إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تحلّ اليوم ذكرى اغتياله .. شيخ الدعوة والتبليغ لطفي قلال وجريمة مقتله الغامضة !

 

تونس – الصباح

تحلّ اليوم ذكرى اغتيال أحد أبرز شيوخ جماعة الدعوة والتبليغ ، لطفي قلال الذي تظل طريقة قتله غامضة ..ففعليا، تعدّ عملية قتل الشيخ لطفي القلال التابع لجماعة الدعوة والتبليغ، أول عملية اغتيال شهدتها تونس بعد الثورة، وما يعزّز فرضية أنها لم تكن مجرد جريمة قتل هو مقتل أحد أبرز شيوخ الجماعة في منطقة سوسة فوزي المحمدي بعد ذلك بأشهر قليلة واعتراف الجناة أن سبب اغتياله يعود الى خلافات قديمة داخل الجماعة التي ما زال نشاطها اليوم وأفكارها يكتنفها الكثير من الغموض والتكتم .

وتم اغتيال الشيخ لطفي القلال فجر يوم 12 مارس 2012 وهو خارجا من بيته، متجها لأداء صلاة الفجر، وقد أثار قتله بتلك الطريقة البشعة موجة من ردود الأفعال وقتها والكثير من الأقاويل والتخمينات ولكنه الى اليوم لم تتقدم الأبحاث في ذلك الملف ولم يُقبض على الجناة .

زوجته وابنته وفي تصريح لـ"الصباح" أكدّتا أن قضيته لم تؤخذ على محمل الجدّ وأن هناك تعثّرا في المسار القضائي غريبا وغير مفهوم وتقول ابنته: "اغتيال والدي كان في سياق متشنّج فيه تدافع كثير للأفكار ولا يمكن عزله عن عمليات الاغتيال اللاحقة والتي طالت شكري بلعيد ومحمد البراهمي ونحن اليوم كعائلة من حقّنا أن نعرف من اغتال والدي بتلك الطريقة البشعة خاصة وانه لم يكن لديه أعداء وكان منصرفا فقط الى الدعوة. وأعتقد أن القضاء لم يقل بمجهود كبير لإماطة اللثام عن ملابسات عملية قتل والدي، وقد حاولت والدتي أكثر من مرة مقابلة وكيل الجمهورية السابق بشير العكرمي لمعرفة تطورات الملف ولكنه رفض مقابلتها ونحن اليوم نهيب بالقضاء ألا يترك ملف والدي في الرفوف وأن يهتم بتطورات هذه القضية التي يمكن أن تكشف الكثير من الملابسات والخفايا عن المناخ العام الذي كان سائدا وقتها واتسم بالتشنّج والتوتّر الشديد".

وتؤكد ابنة الشيخ لطفي قلال أن العائلة لا تتهم أحدا بشكل صريح ولا تملك أي معلومة بشأن أسباب ما حصل وأن إجلاء الحقيقة ومعرفة ما حصل لوالدها فجر ذلك اليوم هو اليوم من دور القضاء والأجهزة المختصة ولكنها تريد الحقيقة.. كما تريد العائلة معرفة مصير شقيقها عبد الودود الذي اختفى بعد أشهر من وفاة والدها دون أن يعلم عن مصيره شيئا .

جريمة غامضة..

فجر يوم 12 مارس 2012، وبينما كان الشيخ لطفي قلال بصدد مغادرة منزله متجها إلى الجامع لأداء صلاة الفجر وباغته مجهولون بثلاث طعنات على مستوى القلب، أردته قتيلا. ولطفي قلال هو داعية كان يتردّد على مسجد مونبليزيرو ينتمي إلى جماعة الدّعوة وقد تمّ استهدافه من قبل مجموعة أنفار بخمس طعنات بآلة حادة أردته قتيلا وحينها وجّهت العائلة أصابع الاتهام لمجموعة كانت تتردّد على الجامع المذكور وحاولت استقطابه لأنشطة معيّنة، وفق بعض التقارير إعلاميّة حينها كما وجّهت التهم إلى الشيخ فريد الباجي وفق تصريح شقيقة القلال من الأب..

