تواصل الجدل منذ عقود حول مدى أهمية الصورة الفوتوغرافية وإدراجها ضمن الأعمال الفنية باعتبارها نسخا آليا للواقع تفتقد عنصر الخيال ومقومات الأبعاد الجمالية للوحة.. لكن سرعان ما تغيرت المفاهيم نظرا لتطور الآلة وتقنيات استعمالها لتصبح من بين الفنون المؤثرة بل حاضرة وبقوة في مجال الفن التشكيلي.. وهو ما سعى اليه المصور الفوتوغرافي بالأساس صاحب فضاء "عين" محمد العايب منذ الثمانينات محاولا مزج فن الصورة الفوتوغرافية بفن التشكيل.. مسار تطور خلال عشرات السنين عبر مشاركة مئات الفنانين.
وقد نظم فضاء "عين" معرضا يحمل عنوان "عمل جماعي في الفن الفوتوغرافي المعاصر" تواصل طيلة شهر تقريبا ويختم اليوم 11مارس الجاري. يضم المعرض أجيالا مختلفة من السبعينات إلى فناني الجيل الجديد حيث نجد صورا كيميائية اصبغت على المعرض نفسا متحفيا، كما نجد أعمالا أخرى لمتخرجي المعاهد للعليا للفنون الجميلة باعتبار أن الصورة الفوتوغرافية تدرس في معاهد الفنون واصبح معترفا بها كمادة واختصاص..
وفي في فضاء عين، لوحات تحمل صورا فوتوغرافية ليست بالمعنى التقليدي بل تعكس فكرا ومعنى معمقا وهو ما أضفى على مجملها الكثير من الجمالية والدلالات رغم أنها في الظاهر تعكس واقعا لا غير.
وحسب صاحب فضاء "عين" محمد العايب هي مقاربة للتمشي التشكيلي للصورة، وهو تمشي اعتمده منذ الثمانينات، سرعان ما تطورت المقاربة وطرح الافكار والمزج بين فنين فن التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي بكل مشاربه.. ذلك أنّ التعبير و"النظرة" للصورة اصبحا مختلفين عما هو سائد سابقا وعن كل ما هو كلاسيكي نحو خلق مساحة أخرى ليصبح العمل تشكيليا
وفي الحقيقة هو كذلك إلا أن الاعتراف بذلك كان متأخرا. وهو ما ذهب اليه الفنان رفيق القسنطيني احد المشاركين في المعرض الذي نوه الى اننا يجب أن نقف عند المفاهيم فالصورة الفوتوغرافية كابدت وجاهدت التعبير التقليدي لفن الرسم رغم أنها تمثل انتاجا آليا.. فقد واجهت صدا على مدى عشرات السنين لتقبل ضمن أنماط الفنون التشكيلية. وحين قُبلت الصورة الفوتوغرافية أصبحت تجسد إخراجا représentation لتتحرر من الرؤى التقليدية عكس الصورة الرقمية التي دخلت عالم الفن التشكيلي بأقل معاناة من الصورة الضوئية لأن الزمن التكنولوجي فرض نفسه ليصبح الفن التشكيلي منفتحا على عدة قراءات. هكذا أصبحت توظف الصورة الفوتوغرافية كنافذة حرية بالنسبة للكثير من الفنانين واصبح المصورون يبحثون عن معادلة من حيث التفكير أكثر من الإنجاز واصبحت أكثر حرية في التعامل مع الآخر ذلك ان الصورة التشكيلية أصبحت تتميز بتفردها وتحررها، بتعبيرها المفتوح والمتحرر، إذ يمكن للفنان أو الناقد أن يرى شيئا ما في الصورة ويرى شيئا مغايرا في نفس الصورة. والعمل الفني عامة هو عمل فكري بالأساس لبلورة التصور. فن الإمكانات l'art de possibilité وهو وما تصل اليه الصورة الفوتوغرافية.
