البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية وما حمله من قرارات في شان تسوية وضعية الأفارقة جنوب الصحراء وخاصة الطلبة منهم، لم تطمئن الجزء الأكبر منهم كما لم تخفف من تخوفاتهم، خاصة بعد تسجيل حالات عنف آخرها أمس تمثل في اعتداء على طالب أمام احدى الجامعات الخاصة وفق ما أكدته جمعية الطلبة والمتربصين الأفارقة في تونس لـ"الصباح".
وذكر نفس المصدر أن الإشعارات التي تصل الجمعية تفيد انه يسجل اعتداء على طالب إفريقي على الأقل يوميا منذ أسبوعين.
هذا فضلا عن أن الخوف الذي زرع في نفوس الجالية الإفريقية تسبب في عودة جزء من الطلبة الى بلدانهم دون إنهاء السنة الجامعية، 30 طالب عادوا الى دولة الكوت ديفوار في رحلة الإجلاء الأولى، والعدد مرجح الى الارتفاع نظرا الى ان طلبات الترحيل متواصلة خاصة ان العائلات بدورها بصدد الضغط على دولهم من اجل جلب أبنائهم الذين أصبحوا معرضين للعنف وتم طرد بعضهم من المنازل التي يشغلونها. وأضاف المتحدث باسم جمعية المتربصين والطلبة الأفارقة في تونس، ان ما جاء في بيان "التدارك" لرئاسة الجمهورية لم ينعكس على الواقع حيث تواصلت الإيقافات والتضييق الأمني على الأفارقة جنوب الصحراء، حتى ان إجراءات تسوية الوضعيات المعلقة للطلبة او المتربصين أصبحت أكثر تعقيدا فسابقا كان يتم الاكتفاء بشهادة الترسيم وبطاقة الحضور الصادرة عن الجامعات لتمكين الطلبة من بطاقات الإقامة اليوم تم إضافة عقد الكراء وأصبح التعامل أكثر حدة داخل مراكز الأمن.
ونبه في نفس الوقت الى ان ما يقع اليوم في تونس سيكون له الأثر الواضح على عدد الطلبة الأفارقة الذين يختارون الجامعات التونسية كوجهة لهم من اجل الدراسة. وكشف أن عددا منهم قد بدأ في البحث على وجهات جديدة من اجل إنهاء مسارهم الدراسي. وعلى الأغلب لن تكون تونس بعد ما وقع مؤخرا في حق الأفارقة جنوب الصحراء، احدى الوجهات الأولى للطالب الإفريقي.
وللإشارة يدرس في الجامعات الخاصة التونسية ما يزيد عن 8 آلاف طالب وطالبة من دول أفريقيا جنوب الصحراء. وهو ما يمثل تقريبا 15% من مجموع الطلبة وسعت الجامعات الخاصة خلال السنوات الفارطة نحو مزيد استقطاب الطلاب من السوق الأفريقية.
وكشف محمد دمق رئيس الجامعة الوطنية للتعليم العالي الخاص في تصريح إعلامي، أن معدل الإنفاق السنوي للطالب الأفريقي يقدر بـ8 آلاف أورو- مصدر للعملة صعبةـ مؤكدا غياب أي جهد رسمي من أجل مساعدة الجامعات الخاصة على تعزيز تدفق الطلاب الأفارقة على الجامعات التونسية بينما تبذل دول أخرى جهودا كبيرة من أجل كسب رهان هذه السوق حسب قوله".
وقال دمق في نفس التصريح "نحن قلقون من تداعيات تنامي العنصرية على تدفق الطلاب الأفارقة على الجامعات الخاصة التونسية" مشيرا إلى أن عددهم تراجع فعلا من 12 ألف طالب سنة 2013 إلى 8 آلاف طالب فقط حاليا ." مشيرا الى ان الجامعات التونسية الخاصة قادرة على استيعاب بين 80 و100 ألف طالب من دول افريقية، يختارون تونس كوجهة لهم على خلفية توفر وتنوع التخصصات وباعتبار تقديم الجامعات التونسية الخاصة للدروس باللغة الفرنسية والانجليزية على حد السواء.