ولكن لم تثر تتبعات بشان فريد الباجي في علاقة بمقتل لطفي قلال في حين أنه أكد لاحقا أكد رئيس جمعية دار الحديث الزيتونية فريد الباجي أن التهمة الموجهة ضده والمتعلقة بالتحريض على القتل على خلفية أحد عناصر جماعة الدعوة والتبليغ قد تم حفظها من قبل دائرة الاتهام بالمحكمة الابتدائية بتونس ويذكر أن الشخص المعني بهذه القضية هو شيخ آخر يتبع جماعة الدعوة والتبليغ وهو الشيخ فوزي المحمدي الذي قتل بعد الشيخ قلال بأشهر قليلة وبنفس الطريقة تقريبا. حيث تعرّض للطعن من طرف مجهولين، كشفت التحقيقات الأمنية بعد ذلك عن هويتهم وقد قررت لاحقا الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة، تأييد الحكم الابتدائي الصادر بحق متهمين اثنين في قضية مقتل الداعية الإسلامي فوزي المحمدي بالمدينة العتيقة بسوسة والقاضي بالإعدام شنقا حتى الموت لهما والحكم بالسجن بقية العمر على المتهم الثالث. وكان الداعية الإسلامي فوزي المحمدي المنتمي لتيار الدعوة والتبليغ (شق المستنقصة) قد قتل طعنا يوم 19 ديسمبر 2012، في المدينة العتيقة بسوسة على يد 3 أشخاص سددوا له ثلاث طعنات في الرقبة والصدر والجنب ولاذوا بالفرار. وأعلنت وزارة الداخلية إثر ذلك، القبض على المشتبه به الرئيسي وشريكيه (ينتميان إلى جماعة الدعوة والتبليغ -شق النصرة) وقد اعترفوا باقترافهما للجريمة بدوافع خلافات تنظيمية صلب جماعة الدعوة والتبليغ تعود لسنة 2003. حيث أشار البيان أن "المقبوض عليهما أفادا بأنهما ارتكبا جريمة القتل بدوافع خلافات تنظيمية صلب جماعة الدعوة والتبليغ تعود لسنة 2003". وكانت هذه الجريمة هي الثانية من نوعها التي تستهدف أحد عناصر جماعة الدعوة والتبليغ بعد مقتل الداعية "لطفي القلال" والتي لا تزال الأبحاث جارية بشأنها.

وجماعة الدعوة والتبليغ هي جماعة إسلامية أسسها الهندي محمد إلياس الكاندهلوي، في عشرينات القرن الماضي وكان أميرها حتى وفاته عام 1944. وقد انطلقت الجماعة من الهند إلى البلدان المجاورة لها ثم انتشرت في البلدان العربية وأصبح لها أتباع في مختلف بقاع الأرض يطلقون على أنفسهم "أمة الدعوة والتبليغ" وكما يبدو من الاسم، تهدف الجماعة إلى تبليغ الإسلام والدعوة إليه. ويخرج أتباع الجماعة إلى بقاع نائية في إفريقيا وآسيا غالبا لنشر الإسلام" و"الدعوة إلى التوحيد" وتنتشر على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تصور ما يقولون إنه "دخول قرى بأكملها دين الإسلام" ويطلقون عليها "قرى المهتدين" ويؤسسون فيها مراكز لهم. كما يخرجون أيضا إلى أوروبا لـ"نشر الدعوة". وقال راشد الجدوع، والخروج عندهم هو السفر لنشر الدعوة في رحلة تتسم بالتزهد. وتحدد مدد الخروج للمتطوعين بثلاثة أيام في الشهر وأربعين يوما في السنة وأربعة أشهر في العمر على الأقل، حسب "الحالة الإيمانية" للمنتسب وقدرته. ويعرف عن "التبليغيين"، الذين يلقبون أنفسهم بالأحباب تجنبهم لما يثير الخلاف والعداء ضدهم فيركزون في دعوتهم على الأمر بالمعروف ويعيب عليهم الرافضون لهم تركهم للنهي عن المنكر. وتعرف هذه الجماعة أيضا بابتعادها عن الخوض في السياسة والأمور الجدلية. ورغم ذلك فان هذه الجماعة تتعرّض لتضييق على نشاطها في بعض الدول حيث منعت منذ أشهر المملكة العربية السعودية هذه الجماعة من النشاط .