وليد عبد اللاوي
تونس-الصباح
تواصل الجدل منذ عقود حول مدى أهمية الصورة الفوتوغرافية وإدراجها ضمن الأعمال الفنية باعتبارها نسخا آليا للواقع تفتقد عنصر الخيال ومقومات الأبعاد الجمالية للوحة.. لكن سرعان ما تغيرت المفاهيم نظرا لتطور الآلة وتقنيات استعمالها لتصبح من بين الفنون المؤثرة بل حاضرة وبقوة في مجال الفن التشكيلي.. وهو ما سعى اليه المصور الفوتوغرافي بالأساس صاحب فضاء "عين" محمد العايب منذ الثمانينات محاولا مزج فن الصورة الفوتوغرافية بفن التشكيل.. مسار تطور خلال عشرات السنين عبر مشاركة مئات الفنانين.
وقد نظم فضاء "عين" معرضا يحمل عنوان "عمل جماعي في الفن الفوتوغرافي المعاصر" تواصل طيلة شهر تقريبا ويختم اليوم 11مارس الجاري. يضم المعرض أجيالا مختلفة من السبعينات إلى فناني الجيل الجديد حيث نجد صورا كيميائية اصبغت على المعرض نفسا متحفيا، كما نجد أعمالا أخرى لمتخرجي المعاهد للعليا للفنون الجميلة باعتبار أن الصورة الفوتوغرافية تدرس في معاهد الفنون واصبح معترفا بها كمادة واختصاص..
وفي في فضاء عين، لوحات تحمل صورا فوتوغرافية ليست بالمعنى التقليدي بل تعكس فكرا ومعنى معمقا وهو ما أضفى على مجملها الكثير من الجمالية والدلالات رغم أنها في الظاهر تعكس واقعا لا غير.
وحسب صاحب فضاء "عين" محمد العايب هي مقاربة للتمشي التشكيلي للصورة، وهو تمشي اعتمده منذ الثمانينات، سرعان ما تطورت المقاربة وطرح الافكار والمزج بين فنين فن التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي بكل مشاربه.. ذلك أنّ التعبير و"النظرة" للصورة اصبحا مختلفين عما هو سائد سابقا وعن كل ما هو كلاسيكي نحو خلق مساحة أخرى ليصبح العمل تشكيليا
وفي الحقيقة هو كذلك إلا أن الاعتراف بذلك كان متأخرا. وهو ما ذهب اليه الفنان رفيق القسنطيني احد المشاركين في المعرض الذي نوه الى اننا يجب أن نقف عند المفاهيم فالصورة الفوتوغرافية كابدت وجاهدت التعبير التقليدي لفن الرسم رغم أنها تمثل انتاجا آليا.. فقد واجهت صدا على مدى عشرات السنين لتقبل ضمن أنماط الفنون التشكيلية. وحين قُبلت الصورة الفوتوغرافية أصبحت تجسد إخراجا représentation لتتحرر من الرؤى التقليدية عكس الصورة الرقمية التي دخلت عالم الفن التشكيلي بأقل معاناة من الصورة الضوئية لأن الزمن التكنولوجي فرض نفسه ليصبح الفن التشكيلي منفتحا على عدة قراءات. هكذا أصبحت توظف الصورة الفوتوغرافية كنافذة حرية بالنسبة للكثير من الفنانين واصبح المصورون يبحثون عن معادلة من حيث التفكير أكثر من الإنجاز واصبحت أكثر حرية في التعامل مع الآخر ذلك ان الصورة التشكيلية أصبحت تتميز بتفردها وتحررها، بتعبيرها المفتوح والمتحرر، إذ يمكن للفنان أو الناقد أن يرى شيئا ما في الصورة ويرى شيئا مغايرا في نفس الصورة. والعمل الفني عامة هو عمل فكري بالأساس لبلورة التصور. فن الإمكانات l'art de possibilité وهو وما تصل اليه الصورة الفوتوغرافية.