ريم سوودي
تونس-الصباح
البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية وما حمله من قرارات في شان تسوية وضعية الأفارقة جنوب الصحراء وخاصة الطلبة منهم، لم تطمئن الجزء الأكبر منهم كما لم تخفف من تخوفاتهم، خاصة بعد تسجيل حالات عنف آخرها أمس تمثل في اعتداء على طالب أمام احدى الجامعات الخاصة وفق ما أكدته جمعية الطلبة والمتربصين الأفارقة في تونس لـ"الصباح".
وذكر نفس المصدر أن الإشعارات التي تصل الجمعية تفيد انه يسجل اعتداء على طالب إفريقي على الأقل يوميا منذ أسبوعين.
هذا فضلا عن أن الخوف الذي زرع في نفوس الجالية الإفريقية تسبب في عودة جزء من الطلبة الى بلدانهم دون إنهاء السنة الجامعية، 30 طالب عادوا الى دولة الكوت ديفوار في رحلة الإجلاء الأولى، والعدد مرجح الى الارتفاع نظرا الى ان طلبات الترحيل متواصلة خاصة ان العائلات بدورها بصدد الضغط على دولهم من اجل جلب أبنائهم الذين أصبحوا معرضين للعنف وتم طرد بعضهم من المنازل التي يشغلونها. وأضاف المتحدث باسم جمعية المتربصين والطلبة الأفارقة في تونس، ان ما جاء في بيان "التدارك" لرئاسة الجمهورية لم ينعكس على الواقع حيث تواصلت الإيقافات والتضييق الأمني على الأفارقة جنوب الصحراء، حتى ان إجراءات تسوية الوضعيات المعلقة للطلبة او المتربصين أصبحت أكثر تعقيدا فسابقا كان يتم الاكتفاء بشهادة الترسيم وبطاقة الحضور الصادرة عن الجامعات لتمكين الطلبة من بطاقات الإقامة اليوم تم إضافة عقد الكراء وأصبح التعامل أكثر حدة داخل مراكز الأمن.
ونبه في نفس الوقت الى ان ما يقع اليوم في تونس سيكون له الأثر الواضح على عدد الطلبة الأفارقة الذين يختارون الجامعات التونسية كوجهة لهم من اجل الدراسة. وكشف أن عددا منهم قد بدأ في البحث على وجهات جديدة من اجل إنهاء مسارهم الدراسي. وعلى الأغلب لن تكون تونس بعد ما وقع مؤخرا في حق الأفارقة جنوب الصحراء، احدى الوجهات الأولى للطالب الإفريقي.
وللإشارة يدرس في الجامعات الخاصة التونسية ما يزيد عن 8 آلاف طالب وطالبة من دول أفريقيا جنوب الصحراء. وهو ما يمثل تقريبا 15% من مجموع الطلبة وسعت الجامعات الخاصة خلال السنوات الفارطة نحو مزيد استقطاب الطلاب من السوق الأفريقية.
وكشف محمد دمق رئيس الجامعة الوطنية للتعليم العالي الخاص في تصريح إعلامي، أن معدل الإنفاق السنوي للطالب الأفريقي يقدر بـ8 آلاف أورو- مصدر للعملة صعبةـ مؤكدا غياب أي جهد رسمي من أجل مساعدة الجامعات الخاصة على تعزيز تدفق الطلاب الأفارقة على الجامعات التونسية بينما تبذل دول أخرى جهودا كبيرة من أجل كسب رهان هذه السوق حسب قوله".
وقال دمق في نفس التصريح "نحن قلقون من تداعيات تنامي العنصرية على تدفق الطلاب الأفارقة على الجامعات الخاصة التونسية" مشيرا إلى أن عددهم تراجع فعلا من 12 ألف طالب سنة 2013 إلى 8 آلاف طالب فقط حاليا ." مشيرا الى ان الجامعات التونسية الخاصة قادرة على استيعاب بين 80 و100 ألف طالب من دول افريقية، يختارون تونس كوجهة لهم على خلفية توفر وتنوع التخصصات وباعتبار تقديم الجامعات التونسية الخاصة للدروس باللغة الفرنسية والانجليزية على حد السواء.