منية العرفاوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحلّ اليوم ذكرى اغتياله .. شيخ الدعوة والتبليغ لطفي قلال وجريمة مقتله الغامضة !

 

تونس – الصباح

تحلّ اليوم ذكرى اغتيال أحد أبرز شيوخ جماعة الدعوة والتبليغ ، لطفي قلال الذي تظل طريقة قتله غامضة ..ففعليا، تعدّ عملية قتل الشيخ لطفي القلال التابع لجماعة الدعوة والتبليغ، أول عملية اغتيال شهدتها تونس بعد الثورة، وما يعزّز فرضية أنها لم تكن مجرد جريمة قتل هو مقتل أحد أبرز شيوخ الجماعة في منطقة سوسة فوزي المحمدي بعد ذلك بأشهر قليلة واعتراف الجناة أن سبب اغتياله يعود الى خلافات قديمة داخل الجماعة التي ما زال نشاطها اليوم وأفكارها يكتنفها الكثير من الغموض والتكتم .

وتم اغتيال الشيخ لطفي القلال فجر يوم 12 مارس 2012 وهو خارجا من بيته، متجها لأداء صلاة الفجر، وقد أثار قتله بتلك الطريقة البشعة موجة من ردود الأفعال وقتها والكثير من الأقاويل والتخمينات ولكنه الى اليوم لم تتقدم الأبحاث في ذلك الملف ولم يُقبض على الجناة .

زوجته وابنته وفي تصريح لـ"الصباح" أكدّتا أن قضيته لم تؤخذ على محمل الجدّ وأن هناك تعثّرا في المسار القضائي غريبا وغير مفهوم وتقول ابنته: "اغتيال والدي كان في سياق متشنّج فيه تدافع كثير للأفكار ولا يمكن عزله عن عمليات الاغتيال اللاحقة والتي طالت شكري بلعيد ومحمد البراهمي ونحن اليوم كعائلة من حقّنا أن نعرف من اغتال والدي بتلك الطريقة البشعة خاصة وانه لم يكن لديه أعداء وكان منصرفا فقط الى الدعوة. وأعتقد أن القضاء لم يقل بمجهود كبير لإماطة اللثام عن ملابسات عملية قتل والدي، وقد حاولت والدتي أكثر من مرة مقابلة وكيل الجمهورية السابق بشير العكرمي لمعرفة تطورات الملف ولكنه رفض مقابلتها ونحن اليوم نهيب بالقضاء ألا يترك ملف والدي في الرفوف وأن يهتم بتطورات هذه القضية التي يمكن أن تكشف الكثير من الملابسات والخفايا عن المناخ العام الذي كان سائدا وقتها واتسم بالتشنّج والتوتّر الشديد".

وتؤكد ابنة الشيخ لطفي قلال أن العائلة لا تتهم أحدا بشكل صريح ولا تملك أي معلومة بشأن أسباب ما حصل وأن إجلاء الحقيقة ومعرفة ما حصل لوالدها فجر ذلك اليوم هو اليوم من دور القضاء والأجهزة المختصة ولكنها تريد الحقيقة.. كما تريد العائلة معرفة مصير شقيقها عبد الودود الذي اختفى بعد أشهر من وفاة والدها دون أن يعلم عن مصيره شيئا .

جريمة غامضة..

فجر يوم 12 مارس 2012، وبينما كان الشيخ لطفي قلال بصدد مغادرة منزله متجها إلى الجامع لأداء صلاة الفجر وباغته مجهولون بثلاث طعنات على مستوى القلب، أردته قتيلا. ولطفي قلال هو داعية كان يتردّد على مسجد مونبليزيرو ينتمي إلى جماعة الدّعوة وقد تمّ استهدافه من قبل مجموعة أنفار بخمس طعنات بآلة حادة أردته قتيلا وحينها وجّهت العائلة أصابع الاتهام لمجموعة كانت تتردّد على الجامع المذكور وحاولت استقطابه لأنشطة معيّنة، وفق بعض التقارير إعلاميّة حينها كما وجّهت التهم إلى الشيخ فريد الباجي وفق تصريح شقيقة القلال من الأب..

