئي وغير معلن، بـ"المؤسسة العريقة في تونس".
وقال في تصريح لعدد من الإعلاميين والصحفيين، من أمام مقر "لابراس": "هناك مؤسسات عريقة عرفتها تونس وتم التفريط فيها، وقال أيضا: "لسنا على استعداد تماما ولن نقبل بان نفرّط في مثل هذه المؤسسات التي تمثل جزءا من تاريخ تونس".
وأضاف: "هناك سوء تصرف منذ سنوات عديدة ولا بد من وقفه. ومن مظاهر سوء التصرف أنهم يتركون المقر الأصلي ويتم تسويغ مقر بـ350 الف دينار في السنة وبعد ذلك يتساءلون أين الأموال؟ لا مجال للتفريط في هذه المؤسسات”. مشيرا إلى أن "كل من أفسد سيتحمل مسؤوليته ولا رجوع عن المحاسبة" .
وأكد رئيس الجمهورية عدم التفريط في السيادة الوطنية وذلك في رده على "الحملة الأجنبية تجاه تونس". وشدّد على مواجهة أي حملة أجنبية أو أي حملة مسعورة تجاه تونس بالنشيد الوطني ''نموت نموت ويحيا الوطن"، مضيفا بأنه لا يخاف إلا الله وسنده الشعب وأنه سيصدع بكلمة الحق ولا ولن يتردد بالإصداع بها.
يذكر أن مؤسسة ''سنيب لابراس'' احتفلت أمس بعيد ميلادها الـ87، وهي تعاني من صعوبات مالية، وكان العاملون فيها من صحفيين وتقنيين، قد نظموا وقفات احتجاجية طالبوا خلالها الحكومة بتمكينهم من أجورهم وبمستحقاتهم المالية المتخلدة بذمة الإدارة العامة طيلة أكثر من سنة إضافة الى إنقاذ المؤسسة وإصلاحها في ظل العجز المالي الذي تعانيه منذ سنوات.
ويأمل أبناء "دار لابراس"، بعد هذه الزيارة، الإعلان عن قرارات عملية عاجلة لإنقاذ المؤسسة الإعلامية وإصلاحها.. تضمن استمراريتها وديمومتها. فضلا عن فتح ملفات سوء التصرف وتأمين حقوق العاملين فيها المهنية والاجتماعية من صحفيين وتقنيين وإداريين..
كما ينتظر أن يتم اتخاذ قرارات مماثلة تهم تسوية وضعية المؤسسات الإعلامية المصادرة على غرار "دار الصباح"، وأيضا راديو "شمس أف ام".. وفتح ملف الصحافة المكتوبة في تونس التي تم التخلي عنها، بعضها أغلق، وبعضها الآخر يعاني من إشكاليات مالية متراكمة، جزء منها بسبب سوء التصرف في تسييرها وغياب الحوكمة في أسلوب إدارتها، وتجد صعوبة في الاستمرار والصمود في ظل ارتفاع تكاليف الطباعة والنشر وتقلص عائدات الإشهار..
وتحمل الزيارة الرئاسية لإحدى أعرق مؤسسات الصحافة المكتوبة في تونس، إلى جانب "دار الصباح" التي احتفلت بدورها بمرور 72 سنة على تأسيسها في شهر فيفري 2023، عدة رسائل لعل من بينها:
أولا، التأكيد على اهتمام الرئيس بمؤسسات الإعلام وخاصة الورقية، وربما محاولة لبناء علاقة جديدة بين السلطة التنفيذية والإعلاميين خالية من التوتر والريبة والشك والأحكام المسبقة..
ثانيا، تنامي الوعي بالصعوبات العديدة التي يعاني منها الإعلام في تونس وخاصة ظروف العمل المزرية والوضعيات الهشة للأغلبية الساحقة للصحفيين والمهنيين ومنتسبي القطاع.
ثالثا، ربط الزيارة بالإشارة إلى وجود سوء تصرف مالي وشبهة فساد في تسيير مؤسسة دار لابراس، رسالة مباشرة على أن بقية المؤسسات الإعلامية ليست بمنأى عن شبهات الفساد وسوء التسيير والتصرف، وأن المحاسبة ستطال كل من ثبت تورطه..
وعسى أن تكون الزيارة بادرة خير لانفتاح رئاسة الجمهورية ومعها رئاسة الحكومة على الإعلام والإعلاميين، خاصة في ما يهم مزيد تسهيل عمل الصحفيين، وتيسير نفاذهم إلى المعلومة، وفتح الملفات العالقة، والإسراع بتسوية وضعية المؤسسات الإعلامية العمومية منها والمصادرة..