عوض التفاعل مع التحركات التي انطلقت منذ نحو الشهر في عمادة البحيرين من معتمدية برقو بولاية سليانة، والنظر في القضية التي رفعها المتساكنون أمام المحكمة الإدارية من اجل إيقاف أشغال حفر البئر الخاص بوحدة التعليب الجديدة التي من شانها أن تزيد في تأزيم الوضعية المائية في المنطقة حسب وجهة نظرهم. اتجهت السلط الجهوية الى معاقبة الأهالي وهرسلتهم وتخويفهم عبر محاكمة التحركات الاحتجاجية، بإيقاف 4 شبان من المحتجين ومتابعة 24 آخرين في حالة سراح.
وأكد حسن البرقاوي عن أهالي منطقة البحيرين في تصريحه لـ"الصباح"، أن تحركاتهم كانت سلمية وتم خلالها التعبير فقط عن رفضهم تركيز معمل آخر للمياه المعلبة في المنطقة. نظرا الى أنها منطقة فلاحية بالأساس، وشهدت مختلف آبارها تراجعا في السنوات الأخيرة بعد تركيز 3 معامل للمياه المعدنية المعلبة ولن يزيد المشروع الجديد إلا تعميقا للمشكل.
وأشار البرقاوي أن السنة الفارطة وبشهادة مختصي وزارة الفلاحة سجلت تراجع تام لمنسوب عدد من الآبار في المنطقة وأصبح الفلاح يعاني من اجل توفير مياه الري، وأمام عدم تحسن مستوى التساقطات هذا العام والنقص الحاد في الأمطار فان أي استغلال جديد للمائدة المائية سيتسبب في تجفيف تام لها، ومن اجل تحقيق ربح لأحد المستثمرين تدخل منطقة برمته في حالة من العطش والجفاف التام.
وأفاد حسن البرقاوي ان الأهالي قد نجحوا في إرغام المستثمر على إيقاف أشغال حفر البئر العميقة التي يدعي انه حصل على ترخيص مسبق من وزارة الفلاحة بشأنها. كما عينوا محاميا للطعن في هذه الرخصة، ان وجدت، خاصة وأن مطالب فلاحي الجهة في حفر آبار عميقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من محاصيلهم، قوبلت جميعها بالرفض من قبل مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بدعوى ان المخزون المائي لا يحتمل عمليات استغلال إضافية.
وقد توجه أهالي منطقة البحرين الى منظمات المجتمع المدني لطلب المساندة على أثر المضايقات والإيقافات التي تعرض لها عدد منهم على خلفية احتجاجهم خلال شهر فيفري الفارط، رفضا لإنشاء وحدة تعليب مياه بالمنطقة.
وللإشارة تقع منطقة البحيرين على مقربة من جبل السرج على أراض فلاحية محدودة المساحة بحكم التضاريس ويمتهن متساكنوها الفلاحة على أراض سقوية عمومية وخاصة. وتتميز المنطقة بثراء مخزونها المائي الذي بدأ بالتراجع مع بداية الألفية الثانية على إثر تركيز مصنع للمياه المعدنية.
وذكر قسم البيئة بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ان تركيز وحدات انتاج مياه معلبة في المنطقة قد أثر بشكل كبير على منابع المياه الطبيعية والمائدة المائية وأدى إلى نضوب ما يقارب الأربعة عيون طبيعية بالجهة بالإضافة إلى تردي المحاصيل وجفاف الأرض وموت أعداد كبيرة من أشجار التين والرمان والعنب طبقا لما كشفه أهالي المنطقة.
ريم سوودي
تونس-الصباح
عوض التفاعل مع التحركات التي انطلقت منذ نحو الشهر في عمادة البحيرين من معتمدية برقو بولاية سليانة، والنظر في القضية التي رفعها المتساكنون أمام المحكمة الإدارية من اجل إيقاف أشغال حفر البئر الخاص بوحدة التعليب الجديدة التي من شانها أن تزيد في تأزيم الوضعية المائية في المنطقة حسب وجهة نظرهم. اتجهت السلط الجهوية الى معاقبة الأهالي وهرسلتهم وتخويفهم عبر محاكمة التحركات الاحتجاجية، بإيقاف 4 شبان من المحتجين ومتابعة 24 آخرين في حالة سراح.
وأكد حسن البرقاوي عن أهالي منطقة البحيرين في تصريحه لـ"الصباح"، أن تحركاتهم كانت سلمية وتم خلالها التعبير فقط عن رفضهم تركيز معمل آخر للمياه المعلبة في المنطقة. نظرا الى أنها منطقة فلاحية بالأساس، وشهدت مختلف آبارها تراجعا في السنوات الأخيرة بعد تركيز 3 معامل للمياه المعدنية المعلبة ولن يزيد المشروع الجديد إلا تعميقا للمشكل.
وأشار البرقاوي أن السنة الفارطة وبشهادة مختصي وزارة الفلاحة سجلت تراجع تام لمنسوب عدد من الآبار في المنطقة وأصبح الفلاح يعاني من اجل توفير مياه الري، وأمام عدم تحسن مستوى التساقطات هذا العام والنقص الحاد في الأمطار فان أي استغلال جديد للمائدة المائية سيتسبب في تجفيف تام لها، ومن اجل تحقيق ربح لأحد المستثمرين تدخل منطقة برمته في حالة من العطش والجفاف التام.
وأفاد حسن البرقاوي ان الأهالي قد نجحوا في إرغام المستثمر على إيقاف أشغال حفر البئر العميقة التي يدعي انه حصل على ترخيص مسبق من وزارة الفلاحة بشأنها. كما عينوا محاميا للطعن في هذه الرخصة، ان وجدت، خاصة وأن مطالب فلاحي الجهة في حفر آبار عميقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من محاصيلهم، قوبلت جميعها بالرفض من قبل مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بدعوى ان المخزون المائي لا يحتمل عمليات استغلال إضافية.
وقد توجه أهالي منطقة البحرين الى منظمات المجتمع المدني لطلب المساندة على أثر المضايقات والإيقافات التي تعرض لها عدد منهم على خلفية احتجاجهم خلال شهر فيفري الفارط، رفضا لإنشاء وحدة تعليب مياه بالمنطقة.
وللإشارة تقع منطقة البحيرين على مقربة من جبل السرج على أراض فلاحية محدودة المساحة بحكم التضاريس ويمتهن متساكنوها الفلاحة على أراض سقوية عمومية وخاصة. وتتميز المنطقة بثراء مخزونها المائي الذي بدأ بالتراجع مع بداية الألفية الثانية على إثر تركيز مصنع للمياه المعدنية.
وذكر قسم البيئة بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ان تركيز وحدات انتاج مياه معلبة في المنطقة قد أثر بشكل كبير على منابع المياه الطبيعية والمائدة المائية وأدى إلى نضوب ما يقارب الأربعة عيون طبيعية بالجهة بالإضافة إلى تردي المحاصيل وجفاف الأرض وموت أعداد كبيرة من أشجار التين والرمان والعنب طبقا لما كشفه أهالي المنطقة.