ولكن لم تثر تتبعات بشان فريد الباجي في علاقة بمقتل لطفي قلال في حين أنه أكد لاحقا أكد رئيس جمعية دار الحديث الزيتونية فريد الباجي أن التهمة الموجهة ضده والمتعلقة بالتحريض على القتل على خلفية أحد عناصر جماعة الدعوة والتبليغ قد تم حفظها من قبل دائرة الاتهام بالمحكمة الابتدائية بتونس ويذكر أن الشخص المعني بهذه القضية هو شيخ آخر يتبع جماعة الدعوة والتبليغ وهو الشيخ فوزي المحمدي الذي قتل بعد الشيخ قلال بأشهر قليلة وبنفس الطريقة تقريبا. حيث تعرّض للطعن من طرف مجهولين، كشفت التحقيقات الأمنية بعد ذلك عن هويتهم وقد قررت لاحقا الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة، تأييد الحكم الابتدائي الصادر بحق متهمين اثنين في قضية مقتل الداعية الإسلامي فوزي المحمدي بالمدينة العتيقة بسوسة والقاضي بالإعدام شنقا حتى الموت لهما والحكم بالسجن بقية العمر على المتهم الثالث. وكان الداعية الإسلامي فوزي المحمدي المنتمي لتيار الدعوة والتبليغ (شق المستنقصة) قد قتل طعنا يوم 19 ديسمبر 2012، في المدينة العتيقة بسوسة على يد 3 أشخاص سددوا له ثلاث طعنات في الرقبة والصدر والجنب ولاذوا بالفرار. وأعلنت وزارة الداخلية إثر ذلك، القبض على المشتبه به الرئيسي وشريكيه (ينتميان إلى جماعة الدعوة والتبليغ -شق النصرة) وقد اعترفوا باقترافهما للجريمة بدوافع خلافات تنظيمية صلب جماعة الدعوة والتبليغ تعود لسنة 2003. حيث أشار البيان أن "المقبوض عليهما أفادا بأنهما ارتكبا جريمة القتل بدوافع خلافات تنظيمية صلب جماعة الدعوة والتبليغ تعود لسنة 2003". وكانت هذه الجريمة هي الثانية من نوعها التي تستهدف أحد عناصر جماعة الدعوة والتبليغ بعد مقتل الداعية "لطفي القلال" والتي لا تزال الأبحاث جارية بشأنها.

وجماعة الدعوة والتبليغ هي جماعة إسلامية أسسها الهندي محمد إلياس الكاندهلوي، في عشرينات القرن الماضي وكان أميرها حتى وفاته عام 1944. وقد انطلقت الجماعة من الهند إلى البلدان المجاورة لها ثم انتشرت في البلدان العربية وأصبح لها أتباع في مختلف بقاع الأرض يطلقون على أنفسهم "أمة الدعوة والتبليغ" وكما يبدو من الاسم، تهدف الجماعة إلى تبليغ الإسلام والدعوة إليه. ويخرج أتباع الجماعة إلى بقاع نائية في إفريقيا وآسيا غالبا لنشر الإسلام" و"الدعوة إلى التوحيد" وتنتشر على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تصور ما يقولون إنه "دخول قرى بأكملها دين الإسلام" ويطلقون عليها "قرى المهتدين" ويؤسسون فيها مراكز لهم. كما يخرجون أيضا إلى أوروبا لـ"نشر الدعوة". وقال راشد الجدوع، والخروج عندهم هو السفر لنشر الدعوة في رحلة تتسم بالتزهد. وتحدد مدد الخروج للمتطوعين بثلاثة أيام في الشهر وأربعين يوما في السنة وأربعة أشهر في العمر على الأقل، حسب "الحالة الإيمانية" للمنتسب وقدرته. ويعرف عن "التبليغيين"، الذين يلقبون أنفسهم بالأحباب تجنبهم لما يثير الخلاف والعداء ضدهم فيركزون في دعوتهم على الأمر بالمعروف ويعيب عليهم الرافضون لهم تركهم للنهي عن المنكر. وتعرف هذه الجماعة أيضا بابتعادها عن الخوض في السياسة والأمور الجدلية. ورغم ذلك فان هذه الجماعة تتعرّض لتضييق على نشاطها في بعض الدول حيث منعت منذ أشهر المملكة العربية السعودية هذه الجماعة من النشاط .

منية العرفاوي